صحيفة الشروق التونسية تخصص حلقات يومية رمضانية عن سيرة القائد الشهيد
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صحيفة الشروق التونسية تخصص حلقات يومية رمضانية عن سيرة القائد الشهيد
نقلا عن وكالة الجماهيرية للأنباء أوج
باشرت صحيفة الشروق التونسية في نشر حلقات بقلم الكاتب التونسي النوري الصل عن القائد الشهيد معمر القذافي تحت عنوان “القذافي:رجل الأضواء… و«الأنواء»!”، حيث ستستمر هذه الحلقات خلال أيام شهر رمضان.
وأكد النوري في الحلقة الاولى من كتاباته والتي نشرت، امس الخميس، أن القائد الشهيد لازال يمثّل لغزا، ليس فقط لليبيين، بل للعالم أجمع، كما لا يزال مادة دراسة دسمة للمؤرخين والباحثين.
وأضاف “إنّها مسيرة سياسية ببعدها الخارجي، الدولي والإقليمي، تختزن وتختزل الكثير من الأحداث والمنعطفات السياسية على المستوى الخارجي يحتاج سردها وتحليلها إلى مجلّدات بتمامها وكمالها”، مشيراً إلى أنه سيعرج على أهمها في حلقات يوميةفي مسلسل الشروق الدولي على مدى شهر رمضان.
وكانت الحلقة الأولى على صحيفة الشروق التونسية كما يلي:
طموح بلا حدود
أدرك القذافي باكراً مقدار عطش العالم إلى الذهب الأسود فأطلق العنان لجموحه. لا احترام للقواعد والأعراف والمعاهدات الدولية. سيتغيّب عن المواعيد الرسمية ويترك ليونيد بريجنيف ينتظره. سيقطع محادثاته في الكرملين الشيوعي لأن موعد الصلاة قد حان.
سيستخدم منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاولة تمزيق ميثاقها ورميه أرضاً. سيأمر بخطف وزراء “أوبك” في 1975م. كان مصاباً بمتعة إذلال أعدائه. أمام الكاميرات وضع حذاءه قبالة وجه طوني بلير. وأمام الكاميرات تقدّم منه سيلفيو برلسكوني وقبّل يده. كوفي عنان دخل خيمته صاغرا و مرعوبا. سيرسل قواته إلى أوغندا لنجدة عيدي أمين. ستجتاح قواته جزءاً من الأراضي التشادية.
وفي بلدان قريبة وبعيدة كان يبتهج بإضرام النار في الرداء الأمريكي. يكره السوفيات لكنه لا يكره اقتناء اسلحتهم.
وللخيمة حكاية اخرى طويلة ظلت ترافقه في حلّه و ترحاله. سيحاول نصبها أمام قصور الرئاسة في العواصم التي يزورها. كادت الخيمة تطيح زيارته إلى روسيا لولا تدخل فلاديمير بوتين. رجل يعشق الثورة والإثارة …رجل يعشق “الأنواء” و الأضواء..على حد سواء. في مؤتمرات القمة خطف الأضواء بمواقفه الغريبة وبحركاته “المريبة” ومداخلاته التي يصعب توقع مضمونها.
في القمة العربية في دمشق خاطب الحاضرين قائلاً: “إن الدور سيأتي عليكم”. شيء ما في داخله كان يقول له إنّ أجراس نهاية الأنظمة الرسمية العربية بدأت تقرع.
تعامل كثيرون معه بوصفه مهرّجاً، أو جامحاً. لكنه كان اكثر من ذلك…كان “متمردا” على كل شيء…حتى على عروبته التي “ورثها” ذات يوم عن الزعيم جمال عبد الناصر.. . قبل أن يصاب بـ”اليأس”من العرب و يكفر بالعروبة و يختار التوجه إلى القارة السمراء..هناك أين نصبوه “ملك ملوك افريقيا”.
