مقابلة مع ليزي فيلان حول هيمنة الإمبريالية، البيضاء، ليبيا وسوريا
صفحة 1 من اصل 1
مقابلة مع ليزي فيلان حول هيمنة الإمبريالية، البيضاء، ليبيا وسوريا
ليزي فيلان صحفية بريطانية من أصول ايرلندية تبلغ من العمر 25 عاما. أشتهرت
ليزي لدورها كمراسلة حرب من مسرح الحرب الليبية خلال الحرب الأهلية و قصف
منظمة حلف شمال الأطلسي لحكومة القذافي. تعمل ليزي لصالح شبكات أخبار دولية
مثل قناة" روسيا اليوم "و قناة "برس تي في". تم اتهامها من قبل بعض
زملائها بأنها تنشر أخبار وهمية فقط لكونها قدمت نسخة من الوقائع مغايرة عن
تلك السائدة في الغرب. ما تزال ليزي في خط المواجهة لتنقل أخبار الوضع
الصعب في سوريا . قررنا الاتصال بها لمعرفة المزيد عنها و عن عملها.
خلال الأشهر الصعبة في ليبيا , اتهمتك شبكات الإعلام
الغربية الرئيسية بعدم موضوعيتك في نقل الأخبار
و بأنك مؤيدة لجماهيرية القذافي. عانى صحفيون مستقلون من معاملة مشابهة مثل تيري ميسان و مهدي داريوس. ماذا رأيت تماما
في مسرح الصراع و لماذا تعتقدين أن شبكات
الإعلام الغربية الرئيسية تتهم أي صحفي يحاول نقل نسخة مختلفة من الأخبار عن تلك
السائدة في الغرب؟
-
قال ستيف بيكو الشهير: "أن أعظم سلاح في أيدي الظالم، هو عقول
المضطهدين". إن هذا السؤال يتمحور حول الإمبريالية الثقافية التي لا يمكن فهمها بدون الإشارة إلى دورها التاريخي. إن معاملة ليبيا من الموارد الثقافية
للدول الإمبريالية لا تختلف عن تلك
التي يعاني منها ضحايا العدوان الإمبريالي
من Celts إلى إيران
وروسيا والصين على سبيل المثال و ستستمر
مثل هذه المعاناة طالما واصلت
الإمبريالية إفساد الإنسانية. إن
الإمبريالية الغربية هي نظام لا يستفيد منه سوى نسبة ضئيلة من سكان
العالم،
ولذلك فهو فنظام الظلم التام. ولكي
تتمكن الإمبريالية من درء حتمية المقاومة الفعالة لها، عليها على
الأقل ضمان صمت سكانها عن جرائمها و التي سيحكم عليها التاريخ بصفتها تواطئ
شعبي.
تتمكن الامبريالية من تحقيق هذا عن طريق تعزيز دعم الهيمنة الغربية بشكل
كلّي
تقريبا من خلال مواردها الثقافية و التي
هي في عصرنا الحالي النظام التعليمي
ووسائل الإعلام ( متضمنة الموسيقى, الأفلام, الأخبار, الموضة و الصناعات
الأخرى).
وعن طريق هذه الموارد و التي تعتبر تاريخيا التكتيك الأكثر فعالية لخلق
اختلافات حقيقية و متلقاة بين الغالبية
العالمية التي تقمعها و تتحكم بها بوحشية شرسة كما يقول المثل فرّق تسد. إن
العرق
هو واحد من أهم الاختلافات التي تم انشاؤها في سياق الإمبريالية الغربية . و
سوف
نحدد العرق في هذه المقابلة بأنه المبدأ
الذي ينص على وجود اختلافات فطرية بين البشر أصحاب ألوان البشرة المختلفة
و
الفروق الأكبر هي بين الناس ذوي أصحاب البشرة المتناقضة لونيا بشدة. غالبا
ما يبرر الناس عدم معرفتهم بالتمييز العرقي بأنه لا وجود لها
لأنه ببساطة لا يوجد عرق. و بالتالي تحليلات التفوق الأبيض توقف مثل هذا
النوع من
الناس لأنهم يكذبون على أنفسهم عندما
يعتقدون أن التفوق الأبيض هو أمر تاريخي ماضي و لكنه بالواقع يصبح كذلك
عندما تصبح
الامبريالية الغربية تاريخا ماضيا بحد ذاتها.من الصحيح أنه لا وجود لمفهوم
العرق و
لكن تصور هذا المفهوم موجود بالطبع و
يعتبر الأداة الأكثر فعالية في حشد التواطئ الشعبي في نخبة من الأقلية
البيضاء التي تتحكم بالغالبية الغير بيضاء. تعود جذور العنصرية ضد السود بعيدا في التاريخ و
لكن بشكل خاص خلال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي و التي بنيت على أساسها الأمم
الامبريالية الحديثة و بالأخص بريطانيا و الولايات المتحدة الأميركية, الطريقة
الأكثر فعالية لتلك النخبة في شمال أميركا لمنع التمرد على أعتابهم كانت من خلال
إعطاء الفقراء البيض امتيازات هزيلة عن
الأقلية من السكان العبيد السود. كان لهذا أثر مزدوج معقد في خلق تصور بين البيض الفقراء أنهم ,و تبعا لهذا
النظام , متفوقون عن السود، فضلا عن مخاوف من أن تسوء حالتهم أكثر. تريد
النخبة المزيد و كل ما أمكن و لكن الامتيازات التافهة التي أعطوها للبيض
كانت استثمارا لتقوية هيمنتهم حيث أنهم لم ينجحوا فقط في في منع توحد
الفقراء البيض مع السود
للإطاحة بهيمنة النخبة للأبد و لكنهم أيضا
ضمنوا أنهم يتصرفون بفعالية حيث أبقت شرطتهم الغير رسمية السكان السود
بعيدين عن التمرد الفعّال. و على
نحو مواز لكيفية شراء النخبة
البريطانية بعد الحرب العالمية
الثانية لأي مقاومة فعّالة من المواطنين
البريطانيين لها و لجرائمها و التي توصف
بالأكبر ضد الناس في الجنوب العالمي و ذلك
من خلال تقديم دولة الرفاه. وتعزز ذلك عن طريق الدعاية
التي روّجت للجرائم و بالتالي زيادة الخوف من السود. فرانتز فانون شرح بعمق
التفسير النفسي لمثل هذه التصرفات. وطبعا ليس البيض فقط من أمطرتهم النخبة
الامبريالية البيضاء المسيطرة بمثل هذه المعلومات و بالتالي فإن مفهوم التفوق
الأبيض امتد إلى الناس الغير بيض و هذا أدى إلى الاعتقاد بأنه بقدر ما تمتلك من
سمات "البيض" فإنك تتمتع بمكانة أكبر. أدى ذلك إلى انقسامات بين الناس البيض و غير
البيض و حتى بين الناس الغير بيض أنفسهم و الذين تم غسل أدمغتهم على حد سواء
ليفكروا أن سبب معاناتهم ليس النخبة الامبريالية
بل أولئك الذين يعانون من أشد أنواع
قمع السلطة. وقد كفلت الإمبريالية الغربية توسيع هذه الإستراتيجية إلى جميع أنحاء العالم
و ذلك بذم أفريقيا وشعوبها .من المهم فهم ذلك لنتمكن من
شرح الوقائع التي تجري في الأمة الإفريقية في ليبيا و التي تختلف عن تلك التي تصوّرها شبكات
الأخبار وتناقض الواقع بشدة. لقد تم تشويه سمعة معمر
القذافي أكثر من جميع قادة شمال أفريقيا، و ذلك لأن ليبيا ذات الغالبية العربية في عهده كانت الأقرب
للقارة الإفريقية و الداعم الأكبر لاستقلال افريقيا عن المصالح الامبريالية
الغربية خلافا لبقية دول شمال إفريقيا . تعتبر أفريقيا سلة الخبز للامبريالية و خطوات القذافي الحثيثة
و الواضحة جدا لإنهاء الاستعمار الجديد في القارة كانت العامل الرئيسي الذي جعل
منه أكبر خطر يتهدد مستقبل الهيمنة الغربية.
على
مدى عقود قيادة القذافي , كانت أغلب المصطلحات التي استخدمت لتصويره في
وسائل الإعلام الإمبريالية مثالا للمصطلحات العنصرية التي طالما استخدمت
لوصف
"الأفارقة السود". على سبيل المثال، استخدمت مصطلحات مثل "غريب الأطوار"
أو
"كلب جنون" لوصف القذافي عند ارتداءه اللباس الافريقي التقليدي.وهذا
مجرد مثال لكيفية تصوير ليبيا القذافي و
الذي بدأ قبل فترة طويلة من قصف حلف شمال الأطلسي في آذار/مارس من العام
الماضي. و قد رافق مثل هذه
الصورة غياب تام لتوثيق الوقائع التي كانت
تجري داخل ليبيا. و من أهم هذه
الوقائع أن ليبيا حققت أعلى
"مؤشر التنمية البشرية" في
أفريقيا، و تم تعميم التعليم والرعاية الصحية وانخفضت مستويات الجريمة و الكثير من النتائج المبهرة التي تم
تحقيقها على الرغم من المعاناة لسنوات من العقوبات الغربية
إلى حين
حصول الانقلاب المدعوم من منظمة حلف شمال
الأطلسي في العام الماضي، شكل سكان ليبيا
أصحاب البشرة السوداء ثلث مجموع السكان و غالبيتهم أيدت القذافي بشكل حتمي. وكان هناك أيضا ما يقارب
المليون من العمال المهاجرين من البلدان
الأفريقية الأخرى الذين بقوا في ليبيا لأن
نظام الجماهيرية (دولة الجماهير) يؤمن لهم حياة كريمة نسبيا.و هكذا فليس من قبيل المصادفة أن وكلاء أن الناتو على الأرض،
"المتمردين" , هم شديدوا التعصب ضد "أفريقيا السوداء" و من
المهم للغرب أن يكون قادرا على تدمير
خطوات القذافي التي اتخذها لتدمير الاستعمار الجديد في القارة.
وأصبحت
هذه الإستراتيجية المزدوجة لضخ أكاذيب صارخة عن الجماهيرية، على سبيل المثال أنها
ديكتاتورية ترتكب انتهاكات منهجية ضد
شعبها و تم حظر أي رواية بديلة و ازداد
ذلك عنفا عندما نشبت الأزمة الحالية في ليبيا، وقطعا لم يوجد أي مجال لهذا الأخير في وسائل الإعلام
الإمبريالية. و بالتالي فإن الرواية التي تعرضت لها الجموع
هي التي تمجد التفوق الغربي و تجعل من الذين يعارضونها شياطينا و أشرارا. وكان من الأمثلة الأكثر
وضوحاً لهذا خلال مذهب "ليس هناك بديل" و الذي روجته مارغريت تاتشر في
بريطانيا. هذا يعني أنه لا يوجد بديل لنظام العولمة الرأسمالي الغربي. يقدم الموسيقي والكاتب "أكالا" في
كتابة الجديد "الأفكار المزدوجة" تحليلاً ممتازا لمجتمعنا ويعرض بشكل ذكي هذا المجتمع، الذي أسسه على أرض خيالية
تدعى 'إيجنورانتيا'(الجهل). وتعتبر " إيجنورانتيا" مرادفاً للدول
الإمبريالية حيث يوضح الكاتب كيف تم تلقين المجتمع أن ينظر إلى الجهل والعنف والسيطرة كثلاث فضائل
أعلى في المجتمع. ويضيف أن الجهل هو رأس الحربة لهذا النمط من التلقين وأننا علمنا
منذ الولادة التقليل من شأن أولئك الأكثر اضطهادا من النظام. ويقول الكاتب : "... تكمن الاستمرارية في نظامنا في حقيقة أن علينا القبول كلياً واحتضان وتشجيع الحقيقة الواضحة بأن
الإنسان جاهل، و أن هذا الجهل يولد العنف،
وأنه إذا لم تتم السيطرة على الإنسان لا يمكن استخدام الجهل بشكل
فعّال بل و يمكن حتى إساءة استخدامه
[الموجهة نحو أحد أفراد الطبقات العليا على سبيل المثال] ". كما لو أن الوحيدين القادرين على
معرفة الحقيقة هم أولئك الذين يتم إظهار الوجه الأكثر
وحشية من الإمبريالية لهم. وعندما كنت في كل من ليبيا وسوريا سيكون غالباً ما قيل
لي أنه عندما تتحدث عن الحقيقة يعاملك الغرب على أنك" منظّر مؤامرة"،
بينما في أماكن مثل ليبيا أو سوريا، الحقيقة هو واقع ووجود يوما بعد يوم.
عملك كمراسل الحرب أمر صعب جداً، وربما واحدة من
أخطر المهن بصورة عامة. في مسرح الحرب، تختفي قواعد الحياة الطبيعية والحياة
الخاصة بك تختلف تماما عن الروتينية المعتادة: لا شيئ مؤكد أو مضمون كما لو أنك في
بلادك أو في الحياة اليومية سابقة. وهذه
المهنة أصعب بالنسبة للمرأة من الرجل . لماذا اخترت العمل في هذا المجال؟
من نواح عديدة لم اختر هذه المهنة ولكنها اختارتني. أنتمي إلى عائلة تقدمية ذات جذور ايرلندية و عائلتي نشطة جداً في
النضال الطويل والدموي ضد البريطانيين واسم "فيلان" هو لقب جدتي الأيرلندية قبل زواجها و هي تنتمي إلى عائلة من عشائر "مكاتير"و "
فيلان" التي كانت نشطة جداً في هذا الكفاح.
كان والد جدتي " وليام فيلان" عضو في الجيش الأيرلندي الوطني – واحدة من القوى
الرئيسية وراء "انتفاضة الفصح ضد الحكم البريطاني" في عام 1916, وقد حكم
بالسجن والتعذيب على أيدي البريطانيين في العشرينات من القرن الماضي. أما بالنسبة لعشيرة " مكاتيرس" فلي قريب فيها يدعى
"مايكل مكتير" و الذي كان في الكتيبة الثانية للجيش الجمهوري الأيرلندي
و ساهم في الاعتداء على "المحاكم
الأربع" التي بدأت "معركة دبلن" في عام 1922. لذلك فقد نشأت و أنا
أعي ما هي الإمبريالية ولماذا يجب مقاومتها دائماً بأي وسيلة متاحة من قبل أولئك الأكثر الاضطهادا منها ولماذا يجب
على شخص يعارض هذا النظام أن يدعم الخطوط
الأمامية.
قبل أن أصبح صحفية فأنا مؤيدة للعدالة، ولا يمكن
أن تكون مؤيد حقيقيا
واحد إلا إذا عارضت النظام الأكثر جورا في التاريخ ألا وهو الإمبريالية
الغربية. قد يتهمني البعض بأنني استخدمت هنا الاقتباس
كثيرا و لكنه هام جداً، قال مالكولم اكس: "إذا لم تكن حذرا فسوف يجعلك الإعلام بأنك محبّا
للظالم و كارهاً للمضطًهدين". هذه حقيقة واقعة، ولذلك أرى أن دوري و بالطبع حسب
الوسائل المتوفرة هو تحدي هذا
الواقع و لهذا السبب اخترت تغطية الأحداث لأظهر الامبريالية البشعة لأولئك
الموجودين على خطوط المواجهة.
أما
بالنسبة سلامة بلدي التي تشير إليها فهي لا تنتهي عندما أغادر إنكلترا، وفي الواقع فهي
تتبعني أينما ذهبت. هذا لا يعني أنني أضمن توفر
حماية كاملة، وبطبيعة الحال يمكن أن أصاب بشظايا
أو طلقات طائشة، شأنها شأن أي مدني آخر. ولكن خلافا لأي مدني آخر و كحامل
لجواز سفر بريطاني، فإن فرص
استهدافي بسبب معتقداتي ضئيلة. و
ذلك لأن إساءة معاملة الغربي يتم التعامل
معها بجدية أكثر من قبل وسائل الإعلام
العالمية التي تهيمن عليها الامبريالية و
مؤسساتها الملحقة. في الواقع، عندما كنت في ليبيا خلال غزو حلف شمال
الأطلسي
الداعم للتمرد في طرابلس , تقدم نحوي بريطاني لدي من الأسباب الكافية
للاعتقاد
بأنه من الجيش البريطاني و قال لي " إن جواز سفرك البريطاني الذي تكرهينه
بشدة سوف ينقذك" . وبطبيعة الحال كان على حق، فقد أنقذني جواز سفري. على
فرض أنني كنت ليبية تروي هذه الحقائق لوسائل الإعلام العالمية لتم ترحيلي
أو
قتلي عندما يدخل المتمردون المدينة. وعلى
نحو مشابه فلا تختلف الروايات التي نقلتها عما يتداوله أغلب الليبيين حول
أزمة بلادهم ولكن بساطة
لأنني بريطانية فقد أتيح لي قدر أكبر من
"المصداقية". إن هذا يتصل مباشرة بالتسلسل الهرمي الإمبريالي للامتيازات
المتاحة بشكل كبير للغربيين البيض
كما شرحت لك في إجابتي عن السؤال الأول. إن
الأشخاص الذين يتمتعون بمثل هذه الامتيازات إما ينفون وجودها أو يعترفون
بها و لا
يفعلون شيئا أو يستخدمونها كمنصة انطلاق لتحدي النظام الذي أوجدها. إنني و كشخص دولي أرى أن دوري هو ما ذكرته أخيرا خول استخدام الامتيازات ز إن
التضحيات المحتملة عند اختياري لهذه الإستراتيجية لا تساوي شيئا أمام تضحيات أولئك
الموجودين على خط الجبهة. المدافعين عن أنفسهم و عن البشرية ضد الامبريالية و محاولاتها الرامية للحفاظ على
نفسها.
إن العالم الجديد آتٍ. النظام الأحادي القطب الذي ولد في عام 1991، من تحت أنقاض الحرب الباردة
يختفي يوما بعد يوم، و يتم استبداله بنظام
جديد متعدد الأقطاب يتألف من بعض القوى العالمية الجديدة مثل الاتحاد الروسي، والصين، واقتصاديات قوية
جديدة مثل الهند أو البرازيل. لقد أعطت هذه الظاهرة تلك البلدان دفعة لتشكيل
تحالفات جديدة مثل مجموعة" بريكس" أو "منظمة شانغهاى
للتعاون". لا بد أن مستوى الحذر و
التنبه قد ارتفع في أروقة وزارة الدفاع الأميركية.
يأتي عالم جديد متعدد الأقطاب و
هو استمرار لقرون طويلة من كفاح
الشعوب في "الجنوب العالمي" ضد الإمبريالية وهو المرحلة الأولى من بناء
عالم عادل بدلاً من تشجيع التدمير الذاتي يرسي أسس التقدم البشري الأبدية. وسيأتي
هذا العالم الجديد فقط عندما تمنع تحذيرات فيدل كاسترو الشديدة حول مخاطر حقيقية لحدوث كارثة بيئية أو نووية و التي
من شأنها أن تدمير العالم. لقد زاد فشل
أحادية
القطب الغربي فرص وقوع كارثة
نووية، ويمكننا أن نرى أن تكثيف العدوان العسكري الذي بدأ مؤخرا مع تدمير
حلف شمال
الأطلسي ليبيا علامة على أن الغرب يتملكه الهلع فينفلت من عقاله حينما
يحاول الغرب إعادة بسط هيمنته. كل من سوريا وليبيا هامة في
هذا الصدد لعدد من الأسباب. أولاً، تقع هاتان الدولتان في منطقة البحر
الأبيض
المتوسط والتي تعتبرها أوروبا الغربية الفناء الخلفي و رفض معمر القذافي
وبشار الأسد
دعوات فرنسا الانضمام إلى "الاتحاد
من أجل المتوسط" حيث أنها تشمل إسرائيل. في الوقت الذي يستفز الغرب روسيا
والصين، فمن المهم جدا أن يضمن الهيمنة العسكرية في هذه المنطقة و تم تحقيق
ذلك
على المدى القصير في ليبيا. بالنسبة سورية
فهي جزء من محور مقاومة حزب الله-سوريا-إيران ضد إسرائيل، فبالتالي يرى
الغرب أنه من المهم محو سوريا بقيادة الأسد ، حيث يسقط حزب الله بسهولة و
يمكن مواجهة إيران بسهولة في وقت لاحق . وهذا أيضا سيترك روسيا والصين دون
أي حلفاء يمكن أن يشكلوا تحديا لإسرائيل.
وبطبيعة الحال، هكذا يتمنى أن الغرب إدارة الأمور و لكن المحاولة المتزايدة لتدمير سوريا من قبل
النظام الامبريالي هي عمل غير عقلاني و قد يؤدي إلى أعمال انتقامية من قبل محور
المقاومة ضد إسرائيل, و يبقى من الصعب التكهن بالرد الغربي. وهذا لأنه توجد
تناقضات بين الامبرياليين والليبراليين
والمتعصبين، و الذين ينشدون نفس الأهداف و لكن السابق لديه رؤية طويلة المدى بينما
الأخير المتمثل بشخصيات مثل نتنياهو لا
يملكون مثل هذه الرؤية الطويلة و لكنهم
بالأحرى انتحاريين .
وأعتقد أنه الانتقام أمر لا مفر منه ، فسيكون دفاع عن النفس
بالمقاومة و سيأتي قريبا. مرة أخرى، على حد تعبير مالكوم اكس: "لا أعتقد أنه عندما يعامل المرء بشكل إجرامي و أن مجرما ما لديه الحق
بإخبار هذا المرء ما التكتيكات
المستخدمة للتخلص من المجرم. عندما يبدأ المجرم إساءة استخدامي فسوف أستخدم
كل ما لزم لإزالته عن كاهلي"
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا خضراء غصباً عن الكل
brokenpen82-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5045
نقاط : 17036
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
. :
. :
مواضيع مماثلة
» الجرد حسام المصراتي: ليبيا، هيمنة القاعدة بمباركة أمريكية..!
» شهادة الصحفية ليزي فيلان عن ليبيا, مترجمة للعربية
» شهادة الصحفية ليزي فيلان التي عانت الأمرين لإظهار حقيقة ما جرى في ليبيا..تقريرها الكامل
» الصحفية البريطانية ليزي فيلان تروي مشاهداتها عن مجزرة ماجر بمدينة زليتن
» الصحفية الغربية ليزي فيلان تكتب مقالا على مدونتها عن شخصية وطنية داخل سجون عصابات الظلام
» شهادة الصحفية ليزي فيلان عن ليبيا, مترجمة للعربية
» شهادة الصحفية ليزي فيلان التي عانت الأمرين لإظهار حقيقة ما جرى في ليبيا..تقريرها الكامل
» الصحفية البريطانية ليزي فيلان تروي مشاهداتها عن مجزرة ماجر بمدينة زليتن
» الصحفية الغربية ليزي فيلان تكتب مقالا على مدونتها عن شخصية وطنية داخل سجون عصابات الظلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي