مآخذ حقوقية على النزاهة والوطنية في ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
مآخذ حقوقية على النزاهة والوطنية في ليبيا
[size=16]شبكة البصرة
بقلم ناصر صلاح الدين
محام وناشط حقوقي ليبي
بمعيّة مجلس الانتقامي المؤقت المصون وفي ظل عهد حكمه الديمقراطي الميمون صار حصول المواطن الليبي على وظيفة عامة مصنّفة او استمراره فيها ‘ مرهون بموافقة هيئة رقابة إدارية غير منتخبة تحكم غيابيا على مدى نزاهته ووطنيته!. لعمري أن هذا لمن العجب العجاب!.
"حرصاً على تحقيق أهداف ثورة (17 من فبراير) وتفاديا للالتفافات التي يقوم بها أزلام النظام السابق بغية التسرب لتولي المناصب الإدارية والقيادية، فإن الواجب والمسؤولية تستدعيان ضرورة وضع ضوابط للتأكد من عدم تولية من كان من الموالين للنظام السابق بعض المناصب والمهام القيادية والإدارية.."هذا المقطع منقول حرفيا من نص المقدمة التمهيدية لقرار مجلس الانتقامي المؤقت الصادر بتاريخ 18 ديسمبر 2011 بشأن وضع ضوابط معايير][معايير [/النزاهة [/]والوطنية.
بداية وبصفتي محام وناشط حقوقي، أسجل أولا تحفظي على وصف فئة عريضة من المواطنين الليبيين بـ لفظة " أزلام" إذ لايجوز تضمين نص قانوني صفة تعزيرية بنية التحقير الإجتماعي بحق أي إنسان!. تانيا ومن خلال استعراض الوظائف المحظورة على المستهدفين بنص القرار المشار إليه نجدها تتدرج من وظيفة مدير مدرسة ابتدائية إلى رأس الهرم الوظيفي بمجلس الانتقامي نفسه ورئاسة مجلس الوزراء، وهذا بالنتيجة يعني كل الوظائف الحكومية المصنّفة. ثم أنه وبالتدقيق في المعايير الضبطية والفئات المستهدفة نجدها تشمل شريحة واسعة من كافة اطياف الشعب اللبيي، ذلك أنه من الطبيعي وعلى مدى الأربعة العقود الماضية أن تكون معظم القوى الوظيفية والفاعليات الشعبية قد انخرطت بشكل او بآخر في مؤسسات النظام السابق سواء عن قناعة او نفاق!.
وهنا نشير إلى أن هذا القرار يتعارض مع ما جاء في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان من حيث ضمان الحريات والحقوق الأساسية، وأقل مايقال فيه أنه لم يراعي حق المساواة في المعاملة وتكافؤ الفرص لجميع الفئات والأفراد في المجتمع دون أي تمييز. بل وفوق ذلك يقر الإقصاء ويوسّع التهميش بشكل يولّد الاحباط ويثير غريزة البغض والكراهية للدولة والمجتمع!.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل من العدل والإنصاف الطعن في نزاهة ووطنية المواطن الليبي ومعاقبته بالعزل والحرمان من أداء الوظيفة العامة بقرار إداري لايستند على حكم قضائي؟!. ولايفوتني هنا أن أسجل تحفظي علي قرار إنشاء الهيأة العليا لتطبيق]معاييرالنزاهة]النزاهة طبيعة المهام المنوطة بها من حيث مساسها بكرامة الإنسان الليبي والتشكيك في قدرته على بناء شخصية تتحلى بالنزاهة والوطنية.
ونعني بالنزاهة هنا الصدق في القول والعمل والمعاملة، والوطنية هي العاطفة التي تعبر عن الولاء والانتماء للوطن. وبالتالي من غير المنطقي إطلاق حكم التشكيك في صدق ومحبة المواطن الليبي الأصيل لوطنه وإخلاصه له. ومن تم فليس من المعقول أن يكتسب المواطن الليبي نزاهته ووطنيته أو يفتقدهما بصك اوقرار من هيئة رقابة إدارية هي حتما محكومة بالتوجهات السياسية لمجلس انتقالي مؤقت وغير منتخب!. خاصة وأن هذا المجلس ذاته يفتقد للشرعية الدستورية. وإنه وحكومته الانتقالية إنما يمثل سلطة حكم الأمر الواقع، ومن أجل تأدية مهام انتقالية محددة تتعلق أساسا بتنظيم النواحي الإجرائية اللازمة لتسهيل قيام مؤسسات الدولة الشرعية.
لكن للاسف الشديد وفي ظل هذا المجلس الانتقالي المؤقت اصبح مفهوم النزاهة][النزاهة [/]والوطنية عند المتحكمين في ليبيا اليوم من ادعياء الوطنية واصحاب الجنسيات المزدوجة! ضيق جدا لا يسع غيرهم ولا يحتمل وجهة نظر غير وجهة نظرههم. وإلا.. أليس اهالي عشرات القبائل الليبية الشريفة ـ التي واجهت عدوان حلف الناتو الصليبي ـ تشكل الركيزة الأساس لمكونات الشعب الليبي؟ ألم يعرف رئيس وأعضاء مجلس الانتقامي المؤقت ماذا فعلت هذه القبائل من اجل ليبيا على مدى العصور الماضية؟ وما هو مقياس الوطنية عند هؤلاء (رئيس وأعضاء مجلس الانتقامي المؤقت)؟! ومن أعطاهم صلاحية تحديد مقياس وطنية الليبيين؟.ويبقى أن نقول لاشك أنه من الصعب تحديد معايير واففية وموحدة للوطنية ذلك ان الاختلاف في هذا المفهوم لا فكاك ولا مفر منه.ولكن يظل التشكيك بنزاهة ووطنية ملايين الليببين الموالين للنظام السابق، كلام سخيف يدعو للدهشة والذهول!.
وأخيرا ً.. أن من أهم العوامل المساعدة على علاج المشاكل هو الاعتراف بوجودها، و أقولها لكم صريحة وواضحة: نحن صرنا اليوم مجتمع تسوده الكراهية والقبلية والمؤامرة وسوء النية!.
ونحسب أن الحل المنطقي يكمن في العمل على تحقيق المصالحة الوطنية من خلال تشريع عادل وقضاء نزيه، والقبول بالتعايش المشترك على أساس التسامح وأحترام الاختلاف في الرأي والفكروالسياسة في ظل دولة القانون والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان
بقلم ناصر صلاح الدين
محام وناشط حقوقي ليبي
بمعيّة مجلس الانتقامي المؤقت المصون وفي ظل عهد حكمه الديمقراطي الميمون صار حصول المواطن الليبي على وظيفة عامة مصنّفة او استمراره فيها ‘ مرهون بموافقة هيئة رقابة إدارية غير منتخبة تحكم غيابيا على مدى نزاهته ووطنيته!. لعمري أن هذا لمن العجب العجاب!.
"حرصاً على تحقيق أهداف ثورة (17 من فبراير) وتفاديا للالتفافات التي يقوم بها أزلام النظام السابق بغية التسرب لتولي المناصب الإدارية والقيادية، فإن الواجب والمسؤولية تستدعيان ضرورة وضع ضوابط للتأكد من عدم تولية من كان من الموالين للنظام السابق بعض المناصب والمهام القيادية والإدارية.."هذا المقطع منقول حرفيا من نص المقدمة التمهيدية لقرار مجلس الانتقامي المؤقت الصادر بتاريخ 18 ديسمبر 2011 بشأن وضع ضوابط معايير][معايير [/النزاهة [/]والوطنية.
بداية وبصفتي محام وناشط حقوقي، أسجل أولا تحفظي على وصف فئة عريضة من المواطنين الليبيين بـ لفظة " أزلام" إذ لايجوز تضمين نص قانوني صفة تعزيرية بنية التحقير الإجتماعي بحق أي إنسان!. تانيا ومن خلال استعراض الوظائف المحظورة على المستهدفين بنص القرار المشار إليه نجدها تتدرج من وظيفة مدير مدرسة ابتدائية إلى رأس الهرم الوظيفي بمجلس الانتقامي نفسه ورئاسة مجلس الوزراء، وهذا بالنتيجة يعني كل الوظائف الحكومية المصنّفة. ثم أنه وبالتدقيق في المعايير الضبطية والفئات المستهدفة نجدها تشمل شريحة واسعة من كافة اطياف الشعب اللبيي، ذلك أنه من الطبيعي وعلى مدى الأربعة العقود الماضية أن تكون معظم القوى الوظيفية والفاعليات الشعبية قد انخرطت بشكل او بآخر في مؤسسات النظام السابق سواء عن قناعة او نفاق!.
وهنا نشير إلى أن هذا القرار يتعارض مع ما جاء في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان من حيث ضمان الحريات والحقوق الأساسية، وأقل مايقال فيه أنه لم يراعي حق المساواة في المعاملة وتكافؤ الفرص لجميع الفئات والأفراد في المجتمع دون أي تمييز. بل وفوق ذلك يقر الإقصاء ويوسّع التهميش بشكل يولّد الاحباط ويثير غريزة البغض والكراهية للدولة والمجتمع!.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل من العدل والإنصاف الطعن في نزاهة ووطنية المواطن الليبي ومعاقبته بالعزل والحرمان من أداء الوظيفة العامة بقرار إداري لايستند على حكم قضائي؟!. ولايفوتني هنا أن أسجل تحفظي علي قرار إنشاء الهيأة العليا لتطبيق]معاييرالنزاهة]النزاهة طبيعة المهام المنوطة بها من حيث مساسها بكرامة الإنسان الليبي والتشكيك في قدرته على بناء شخصية تتحلى بالنزاهة والوطنية.
ونعني بالنزاهة هنا الصدق في القول والعمل والمعاملة، والوطنية هي العاطفة التي تعبر عن الولاء والانتماء للوطن. وبالتالي من غير المنطقي إطلاق حكم التشكيك في صدق ومحبة المواطن الليبي الأصيل لوطنه وإخلاصه له. ومن تم فليس من المعقول أن يكتسب المواطن الليبي نزاهته ووطنيته أو يفتقدهما بصك اوقرار من هيئة رقابة إدارية هي حتما محكومة بالتوجهات السياسية لمجلس انتقالي مؤقت وغير منتخب!. خاصة وأن هذا المجلس ذاته يفتقد للشرعية الدستورية. وإنه وحكومته الانتقالية إنما يمثل سلطة حكم الأمر الواقع، ومن أجل تأدية مهام انتقالية محددة تتعلق أساسا بتنظيم النواحي الإجرائية اللازمة لتسهيل قيام مؤسسات الدولة الشرعية.
لكن للاسف الشديد وفي ظل هذا المجلس الانتقالي المؤقت اصبح مفهوم النزاهة][النزاهة [/]والوطنية عند المتحكمين في ليبيا اليوم من ادعياء الوطنية واصحاب الجنسيات المزدوجة! ضيق جدا لا يسع غيرهم ولا يحتمل وجهة نظر غير وجهة نظرههم. وإلا.. أليس اهالي عشرات القبائل الليبية الشريفة ـ التي واجهت عدوان حلف الناتو الصليبي ـ تشكل الركيزة الأساس لمكونات الشعب الليبي؟ ألم يعرف رئيس وأعضاء مجلس الانتقامي المؤقت ماذا فعلت هذه القبائل من اجل ليبيا على مدى العصور الماضية؟ وما هو مقياس الوطنية عند هؤلاء (رئيس وأعضاء مجلس الانتقامي المؤقت)؟! ومن أعطاهم صلاحية تحديد مقياس وطنية الليبيين؟.ويبقى أن نقول لاشك أنه من الصعب تحديد معايير واففية وموحدة للوطنية ذلك ان الاختلاف في هذا المفهوم لا فكاك ولا مفر منه.ولكن يظل التشكيك بنزاهة ووطنية ملايين الليببين الموالين للنظام السابق، كلام سخيف يدعو للدهشة والذهول!.
وأخيرا ً.. أن من أهم العوامل المساعدة على علاج المشاكل هو الاعتراف بوجودها، و أقولها لكم صريحة وواضحة: نحن صرنا اليوم مجتمع تسوده الكراهية والقبلية والمؤامرة وسوء النية!.
ونحسب أن الحل المنطقي يكمن في العمل على تحقيق المصالحة الوطنية من خلال تشريع عادل وقضاء نزيه، والقبول بالتعايش المشترك على أساس التسامح وأحترام الاختلاف في الرأي والفكروالسياسة في ظل دولة القانون والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم.. ولا تعـذبنا فأنت عـلينا قادر..
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة..
اللهم اغـفـر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الأصيلة-
- الجنس :
عدد المساهمات : 240
نقاط : 9401
تاريخ التسجيل : 20/05/2012
. :
رد: مآخذ حقوقية على النزاهة والوطنية في ليبيا
احسن شيء يا جرذان تخرجوا من الجماهيرية لأننا مع الشرعية المسلوبة برايتها الخضراء ولنا الشرف بأن تسمونا ازلام النظام والتي احسن مليون مرة من تسميتنا وتسمية الشرفاء لكم بعبيد الناتو والصليببين والصهاينة والخوارج فموتوا بغيظكم ايها العبيد
????- زائر
مواضيع مماثلة
» مطالب الليبيين فى الشرق مايسمى لمجلس النواب الجديد
» اعضاء جدد لحزب سلاخة الحمير : شن حصلت يا اعور ؟ وبماذ ستشير يا منفاق ؟ وتحطم حلمك يافاشى
» هبئة النزاهة والوطنية اختراع من عقلية الاخوان المريضة بالاقصاء والتكويش/مقال يستحق القرأة=======
» الجرد الطياري: قرار غلق قناتي ليبيا الرسمية والوطنية سياسي بإمتياز
» منظمة حقوقية تحث حلف الاطلسي على التحقيق في مقتل مدنيين في حرب ليبيا
» اعضاء جدد لحزب سلاخة الحمير : شن حصلت يا اعور ؟ وبماذ ستشير يا منفاق ؟ وتحطم حلمك يافاشى
» هبئة النزاهة والوطنية اختراع من عقلية الاخوان المريضة بالاقصاء والتكويش/مقال يستحق القرأة=======
» الجرد الطياري: قرار غلق قناتي ليبيا الرسمية والوطنية سياسي بإمتياز
» منظمة حقوقية تحث حلف الاطلسي على التحقيق في مقتل مدنيين في حرب ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي