حرب ليبيا حطمت تكهنات العواصم الغربية
صفحة 1 من اصل 1
حرب ليبيا حطمت تكهنات العواصم الغربية
كانت جل تكهنات العواصم الغربية، الأوروبية، ومنها الفرنسية-البريطانية تحديدا، خاطئة. ففي هرولتهم لركوب موجة ''الربيع العربي'' التي عصفت برئيسي تونس ومصر، ظن حكام باريس ولندن أن القذافي سيسقط في ظرف وجيز كمن سبقاه.
جر الفرنسي ساركوزي والبرطاني كامرون وراءهما واشنطن وروما وهلسنكي وأوتاوا وبعض العرب في تحالف جديد، مثل ذلك الذي شكله بوش الأب في 1991 ضد نظام صدام حسين. لكن القذافي لم يسقط لا في ظرف أسبوع ولا شهر ولا شهرين... ومرت ثلاثة أشهر منذ شرع الحلفاء في قصف ليبيا، بتفويض الجامعة العربية وتصويت مجلس الأمن للأمم المتحدة.
فأمام صمود القذافي وفشل مجلس الانتقامي في أخذ المبادرة على الميدان، تبين أن العرض الذي تقدم به الاتحاد الإفريقي كان هو الأنسب في حل الأزمة الليبية. لكن الحلفاء راهنوا على عامل الوقت فخسروا الرهان، خاصة وأن معظم رؤساء الدول المشاركة في الحرب مقبلون على انتخابات مصيرية في بلدانهم.
الحسابات الانتخابية في خبر كان..
كانت الانعكاسات الأولى قد ظهرت على مواقع المستشارة الألمانية أنجيلا مركل التي فقدت قواعدها التقليدية في المحليات الألمانية الأخيرة. وباستثناء البريطاني كامرون الذي استلم الحكم قبيل الشروع في الحرب، فجميع قادة التحالف معنيون بمواعيد انتخابية، كالفرنسي ساركوزي والأمريكي أوباما اللذين جعلا من حرب ليبيا برنامجا انتخابيا مجهول الأبعاد. فكلما طالت الحرب كلما تناثـرت الأصوات من خزانهما الانتخابي وتبخرت معها الأحلام. ذلك ما أدركته إيطاليا عندما قال وزير دفاعها إنه يجب التفكير في موضوع إنهاء الحرب في ليبيا، أمام ضغط حليفة برلوسكوني في الحكومة رابطة الشمال اليسارية. وعرض وزير الخارجية فرانكو فراتيني، أمس، وقف القصف لتمكين وصول الإغاثة إلى المدنيين. لكن الإجابة جاءت سريعة من نظيره الفرنسي آلان جوبي الذي رفض قطعا الهدنة. وسانده في ذلك الأمين العام لحلف الناتو، فوغ راسموسن، بإعلانه عن ''مواصلة الحرب''، متهما القوات الليبية المسحة بـ''قصف المدنيين من المساجد''.
غير أن المسألة ليست في المواقف بقدر ما هي في إمكانيات مواصلة الحرب. ففي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة عن خفض قواتها بأفغانستان، ارتفعت الأصوات في الكونغرس والبرلمان الأوروبي والبرلمانات المحلية والمنظمات غير الحكومية، تريد الاستفسار عن ماهية الحرب الدائرة في اتجاه واحد رغم خسارة صفر من أرواح جنود الحلفاء.
تكلفة الحرب تجاوزت طاقة الدول المتحالفة:
مع مرور الوقت، تفطن الجميع إلى تكلفة الحرب الباهظة مقابل نتائج ضئيلة.
وللتذكير، عملت فرنسا منذ البداية على إبعاد الناتو من قيادة العمليات، تزامنا مع تردد أمريكي وإيطالي في ركب الموجة. وفي المقابل تحمست بريطانيا لإقناع المجموعة الدولية بشن الحرب على مواقع القذافي. وتم ذلك دون أن توظف روسيا ولا الصين حق الفيتو، لمنع إصدار اللائحة 1973 الخاصة بالحظر الجوي الذي تحول إلى إعلان حرب.
من هذه الزاوية تحرك أعضاء من الكونغرس، جمهوريين وديموقراطيين، وطالبوا البيت الأبيض بتقديم تفسيرات عن إعلان حرب في بلد خارجي دون المرور على الكنغرس. وعقدت حصص مساءلة حضرها جميع حكام ومستشاري البيت الأبيض (كاتبة الدولة للخارجية ووزير الدفاع ورئيس الاستخبارات وقائد الأركان)، منذ شهور. انسحبت بعدها أمريكا من العمليات بعدما أفرغت ما يتجاوز 700 مليون دولارا، فسعر صاروخ توهاوكز الواحد 575 ألف دولارا، وقد أطلق ما لا يقل عن 119 وحدة في الأسابيع الأولى من الحرب. وبعد انسحاب الولايات المتحدة توقفت الحرب لمدة تميزت بارتباك الحلفاء. ثم انطلقت من جديد بتكثيف الضربات على طرابلس، أدت إلى ارتكاب تجاوزات تسببت في سقوط العشرات من المدنيين، جاء الناتو في بداية الأمر ليحميهم من ضربات القذافي. وأدخلت فرنسا ويرطانيا المروحيات في العمليات، بما يوحي بأن الدفاع الجوي غائب لدى النظام الليبي.
ومع مرور الوقت كانت بريطانيا التي قلصت من ميزانية الدفاع في بداية السنة، أكبر المتضررين من الحرب. فارتفعت الانتقادات من الرجل الثاني في الجيش الملكي الذي كشف عن حالة نفسية منحطة في صفوف الجيش بسبب تقليص المعاشات. وجاء رد فعل الوزير الأول كامرون عنيفا. إذ نصح العساكر بمواصلة الحرب والكف عن ''الثـرثـرة''.
وتشتكي فرنسا هي الأخرى من التكلفة، حيث كشف وزير الدفاع الفرنسي عن 87 ملون أورو نفدت في الثلاثة أشهر الأولى من الحرب، منها 60 مليون للذخيرة و25 مليون لتغطية مستحقات المجندين. ونالت صواريخ ''سكالب'' التي تبلع قيمة الوحدة منها نصف مليون أورو. وناضلت فرنسا من أجل وضع أموال الدولة الليبية المجمدة تحت تصرف المعارضة، ريثما تتمكن من تسويق البترول في شرق البلاد الواقع تحت سيطرة مجلس الانتقامي .
وتعاني إيطاليا من صعوبة مزدوجة تتمثل في انعكاسات الحرب على النزوح الجماعي نحو شواطئها، وإيواء القواعد القتالية في الجنوب التي تنطلق منها العمليات. ولا شيء يؤكد أن القذافي سيرحل، ففي حالة بقائه ستكون العواقب التجارية وخيمة على المستعمر القديم الذي يشارك في الحرب على ليبيا.
ذلك ربما ما جعل وزير خارجيتها يطلب الهدنة تحت ذريعة توصيل لمساعدات الإنسانية.
أما على الميدان، فلم يتجرأ المتمردون على التقدم شبرا نحو طرابلس، كما كان مرتقبا في الأيام الأولى من نشوب الحرب، ولم يحصلوا على انتصارات تذكر. ولو أنهم جنوا الدعم الدولي الهائل باعتراف دولي كثيف بمجلسهم الانتقالي الذي تدعم بالمنشقين عن النظام السابق
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
إنّ مَنْ يعتقد أنّ نجم ثورة الفاتح قد أفَل , فإما أنْ يكون خائناً أو متساقطاً أو جباناً , فالثورة قوية كالفولاذ,حمراء كالجمر. باقية كالسندان .عميقة كحبنا الوحشيّ للوطن
LIBYA NO1-
- الجنس :
عدد المساهمات : 320
نقاط : 10535
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
مواضيع مماثلة
» الأهداف الحقيقيةَ للحملة الغربية على ليبيا
» الدول الغربية الخمسة الكبرى والرئيسة تدين بشكل صريح قوات "فجر ليبيا :الشروق"وتحذر من الارهاب في ليبيا
» نداء من المستشارة الليبية انتصار القليب الي العالم العربي تطالبهم بحماية ليبيا من الغزو الصليبي الحاقد وتكشف المؤامرات والأطماع الغربية التي تحاك ضد ليبيا
» وهم الديمقراطية الغربية / رسالة إلى شعب ليبيا
» ليبيا في عهد القذافي و في عهد الديمقراطية الغربية
» الدول الغربية الخمسة الكبرى والرئيسة تدين بشكل صريح قوات "فجر ليبيا :الشروق"وتحذر من الارهاب في ليبيا
» نداء من المستشارة الليبية انتصار القليب الي العالم العربي تطالبهم بحماية ليبيا من الغزو الصليبي الحاقد وتكشف المؤامرات والأطماع الغربية التي تحاك ضد ليبيا
» وهم الديمقراطية الغربية / رسالة إلى شعب ليبيا
» ليبيا في عهد القذافي و في عهد الديمقراطية الغربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي