يوميات الجبهة ..2..

... وفي اليوم التالي .. أستلموا المهمة .. ودرسوا الخطة .. وقبل التحرك .. قرؤا ماتيسر من ياسين .. وختموا بالأخلاص والمعوذتين .. وتوكلوا وعزموا الظفر باحدي الحسنيين .

رموا الدنيا خلف ظهورهم .. وأمتشقوا سلاحهم .. وتبادلوا تحية الفرسان .. وأنطلقوا .. والكل يتوق شوقا .. ليعيد للأطفال براءتهم .. وللحياة طهرها .. ويضمد جرح الوطن الحزين .

تلك دعواتهم وأمانيهم .. وهم يتقدمون بخطي واثقة .. وارادة تقهر المستحيل .. وعزم لا يلين .

فخلفهم تلك الملايين .. تبارك خطواتهم .. وتدعوا لهم .. وتنتظر الخبر اليقين .

وأمام أعينهم .. أناس داخل المدينة .. غلبوا علي أمرهم وذاقوا الأمرين .. وسيطرت عليهم ثلة من الخوارج والمجرمين المخمورين .. ملئوا بهم السجون .. وتفننوا في أنواع العذاب المهين .. فقطعوا الصدور وأنتهكوا الأعراض .. ولم يرحموا الشيخ المسن ولا الأم الرؤوم ولا حتي الجنين .. وعاثوا في الأرض فسادا .. وأخدتهم العزة بالأثم .. وضلوا في غيهم يعمهون .. ونكثوا العهد وتنكروا للعرف والدين .

يواصل الرفاق التقدم ومن خط النار يقتربون .. كانت السواتر تملأ المكان .. فقد تحصن الخصوم الضالين .. وبعد تبادل لاطلاق النار .. أخترقوا .. وفر الجرذان الي جحورهم مذعورين .. فيزداد الحماس ويتقدم الرفاق .. وهم واثقون.. ولصوت الرصاص المنهمر من كل اتجاه غير أبهين .

وهاهم علي مشارف المدينة .. ويشتد وطيس المعركة ويزداد حجم الأنفجارات .. والكل حذر علي حياة الأبرياء الذين لاذنب لهم .. فالقدر من وضعهم في وسط هذا الحجيم .

ولكن .. فجأة ودون سابق انذار .. وفي لحظة غادره .. تصيب طريقها تلك الرصاصة الماكره .. فتتقدم نحوه .. فيشرع لها صدره .. تستأذن الرصاصة من هيبته .. وتتسلل بخجل لتستقر في قلبه .. وكأنها عاشقة متيمه .. وحالمه تنتظر فارسها لتطفئ نار الشوق والحنين .. فيغلق عليها الباب بيده .. وينحني ليقبل بجبهته أديم الأرض .. فتتسابق تلك القطرات الحمراء المتلألئه كقطع الألماس الثمين .. فتمتزج بحبات الرمل النقيه في مشهد يتوقف فيه الزمن علي الدوران .. وتعم الدهشة أرجاء المكان .. فتتداعي له بالدمع أعين الحاضرين .. ويهموا اليه .. فينظر اليهم مودعا بأبتسامة مشرقه أرتسمت علي محياه .. وقبل أن يلفظ أخر أنفاسه .. يشير اليهم بيده ( أن تقدموا ولا تراجعوا )

فيحمله بعظهم عائدين .. بينما يتقدم الأخرون مقسمين علي الأنتصار له .. مرددين ( أحنا خلاصين وحلها فكاكين الدين ) . . والله أكبر علي كل معتد أثيم .

في تلك الأثناء تصل البشري لأحبته وأهله وذويه .. بأنه من عباده المخلصين .. الذين أختارهم الرحمن الرحيم مع الأبرار في عليين ..

فهنيئا له بجنات النعيم .. وزغردي أيها الأم بالفوز العظيم .. وتوشح أيها الوطن العزيز بثيابا خضرا من سندس واستبرق .. وترقب النصر المبين .

... وللحديث بقية ... الفارس ...

هنيئا له وهنيئا لعائلته
لساني عجز عن التعبير وبكيتني ياخوي

انتظر بكل شوق من يوميات الجبهة
تحياتي لك

من طرف بنت طرابلس 1 اليوم في 16:46


+
----
-

هنيئا له
وهنيئا لنا بوجود فارس رائع معنا
سرد رائع,
تحياتى لك ويسعدنى ويشرفنى ان اكون متابعه ليوميات مجاهد ورائع فى سرده ,
تحيه حارة لك من القلب ,
وننتظر أن يجود علينا قلمك بكل نقطة حبر يسقطها كالنجوم,

مرت من هنا بنت طرابلس ,,
تحيــــــــاتى , صدقتي اختي

رائع أخي فارس..و الله أنك رائع و أسلوبك مشوق و يشدنا لسماع المزيد من يوميات الجبهة.

و الله يرحم الشهداء و يحفظ المجاهدين و المقاومين في كل أنحاء البلاد و ينصرنا على الخونة و الظلام

شكرا لكم جميعا أخوتي علي المرور وعلي كلماتكم الرائعه

الفارس

أختي بنت الرصيفة والله أنا اللي عاجز عن الرد علي كل كلمات الأطراء

أما عن كتابة اليوميات .. فأتذكر أني كتبت مره بأن القلم لايطاوعني والمزاج يتلاعب بي مدا وجزرا .. ولاأستطيع أن أكتب شيئا لايرتقي لجزءا من عظمة المشهد ويعطي التضحيات بعضا من حقها الأبداعي

مـــشـــاء الــلــه عـــلــيــك

كـــاتـــب بـــارع ومـتـمــكن
تــاخــذنــا باحساسك المرهف إلى عالمك

ســـلـــمت يـــداك .. أخـــي الفارس

أخى انى اعجز عن التعبير . دمتم لنا و لي ليبيا .
و الله يرحم الشهداء و يحفظ المجاهدين و المقاومين في كل أنحاء البلاد و ينصرنا على الخونة و الظلام .

شكرا أخوتي جميعا علي المرور وعلي الكلمات الرائعه