سالم الباف : دعوة ملحة بشأن أبناء مدينة تاورغاء/مقال ملتزم بالحوار السياسى الليبيى

07 فبراير, 2012

سالم الباف : دعوة ملحة بشأن أبناء مدينة تاورغاء/مقال ملتزم بالحوار السياسى الليبيى Tawaragha

ليس من باب الاتهام القول أن مدينة
تاورغاء الساحلية قد وقفت مع توجه القذافي إبان الحرب الأهلية، فعقارب
الزمن لا تعود إلى الوراء، ولا يعيب ذلك أهالي تاورغاء في شيء، إنما
الحقيقة أنهم ليسوا وحدهم من وقف هذا الموقف، فقد دانتهم فيه قبائل ومدن،
لكن المزعج كونهم وحدهم من يدفع ثمناً باهضاً، وسيستمر إذلالهم والتنكيل
بهم وبعوائلهم مالم يتخذ بشأن ذلك موقف جماعي يحد من تجرؤ القلة عليهم،
فالهيبة وحدها توقف الأعمال الجبانة .

وحيث أن المجلس وحكومته لم يند لهم جبين،
ولم يطرحوا على الليبيين أية مبادرة تتعلق بالمصالحة وطي صفحة الماضي، إذن
فالشقة بين بني الجلدة لازالت قائمة، ومناصروا توجه القذافي لازالوا كما
هم، قبائل ومدن، وليس أمامهم سوى الاستمرار في توجههم إلى أن تعي الحكومة
ذلك، فتبادر مكرهة على قبولهم شركاء في الوطن وثرواته، أو أن يذعنوا كما
ذعنت تاورغاء لقلة في الرجال، وفقدان الثقة بالنفس إثر هزيمة توجهاتهم .

وهذه ليست دعوة لاقتتال الليبيين ، أبداً،
بل هي التعاضد والمؤازرة ضد طغيان علا وتجبر، ولو قدر للطغاة ماقدر لهم في
تاورغاء، لعاتوا في كل القبائل والمدن وهجّروا منها أهلها، لكنهم حين
عرفوا ضراوة تلك القبائل وكثرة رجالها، وقفوا حيث يجب عليهم أن يقفوا .

وحتى لا تستمر مأساة تاورغاء وتتكرر فتؤكل
القبائل غداً وتندم على صمتها اليوم ، فإنني أهيب بها أن تتحمل مسؤليتها
بعد حادث الأمس الذي أودى بحياة أبرياء مهجرين في جنزور وغيرها، على
القبائل التي وقفت موقف تاورغاء في الحرب الأهلية أن تتنادى بشأن هذا
الوضع، فيلتقي أعيانها بأهل تاورغاء، وتتقاسمهم القبائل ضيوفاً في مرابعها،
بحيث يتم توزيعهم على مناطق مختلفة حتى لا تكون لهم مستقر دائم، وتعلن عن
حمايتهم وصيانة أعراضهم، ولا يتم تسليم المتهمين منهم إلا بعد الانتخابات،
ومراجعة أوضاع معتقليهم في السجون من قبل لجنة قبلية تخصص لشأنهم، فهم غير
قادرين اليوم حتى عن سؤال جلاديهم مافعلوا بأبنائهم المعتقلين على الهوية،

مع التأكيد على أن يكون هذا العمل أهلياً
ليس للحكومة أو المجلس أي علاقة به، إذ لم تتوفر الرغبة إطلاقاً لدى أي
منهما للخوض في هذا الأمر أثرة لسلامتهم الشخصية، والقبائل التي نناشدها
سترفع عنهم هذا الحرج، إلى أن تنتهي الانتخابات، إذا ما روعي فيها شتات
سكان تاورغاء ليكون لها ممثلوها بالمؤتمر الوطني شأنها شأن باقي المدن
الليبية، ويعيدهم القانون إلى ترابهم الذي فيه قبور آبائهم وأجدادهم