انطلاق الدورة الـ23 للمؤتمر القومي العربي بتونس... وسط جدل حول الثورات العربية

انطلاق الدورة الـ23 للمؤتمر القومي العربي بتونس... وسط جدل حول الثورات العربية


محمود معروف































تونس
ـ 'القدس العربي': بدأت صباح امس الاثنين في تونس الدورة الـ23 للمؤتمر
القومي العربي في ظل نقاش ساخن تعرفه اروقة المؤتمر حول الموقف من عدد من
القضايا الساخنة ابرزها الموقف من الانتفاضة السورية وتصاعد اعمال العنف في
ظل تهديد بتدخل امريكي اوروبي وتقييم مواقف المؤتمر من الثورات التي
عرفتها عدد من الاقطار العربية خلال السنة الماضية.
وحذر المتحدثون في
جلسة الافتتاح التي عقدت في قاعة وزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية
في تونس العاصمة وحضرها فاروق القدومي القائد الفلسطيني التاريخي المقيم
بتونس من مخاطر التدخل الخارجي في الاقطار العربية وما ادت اليه من دمار
وخراب وفوضى وتحديدا في ليبيا 2011 على غرار ما جرى باحتلال العراق 2003.
وقال الدكتور خير الدين حسيب الامين العام الاسبق للمؤتمر الذي ترأس الجلسة
الافتتاحية ان نجاح الثورة في أي قطر عربي رهين بكسر حاجز الخوف ووحدة
شعبية بعيدا عن الاقليمية او الطائفية، وان تكون سلمية وعدم استخدام الثوار
العنف والشرط الرابع هو موقف ايجابي من الجيش تجاه الثورة او على الاقل ان
يتبنى الجيش موقفا محايدا.
وحذر حسيب من محاولات التعتيم على دور
القوميين العرب في الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين
وسورية، وقال رغم الدور الكبير الذي قام به المؤمنون والملتزمون بالخط
والنهج القومي الا ان وسائل الاعلام استهدفت هؤلاء وحاولت دائما اخفاء دوره
والتعتيم عليه لصالح التيار الاسلامي والليبرالي.
ودعا جميع التيارات
الفكرية والسياسية التي شاركت بالثورات والانتفاضات العربية الى اعادة
تقييم مواقفها لخلق رؤية مشتركة لما اطلق عليه 'الكتلة التاريخية' وقال ان
مصر تعيش الان تجربة مريرة ولا بد لجماعة الاخوان المسلمين من اعادة تقييم
موقفها من العلاقات مع التيار القومي.
واكد الناشط البريطاني جورج غالوي
عضو مجلس العموم ان تحقيق امال الشعوب العربية لا يكون الا بايد عربية
وقال لا تطلبوا من الخارج ان يساعكم لان الخارج لن ينتصر لثورة لصالح
شعوبها.
واكد الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاسلامية التونسية ان
انتصار الثورة التونسية اعاد لبلاده روح العروبة ودورها في النضال من اجل
تحرير فلسطين، وقال حين كان ناشطون داخل القاعة يهتفون ضده وضد حزبه، ان
الاسلام والعروبة مثل الروح والجسد لا يمكن فصلهما عن بعضهما.
واضاف الغنوشي 'نحن معشر المغاربيين لا نعرف تنازعا بين الاسلام والعروبة'.
وحول تونس قال زعيم حزب النهضة ان بلاده تعيش مرحلة انتقالية تحكمها عقلية التوافق والوفاق.
ودعا
منير شفيق الامين العام للمؤتمر القومي الاسلامي الى مجلس رئاسة يتكون من
القوميين والاسلاميين تحكم مصر خلال المرحلة القادمة وقال ان اسرائيل في
هذه المرحلة تواصل مشروعها الاستعماري رغم انها في اضعف مراحلها واعاد ذلك
الى حالة الوهن الذي تعرفه الدولة العربية.
واحتضنت تونس في حزيران
(يونيو) 1990 جمعا (60 شخصا) لنخبة من المفكرين والناشطين السياسيين
والاعلاميين قرروا في ختام جمعهم قيام المؤتمر القومي العربي ليس كحزب
سياسي بل كمعبر عن تيار يعتقد بضرورة الوحدة العربية لقيام مجتمعات
ديمقراطية ودولة قومية قوية.
وتتواصل اعمال المؤتمر القومي العربي الـ23
في مدينة الحمامات الساحلية بمشاركة أكثر من 200 شخصية سياسية وثقافية
ونقابية واجتماعية من 19 دولة عربية ولوحط للمرة الاولى مشاركة قوميين عرب
من سلطنة عمان بالإضافة إلى مهاجرين عرب.
وحسب البرنامج الاولي للدورة
التي تستمر مدى ثلاثة أيام فمن المقرر ان تناقش حالة الوضع العربي (حال
الامة) في تقرير يقدمه الباحث المصري محمد السعيد ادريس كما يقدم الامين
العام الاسبق معن بشور ورقة بعنوان 'سبل إستنهاض التيار القومي العربي'
التي ستشكل محور مناقشات الاعضاء والخروج بتوصيات وقرارات في اطار مناقشة
'تطورات المشروع النهضوي العربي خلال العام الماضي في اطار محاور الوحدة
العربية والديمقراطية و الإستقلال الوطني والقومي والتنمية المستقلة
والعدالة الاجتماعية و التجدد الحضاري بالاضافة الى مناقشة أوضاع المؤتمر
القومي العربي التنظيمية والمالية بما فيها إنتخاب أمين عام جديد للمؤتمر
والأمانة العامة بعد إنتهاء مدة ولاية الأمين العام الحالي عبد القادر
غوقة، والتي يرشح لها الناشط اليمني عبد الملك المخلافي.
وتسود بين
الشخصيات المشاركة نقاشات ساخنة حول الموقف من الانتفاضة في سورية وان كان
هناك اتفاقا على ادانة التدخل الخارجي واستعمال العنف الا ان تباينا حول
الموقف من نظام الرئيس بشار الاسد قد ينعكس على اعمال المؤتمر حيث يصر
الناشطون السوريون القادمون من داخل سورية على ادانة نظام الرئيس بشار
الاسد وهو ما لا يقبله ناشطون اخرون.
وكان اعضاء في المؤتمر في الاردن
وسورية قد اعلنوا في وقت سابق مقاطعتهم لمؤتمر الحمامات احتجاجا على موقف
تونس من الانتفاضة السورية، ووصفوا موقف الرئيس التونسي المنصف المرزوقي من
سورية بـ'الارعن'.
واشار هؤلاء في بيان وزع على عدد من اعضاء المؤتمر
أن موقفهم يأتي احتجاجا على الذين يتولون السلطة في تونس بعد إختلاس ثورة
شعبها وتسليم رئاسة الجمهورية فيها 'لرجل أرعن فتح أبواب تونس لمن أسماهم
أصدقاء سورية'.

اغلب هؤلاء المجتمعين مرتزقة قطر