ربيع الفوضى ...؟
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ربيع الفوضى ...؟
((ربيع)) الفوضى
الكاتب اللبناني : وليد الحسيني
مات القذافي وانتهى عصر صاخب بالأحداث، لتبدأ ليبيا عصراً جديداً تكتنفه
الأسئلة المتدافعة، والتي لا يملك أحد أجوبتها، إلا وفق ما يشتهيه من سيناريوهات تستبعد الكثير من الوقائع والنذر. مات القذافي شهيداً مقاتلاً حتى آخر لحظة، وقد واجه أربعين دولة بجيوشها الجوية والبحرية والمخابراتية. لن نحاكم وحشية مقتله، ولا التمثيل بجثته، ولا عرضها عارية مشوّهة للعامة. ولا إلى غير ذلك من فظائع المنتصرين في سرت.
ليبيا اليوم تواجه مستقبلاً غامضاً، يزيد في غموضه استعجال رئيس مجلس الانتقامي المستشار بوشنه، ليعلن في خطبة «تحرير ليبيا» شكل الحكم، مستبقاً استفتاء الشعب الليبي في تقرير مصيره.
لقد قررت المجموعة المنتصرة على «ديكتاتورية» القذافي، أن تمارس الديمقراطية بـ«ديكتاتورية» جديدة.
بلا رجوع إلى الشعب، أعلنت ليبيا دولة إسلامية. ولم يشعر عبد الجليل بحرج ديمقراطي، فأصدر مرتجلاً على الهواء، عدة قوانين إسلامية ملزمة، فاجأت فئات عريضة من الليبيين الذين وعدوا أنفسهم بدولة حديثة وعصرية.
وإذا انتهى عهد حكم الفرد، فإن عهد حكم «الجماعة» يكون قد بدأ.
و«الجماعة» هنا تشير مباشرة إلى جماعة الاخوان المسلمين وأخواتها.
فهل تكون ليبيا قد انتقلت من صراع من أجل الديمقراطية إلى صراع على شكل الديمقراطية؟.
هذا ما يحصل الآن فعلاً. وهذا ما ينذر بفوضى قد يصعب ضبطها دون العودة إلى القمع، الذي يقال إنه كان سبب اندلاع ثورة 17 فبراير.
البداية
لا تصدق تسمية «الربيع العربي» على «ثورة ليبيا». فهو ما كاد يبدأ حتى سلم أمره الى «صيف ليبي» حارق. حوّل فيه «الناتو» ليبيا الى أرض محروقة مكنت «الثوار» من التقدم الآمن شرقاً وغرباً. إن إعلان تحرير ليبيا، لن يكون نقطة تحول، وفق ما يؤكد العارفون بالشأن الليبي. فكل ما يعنيه هذا الإعلان هو انتهاء «صيف الثورة» ليبدأ «خريف الثوار». أي تساقط الأسماء والتحالفات بفعل عواصف الخلافات التي بدأت تظهر بأسرع مما قدر لها.
من الواضح أن التيارات الليبرالية والعلمانية قد خسرت معركتها أمام التيارات الإسلامية، التي تسيطر على التنظيمات المسلحة، مما جعل محمود جبريل، الشخصية الليبرالية الأبرز، يعلن أنه لن يقبل تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه سيقدم استقالته من منصبيه الراهنين، رئيس وزراء ووزير خارجية، فور تحرير سرت.
موقف جبريل لا يلزم بالتأكيد الشخصيات الليبرالية الأخرى، لكنه مؤشر خطير إلى أن التيارات الإسلامية ستترجل عن حصان الديمقراطية كلما شعرت أن الديمقراطية تجنح بالسلطة الى غيرها. وهذا يعني أن نزع السلاح، بأنواعه كافة، أمر لن يمر قبل حسم الصراع على السلطة.
والسلاح بدوره، لن يكون مدخلاً الى الحكم، لأنه بدوره منقسم الى حد المواجهة، بين تنوعات ومنازعات «الثوار»، وبالذات ثوار المناطق الغربية، لأن مجريات الأحداث لم تمنح مدن المنطقة الشرقية فرص تكوين ميليشيات خاصة بها، على اعتبار أن سقوطها بيد مجلس الانتقامي كان سريعاً وخلال أيام متقاربة مما مكن التنظيمات الإسلامية وبالذات جماعة الاخوان المسلمين (صلابي اخوان) من أن تكون القوة العسكرية الأكبر والأكثر تنظيماً وتسلحاً وامكانات مالية. في حين أن المنطقة الغربية نجحت في تشكيل مجموعات مقاتلة ومنظمة مثل «ثوار مصراته» و«ثوار زنتان» و«ثوار الأمازيغ» الذين مارسوا حروباً ضارية وطويلة جعلتهم قوى عسكرية متماسكة وشرسة.
طرابلس والفوضى
هذا التنوع الميليشياوي ظهر واضحاً في العاصمة طرابلس، حيث بادرت ميليشيا الاخوان المسلمين، قبل غيرها، الى تشكيل مجلس عسكري يحكم العاصمة برئاسة عبد الحكيم بلحاج، مدعوماً من بعض دول الناتو، وبقدرات مالية وتسليحية مفتوحة من أمير قطر.
إلا أن الوضع في طرابلس لم يستقر للحاكم العسكري، إذ أن سقوط طرابلس استدعى التعاون والتنسيق مع ثوار مصراته وثوار زنتان ليكتشف سكان العاصمة أنهم وقعوا في قبضة ميليشيا الاخوان المسلمين، التي يمثلها الحاكم العسكري، والتي تنسق مع سلطة مجلس الانتقامي من جهة، وفي قبضة ميليشيات رئيسية مستجلبة من مصراته وزنتان وأمازيغ الجبل الغربي، وميليشيات أقل أهمية جاءت من الزاوية، أو تشكلت بسرعة تحت اسم ثوار طرابلس من مسلحي ضواحي العاصمة في تاجوراء وعرادة وسوق الجمعة.
وهكذا يعيش اليوم في طرابلس أكثر من مليوني انسان حالات ذعر من الفوضى المسلحة وغرائز الانتقام وما يمكن أن يسمى بالسلبطة والزعرنة.
لا شك في أن الإخوان المسلمين، الذين يخططون لمستقبل سياسي، يرغبون في فرض النظام على العاصمة، لكن يحد من تنفيذ هذه الرغبة الخوف من أن تنقلب الى صدامات مسلحة داخل أكبر مدن ليبيا، مع خطر انتقالها الى مدن أخرى. لهذا يلجأ مجلس الانتقامي الى تفاهمات مع قيادات هذه الميليشيات لا تصمد طويلاً بسبب فقدان هذه القيادات السيطرة التامة على عناصرها المسلحة.
وبينما يطلق مجلس الانتقامي الدعوة الى حل الميليشيات بضم المسلحين الى قوى الجيش أو الداخلية، فإن القيادات الميليشياوية تعلن رفضها هذا الحل قبل معرفة حصتها في الحكم المقبل.
الخلاف على الجبنة
وإذا كان مستقبل ليبيا الأمني محاصر بالمخاطر فإن الانقسام السياسي بدوره يشكل خطورة اضافية.
سياسياً يطرح ثوار كل مدينة أنفسهم على أنهم الأحق في حصاد ثمار الثورة. ويبرز في هذا المجال ثوار الاخوان المسلمين وثوار كل من مصراته وزنتان.
يقول «الاخوان المسلمين» أن ممثلهم الدكتور علي الصلابي هو الذي نسق مع قطر وجعلها تنحاز بكل امكاناتها وعلاقاتها الى جانب «ثورة 17 فبراير»، منذ اللحظة الأولى لاندلاعها. وأنه غادر الى السودان واجتمع بالرئيس عمر البشير واتفق معه على تهريب أول وأكبر صفقة سلاح للثوار قامت قطر بدفع ثمنها. وأنه زار الأردن وأقنع الملك عبد الله في فترة لاحقة بإرسال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر عبر مطار طبرق. وأنه، بعلاقاته القطرية، أمن تحويلات بمئات الملايين من الدولارات. ويؤكد الصلابي أن جهوده وعلاقاته المتينة بالشيخ يوسف القرضاوي هي وراء انتقال تركيا من جبهة القذافي الى جبهة بنغازي.
في المقابل يزعم ثوار مصراته أنهم هم وراء نجاح الثورة فلولا صمودهم وتضحياتهم وقطعهم الطريق الساحلي مع الشرق لما تمكن المقاتلون في بنغازي وأجدابيا من الصمود وأنهم هم الذين قادوا معركتي تحرير بن وليد وسرت وأنهم هم الذين أنجزوا النصر الأخير باعتقال القذافي وقتله. وفي لغة مماثلة يؤكد ثوار زنتان فضلهم الأول بقطع طرق الامداد ولو جزئياً عن طرابلس انطلاقاً من الجنوب. وفي موازنة فضائل الأطراف المسلحة يختل توازن التقاسم السياسي للسلطة الجديدة.
ووسط مثل هذا الصراع لا يمكن اغفال مطالب القبائل والمدن الأخرى. الى جانب ما تشكله القوى السياسية الليبرالية من ثقل يرتكز على علاقاتها الخارجية وبالذات مع الدول الغربية.
وسط هذه الخلافات لا يمكن تجاهل قوات الشعب المسلح الذين يشكلون نسبة يستحيل تقديرها في أجواء الملاحقات الشرسة التي يتعرضون لها.
يبقى بعد كل ذلك أن التنافس الأجنبي على الجبنة الليبية ظهر هو الآخر من خلال التسابق بين الدول الرئيسية (أميركا ـ فرنسا ـ انكلترا ـ ايطاليا) على فرض عقود نفط وإعادة اعمار على مجلس الانتقامي وحكومته التنفيذية.
يبقى دور قطر الذي يجمع الطموحين السياسي والاقتصادي مصدر ازعاج كبير، كشفته صحيفة «الغارديان» البريطانية بنشرها تقريراً ينقل فيه عدد من الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة الليبية قلقهم مما يصفونه بتمويل قطر المستمر للتوتر وعدم الاستقرار في ليبيا متجاوزة بذلك استراتيجية متفق عليها دولياً لمساعدة الليبيين. فبدلاً من دعم مجلس الانتقامي تدعم قطر رئيس المجلس العسكري لطرابلس الاسلامي عبد الحكيم بلحاج وتلقي قطر بثقلها وراء عدة شخصيات مثل الشيخ علي الصلابي المقيم في الدوحة وعلى علاقة وثيقة ببلحاج. وهناك توتر بين الصلابي ورئيس وزراء حكومة الانتقالي محمود جبريل الذي يتهمه الصلابي بأنه «طاغية في دور الاعداد».
وهكذا تكون ليبيا الأكثر عرضة للفوضى المسلحة بين دول «الربيع العربي» التي تهتز جميعها أمام نذر أعاصير لا أحد يعرف قوتها ووقتها.
الكاتب اللبناني : وليد الحسيني
مات القذافي وانتهى عصر صاخب بالأحداث، لتبدأ ليبيا عصراً جديداً تكتنفه
الأسئلة المتدافعة، والتي لا يملك أحد أجوبتها، إلا وفق ما يشتهيه من سيناريوهات تستبعد الكثير من الوقائع والنذر. مات القذافي شهيداً مقاتلاً حتى آخر لحظة، وقد واجه أربعين دولة بجيوشها الجوية والبحرية والمخابراتية. لن نحاكم وحشية مقتله، ولا التمثيل بجثته، ولا عرضها عارية مشوّهة للعامة. ولا إلى غير ذلك من فظائع المنتصرين في سرت.
ليبيا اليوم تواجه مستقبلاً غامضاً، يزيد في غموضه استعجال رئيس مجلس الانتقامي المستشار بوشنه، ليعلن في خطبة «تحرير ليبيا» شكل الحكم، مستبقاً استفتاء الشعب الليبي في تقرير مصيره.
لقد قررت المجموعة المنتصرة على «ديكتاتورية» القذافي، أن تمارس الديمقراطية بـ«ديكتاتورية» جديدة.
بلا رجوع إلى الشعب، أعلنت ليبيا دولة إسلامية. ولم يشعر عبد الجليل بحرج ديمقراطي، فأصدر مرتجلاً على الهواء، عدة قوانين إسلامية ملزمة، فاجأت فئات عريضة من الليبيين الذين وعدوا أنفسهم بدولة حديثة وعصرية.
وإذا انتهى عهد حكم الفرد، فإن عهد حكم «الجماعة» يكون قد بدأ.
و«الجماعة» هنا تشير مباشرة إلى جماعة الاخوان المسلمين وأخواتها.
فهل تكون ليبيا قد انتقلت من صراع من أجل الديمقراطية إلى صراع على شكل الديمقراطية؟.
هذا ما يحصل الآن فعلاً. وهذا ما ينذر بفوضى قد يصعب ضبطها دون العودة إلى القمع، الذي يقال إنه كان سبب اندلاع ثورة 17 فبراير.
البداية
لا تصدق تسمية «الربيع العربي» على «ثورة ليبيا». فهو ما كاد يبدأ حتى سلم أمره الى «صيف ليبي» حارق. حوّل فيه «الناتو» ليبيا الى أرض محروقة مكنت «الثوار» من التقدم الآمن شرقاً وغرباً. إن إعلان تحرير ليبيا، لن يكون نقطة تحول، وفق ما يؤكد العارفون بالشأن الليبي. فكل ما يعنيه هذا الإعلان هو انتهاء «صيف الثورة» ليبدأ «خريف الثوار». أي تساقط الأسماء والتحالفات بفعل عواصف الخلافات التي بدأت تظهر بأسرع مما قدر لها.
من الواضح أن التيارات الليبرالية والعلمانية قد خسرت معركتها أمام التيارات الإسلامية، التي تسيطر على التنظيمات المسلحة، مما جعل محمود جبريل، الشخصية الليبرالية الأبرز، يعلن أنه لن يقبل تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه سيقدم استقالته من منصبيه الراهنين، رئيس وزراء ووزير خارجية، فور تحرير سرت.
موقف جبريل لا يلزم بالتأكيد الشخصيات الليبرالية الأخرى، لكنه مؤشر خطير إلى أن التيارات الإسلامية ستترجل عن حصان الديمقراطية كلما شعرت أن الديمقراطية تجنح بالسلطة الى غيرها. وهذا يعني أن نزع السلاح، بأنواعه كافة، أمر لن يمر قبل حسم الصراع على السلطة.
والسلاح بدوره، لن يكون مدخلاً الى الحكم، لأنه بدوره منقسم الى حد المواجهة، بين تنوعات ومنازعات «الثوار»، وبالذات ثوار المناطق الغربية، لأن مجريات الأحداث لم تمنح مدن المنطقة الشرقية فرص تكوين ميليشيات خاصة بها، على اعتبار أن سقوطها بيد مجلس الانتقامي كان سريعاً وخلال أيام متقاربة مما مكن التنظيمات الإسلامية وبالذات جماعة الاخوان المسلمين (صلابي اخوان) من أن تكون القوة العسكرية الأكبر والأكثر تنظيماً وتسلحاً وامكانات مالية. في حين أن المنطقة الغربية نجحت في تشكيل مجموعات مقاتلة ومنظمة مثل «ثوار مصراته» و«ثوار زنتان» و«ثوار الأمازيغ» الذين مارسوا حروباً ضارية وطويلة جعلتهم قوى عسكرية متماسكة وشرسة.
طرابلس والفوضى
هذا التنوع الميليشياوي ظهر واضحاً في العاصمة طرابلس، حيث بادرت ميليشيا الاخوان المسلمين، قبل غيرها، الى تشكيل مجلس عسكري يحكم العاصمة برئاسة عبد الحكيم بلحاج، مدعوماً من بعض دول الناتو، وبقدرات مالية وتسليحية مفتوحة من أمير قطر.
إلا أن الوضع في طرابلس لم يستقر للحاكم العسكري، إذ أن سقوط طرابلس استدعى التعاون والتنسيق مع ثوار مصراته وثوار زنتان ليكتشف سكان العاصمة أنهم وقعوا في قبضة ميليشيا الاخوان المسلمين، التي يمثلها الحاكم العسكري، والتي تنسق مع سلطة مجلس الانتقامي من جهة، وفي قبضة ميليشيات رئيسية مستجلبة من مصراته وزنتان وأمازيغ الجبل الغربي، وميليشيات أقل أهمية جاءت من الزاوية، أو تشكلت بسرعة تحت اسم ثوار طرابلس من مسلحي ضواحي العاصمة في تاجوراء وعرادة وسوق الجمعة.
وهكذا يعيش اليوم في طرابلس أكثر من مليوني انسان حالات ذعر من الفوضى المسلحة وغرائز الانتقام وما يمكن أن يسمى بالسلبطة والزعرنة.
لا شك في أن الإخوان المسلمين، الذين يخططون لمستقبل سياسي، يرغبون في فرض النظام على العاصمة، لكن يحد من تنفيذ هذه الرغبة الخوف من أن تنقلب الى صدامات مسلحة داخل أكبر مدن ليبيا، مع خطر انتقالها الى مدن أخرى. لهذا يلجأ مجلس الانتقامي الى تفاهمات مع قيادات هذه الميليشيات لا تصمد طويلاً بسبب فقدان هذه القيادات السيطرة التامة على عناصرها المسلحة.
وبينما يطلق مجلس الانتقامي الدعوة الى حل الميليشيات بضم المسلحين الى قوى الجيش أو الداخلية، فإن القيادات الميليشياوية تعلن رفضها هذا الحل قبل معرفة حصتها في الحكم المقبل.
الخلاف على الجبنة
وإذا كان مستقبل ليبيا الأمني محاصر بالمخاطر فإن الانقسام السياسي بدوره يشكل خطورة اضافية.
سياسياً يطرح ثوار كل مدينة أنفسهم على أنهم الأحق في حصاد ثمار الثورة. ويبرز في هذا المجال ثوار الاخوان المسلمين وثوار كل من مصراته وزنتان.
يقول «الاخوان المسلمين» أن ممثلهم الدكتور علي الصلابي هو الذي نسق مع قطر وجعلها تنحاز بكل امكاناتها وعلاقاتها الى جانب «ثورة 17 فبراير»، منذ اللحظة الأولى لاندلاعها. وأنه غادر الى السودان واجتمع بالرئيس عمر البشير واتفق معه على تهريب أول وأكبر صفقة سلاح للثوار قامت قطر بدفع ثمنها. وأنه زار الأردن وأقنع الملك عبد الله في فترة لاحقة بإرسال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر عبر مطار طبرق. وأنه، بعلاقاته القطرية، أمن تحويلات بمئات الملايين من الدولارات. ويؤكد الصلابي أن جهوده وعلاقاته المتينة بالشيخ يوسف القرضاوي هي وراء انتقال تركيا من جبهة القذافي الى جبهة بنغازي.
في المقابل يزعم ثوار مصراته أنهم هم وراء نجاح الثورة فلولا صمودهم وتضحياتهم وقطعهم الطريق الساحلي مع الشرق لما تمكن المقاتلون في بنغازي وأجدابيا من الصمود وأنهم هم الذين قادوا معركتي تحرير بن وليد وسرت وأنهم هم الذين أنجزوا النصر الأخير باعتقال القذافي وقتله. وفي لغة مماثلة يؤكد ثوار زنتان فضلهم الأول بقطع طرق الامداد ولو جزئياً عن طرابلس انطلاقاً من الجنوب. وفي موازنة فضائل الأطراف المسلحة يختل توازن التقاسم السياسي للسلطة الجديدة.
ووسط مثل هذا الصراع لا يمكن اغفال مطالب القبائل والمدن الأخرى. الى جانب ما تشكله القوى السياسية الليبرالية من ثقل يرتكز على علاقاتها الخارجية وبالذات مع الدول الغربية.
وسط هذه الخلافات لا يمكن تجاهل قوات الشعب المسلح الذين يشكلون نسبة يستحيل تقديرها في أجواء الملاحقات الشرسة التي يتعرضون لها.
يبقى بعد كل ذلك أن التنافس الأجنبي على الجبنة الليبية ظهر هو الآخر من خلال التسابق بين الدول الرئيسية (أميركا ـ فرنسا ـ انكلترا ـ ايطاليا) على فرض عقود نفط وإعادة اعمار على مجلس الانتقامي وحكومته التنفيذية.
يبقى دور قطر الذي يجمع الطموحين السياسي والاقتصادي مصدر ازعاج كبير، كشفته صحيفة «الغارديان» البريطانية بنشرها تقريراً ينقل فيه عدد من الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة الليبية قلقهم مما يصفونه بتمويل قطر المستمر للتوتر وعدم الاستقرار في ليبيا متجاوزة بذلك استراتيجية متفق عليها دولياً لمساعدة الليبيين. فبدلاً من دعم مجلس الانتقامي تدعم قطر رئيس المجلس العسكري لطرابلس الاسلامي عبد الحكيم بلحاج وتلقي قطر بثقلها وراء عدة شخصيات مثل الشيخ علي الصلابي المقيم في الدوحة وعلى علاقة وثيقة ببلحاج. وهناك توتر بين الصلابي ورئيس وزراء حكومة الانتقالي محمود جبريل الذي يتهمه الصلابي بأنه «طاغية في دور الاعداد».
وهكذا تكون ليبيا الأكثر عرضة للفوضى المسلحة بين دول «الربيع العربي» التي تهتز جميعها أمام نذر أعاصير لا أحد يعرف قوتها ووقتها.
بوبكرالزوي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 316
نقاط : 10586
تاريخ التسجيل : 28/04/2011
. :
. :
رد: ربيع الفوضى ...؟
لاتنسى ياحسيني انا في ليبيا رجال وانت تعرفهم سيقطعون بعون الله ذابر الصلابي وبلحاج ويشرحون مؤخرة امير غطر وووزير افارياته البرنايه المفضوحه ، واذا كنت ترى مستقبل ليبيا اليوم مظلما ، فصبرا جميلا ، ان الله مع الصابرين.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
استمروا
gandopa-
- الجنس :
عدد المساهمات : 8744
نقاط : 23446
تاريخ التسجيل : 03/08/2011
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا:
رد: ربيع الفوضى ...؟
لن نساوم ولن نستسلم والشاطر اللي يضحك بالاخير سوف نحرر ليبيا باذن الله وسوف نزلزل كل الدول التي شاركت بالجريمة وسوف نكون لهم بالمرصاد داخليا وخارجيا
واننا باذن الله لمنتصرون
واننا باذن الله لمنتصرون
????- زائر
رد: ربيع الفوضى ...؟
ليبيا لها رجال اشاوس سيحررونها.................
hbelhedi-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3844
نقاط : 13666
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
رد: ربيع الفوضى ...؟
الحكمة من كل ما جرى، أن يتحسر الليبيون يوميا على أيام العقيد الشهيد و يدركوا ما فقدوه، و يشهدوا على حقيقة ثوار الناتو.
و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم.
و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا خضراء غصباً عن الكل
brokenpen82-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5045
نقاط : 17010
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
. :
. :
رد: ربيع الفوضى ...؟
ربيع الفتنة العربية
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
انا ساكن في قلوب الملايين
صديقي الشهيد حمادة
فلسطيني محب القذافي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 11171
نقاط : 21108
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي