صحيفة ليبيا المستقبل في حوار خاص مع محامي البغدادي المحمودي

من طرف ام سيف الأحد 22 يناير - 18:21

س /ليبيا المستقبل/ رمزي فضيلي: البشير الصيد (من مواليد بنقردان في الجنوب الشرقي لتونس عام 1942)، محام ونقيب سابق للمحامين التونسيين وسياسي تونسي معارض، أسس في بداية الثمانينات من القرن الماضي حزبا معارضا للنظام البورقيبي تحت اسم التجمع القومي العربي، وكان ذلك من بين أسباب اعتقاله وسجنه مرة في عهد الحبيب بورقيبة (1984) ومرة ثانية في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي (1989) بعد أن تعرض قبل ذلك بسنة لمحاولة اغتيال في مكتبه. وهو الآن رئيس هيئة الدفاع عن آخر رئيس الوزراء الليبي في عهد القذافي وهو البغدادي المحمودي. تحدث إلى موقع "ليبيا المستقبل" عن هذه القضية.
ما هي حقيقة خبر لجوء البغدادي المحمودي إلى أحد الدول الإفريقية؟
البغدادي المحمودي رفع بواسطة لسان دفاعه عدة مطالب للجوء السياسي في عدة دول، وبالنسبة للخبر الأخير فقد اتصلت بي شخصية حقوقية وأكدت لي هذا الخبر وهو أن البغدادي المحمودي قد تحصل على لجوء سياسي لدى دولة إفريقيا الوسطى، وهنا أوضح بأن بعض وسائل الإعلام ذكرت جنوب إفريقيا وهذا غير صحيح.
ماهي أطوار قضية المحمودي؟
موضوع البغدادي المحمودي في الحقيقة هو مظلمة كبرى قد سلطت عليه من الحكومة التونسية لأنه لم يطلب لجوءا سياسيا ولا إقامة في تونس وإنما كان مارا إلى الجزائر وقد منعته السلطات التنفيذية من مغادرة تونس والزج به في السجن، ولفقوا له تهمة اجتياز الحدود خلسة وهي تهمة باطلة لا أساس لها من الصحة. وقد دخل تونس عبر بوابة راس جدير الرابطة بين تونس وليبيا حسب ما هو مؤشر عليه في جواز سفره.
ما هو موقف السلطات الليبية الجديدة من هذا الموضوع؟
البغدادي المحمودي طلب تسليمه من الحكومة الانتقالية الليبية لكن بإطلاعي على الملف الذي أرسل من هناك يتبين أن لا أساس له من الصحة، الدستور والقانون التونسي يمنعان تسليم السياسيين، والبغدادي المحمودي هو رجل سياسي لأنه كان رئيس حكومة في النظام السابق. أيضا الاتفاقية القضائية بين تونس وليبيا تمنع تسليم السياسيين وتمنع كما يمنع القانون التونسي التسليم إذا كان الهدف منه سياسيا حتى في صورة إذا ما تعلقت به تهم الحق العام. ولا شك أن الحكام الجدد في ليبيا يريدون تصفية رجالات القذافي. والقضاء التونسي قد أخطأ عندما قبل التسليم لكن القانون التونسي خير السلطة التنفيذية التسليم أو رفض التسليم وهنا رفض الرئيس التونسي السابق فؤاد المبزع تسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية بعد لقاء بينه وبين فريق الدفاع ولذلك ليس من حق السلطات الجديدة في تونس أن تنظر في ملف التسليم من عدمه مرة أخرى. ونحن كهيئة دفاع نرى أنه لم يبقى أي مبرر بقاء المحمودي مسجونا.
الرئيس الحالي المنصف المرزوقي صرح في ليبيا أنه سيسلم المحمودي؟
نعم كان الرئيس المرزوقي خلال زيارته الأخيرة إلى ليبيا صرح أنه سيسلم البغدادي المحمودي إلى السلطات الليبية ويتعلل بشروط المحاكمة العادلة، ولكني أقول أنه في الحقيقة لم تتوفر شروط المحاكمة العادلة في ليبيا خاصة الآن لأن الأوضاع مازالت متداخلة ولا يوجد إلى حد الآن قضاء واضح ولا سلطة تنفيذية واضحة.
رسالتكم إلى الحكومة التونسية بخصوص البغدادي المحمودي؟
أتوجه إلى رئيس لجمهورية وأقول له لا يمكن المحمودي أن يبقى مسجونا في انتظار المحاكمة العادلة أو في انتظار تحسن الأوضاع في ليبيا وأوجه لهم نداء بأن يفرجوا على المحمودي وتتركه يغادر إلى أي بلد يراه، ونحن كفريق دفاع طلبنا مقابلة الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ولكن إلى حد الآن لم يصلنا أي رد منهم.السلطة التونسية وقعت في مأزق ما كان عليها أن تحجز البغدادي المحمودي وكان من الأفضل أن تتركه يغادر إلى الجزائر.
هل تعتقد أن البغدادي المحمودي سيصبح تسليمه مرتبط بصفقة اقتصادية؟
مهما كان الأمر أنا حسب اعتقادي لا يمكن المجازفة بهذه الصفقات، وحتى أكون واضح ليس لدي إثبات أن هناك صفقة اقتصادية ترافق هذه القضية، لكن هماك بعض المؤشرات تدل على أن هناك في الأمر شيء، وتحيز السلطات التونسية ومنع البغدادي المحمودي من المغادرة وبقاءه في السجن حوالي عشرة أيام قبل ان يأتي مطلب التسليم من ليبيا هو مؤشر على أن هناك اتصالات وقعت ولذلك عمدت السلطات التونسية إلى حجز البغدادي المحمودي في انتظار تسليمه إلى ليبيا.
http://www.libyaalmostakbal.net/news/clicked/17981