استعمار ليبيا يكشف الجرائم الأمريكية... العربية... الأطلسية ضد الإنسانية
صفحة 1 من اصل 1
استعمار ليبيا يكشف الجرائم الأمريكية... العربية... الأطلسية ضد الإنسانية
استعمار ليبيا يكشف الجرائم الأمريكية... العربية... الأطلسية ضد الإنسانية
عاد الاستعمار ينهش أجزاء من الوطن العربي ويفتته ليسطو على الثروات والمقدرات، هاهي ليبيا تدخل دائرة الفراغ، تتربص بها شركات دول '' الناتو '' المتلهفة لاقتطاع حصتها من الحرب الدائرة منذ أشهر. لقد ذرف كل حر دموع الحزن والوداع على دولة كانت تتمتع بالسيادة؟ هل ما أنجزه ''ثوار الخزي الناتو'' في ليبيا نصراً ديمقراطياً أم أنه اختزال للدولة بمجموعات تستقوي بأسلحة '' الناتو '' الذي بات همه النفط والغاز بعد أزمات دوله الاقتصادية ووصولها إلى نقطة من الهبوط المالي أصبح من الصعب عليها التعويض، فصاغت لنفسها مقدمة لغزو واحتلال ليبيا، فيها خليط من الديمقراطية وحقوق الإنسان المزيفين،
وهشمت كل ما وجدته من قيم لشعب واحد تمزق بعد أن أحدثت مخططات القتل شرخاً يحتاج أزماناً لإصلاحه. سقطت طرابلس بيد '' ثوار الناتو '' والأكثر وضوحاً أن دول العدوان هي الأحوج لثورة ليبيا، تعطيهم حرية مأجورة يتخللها دماء وتخريب بين الإخوة، ويعطونها أرضاً غنية بالثروات تكفيها لسد رمقها، ودولة مجردة القرار تتقاذفها أمواج من سيكون صاحب الحكم وفقاً لنظرية الغرب الديمقراطية، وكيف هي هيئة القانون والدستور الجديدين، أزمة مغلفة على شكل هدية لا تقدر بثمن لدول الاستعمار الجديد العاملة لتجريد الدول من حقها الطبيعي بالسيادة. دخلت ليبيا مرحلة الضياع كما سبقها العراق الذي يحاول النهوض بعد غزو أمريكا وحلفائها وتدمير كل أجزاء العراق، وكما جرت العادة يخلي العرب الساحة ويعطون للغزاة صك البراءة من الجرائم، وصك الاغتناء والتحكم بالمصير ربما مقابل لقيمات سياسية أو اقتصادية. فمنذ أوكل الحسم الديمقراطي في ليبيا لقوات الناتو، قرأنا مرسوم الحداد على بلد عمر المختار، لأن جرائم الناتو تحفظها الأجيال، وأيضاً الدول الاستعمارية وملحقاتها المنخرطة فيه. والسؤال الواجب طرحه الآن هو: متى سيتوقف حلف الناتو عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء الليبيين؟ متى سيدرك الناتو أنه ارتكب خطأً قاتلاً بغزو واحتلال ليبيا وانحيازه إلى جانب من يسمون '' الثوار '' (الذين بمعظمهم ليسوا ليبيين)؟ ومتى سيتوقف الناتو عن إهدار مئات ملايين من دولارات دافعي الضرائب في بلادهم على قصف بلد يقف شعبه مع قائده؟ يعاني الناتو من مشكلة عويصة تزداد سوءاً بمرور الوقت: إنه ليس أكثر من منظمة مزيفة تشبه الكذبة تجاوزت منذ زمن بعيد المثاليات التي تأسست من أجلها. فما مدى شرعية مثل هذا الأمر؟ هل قام مواطنو الدول الأعضاء في الحلف بالتصويت لصالح سيطرة الناتو على دولهم؟ لو كان الجواب بالنفي، إذاً لماذا يسيطر الحلف على سياسات تلك الدول؟ ولماذا يتولى هو إنفاق أموال مواطنيها؟ هل يعلم مواطنو المملكة المتحدة على وجه الدقة كم ينفق رئيس وزرائهم دايفيد كاميرون أسبوعياً على قصف المدنيين في ليبيا إضافة إلى استهداف مصادر المياه والكهرباء '' لكسر '' إرادة الشعب الليبي؟ على البريطانيين أن يسألوا أنفسهم ورئيس وزرائهم ثم يقرروا ماذا يجب أن يفعلوا، أليس كذلك؟ أم أن ديمقراطية الغرب لا تسمح بذلك؟!! هل عرف مواطنو بريطانيا وفرنسا ما قاله البيت الأبيض قبل أن يحاول النأي بنفسه عن هذا الخرق الفاضح للقانون الدولي والمتمثل بغزو واحتلال ليبيا دون حتى تفويض صريح من مجلس الأمن؟ لكن لماذا لا يعرفون بأن تدخل الناتو من وجهة نظر أمريكية يعني عدم إهدار أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وعدم التضحية بحياة الجنود الأمريكيين في المعارك وفي هذه الحالة ستدفع شعوب أوروبا ثمن الحملة كما سيدفع جنود الناتو حياتهم ثمناً لها. نعم، هذا بالضبط ما صرح به البيت الأبيض بخصوص الحملة ضد ليبيا. فالتدخل الغربي في ليبيا يجسد الإمبريالية الإنسانية التي تتذرع بها الديمقراطيات الغربية على الدوام، والتعامي المقصود والمتعمد الذي تمارسه وسائل إعلام غربية كبرى إزاء الأفكار المتخلفة الجيو استراتيجية التي تتمسك بها وتطبقها القوى العظمى. فالديمقراطيات الغربية المنافقة تتقن فن تحويل الجهادي إلى ديمقراطي، والإسلامي الإرهابي إلى إسلامي معتدل صديق للغرب عندما يلزم الأمر، فيما يبدو الغرب يعيد تحريك الرهان الأفغاني في ليبيا، التحالف مع أعداء الغد لمحاربة أعداء اليوم، هكذا مضى في مساره مع تواطىء ومؤامرة بعض أعضاء الجامعة العربية للإيحاء بأن العالم العربي يقف خلف التدخل الغربي في ليبيا. علماً أن هذا الغرب وجامعة الدول العربية المخزية، صمّ آذانهما وتعاما عما جرى في البحرين التي استعانت بالقوات السعودية لقمع وسحق ثورة شعبية تطالب فقط بالإصلاحات، بل إن الغرب بارك هذا القمع الذي رافقه صمت إعلامي قاتل. الآن وبغض النظر عما تنقله وسائل الإعلام الغربية ومن يدور في فلكها عن تطورات الوضع في ليبيا، تملك وسائل الإعلام الروسية (ومنها صحيفة البرافدا) مصادر موثوقة داخل ليبيا وعلى خطوط المواجهات، وأنا شخصياً تعاطيت مع الملف الإفريقي والسياسات الدولية تجاه إفريقيا لسنوات طويلة. لذلك كيف يمكن لمحطة سكاي نيوز على سبيل المثال أن تصف المتمردين بـ '' ثوار العار'' معظمهم ليسوا سوى مرتزقة مدعومين من الناتو، فلماذا يقوم الناتو بتسليح إرهابيين؟ لماذا يتدخل ويتورط في نزاع دولي هو من بدأ به أو كان المبادر له؟ ولماذا يدعم الإرهابيين ضد حكومة ليبيا الشرعية؟ لماذا يدعم الناتو المتطرفين من القاعدة ً وحركة الإخوان؟ هل رئيس وزراء بريطانيا متطرف عرقياً؟ هل أوباما كذلك؟ هل الرئيس الفرنسي متطرف عرقياً؟ ألم يسمع قراؤنا الأعزاء أو يقرؤوا عن الإرهابيين الذين كانوا يذبحون أصحاب البشرة السوداء في الشوارع معلنين أنهم يريدون مناطق خالية من الملونين في أمريكا وسواها من دول الغرب المتحضر؟ إن الإرهابيين الليبيين لا يختلفون أبداً عن أولئك العنصريين أشباه هتلر وأتباعه من النازيين الجدد. وهذه أيضاً بعض الحقائق التي يعرفها العالم لكنه يريد تجاهلها لأنه لا يملك شجاعة مواجهة الحقيقة. إن الناتو يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، والعقيد القذافي يتمتع بشعبية كبيرة في بلاده، إن الناتو يقتل المدنيين ويقوم بذلك عمداً فقنابله '' ذكية '' وتعرف من تقتل، لقد قتلت طائرات الناتو ثلاثة أحفاد لمعمر القذافي. ودول الناتو تهدر ملايين الدولارات يومياً على هذه الحرب لنهب نفط ليبيا. إن من يديرون الناتو يعلمون جيداً أنهم قتلة لذلك يتصرفون بيأس ويقومون باستهداف مصادر حياة الناس من محطات مياه شرب وكهرباء حتى يكسروا إرادة الشعب الليبي لكنهم لم ولن ينجحوا في ذلك. والآن إذا لم يكن كل ما يقوم به الناتو من جرائم شراً، فما الإسم الذي نطلقه على ما يقوم به في ليبيا إذاً؟!!..إنه الاستعمار الجديد، وبشكل جديد، وبوجوه جديدة، هذه هي الحقيقة القاسية التي سيكون الشعب الليبي في مواجهتها ليل نهار، لقد غزاه الأطلسي وبموافقة شرذمة من العملاء والخونة والمتآمرين بالداخل والخارج، أما الأطلسي سيقوم مستقبلاً بمحاسبة مع مفعول رجعي لكل الذين لم يستأذنوه بإسقاط زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وسيعاود إفهام من لم يفهم بأن إزالة الأنظمة أو تثبيتها لا يتمّان إلا بأمره، وبإرادته وبعلمه، وبحسب ما يرغب هو، وبالطريقة التي يحددها. لقد استهدفت قوات الناتو إمكانات ليبيا المادية واليشرية، وارتكبت عدة مجازر شنيعة بحق المدنيين، دون أن تحرك ساكناً في مشاعر الغرب. إذاً لا يجب أن يفاجأ أحد من رؤية الولايات المتحدة الأمريكية ترسي قواعدها العسكرية على الأراضي الليبية، وإذا رأى جزءاً كبيراً من الصناعات الليبية وقد تمت خصخصتها لصالح الشركات الغربية الكبرى في غضون الأشهر القادمة. وهاهو رئيس مجلس اللا وطني الانتقالي الذي لا تعرفه لا شعوب إفريقيا ولا شعوب آسيا ولا أوروبا، اللهم باستثناء ثوار الخزي الناتو صنيع أمريكا وفرنسا وبريطانيا، هذا الخائن حسب القبائل الليبية الشريفة، أعلن بالفم الملآن ودون أن يطلب منه أحد أن يركع في اليوم الأول لغزو طرابلس، أن الدول التي دعمت الثورة الليبية سوف تعطى كل الامتيازات. لقد قيل قديماً أن الثورة تأكل أبنائها، والواقع أنها تاكل كل شيء في طريقها إذا كانت انتصرت بدعم أجنبي كما وقع في ليبيا، لأنه ليس لدى الدول الكبرى '' مكرمات '' وإنما فواتير يجب دفعها سابقاً ولاحقاً. ولأن الفواتير كبيرة للغاية فإن الثورة قد تقتل شعبها وليس فقط رفاق السلاح، وتدمر اقتصادها وتسمح للإنتهازيين والخونة بسرقة نفطها وغازها ومواردها الطبيعية. فعملية غزو واحتلال ليبيا، ليست سوى بداية الطريق في رحلة الناتو الطويلة لغزو إفريقيا عسكرياً، الغرب يخوض حرباً باردة مع الصين، إيران، إفريقيا، وعلى الشعب الليبي دفع الثمن مع تعامي الرأي العام الغربي المتعمد، فإذا كان من الصعب التمتع بإسقاط نظام ما فإنه من الإجرام التذرع بهذا السقوط لقصف وغزو وتدمير بلد وشعب وحضارة. والحرب العراقية حاضرة بقوة هنا للتذكير بأن التصريحات الغربية تخفي نوايا سيئة ومبيتة، فالجرائم تحل محل الوعود، والقبور تفتح لاستقبال ضحايا هذه الجرائم، والتدخلات الغربية، تحمل على الدوام المزيد من اليأس وتضيف المزيد من الألم والإحباط إلى مآسي الشعوب. ومن الصعوبة بمكان أن يتخيل الغرب عالماً بدونه... وهو على استعداد دائم للقيام بأي شيء لفرض وجوده وقواعده أياً كان الثمن. أما أمة العرب، فيقفون كاليتامى في عرس أمهم، ومنهم من يعتبر نفسه صاحب الفضل أو المساهم في احتلال ليبيا، كإمبراطورية قطر، وهي أقل من قزم سينساها التاريخ مثلما قزمتها الجغرافيا. ولابد أن يؤمن صاحب قناة الفتنة والتجزئة الصهيونية، أن من الشعب يستمد الحاكم سلطانه أو يسقط، وأنت شعبك بينك وبينه مسافات وكره عميق، ولن تحميك القواعد الأمريكية من غضبة الأحرار القطريين، أما للعرب اليتامى، أقول، أما آن لكم أن تتقوا شرّ الثقة بالغرب وتوليه أموركم، كم مرة تريدون أن تلدغوا من هذا الجحر بالذات...؟ منذ مباحثات حسين مكماهون وسايس بيكو... مع اتفاقيات الحماية والوصاية والاستعمار بكل أشكاله... وجريمة اغتصاب فلسطين يتبعها تاريخ من المكر للعرب... مروراً بحرب يونيو وما تبعها إلى مسلسل حرب الخليج... وليس انتهاء بغزو العراق وما تنضح به الوقائع في لبنان وفلسطين وغيرها. فليبيا بكل ما فيها... بكل من فيها...على أبواب الجحيم الاستعماري، لا يعرف إلا الله مصيرها... والمتسرعون المستعجلون الذين أعلنوا النصر قبل أوانه كما فعلوا يوم العراق... ستفاجئهم كبائر الأمور حول مستقبل ليبيا والعرب والمنطقة كما فاجأهم القذافي حياً !! بعد أن فبركوا ليوم ونصف نهايته وأولاده.
لطفي الشامي
http://www.newsmc.info/portal/news.php?action=view&id=4088
عاد الاستعمار ينهش أجزاء من الوطن العربي ويفتته ليسطو على الثروات والمقدرات، هاهي ليبيا تدخل دائرة الفراغ، تتربص بها شركات دول '' الناتو '' المتلهفة لاقتطاع حصتها من الحرب الدائرة منذ أشهر. لقد ذرف كل حر دموع الحزن والوداع على دولة كانت تتمتع بالسيادة؟ هل ما أنجزه ''ثوار الخزي الناتو'' في ليبيا نصراً ديمقراطياً أم أنه اختزال للدولة بمجموعات تستقوي بأسلحة '' الناتو '' الذي بات همه النفط والغاز بعد أزمات دوله الاقتصادية ووصولها إلى نقطة من الهبوط المالي أصبح من الصعب عليها التعويض، فصاغت لنفسها مقدمة لغزو واحتلال ليبيا، فيها خليط من الديمقراطية وحقوق الإنسان المزيفين،
وهشمت كل ما وجدته من قيم لشعب واحد تمزق بعد أن أحدثت مخططات القتل شرخاً يحتاج أزماناً لإصلاحه. سقطت طرابلس بيد '' ثوار الناتو '' والأكثر وضوحاً أن دول العدوان هي الأحوج لثورة ليبيا، تعطيهم حرية مأجورة يتخللها دماء وتخريب بين الإخوة، ويعطونها أرضاً غنية بالثروات تكفيها لسد رمقها، ودولة مجردة القرار تتقاذفها أمواج من سيكون صاحب الحكم وفقاً لنظرية الغرب الديمقراطية، وكيف هي هيئة القانون والدستور الجديدين، أزمة مغلفة على شكل هدية لا تقدر بثمن لدول الاستعمار الجديد العاملة لتجريد الدول من حقها الطبيعي بالسيادة. دخلت ليبيا مرحلة الضياع كما سبقها العراق الذي يحاول النهوض بعد غزو أمريكا وحلفائها وتدمير كل أجزاء العراق، وكما جرت العادة يخلي العرب الساحة ويعطون للغزاة صك البراءة من الجرائم، وصك الاغتناء والتحكم بالمصير ربما مقابل لقيمات سياسية أو اقتصادية. فمنذ أوكل الحسم الديمقراطي في ليبيا لقوات الناتو، قرأنا مرسوم الحداد على بلد عمر المختار، لأن جرائم الناتو تحفظها الأجيال، وأيضاً الدول الاستعمارية وملحقاتها المنخرطة فيه. والسؤال الواجب طرحه الآن هو: متى سيتوقف حلف الناتو عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء الليبيين؟ متى سيدرك الناتو أنه ارتكب خطأً قاتلاً بغزو واحتلال ليبيا وانحيازه إلى جانب من يسمون '' الثوار '' (الذين بمعظمهم ليسوا ليبيين)؟ ومتى سيتوقف الناتو عن إهدار مئات ملايين من دولارات دافعي الضرائب في بلادهم على قصف بلد يقف شعبه مع قائده؟ يعاني الناتو من مشكلة عويصة تزداد سوءاً بمرور الوقت: إنه ليس أكثر من منظمة مزيفة تشبه الكذبة تجاوزت منذ زمن بعيد المثاليات التي تأسست من أجلها. فما مدى شرعية مثل هذا الأمر؟ هل قام مواطنو الدول الأعضاء في الحلف بالتصويت لصالح سيطرة الناتو على دولهم؟ لو كان الجواب بالنفي، إذاً لماذا يسيطر الحلف على سياسات تلك الدول؟ ولماذا يتولى هو إنفاق أموال مواطنيها؟ هل يعلم مواطنو المملكة المتحدة على وجه الدقة كم ينفق رئيس وزرائهم دايفيد كاميرون أسبوعياً على قصف المدنيين في ليبيا إضافة إلى استهداف مصادر المياه والكهرباء '' لكسر '' إرادة الشعب الليبي؟ على البريطانيين أن يسألوا أنفسهم ورئيس وزرائهم ثم يقرروا ماذا يجب أن يفعلوا، أليس كذلك؟ أم أن ديمقراطية الغرب لا تسمح بذلك؟!! هل عرف مواطنو بريطانيا وفرنسا ما قاله البيت الأبيض قبل أن يحاول النأي بنفسه عن هذا الخرق الفاضح للقانون الدولي والمتمثل بغزو واحتلال ليبيا دون حتى تفويض صريح من مجلس الأمن؟ لكن لماذا لا يعرفون بأن تدخل الناتو من وجهة نظر أمريكية يعني عدم إهدار أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وعدم التضحية بحياة الجنود الأمريكيين في المعارك وفي هذه الحالة ستدفع شعوب أوروبا ثمن الحملة كما سيدفع جنود الناتو حياتهم ثمناً لها. نعم، هذا بالضبط ما صرح به البيت الأبيض بخصوص الحملة ضد ليبيا. فالتدخل الغربي في ليبيا يجسد الإمبريالية الإنسانية التي تتذرع بها الديمقراطيات الغربية على الدوام، والتعامي المقصود والمتعمد الذي تمارسه وسائل إعلام غربية كبرى إزاء الأفكار المتخلفة الجيو استراتيجية التي تتمسك بها وتطبقها القوى العظمى. فالديمقراطيات الغربية المنافقة تتقن فن تحويل الجهادي إلى ديمقراطي، والإسلامي الإرهابي إلى إسلامي معتدل صديق للغرب عندما يلزم الأمر، فيما يبدو الغرب يعيد تحريك الرهان الأفغاني في ليبيا، التحالف مع أعداء الغد لمحاربة أعداء اليوم، هكذا مضى في مساره مع تواطىء ومؤامرة بعض أعضاء الجامعة العربية للإيحاء بأن العالم العربي يقف خلف التدخل الغربي في ليبيا. علماً أن هذا الغرب وجامعة الدول العربية المخزية، صمّ آذانهما وتعاما عما جرى في البحرين التي استعانت بالقوات السعودية لقمع وسحق ثورة شعبية تطالب فقط بالإصلاحات، بل إن الغرب بارك هذا القمع الذي رافقه صمت إعلامي قاتل. الآن وبغض النظر عما تنقله وسائل الإعلام الغربية ومن يدور في فلكها عن تطورات الوضع في ليبيا، تملك وسائل الإعلام الروسية (ومنها صحيفة البرافدا) مصادر موثوقة داخل ليبيا وعلى خطوط المواجهات، وأنا شخصياً تعاطيت مع الملف الإفريقي والسياسات الدولية تجاه إفريقيا لسنوات طويلة. لذلك كيف يمكن لمحطة سكاي نيوز على سبيل المثال أن تصف المتمردين بـ '' ثوار العار'' معظمهم ليسوا سوى مرتزقة مدعومين من الناتو، فلماذا يقوم الناتو بتسليح إرهابيين؟ لماذا يتدخل ويتورط في نزاع دولي هو من بدأ به أو كان المبادر له؟ ولماذا يدعم الإرهابيين ضد حكومة ليبيا الشرعية؟ لماذا يدعم الناتو المتطرفين من القاعدة ً وحركة الإخوان؟ هل رئيس وزراء بريطانيا متطرف عرقياً؟ هل أوباما كذلك؟ هل الرئيس الفرنسي متطرف عرقياً؟ ألم يسمع قراؤنا الأعزاء أو يقرؤوا عن الإرهابيين الذين كانوا يذبحون أصحاب البشرة السوداء في الشوارع معلنين أنهم يريدون مناطق خالية من الملونين في أمريكا وسواها من دول الغرب المتحضر؟ إن الإرهابيين الليبيين لا يختلفون أبداً عن أولئك العنصريين أشباه هتلر وأتباعه من النازيين الجدد. وهذه أيضاً بعض الحقائق التي يعرفها العالم لكنه يريد تجاهلها لأنه لا يملك شجاعة مواجهة الحقيقة. إن الناتو يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، والعقيد القذافي يتمتع بشعبية كبيرة في بلاده، إن الناتو يقتل المدنيين ويقوم بذلك عمداً فقنابله '' ذكية '' وتعرف من تقتل، لقد قتلت طائرات الناتو ثلاثة أحفاد لمعمر القذافي. ودول الناتو تهدر ملايين الدولارات يومياً على هذه الحرب لنهب نفط ليبيا. إن من يديرون الناتو يعلمون جيداً أنهم قتلة لذلك يتصرفون بيأس ويقومون باستهداف مصادر حياة الناس من محطات مياه شرب وكهرباء حتى يكسروا إرادة الشعب الليبي لكنهم لم ولن ينجحوا في ذلك. والآن إذا لم يكن كل ما يقوم به الناتو من جرائم شراً، فما الإسم الذي نطلقه على ما يقوم به في ليبيا إذاً؟!!..إنه الاستعمار الجديد، وبشكل جديد، وبوجوه جديدة، هذه هي الحقيقة القاسية التي سيكون الشعب الليبي في مواجهتها ليل نهار، لقد غزاه الأطلسي وبموافقة شرذمة من العملاء والخونة والمتآمرين بالداخل والخارج، أما الأطلسي سيقوم مستقبلاً بمحاسبة مع مفعول رجعي لكل الذين لم يستأذنوه بإسقاط زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وسيعاود إفهام من لم يفهم بأن إزالة الأنظمة أو تثبيتها لا يتمّان إلا بأمره، وبإرادته وبعلمه، وبحسب ما يرغب هو، وبالطريقة التي يحددها. لقد استهدفت قوات الناتو إمكانات ليبيا المادية واليشرية، وارتكبت عدة مجازر شنيعة بحق المدنيين، دون أن تحرك ساكناً في مشاعر الغرب. إذاً لا يجب أن يفاجأ أحد من رؤية الولايات المتحدة الأمريكية ترسي قواعدها العسكرية على الأراضي الليبية، وإذا رأى جزءاً كبيراً من الصناعات الليبية وقد تمت خصخصتها لصالح الشركات الغربية الكبرى في غضون الأشهر القادمة. وهاهو رئيس مجلس اللا وطني الانتقالي الذي لا تعرفه لا شعوب إفريقيا ولا شعوب آسيا ولا أوروبا، اللهم باستثناء ثوار الخزي الناتو صنيع أمريكا وفرنسا وبريطانيا، هذا الخائن حسب القبائل الليبية الشريفة، أعلن بالفم الملآن ودون أن يطلب منه أحد أن يركع في اليوم الأول لغزو طرابلس، أن الدول التي دعمت الثورة الليبية سوف تعطى كل الامتيازات. لقد قيل قديماً أن الثورة تأكل أبنائها، والواقع أنها تاكل كل شيء في طريقها إذا كانت انتصرت بدعم أجنبي كما وقع في ليبيا، لأنه ليس لدى الدول الكبرى '' مكرمات '' وإنما فواتير يجب دفعها سابقاً ولاحقاً. ولأن الفواتير