جزئية مؤثرة من قصة الفرار الي جهنم ... بقلم الشهيد المجاهد معمر القذافي

كم هي عطوفة ويقصد (الجموع)في لحظة السرور,فتحمل أبناءها على أعناقها ...!!فقد حملت هانيبال وباركليز وسافونارولا وداونتون...وروبسبير..وموسيليني ونيكسون وكم هي قاسية في لحظة الغضب!! فتأمرت علي هانيبيال وجرعته السم واحرقت سافونارولا علي السفود ..وقدمت بطلها داوتنون للمقصلة.. وحطمت فكي روبسبير خطيبها المحبوب وجرجرت جثة موسيليني في الشارع ..وتفت علي وجه نيكسون وهو يغادر البيت الابيض بعد أن أدخلته فيه وهي تصفق!!
ياللهول !!من يخاطب الذات اللاشاعرة كي تشعر!؟..من يناقش عقلا جماعيا غير مجسد في أي فرد!؟من يمسك يد الملايين!؟ من يسمع مليون كلمة من مليون فم في وقت واحد!؟..من المن ذاته!!؟أمام هذا اللهيب الاجتماعي الذي يحرق ظهري..أمام مجتمع يحبك ولا يرحمك..أمام أناس يعرفون مايريدون من الفرد,ولايأبهون لما يريده الفرد منهم..يفهمون حقوقهم عليك..ولايفهمون واجبهم نحوك..أمام نفس الجموع التي سممت هانيبال وأحرقت سافونارولا وهشمت رأس روبسبير والتي أحبتك دون أن تخصص لك حتى كرسيا في دار خيالة,أو منضدة في مقهى..تحبك دون أن تعبر عن ذلك بشئ مادي بسيط ككرسي,أو منضدة في مقهى..هذا مافعلته وتفعله الجموع بمثل هؤلاء.فبماذا أطمع أنا -البدوي الفقير- التائه في مدينة عصرية مجنونة..أهلها ينهشونني كلما وجدونني.

الله يرحم الشهيد