الفارس الليبي يكتب

ثائر مخمور أطلق رصاصة حرة أستقرت في رقبة نجل فنان رقص ليالي حتى الصباح على ذبح المبروك الحر وتقطيع أوصال الشوشان وتطاير أشلاء جبران ورفاقه في رتل قاريونس .
إذا كان هذا الثائر يفكر في الأنتقام لمجرد أصابة أبنه ،، فكيف حال الذين قتل أبنائهم ظلما بأحداثيات رفاقه الذين رسموا الطريق لرصاص قطري وإماراتي ، وصواريخ فرنسية بريطانية ، وسكاكين القادمين من كهوف قندهار وجبال درنة ؟
إذا كان هذا الفنان الثوري أسودت الدنيا في وجهه لرصاصة طائشة ،، فكيف كان يرقص لصواريخ الجراد وقذائف المدفعية الثقيلة والقنابل الذكية والغبية وهي تدك منازل أبوسليم وسرت وبني وليد وورشفانة والأصابعة والعوينية والقواليش والعجيلات وبدر والمنشية ؟
إذا كان هذا الكوميدي المطموس سابقا مستعد للغرق لمجرد مشهد عابر في مدينة كتب ميثاق حريتها برناردليفي بدماء جنود الفضيل والجويفي والمختار ،، فكيف كان يقهقه ملء شدقيه ويغنى حت بحت حنجرته لفبراير التي جعلت مليوني مشرد في مقابر دول الجوار وخيام الشتات وبراريك الزينقو ، وعشرات ألاف المعتقلين من الرجال والنساء والمعذبين صعقا وحرقا وطبخا ، والذين نهبت أملاكهم وأحرقت بيوتهم كما أحرقت أكبادهم ؟
مساهمة هذا الفنان الثائر ورفاقه في حرق مراكز الشرطة والأمن والثكنات العسكرية بحجة أنهم عبيد الطاغية ومرتزقة وكفار ، هي من حررت كل الرصاص العشوائي الذي قتل مايقارب 15 ألف عسكري وأعلامي وناشط في بنغازي وأصاب نجل عبدالكريم ، وربما أخرين في قادم الايام .
لسنا شامثين ولسنا عديمي خلق وضمير ، وقلوبنا على كل ليبي يسقط في هذه الفتنة ، ودعواتنا لإبنك بالسلامة ، لكن هناك كلام يجب أن يقال لأنه يحرق نفوسنا في صمت ، كتلك العجوز التي تنزل دمعتها في خيمة مهترئة بقرارة القطف ، ومع ذلك لم تتفوه بالإنتقام بقدر ماتدعو الله أن يهدي الضالين لسبل الرشاد ... 

[rtl]#الفارس[/rtl]

 الليبي