كبيرة للغاية فإن الثورة قد تقتل شعبها وليس فقط رفاق السلاح، وتدمر اقتصادها وتسمح للإنتهازيين والخونة بسرقة نفطها وغازها ومواردها الطبيعية. فعملية غزو واحتلال ليبيا، ليست سوى بداية الطريق في رحلة الناتو الطويلة لغزو إفريقيا عسكرياً، الغرب يخوض حرباً باردة مع الصين، إيران، إفريقيا، وعلى الشعب الليبي دفع الثمن مع تعامي الرأي العام الغربي المتعمد، فإذا كان من الصعب التمتع بإسقاط نظام ما فإنه من الإجرام التذرع بهذا السقوط لقصف وغزو وتدمير بلد وشعب وحضارة. والحرب العراقية حاضرة بقوة هنا للتذكير بأن التصريحات الغربية تخفي نوايا سيئة ومبيتة، فالجرائم تحل محل الوعود، والقبور تفتح لاستقبال ضحايا هذه الجرائم، والتدخلات الغربية، تحمل على الدوام المزيد من اليأس وتضيف المزيد من الألم والإحباط إلى مآسي الشعوب. ومن الصعوبة بمكان أن يتخيل الغرب عالماً بدونه... وهو على استعداد دائم للقيام بأي شيء لفرض وجوده وقواعده أياً كان الثمن. أما أمة العرب، فيقفون كاليتامى في عرس أمهم، ومنهم من يعتبر نفسه صاحب الفضل أو المساهم في احتلال ليبيا، كإمبراطورية قطر، وهي أقل من قزم سينساها التاريخ مثلما قزمتها الجغرافيا. ولابد أن يؤمن صاحب قناة الفتنة والتجزئة الصهيونية، أن من الشعب يستمد الحاكم سلطانه أو يسقط، وأنت شعبك بينك وبينه مسافات وكره عميق، ولن تحميك القواعد الأمريكية من غضبة الأحرار القطريين، أما للعرب اليتامى، أقول، أما آن لكم أن تتقوا شرّ الثقة بالغرب وتوليه أموركم، كم مرة تريدون أن تلدغوا من هذا الجحر بالذات...؟ منذ مباحثات حسين مكماهون وسايس بيكو... مع اتفاقيات الحماية والوصاية والاستعمار بكل أشكاله... وجريمة اغتصاب فلسطين يتبعها تاريخ من المكر للعرب... مروراً بحرب يونيو وما تبعها إلى مسلسل حرب الخليج... وليس انتهاء بغزو العراق وما تنضح به الوقائع في لبنان وفلسطين وغيرها. فليبيا بكل ما فيها... بكل من فيها...على أبواب الجحيم الاستعماري، لا يعرف إلا الله مصيرها... والمتسرعون المستعجلون الذين أعلنوا النصر قبل أوانه كما فعلوا يوم العراق... ستفاجئهم كبائر الأمور حول مستقبل ليبيا والعرب والمنطقة كما فاجأهم القذافي حياً !! بعد أن فبركوا ليوم ونصف نهايته وأولاده.
لطفي الشامي
http://www.newsmc.info/portal/news.php?action=view&id=4088
Messaoud-
- الجنس :
عدد المساهمات : 188
نقاط : 10058
تاريخ التسجيل : 29/05/2011
مواضيع مماثلة
» مالك فضائية العربية يكشف عن نيته إطلاق قناة (العربية الحدث) وأخرى اقتصادية قريبا
» انضر كيف تعمل الازهر مع استعمار الدول العربية و الاسلامية
» كاتب ليبيى يدعو الى تقنين استعمار ليبيا / ليبيا كانت مستعمرة تحررت لاثنين واربعين سنة ثم اعدتم ااستعمارها
» إعلان استعمار ليبيا من طرف قطر
» استعمار ليبيا من اجل الثروات
» انضر كيف تعمل الازهر مع استعمار الدول العربية و الاسلامية
» كاتب ليبيى يدعو الى تقنين استعمار ليبيا / ليبيا كانت مستعمرة تحررت لاثنين واربعين سنة ثم اعدتم ااستعمارها
» إعلان استعمار ليبيا من طرف قطر
» استعمار ليبيا من اجل الثروات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي