عذرا ...ليبيا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عذرا ...ليبيا
للأسف استفاقوا متأخرين أترككم مع مقال لكاتبة مغربية :
كيف لنا كمثقفين تقدميين أن نسامح أنفسنا على صمتنا الرهيب والمتآمر
حيال ما كان يحاك في ليبيا ،سواء كنا مع أو ضد القذافي ، ما كان طبيعيا
إطلاقا أن نصطف دون وعي إلى جانب الظلامية والجهل والتخلف، هذا الجهل الذي
استغلته القوى المعادية للشعوب لتخترق أجواء ليبيا و أرضها ، وعلى امتداد
سنوات قادمة سيادتها .
كيف
صمتنا بل وهتف منا بعض السذج في الشوارع "تحيا الثورة الليبية"، أية ثورة
هاته و أي ثائر غبي هذا على مر التاريخ يستنجد بالاستعمار ؟أي ثائر غبي هذا
الذي يهتف لعودة ثقافة النوق والجمال؟أي ثائر هذا الذي ينكل بأسير ويمثل
بجثته وهو يكبر لدرجة أن "الله أكبر "نفسها تكاد تعلن ردتها لفرط بشاعته
ووحشيته.
كيف ينتظر من أمثال هؤلاء الإيمان بحقوق الإنسان واحترام الحرمة الجسدية
واحترام القانون؟ كيف يمكن تخيل برامج تقدمية من أمثال هؤلاء؟
إن "تقدميتهم ""و ثوريتهم "بدأت تلوح إشاراتها الأولى مع أول يوم بعد ما
سمي ب"التحرير" عفوا الاستعمار في ليبيا ، يوم أن بشر بوشنه
الرجال الليبيين بإمكانية الزواج من أربعة نساء أخيرا ، أجل لقد سالت دماء
الشعب الليبي من الجانبين من أجل تعدد النساء .لم يتحدثوا عن حجم الشركات
الغربية التي بدأوا في بيع ليبيا لها ،بل يخاطبون غرائز الشعب الليبي بعد
أن دغدغوا عواطفه وزجوا به في المجهول.
لم يحدثهم بوشنه عما كان يعده لليبيين من طبخات مع الناتو
،حين كان وزير عدل ،وحين كان يخرج عناصر القاعدة من السجون ليوظفهم فيما
سمي ب"ثورة" لا ثورية فيها إلا تشابه ممثليها بثور هائج لا بوصلة له .
انه لمن المؤسف جدا أننا كتقدميين فقدنا روح النقد ولا نمتلك الجرأة
للتعبير عن مواقفنا لمجرد أن سيلا إعلاميا من الأكاذيب يحاصرنا ،لقد زحفت
علينا الأصولية وزحفت على حراكنا ووجهت مواقفنا إلى غير محلها، لنجد أنفسنا
نصفق نحن وساركوزي والقاعدة لنفس الجبهة ،ابتلعنا الطعم ولم ندرك أن أعداء
الشعوب يعاقبوننا لأن عملاءهم سقطوا في تونس ومصر ،فكان لابد لهم أن
يصنعوا "ثورات"على مقاسهم لتعويض خسارتهم بل إن طموحهم جعلهم يحاولون إجهاض
التغيير في تونس ومصر نفسها بتسخير قنوات مأجورة .
لقد آن الأوان لنفكر مليا في اصطفافاتنا ، ليس من الحكمة ولا من الحنكة
السياسية أن نلدغ من نفس الجحر مرتين. إن ارتفاع بعض الأصوات من داخل حركة
20 فبراير مطالبة بالتظاهر أمام السفارة السورية ،ما هو إلا استجابة لا
واعية من تقدميي الحركة للإعلام الموجه الذي لا يفترض به التأثير في
المثقفين ، وماهو إلا حسابات مدروسة بالنسبة ليمينيي الحركة ،فهم منسجمون
مع ذواتهم على اعتبار أن مهندسي الحراك في سوريا هم من الإخوان المسلمين
المتقاطعين معهم إيديولوجيا إلى حد بعيد .
ان الموقف الذي اتخذته الصين وروسيا في مجلس الأمن والذي حال دون التدخل
"الدولي "في سوريا ،و قبلهما موقف هوجو شافيز حول ليبيا ليس من منطلق عدم
الشعور بالتعاطف مع الشعب السوري أو الليبي أو حبا في بشار الأسد ،لكنه
موقف حكيم يسد الطريق أمام الاستعمار الجديد ،و يمنعه من تحقيق أهدافه وهو
موقف سيشكر الشعب السوري عليه روسيا والصين يوما ما .
إننا نتألم كثيرا للدماء التي سالت على أرض سوريا ،وللفوضى التي عمتها
لكننا علينا أن نعي أن واجبنا التاريخي الآن هو إعطاء موقف يخدم مصلحة
الشعب السوري وشعوب المنطقة على المدى البعيد ،ويشفي الجراح بأقل الخسائر
الممكنة ولا ننخدع بالأكاذيب الإعلامية .
وبالمقابل بات لزاما علينا من داخل حركة 20 فبراير أن نحصن هويتنا
التقدمية والتي لا يمكن أن تتقاطع بأي حال من الأحوال مع مصالح الامبريالية
وأجندات الناتو كما بات لزاما علينا مراجعة تحالفاتنا حتى لا نستفيق يوما
كمثقفين تقدميين أو كيساريين ونجد أنفسنا "نعوي في الصحراء بلا مأوى"كما
قال مظفر النواب فالوطن لديه خيارات أخرى غير أن يبقى عاهرة أو أن يصبح
جارية ...هناك خيارات أخرى بالتأكيد .
كيف لنا كمثقفين تقدميين أن نسامح أنفسنا على صمتنا الرهيب والمتآمر
حيال ما كان يحاك في ليبيا ،سواء كنا مع أو ضد القذافي ، ما كان طبيعيا
إطلاقا أن نصطف دون وعي إلى جانب الظلامية والجهل والتخلف، هذا الجهل الذي
استغلته القوى المعادية للشعوب لتخترق أجواء ليبيا و أرضها ، وعلى امتداد
سنوات قادمة سيادتها .
كيف
صمتنا بل وهتف منا بعض السذج في الشوارع "تحيا الثورة الليبية"، أية ثورة
هاته و أي ثائر غبي هذا على مر التاريخ يستنجد بالاستعمار ؟أي ثائر غبي هذا
الذي يهتف لعودة ثقافة النوق والجمال؟أي ثائر هذا الذي ينكل بأسير ويمثل
بجثته وهو يكبر لدرجة أن "الله أكبر "نفسها تكاد تعلن ردتها لفرط بشاعته
ووحشيته.
كيف ينتظر من أمثال هؤلاء الإيمان بحقوق الإنسان واحترام الحرمة الجسدية
واحترام القانون؟ كيف يمكن تخيل برامج تقدمية من أمثال هؤلاء؟
إن "تقدميتهم ""و ثوريتهم "بدأت تلوح إشاراتها الأولى مع أول يوم بعد ما
سمي ب"التحرير" عفوا الاستعمار في ليبيا ، يوم أن بشر بوشنه
الرجال الليبيين بإمكانية الزواج من أربعة نساء أخيرا ، أجل لقد سالت دماء
الشعب الليبي من الجانبين من أجل تعدد النساء .لم يتحدثوا عن حجم الشركات
الغربية التي بدأوا في بيع ليبيا لها ،بل يخاطبون غرائز الشعب الليبي بعد
أن دغدغوا عواطفه وزجوا به في المجهول.
لم يحدثهم بوشنه عما كان يعده لليبيين من طبخات مع الناتو
،حين كان وزير عدل ،وحين كان يخرج عناصر القاعدة من السجون ليوظفهم فيما
سمي ب"ثورة" لا ثورية فيها إلا تشابه ممثليها بثور هائج لا بوصلة له .
انه لمن المؤسف جدا أننا كتقدميين فقدنا روح النقد ولا نمتلك الجرأة
للتعبير عن مواقفنا لمجرد أن سيلا إعلاميا من الأكاذيب يحاصرنا ،لقد زحفت
علينا الأصولية وزحفت على حراكنا ووجهت مواقفنا إلى غير محلها، لنجد أنفسنا
نصفق نحن وساركوزي والقاعدة لنفس الجبهة ،ابتلعنا الطعم ولم ندرك أن أعداء
الشعوب يعاقبوننا لأن عملاءهم سقطوا في تونس ومصر ،فكان لابد لهم أن
يصنعوا "ثورات"على مقاسهم لتعويض خسارتهم بل إن طموحهم جعلهم يحاولون إجهاض
التغيير في تونس ومصر نفسها بتسخير قنوات مأجورة .
لقد آن الأوان لنفكر مليا في اصطفافاتنا ، ليس من الحكمة ولا من الحنكة
السياسية أن نلدغ من نفس الجحر مرتين. إن ارتفاع بعض الأصوات من داخل حركة
20 فبراير مطالبة بالتظاهر أمام السفارة السورية ،ما هو إلا استجابة لا
واعية من تقدميي الحركة للإعلام الموجه الذي لا يفترض به التأثير في
المثقفين ، وماهو إلا حسابات مدروسة بالنسبة ليمينيي الحركة ،فهم منسجمون
مع ذواتهم على اعتبار أن مهندسي الحراك في سوريا هم من الإخوان المسلمين
المتقاطعين معهم إيديولوجيا إلى حد بعيد .
ان الموقف الذي اتخذته الصين وروسيا في مجلس الأمن والذي حال دون التدخل
"الدولي "في سوريا ،و قبلهما موقف هوجو شافيز حول ليبيا ليس من منطلق عدم
الشعور بالتعاطف مع الشعب السوري أو الليبي أو حبا في بشار الأسد ،لكنه
موقف حكيم يسد الطريق أمام الاستعمار الجديد ،و يمنعه من تحقيق أهدافه وهو
موقف سيشكر الشعب السوري عليه روسيا والصين يوما ما .
إننا نتألم كثيرا للدماء التي سالت على أرض سوريا ،وللفوضى التي عمتها
لكننا علينا أن نعي أن واجبنا التاريخي الآن هو إعطاء موقف يخدم مصلحة
الشعب السوري وشعوب المنطقة على المدى البعيد ،ويشفي الجراح بأقل الخسائر
الممكنة ولا ننخدع بالأكاذيب الإعلامية .
وبالمقابل بات لزاما علينا من داخل حركة 20 فبراير أن نحصن هويتنا
التقدمية والتي لا يمكن أن تتقاطع بأي حال من الأحوال مع مصالح الامبريالية
وأجندات الناتو كما بات لزاما علينا مراجعة تحالفاتنا حتى لا نستفيق يوما
كمثقفين تقدميين أو كيساريين ونجد أنفسنا "نعوي في الصحراء بلا مأوى"كما
قال مظفر النواب فالوطن لديه خيارات أخرى غير أن يبقى عاهرة أو أن يصبح
جارية ...هناك خيارات أخرى بالتأكيد .
عدل سابقا من قبل semperfly في الخميس 27 أكتوبر - 15:05 عدل 1 مرات
semperfly-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5
نقاط : 9656
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
رد: عذرا ...ليبيا
ان شاء الله النصر قريب
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
انا ساكن في قلوب الملايين
صديقي الشهيد حمادة
فلسطيني محب القذافي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 11171
نقاط : 21138
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
مواضيع مماثلة
» قناة الراى الضربة الثانية اليوم
» عذرا... لقد صرت جرذا.
» عذرا فلسطين...
» عذرا ياشاطر
» عذرا ســيدي...
» عذرا... لقد صرت جرذا.
» عذرا فلسطين...
» عذرا ياشاطر
» عذرا ســيدي...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي