هل يذكر السوريون كيف قتلوا يوسف العظمة… مرتين؟

من طرف ???? الأربعاء 29 فبراير - 9:21

من قلم : توفيق قربة

يحضرني تغني أحد الأصدقاء بيوسف العظمة شهيد الحرية…
لأتذكر… كيف رد السوريون الجميل… ليوسف العظمة؟
غريب كيف ننسى!!!

بعد أن أوقفت الحكومة راتبه، وبعد أن توقفت معونات “أهل الخير” أصيبت ابنته بشلل الأطفال والعمى، تشردت زوجته التي استجدت الناس حتى استطاعت أن تؤمن كلفة السفر إلى اسطنبول حيث يعيش أخوها… الفقير أيضاً… أغلقت بيتها المتواضع… وسافرت تاركة وطناً يئن تحت رزح الأحتلال وقسوة قلوب أبنائه….

توفيت تاركة ابنتها تصارع الموت في حين كان مجلس الشعب السوري عام ١٩٥٢ يتشاجر لإعادة راتب زوجها الشهيد، بعد أن قدم السيد شكري العسلي مذكرة بوضع عائلة الشهيد البطل الذي ملأت تماثيله البلاد بعد أن بلغه أمرها!!!

البرلمان العظيم في عهد الإستقلال العظيم لم يتفق واستكثر أن يعيد راتب الشهيد المتراكم منذ عام ١٩٢٠ تاريخ استشهاده…

وماتت الزوجة…

وماتت الفتاة عمياء مشلولة دون أن يرف جفن الكرامة لدى من يتغى ببطولات يوسف العظمة من السوريين أو حكوماتهم المتتالية

لدى من حول منزل يوسف العظمة في دمشق إلى مزبلة حتى علم الرئيس بشار الأسد أن بلدية دمشق الغراء تريد هدم منزله فأصدر قراراً مشهوداً بتحويل منزله إلى متحف لا يكاد يزوره أحد!!!!

اي كرامة لدى من رفع له الصروح والتماثيل يتغنى به شهيداً ويقبر ذكرى ابنته التي ماتت من فقرها…

ملك عاهر عميل كان فيصل الأول الهاشمي…

حكومات سوريّة حقيرة أبان الإنتداب…

ليست حكومات الإستقلال بأشرف منها

قبل أن يتغنى أي سوريّ بيوسف العظمة

عليكم أن تجيبوا… ماذا قدم السوريون إلى أسرة هذا الشهيد!!!

حاولو أن تنشطو الذاكرة قليلاً كي تعرفوا كيف تعاملون الأبطال أمثال العظمة، والقاوقجي والبارودي وغيرهم…

لو كان واحداً منهم في الغرب أو الشرق.. لكان أعظم من ترومان وأخلد من لينين…

لكننا شعب لا نحترم أنفسنا فنكذب عليها

إلى الشهيد القتيل بيد الفرنسيين دفاعاً عن شرفنا… الرحمة

وإلى اسرته المقتولة على أيدينا الرحمة

وعلى قلوبنا العليلة وعقولنا المريضة… السلام

أن نعتذر عن تاريخنا الأسود لأنفسنا

أن نقف كالشرفاء الحقيقيين ونصلح ما أفسده الدهر وسكر عليه وبال!!!

أن نتيقن أن الخطأ فينا، منا وإلينا

وأن ندرك كيف عاملنا شهداء تغنينا بهم وأطربنا رجولتنا على ذكراهم… وطالت رقابنا إلى النجوم حين نسمع بهواهم… كيف عاملناهم بهذه الطريقة من العظمة إلى الكواكبي إلى القسام إلى القاوقجي!!

سنخجل… ألن نخجل؟

لا.. ونحن نقتل بعضنا كالوحوش، ونغدر ببعضنا كالذئاب… نلتجأ إلى المعتدين نقبل اقدام وأرجل الفرنسيين ليأتوا ويحرورونا ويستعمرنا… من جديد… أنه التاريخ نكتبه بنفس القذارة إسمها الخيانة…
لن نخجل، فماء الوجه أريق، والكرامة سكبت على المزابل… مزابل التاريخ، التي ننتمي إليها…

ليحضرني قول طه حسين مجدداً

على العرب أن يخرجوا رؤوسهم من التاريخ، لا أن يخرجوا التاريخ من رؤوسهم