معمر القذافي هو بالنسبة إلى معارضيه نظام القذافي دكتاتوري وبالنسبة إلى السياسيين الذين تعاملوا معه هو شخصية متقلّبة و بالنسبة الى أنصاره هو زعيم ثوري ووحدوي…وبالنسبة إلى الزعماء الغربيين الذين التقوه من أجل نفط بلاده يبدون مجبرين على لقائه، وبالنسبة إلى من يؤمنون بنظرياته هو شخصية ذات رؤية و فكر، وبالنسبة إلى الرأي العام الغربي هو شخصية بعيدة غالباً ما تشوش حياتهم اليومية بسبب مطالب حاشيته واصراره على نصب خيمته ومواصلة حياته كما هي في الصحراء حتى اثناء زيارته لبلد اجنبي.
شخصية متعددة الوجود
نحن اذ امام شخصية متعددة الوجوه، كل يرى فيها قذافي خاصّا… شخصية تتراوح فيها صورة القذافي من النمطية العادية الى التطرف، ومن الاعجاب الى الكره والشجب، وتثير طريقة ادارته لصورته وتعامله معها الكثير من التساؤلات، عن الذي يدفع الرئيس الليبي الى اتباع طريقة مسرحية كهذه….نقد ومعارك مع حكام عرب… تمزيق ميثاق الامم المتحدة … محاضرات ولقاءات مع طلاب جامعات وشباب في القاهرة وباريس وايطاليا واليابان … هل هو الاعجاب المفرط بالنفس ام هو البحث الدائم عن مكان له في التاريخ؟ …ذلك التاريخ الذي حفر في كتبه الجنرال الايطالي غرزياني صورته واسمه ، كما حفر غزاة آخرون.
معمر القذافي … الذي ، حكم ليبيا، لفترة دامت قرابة 43 عاماً، لم يكن رجلا عاديا في أعين الجميع، البعض تصوره مجنوناً، وآخرون اعتبروه قائداً وزعيماً ، ولكن الجميع يجمعون الآن وبعد سنوات من الإطاحة به على أنه كان صاحب رؤية و مبدإ.
هو معمر محمد عبد السلام القذافي، ابن واحدة من أفقر الأسر البدوية في ليبيا…نشأ هناك في صحراء قاحلة، لكن، الفقر و الحرمان لم يضعفا طموحه…و جموحه…كيف عاش القذافي…و كيف صنع الثورة و الثروة؟…كيف وصل الى السلطة؟…اسئلة عديدة سنحاول التطرق اليها تباعا في حلقات رمضانية… فالى حلقة قادمة
باشرت صحيفة الشروق التونسية في نشر حلقات بقلم الكاتب التونسي النوري الصل عن القائد الشهيد معمر القذافي تحت عنوان “القذافي:رجل الأضواء… و«الأنواء»!”، حيث ستستمر هذه الحلقات خلال أيام شهر رمضان.
وأكد النوري في الحلقة الاولى من كتاباته والتي نشرت، امس الخميس، أن القائد الشهيد لازال يمثّل لغزا، ليس فقط لليبيين، بل للعالم أجمع، كما لا يزال مادة دراسة دسمة للمؤرخين والباحثين.
وأضاف “إنّها مسيرة سياسية ببعدها الخارجي، الدولي والإقليمي، تختزن وتختزل الكثير من الأحداث والمنعطفات السياسية على المستوى الخارجي يحتاج سردها وتحليلها إلى مجلّدات بتمامها وكمالها”، مشيراً إلى أنه سيعرج على أهمها في حلقات يوميةفي مسلسل الشروق الدولي على مدى شهر رمضان.
وكانت الحلقة الأولى على صحيفة الشروق التونسية كما يلي:
طموح بلا حدود
أدرك القذافي باكراً مقدار عطش العالم إلى الذهب الأسود فأطلق العنان لجموحه. لا احترام للقواعد والأعراف والمعاهدات الدولية. سيتغيّب عن المواعيد الرسمية ويترك ليونيد بريجنيف ينتظره. سيقطع محادثاته في الكرملين الشيوعي لأن موعد الصلاة قد حان.
سيستخدم منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاولة تمزيق ميثاقها ورميه أرضاً. سيأمر بخطف وزراء “أوبك” في 1975م. كان مصاباً بمتعة إذلال أعدائه. أمام الكاميرات وضع حذاءه قبالة وجه طوني بلير. وأمام الكاميرات تقدّم منه سيلفيو برلسكوني وقبّل يده. كوفي عنان دخل خيمته صاغرا و مرعوبا. سيرسل قواته إلى أوغندا لنجدة عيدي أمين. ستجتاح قواته جزءاً من الأراضي التشادية.
وفي بلدان قريبة وبعيدة كان يبتهج بإضرام النار في الرداء الأمريكي. يكره السوفيات لكنه لا يكره اقتناء اسلحتهم.
وللخيمة حكاية اخرى طويلة ظلت ترافقه في حلّه و ترحاله. سيحاول نصبها أمام قصور الرئاسة في العواصم التي يزورها. كادت الخيمة تطيح زيارته إلى روسيا لولا تدخل فلاديمير بوتين. رجل يعشق الثورة والإثارة …رجل يعشق “الأنواء” و الأضواء..على حد سواء. في مؤتمرات القمة خطف الأضواء بمواقفه الغريبة وبحركاته “المريبة” ومداخلاته التي يصعب توقع مضمونها.
في القمة العربية في دمشق خاطب الحاضرين قائلاً: “إن الدور سيأتي عليكم”. شيء ما في داخله كان يقول له إنّ أجراس نهاية الأنظمة الرسمية العربية بدأت تقرع.
تعامل كثيرون معه بوصفه مهرّجاً، أو جامحاً. لكنه كان اكثر من ذلك…كان “متمردا” على كل شيء…حتى على عروبته التي “ورثها” ذات يوم عن الزعيم جمال عبد الناصر.. . قبل أن يصاب بـ”اليأس”من العرب و يكفر بالعروبة و يختار التوجه إلى القارة السمراء..هناك أين نصبوه “ملك ملوك افريقيا”.
معمر القذافي هو بالنسبة إلى معارضيه نظام القذافي دكتاتوري وبالنسبة إلى السياسيين الذين تعاملوا معه هو شخصية متقلّبة و بالنسبة الى أنصاره هو زعيم ثوري ووحدوي…وبالنسبة إلى الزعماء الغربيين الذين التقوه من أجل نفط بلاده يبدون مجبرين على لقائه، وبالنسبة إلى من يؤمنون بنظرياته هو شخصية ذات رؤية و فكر، وبالنسبة إلى الرأي العام الغربي هو شخصية بعيدة غالباً ما تشوش حياتهم اليومية بسبب مطالب حاشيته واصراره على نصب خيمته ومواصلة حياته كما هي في الصحراء حتى اثناء زيارته لبلد اجنبي.
شخصية متعددة الوجود
نحن اذ امام شخصية متعددة الوجوه، كل يرى فيها قذافي خاصّا… شخصية تتراوح فيها صورة القذافي من النمطية العادية الى التطرف، ومن الاعجاب الى الكره والشجب، وتثير طريقة ادارته لصورته وتعامله معها الكثير من التساؤلات، عن الذي يدفع الرئيس الليبي الى اتباع طريقة مسرحية كهذه….نقد ومعارك مع حكام عرب… تمزيق ميثاق الامم المتحدة … محاضرات ولقاءات مع طلاب جامعات وشباب في القاهرة وباريس وايطاليا واليابان … هل هو الاعجاب المفرط بالنفس ام هو البحث الدائم عن مكان له في التاريخ؟ …ذلك التاريخ الذي حفر في كتبه الجنرال الايطالي غرزياني صورته واسمه ، كما حفر غزاة آخرون.
معمر القذافي … الذي ، حكم ليبيا، لفترة دامت قرابة 43 عاماً، لم يكن رجلا عاديا في أعين الجميع، البعض تصوره مجنوناً، وآخرون اعتبروه قائداً وزعيماً ، ولكن الجميع يجمعون الآن وبعد سنوات من الإطاحة به على أنه كان صاحب رؤية و مبدإ.
هو معمر محمد عبد السلام القذافي، ابن واحدة من أفقر الأسر البدوية في ليبيا…نشأ هناك في صحراء قاحلة، لكن، الفقر و الحرمان لم يضعفا طموحه…و جموحه…كيف عاش القذافي…و كيف صنع الثورة و الثروة؟…كيف وصل الى السلطة؟…اسئلة عديدة سنحاول التطرق اليها تباعا في حلقات رمضانية… فالى حلقة قادمة
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
larbi-
- الجنس :
عدد المساهمات : 14309
نقاط : 33523
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
. :
. :
رد: صحيفة الشروق التونسية تخصص حلقات يومية رمضانية عن سيرة القائد الشهيد
لن ينجب التاريخ رجﻵ مثله
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51430
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
رد: صحيفة الشروق التونسية تخصص حلقات يومية رمضانية عن سيرة القائد الشهيد
في الحلقة الثانية من مسلسل الشروق التونسية.. الزعيم الراحل معمر القذافي “شخصية استثنائية”
في الحلقة الثانية من مسلسل الشروق الرمضاني الذي خصصه للحديث عن الزعيم الراحل معمر القذافي، وصفه الكاتب النوري الصل بالشخصية الاستثنائية في كل شيء، اختار لها اسما اقتبسه قصته (الزعيم الراحل معمر القذافي) الأدبية المشهورة «الفرار إلى جهنم».
وقال الكاتب في مقاله :
منذ المشهد الأول في قصته ، كانت كل المؤشرات تؤكد أننا ازاء شخصية استثنائية في كل شيء… كان الرجل أكبر من مجرد بطل سينمائي، بدأ مشهد مجيئه من غياهب الصحراء إلى سدة الحكم دراميًا…
ربما لم يعلق بأذهان الكثيرين من فصول هذا المشهد الممتد إلا مسلسل تصاعد الأحداث خلال الأحداث الدامية التي عاشتها ليبيا في مارس 2011 عندما وقف يخطب قائلا «الذين ماتوا في المظاهرات سوف يندمون أشد الندم»، «انزلوا الليلة.. بداية من الغد، إلى الأمام، دار دار، بيت بيت، زنقة زنقة»، التقطت وسائل الإعلام تلك العبارات ولكن التاريخ كان كفيلا بأن يثبتها بالمواقف ويسجلها في طياته.
وفي هذا التاريخ ثمة ما يجيز النظر الى الرجل الذي حير العالم خلال مدة حكمه بطريقة مختلفة، بطريقة تراقب الرياح التي تهب على رأسه منذ شب عن الطوق، ومنذ انفجار تلك المتغيرات التي عصفت به وبمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لكن هذه المتغيرات تفصح في الوقت نفسه عن الكثير من المواقف والملابسات والأسرار.
بدأت حياة القذافي واسمه الكامل معمر عبد السلام أبو منيار، من قرية « جهنم» التي رأى النور بها عام 1942 ، والتي اختار تخليدها في قصته الأدبية المشهورة «الفرار إلى جهنم» .
كانت أسرته تعمل في الزراعة وتربية المواشي، هنا عاش القذافي في ظل ظروف قاسية، كان صبيًا خجولا وشديد الأدب وخدومًا، وكان لأبويه ثلاث بنات وولدان غير معمر ماتا بالحمى قبل أن يولد هو، هذا ما يرويه قذاف الدم الذى لازمه منذ الابتدائية، وشارك معه في التحضير لثورة الفاتح من سبتمبر، وظل معه حتى افترقا مع الأيام الأولى لأحداث 2011، وكان الصبى مجتهدًا دراسيًا حتى أنه تم نقله من الصف الثالث الابتدائي إلى الصف الخامس مباشرة، وانتقل مطرودا من ولاية فزان إلى طرابلس بسبب آرائه السياسية ليستكمل دراسته الثانوية في مدينة مصراتة وفق ما جاء في مذكرات قذاف الدم.
في روايته «الفرار الى جهنم» كتب القذافي عن نفسه قائلا :» بدوي فقير تائه لا يحمل حتى شهادة الميلاد… عصاه على كتفه لا يقف أمام الإشارة الحمراء… ويخاصم الشرطي ولا يخشاه… ويأكل بلا غسل يديه… ويطب ما يعيقه في سيره برجله حتى ولو أصاب به واجهة متجر زجاج… أو وقع على وجه عجوز شمطاء… أو حطم نافذة بيت أبيض جميل. لا يعرف طعم الكحول ولا حتى البيبسي كولا او صودا .. يبحث عن ناقة في ميدان الشهداء وفرس في الساحة الخضراء… ويحوش الغنم من ميدان طمسون .هذه الجموع التي لا ترحم حتى منقذيها أحس أنها تلاحقني… تحرقني حتى وهي تصفق احس أنها تطرق، أنا بدوي ، أمي ، لا أعرف حتى صنعة الزواق ولا أعرف حتى معنى المجاري … وأشرب ماء المطر وماء البئر بكلتا يدي… وأصفي يرقات الضفادع بطرف عباءتي، ولا اتقن السباحة لا على بطني ولا على ظهري ، ولا أعرف شكل النقود، ولكن كل من يقابلني يطلب مني شيئا من تلك الأشياء مع أني أعطيته الكثير منها… فأنا لا أملكها في الحقيقة ولكن خطفتها من أيدي اللصوص ومن أفواه الفئران ومخالب الكلاب ووزعتها على أهل المدينة باسم فاعل خير قادم من الصحراء».
لم تكن بداية هذا الرجل القادم من الصحراء، من حيث النشأة والأسرة، تنبئ بمولد زعيم لليبيا، ولكن هذه النشأة نفسها هي التي ساهمت على ما يبدو في نحت شخصية استثنائية في كل شيء… في مواقفه وأقواله وخطاباته…وحتى في مظهره، وفي ألقابه إنه ملك ملوك افريقيا وعميد الحكام العرب والزعيم الليبي وقائد الثورة معمر القذافي.
يقول الشاعر نزار قباني في مقال قديم كتبه عن القذافي لإلقاء الضوء عليه في بداية توليه الحكم: »ان العالم العربي دخل مرحلة الكهولة ….لذلك فهو لا يفهم طفولة معمر القذافي، والعالم العربي متعصب للنثر ، لذلك فهو لا يفهم شاعرية القائد الليبي.
يتصوره البعض شيخا من مشايخ الطرق الصوفية ، ويتصوره البعض واحدا من جماعة اخوان الصفاء، ويتصوره البعض تلميذا مشاغبا يمد لسانه لجميع المدرسين، ويتصوره البعض مراهقا سياسيا يرمي الحجارة على شبابيك كل المدن بما في ذلك ايرلندا والفلبين ، ويتصوره البعض ولدا خارجا على طاعة أبويه وتقاليد القبيلة وآداب الأكل بالشوكة والسكين .
إن القذافي، كما يقول قباني، ليس زعيما كلاسيكيا ليناقش بطريقة النقد الكلاسيكي ، وليس تمثالا محدد القسمات في متحف الشمع العربي، إنه ظاهرة استثنائية ، كالبرق، والرعد، ورياح الخماسين… وعلى هذا الأساس يجب أن ندرسه ».
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34791
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
الحلقة الرابعة من سلسلة القائد الشهيد على الشروق … القذافي والعمل السري
في نهاية الخمسينات بدأت فكرة الاطاحة بالملك ادريس السنوسي تخامر الطالب معمر القذافي كان عمره في ذلك الوقت 17 عاما او اقل قليلا، في ذلك الوقت كان القذافي يحمل رتبة ضابط عسكري كان يستخدم سيارة “الفولكس فاغن” التي كان يملكها في تنقلاته لزيادة عدد “الخلايا المدنية”، بعد أن قام وهو في الكلية الحربية بدخول مرحلة تشكيل “الخلايا العسكرية”، التي ساعدته في الإطاحة بالنظام القديم، لكن زملاءه الضباط الذين قاموا معه بـ”الثورة” كانت لديهم طموحاتهم في الحكم أيضا، فقرر التخلص منهم، من خلال إعادتهم إلى معسكراتهم أو الزج بهم في السجون، أو كما يقول قذاف الدم “كان قاسيا معهم”.
يحكي الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، في كتابِهِ “قِصَّة الثورة”، أنهُ من المستحيل تحديد يوم بعينِهِ لبدايةِ الثورةِ، كما هو الحال في أيَّة ثورة، لا يمكن تحديد بداية لها؛ عكس الانقلاب، الذي هو “خاطِرة طارئة، تطرأ على خاطر القادة الكبار”.
وقال في رد على سؤال عن مقولة أن الثورة قد تقضى أحيانا على بعض من شاركوا فيها ان ذلك يحدث بكل أسف كما أنه قد تحدث أخطاء ومغالطات وخيانة وسوء فهم.
وأضاف أنه بعد قيام الثورة فى ليبيا حدثت مثل هذه الاشياء كالضباط الكبار الذين رفضوا أن يكون بمجلس الثورة ضباط صغار رغم أنهم انضموا فى أخر وقت الى الثورة وهؤلاء الضباط الصغار لهم الاقدمية الثورية كما أن هناك من انحرف عن الثورة وهناك من تآمر وخان. كما كشف القذافى عن أسرار الخلاف الذى نشب بعد قيام الثورة من جانب بعض الضباط الكبار الذين ضمهم للحركة قبيل اندلاعها وقال ان هذا الخلاف كان يرجع الى أن بعض هؤلاء الضباط الكبار كانوا يرون أن مجلس قيادة الثورة يضم ضباطا أقل منهم رتبة.
عشر سنوات من العمل السري، تطلّبتها المرحلةُ التحضيرية لإنطلاق ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969م، التي يصفها القذافي قائلا بأنها كانت”مشقة ثقيلة وقاتلة 4000 يوم كل يوم منها مرٌ بي ومررت به وفي كل ساعة من ساعاته توقعات مخيفة وفي كل ليلة وكل يوم أشباح مفزعة.
استُهِلَّت الاجتماعات لوضع منهج يُغطي جميع عناصر وأدوات الثورة على حكم الملك ادريس السنوسي في ليبيا، في مدينة سبها؛ حيث تكوَّنت أول لجنة قياديَّة في المدرسة الثانوية.
تم تجهيز أول مظاهرة في سبها، 5 التمور من عام 1961م، قادها القذافي، ومعهُ عدد من العناصر. كانت أجواء المظاهرة عروبيَّة خالِصة، حيث طالبت بالوحدة العربية بعد انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر.
لكن هذه المظاهرة العروبية الخالصة، لم تناد فقط بالوحدة والتحرير بل سرعان ما تحولت الى مظاهرة ضد نظام الحكم القائم، وبدا أن ما توقعه البعض بأن تكون مجرَّد عمليَّة عفويَّة ، أو حركة عابِرة ؛ قد فجّر صداما عنيفا مع السُلطات الأمنية القائمة هناك.
ألقت هذه السلطات القبض على القذافي، واقتادته إلى داخل مكتب التحقيقات في المبنى المكتوب على واجهته المملكة الليبية المتحدة – ولاية فزان – قوة بوليس فزان. وقال له المحقق وفق ما ينقله قذاف الدم في مذكراته: “أنت كنت تقود المظاهرة، والمحضر يثبت هذا.. ومصيرك السجن. قل لي ماذا تريد من هذه الأعمال التي تقوم بها. المفيد لك هو أن تراجع دروسك”.
لكن الولاية فوجئت بعد ذلك بـ”تورط” الطالب نفسه في التحريض على مظاهرة أكبر من الأولى، في صورة جنازة رمزية للمناضل الأفريقي باتريس لومومبا (كان أول رئيس وزراء منتخب للكونغو أثناء الاحتلال البلجيكي لبلاده) والذي قتل عام 1961م.
ليتقرر اثر ذلك منعه من الدراسة والإقامة في فزان. حيث تم ترحيله في أول شاحنة ذاهبة إلى الشمال الليبي..
يقول القذافي «كانت هذه المظاهرة السبب في طردي من المدرسة بل ومن اقليم فزان كله. فمظاهرة اكتوبر اظهرت قدرتي على تعبئة الجماهير في أي وقت وكانت مظاهرة منظمة تحتوي على 4 آلاف شخص تطوف بشوارع سبها حتى القسم الداخلي».
انتقل القذافي بعد هذه المظاهرة – التي تعرَّض خلالها للتحقيق من قبل السلطات الأمنية في ولاية فزان – إلى مدينة مصراته للدراسة بها، لكن القذافي لم يكتف هناك فقط بالدراسة بل عمل أيضا على إنشاء المزيد من المجموعات والخلايا الثوريَّة.
في مصراتة وقف القذافي شاهدا على وحشية الاستعمار الايطالي وقسوته، وبدأ يتردد من حين الى آخر أيضا على العاصمة طرابلس، هنا اكتشف القذافي القواعد الأجنبية الموجودة في ليبيا، وشكل «الخلايا المدنية» من الطلاب، فأصبحت لديه كما يتذكر قذاف الدم مجموعات في سبها وأخرى في مصراتة، ثم طرابلس، وغيرها من الضواحي والقرى، بما فيها سرت، مسقط رأسه. لكنه بدأ يفكر في تشكيل «خلايا عسكرية» أو «تنظيم عسكري»، وهو يتأهب للانتهاء من دراسته الثانوية والالتحاق بالكلية الحربية في بنغازي.
هذه هي الظروف والأقدار والتحوّلات ، التي وضعت هذا «البدوي» الطامح ورفاقه في فوهة أحداث عاصفة، دون أنْ يراكم مع رفاقه أيّاً من أنواع الخبرة والنضج السياسي والذاتي، فهم فتية لا يملكون غير الحماس يومذاك؛ لكن هل الحماس وحده كاف للوصول الى السلطة؟
من الواضح أن هناك عوامل أخرى ساعدت على ذلك تكتشفونها في الحلقة القادمة
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34791
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: صحيفة الشروق التونسية تخصص حلقات يومية رمضانية عن سيرة القائد الشهيد
ثورة الفاتح كانت ثوره بكل ما تعنيه الكلمه، ثوره اطاحت بكل ما هو باطل فكان العرف والدين شريعة للمجتمع والمؤتمرات واللجان هي الوسيله الوحيده لنحقيق مبداء الشورى وشركاء لا اجراء والطفل تربيه امه والقبيله مظله اجتماعيه للفرد، والعامل القومي هو المحرك الاساسي للتاريخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشهادة اعداء ثورة الفاتح، كان القران الكريم هو المصدرالوحيد للتشريع بما يصل الى 95% من كل القوانين التي سنها مؤتمر الشعب العام وال 5% كانت بما لايتعارض مع الكتاب والسنه وهي الفسحه التي اعطاها الله لعباده.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
استمروا
gandopa-
- الجنس :
عدد المساهمات : 8744
نقاط : 23466
تاريخ التسجيل : 03/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
مواضيع مماثلة
» صحيفة الشروق التونسية : ضربة أمريكية فرنسية قريبة للجماعات المسلحة في ليبيا انطلاقا من القاعدة العسكرية برمادة
» المعركة ضد المقملين
» الشروق التونسية:رسالة الجزائر:لـ«فرملة» زحف «الدواعش» على دول الجوار:قريبا...تدخل دولي عسكري في ليبيا !
» الشروق التونسية:مقاتلتان مصريتان تدكّان معاقل «أنصار الشريعة» بطرابلس: نجاة «أبوعياض» و«بلعور» من القصف
» حفتر يعلن استعداده للتعاون مع إسرائيل
» المعركة ضد المقملين
» الشروق التونسية:رسالة الجزائر:لـ«فرملة» زحف «الدواعش» على دول الجوار:قريبا...تدخل دولي عسكري في ليبيا !
» الشروق التونسية:مقاتلتان مصريتان تدكّان معاقل «أنصار الشريعة» بطرابلس: نجاة «أبوعياض» و«بلعور» من القصف
» حفتر يعلن استعداده للتعاون مع إسرائيل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي