د. موسى إبراهيم:الفصائل الفلسطينية، والفصائل الليبية.
صفحة 1 من اصل 1
د. موسى إبراهيم:الفصائل الفلسطينية، والفصائل الليبية.
بينما تفلس فبراير وتنهار أخلاقياً وسياسياً وحتى عسكرياً، وترتبك معها المؤامرة الإقليمية والدولية( رغم ازدياد تشعباتها ودخولها لمرحلة جديدة من التخطيط والتآمر)، فإن قيادات وناشطي الصف الجماهيري الأخضر مازالوا يتخبطون في منافساتهم الضيقة، واختلافاتهم التكتيكية، ورؤاهم المتنازعة، تحت العديد من الدعاوى الفكرية والتحريرية( المبهجة لوناً والفارغة في مضمونها)، مما يؤدي إلى تقزيم القاعدة الجماهيرية، وتجزئة الصف الأخضر، وبالتالي فقدان الأمل في تحقيق أي انتصار سياسي أو ميداني في المستقبل. إنه انهيار للحلم والأمل في المشروع الأخلاقي الذي عاش ومات من أجله معمر القذافي والألوف المؤلفة من رفاقه وأبنائه ومحبيه.
لقد حاولنا من أواخر 2011، وحاول معنا عدة شخصيات قيادية سياسية وعسكرية واجتماعية، أن نجمع القلوب ونوحد السواعد والأيادي، ونؤسس لتنظيم سياسي واحد، أو على الأقل للجنة تنسيقية عليا للتنظيمات الموجودة حاليا، وكلما وصلنا إلى مستويات جيدة من تحقيق التنسيق، نفاجأ بروح وثقافة "الفصائل الفلسطينية المتناحرة" تسيطر على ضمائر وخطابات رفاقنا وقياداتنا في التنظيمات السياسية المتشرذمة. فتنتشر الاتهامات، وتتشعب التخوينات، وترتفع أصابع الاتهام نحو صدور رفاقنا وأهلنا وقياداتنا. إننا حقا نستعيد التجربة الفلسطينية الحزينة في المقاومة بتنظيماتنا وقياداتنا وتشرذمنا ونمثل نفس السيناريو الهزلي البائس لمجموعات المقاومة المتصارعة على مذبح المجد الزائل والأوهام المتلاشية.
تستعير هذه "الفصائل الليبية المتناحرة" من ميراث "الفصائل الفلسطينية المتناحرة" عوامل الهزيمة والفشل المستقبلي، وهي:
1. ادعاء الانتماء للقيم الوطنية نظرياً ومخالفتها عملياً، وخصوصا قيم الوفاء للرفقة وأولوية الوطن.
2.خطاب التخوين والقذف والتشكيك وتنامي العداوة تجاه الرفاق بدل العدو الحقيقي للوطن.
3. الانتماء المصغر للتنظيم السياسي بدل البلد والمشروع الفكري الكبير.
4. الفرح بالانجازات الحزبية الصغيرة مثل عقد مؤتمر، أو تنظيم ندوة، أو زيارة دبلوماسية عابرة.
5. الاحتراق اليومي في العمل الروتيني الصغير المختص بالتنظيم السياسي بدون معنى أو فائدة للوطن.
6. تنامي العداوة تجاه الرفاق من أبناء الصف الجماهيري بدل العدو الخارجي وعملائه بالداخل.
7. العجز عن تقديم أي مشروع حقيقي للمواطن والاكتفاء بالإحلام والأوهام.
8. توطين الاختلاف وتعميقه عبر الزمن حتى يصبح هو القاعدو وتصبح المطالبة بتوحيد الصف هي النشاز
9. الانتماء لقيادات سياسية مصغرة واعتبارها جزء من القيم والمبادئ والخروج عليها محرم.
10. الظهور بمظهر الفرقة والتشتت أمام الخصوم والأعداء مما يفقدنا قوة الاقناع ويجعلنا أصحاب باطل وليس أصحاب حق.
وتماماً مثل إخوتنا الفلسطينيين سنضيع في الشتات، ونتباكى على الأرض، ونكتب الأشعار، ونشتم بعضنا البعض، بينما عدونا الخارجي وعملاؤه يزدادون ضراوة وباطلاً.
يا أبناء الفاتح وأنصار الجماهيرية، في مواجهة المؤامرة العالمية الضخمة بكل أدواتها الفعالة الاعلامية والسياسية والمخابراتية والعسكرية، وبتورط أكبر دول العالم وأضخم الجيوش والأجهزة، لن نتمكن من تحرير ليبيا إلا بتوحيد جموع الشعب الليبي( بداية من أنصار الفاتح) وتجاوز الفرقة والخلاف نحو أفق الوحدة والتضامن والمقاومة الشاملة، وأن يكون لدينا مشروع واقعي على الأرض ينتمي إليه كل الليبيين( مشروع للتحرير والتنمية وليس للحكم)، وأن نرفض الانجرار نحو ثقافة التحزب والفصائل والتنظيمات المتصارعة من أجل أهلنا وأولادنا ومستقبل وطننا.
أرفضوا هذا العبث أيها الأحرار وادفعوا بأنفسكم وقياداتكم نحو توحيد الصف وتنسيق الرؤى وإلا استمر ضياع ليبيا في غوط الباطل.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34787
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» د. موسى إبراهيم:مؤتمرالحركة الوطنية الشعبية الليبية.
» الدكتور موسى إبراهيم يمثل الحركة الوطنية الشعبية الليبية، في الاحتفالية الدولية المناهضة للامبريالية
» تكذيب خبر استشهاد أحمد إبراهيم وخبر إلقاء القبض على موسى إبراهيم
» تكذيب خبر استشهاد أحمد إبراهيم وخبر إلقاء القبض على موسى إبراهيم
» مجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم المجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
» الدكتور موسى إبراهيم يمثل الحركة الوطنية الشعبية الليبية، في الاحتفالية الدولية المناهضة للامبريالية
» تكذيب خبر استشهاد أحمد إبراهيم وخبر إلقاء القبض على موسى إبراهيم
» تكذيب خبر استشهاد أحمد إبراهيم وخبر إلقاء القبض على موسى إبراهيم
» مجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم المجلس الانتقامي الليبي ينفي القاء القبض على موسى إبراهيم AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي