نهاية مرعبة او الرعب بلا نهاية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نهاية مرعبة او الرعب بلا نهاية
نشرت صحيفة "إيزفيستيا" يوم 25 ابريل/نيسان مقالا يلقي الضوء على الأوضاع
في سورية فيطرح كاتب المقال السؤال :"ماالعمل مع بشار الأسد؟". تتابع
الصحيفة قائلة إن يومي الجمعة والسبت الماضيين شهدا ، بحسب وسائل الإعلام
الغربية، مقتل العشرات أثناء قمع المظاهرات في المدن السورية، لكن الوضع لم
يستكن على ما يبدو، ما يعني ان قلاقل جديدة ستحدث، وأعدادا أخرى من
الضحايا ستسقط.
الغرب يعتبر بشار الأسد شخصا سيئا بحكم الأمر
الواقع، فهو خلف أتوقراطي لسلف أتوقراطي، عدا عن صداقته مع إيران ودعمه
لحزب الله. كما سبق له ان عمل على قمع المظاهرات الاحتجاجية. بعض المعلقين
الغربيين يعتقدون ان الأسد سيكون في القريب العاجل أمام خيار التنحي طوعا
أو التحول إلى شخص منبوذ دوليا وتعريض بلاده لما يسمى بالقصف الجوي لغايات
إنسانية. وثمة سابقة على هذا الصعيد تتمثل بمحاولة التخلص من شخص سيئ آخر
هو معمر القذافي. لقد بينت هذه المحاولة درجة الشقاق بين دول الغرب، ومدى
انحطاط حلف الناتو. إن الانتصار في ليبيا سيكون باهظ الثمن بالنسبة للدول
الغربية، وعندها لن تكون لديها الإرادة أو القوة لشن عملية عسكرية ضد نظام
الأسد.
من الممكن غض الطرف عما يحدث وترك السوريين يحلون مشاكلهم
بأنفسهم، لكن هذا الحل لن يلقى قبولا في أوساط المجتمع "المتقدم" ذي
التوجهات الليبرالية اليسارية. ولسان حال الأوساط يقول : هل يمكن لدكتاتور
هيجته رائحة الدم أن يستمر بقمع الثورة الشعبية بلا رحمة دون ان يحرك
المجتمع الدولي ساكنا؟ وماذا عن القيم الديمقراطية التي يتغنى بها المجتمع
الغربي؟
من الممكن دعم المعارضة السورية وإثارة التمرد أو إشعال
فتيل حرب أهلية، إلى جانب البحث عن خونة محتملين بين حاشية الأسد ووزرائه
وجنرالاته. لكن هذا السيناريو لم ينجح في ليبيا، ما استدعى إرسال السفن
الحربية والقاذفات. ولولا ذلك لتم قمع التمرد هناك منذ أمد بعيد. وماذا إذا
لاحت في الأفق خسارة المتمردين "الثوار" في سوريا ؟ ما الذي يتوجب فعله
حينئذ؟
لو انتهى كل شيء في سوريا بسرعة لانتفت الحاجة لاتخاذ أي
قرارات. حينها ستبكي وسائل الإعلام الضحايا، أما الليبراليون فسيبدأون
بالعتب وصب اللعنات على أوباما وساركوزي وغيرهم، لكن هذا الأمر لن يستمر
طويلا.
القادة الغربيون يفضلون اليوم "النهاية المرعبة"، اي انتصار
النظام السوري بأسرع ما يمكن. وهنالك جانب إيجابي واحد في هذا الأمر، لكنه
ملموس. ففي حال انتهت القلاقل في سورية بسرعة فهذا سيجنب هؤلاء القادة
ضرورة اتخاذ أي قرارات في هذا الشأن. أما سيناريو "الرعب بلا نهاية" فيعني
حربا أهلية وثورة. أي ان النزاع لن يتعمق فحسب، بل سيؤدي إلى انتصار سريع
للمعارضة. وماذا إذا تمت الإطاحة بالأسد؟ وماذا إذا لجأ لإيران؟ من سيضمن
ان سورية ستتجنب في هذه الحال حربا أهلية؟ فهل ستمتنع الأغلبية السنية،
التي أهينت في عهد الأسد، عن الانتقام من العلويين؟ ألن تتفكك البلاد
عمليا؟ عندها سيكون على الفرنسيين والأمريكيين الخوض بشكل كامل في الأوضاع
هناك. أي دعم "أنصارهم" وردع مطامع إيران والمتطرفين السنة. ألا يكفي الشرق
الأوسط ذلك الكم من المشكلات التي يعاني منها؟
إلى فلسطين ولبنان
ومشاكلهما المزمنة ، وإلى مصر التي ستشهد لأول مرة عما قريب انتخابات "حرة"
من المحتمل جدا أن يفوز فيها "الأخوان المسلمون" ، وإلى ليبيا التي من غير
المفهوم ما ستنتهي إليه الأمور فيها ... إلى ذلك كله أضيفت سورية.. ولم
يبق سوى ان يلتهب الأردن..
خبران تتناقلهما وكالات الأنباء. الأول
يقول إن الرئيس الفرنسي ساركوزي سيزور بنغازي. ويود أن يزورها رئيس
الوزراء البريطاني ايضا. وجاء في الخبر الثاني أن فرنسا تدرس إمكانية تعليق
اتفاقيات شينغين بسبب تدفق اللاجئين من تونس وليبيا. إن سورية بطبيعة
الحال، أكثر بعدا عن فرنسا من ليبيا، ولكن ذلك لا يبدو مهما إذا أخذنا
بالاعتبار أن اللاجئين يصلون إلى أوروبا حتى من ارتيريا.
في سورية فيطرح كاتب المقال السؤال :"ماالعمل مع بشار الأسد؟". تتابع
الصحيفة قائلة إن يومي الجمعة والسبت الماضيين شهدا ، بحسب وسائل الإعلام
الغربية، مقتل العشرات أثناء قمع المظاهرات في المدن السورية، لكن الوضع لم
يستكن على ما يبدو، ما يعني ان قلاقل جديدة ستحدث، وأعدادا أخرى من
الضحايا ستسقط.
الغرب يعتبر بشار الأسد شخصا سيئا بحكم الأمر
الواقع، فهو خلف أتوقراطي لسلف أتوقراطي، عدا عن صداقته مع إيران ودعمه
لحزب الله. كما سبق له ان عمل على قمع المظاهرات الاحتجاجية. بعض المعلقين
الغربيين يعتقدون ان الأسد سيكون في القريب العاجل أمام خيار التنحي طوعا
أو التحول إلى شخص منبوذ دوليا وتعريض بلاده لما يسمى بالقصف الجوي لغايات
إنسانية. وثمة سابقة على هذا الصعيد تتمثل بمحاولة التخلص من شخص سيئ آخر
هو معمر القذافي. لقد بينت هذه المحاولة درجة الشقاق بين دول الغرب، ومدى
انحطاط حلف الناتو. إن الانتصار في ليبيا سيكون باهظ الثمن بالنسبة للدول
الغربية، وعندها لن تكون لديها الإرادة أو القوة لشن عملية عسكرية ضد نظام
الأسد.
من الممكن غض الطرف عما يحدث وترك السوريين يحلون مشاكلهم
بأنفسهم، لكن هذا الحل لن يلقى قبولا في أوساط المجتمع "المتقدم" ذي
التوجهات الليبرالية اليسارية. ولسان حال الأوساط يقول : هل يمكن لدكتاتور
هيجته رائحة الدم أن يستمر بقمع الثورة الشعبية بلا رحمة دون ان يحرك
المجتمع الدولي ساكنا؟ وماذا عن القيم الديمقراطية التي يتغنى بها المجتمع
الغربي؟
من الممكن دعم المعارضة السورية وإثارة التمرد أو إشعال
فتيل حرب أهلية، إلى جانب البحث عن خونة محتملين بين حاشية الأسد ووزرائه
وجنرالاته. لكن هذا السيناريو لم ينجح في ليبيا، ما استدعى إرسال السفن
الحربية والقاذفات. ولولا ذلك لتم قمع التمرد هناك منذ أمد بعيد. وماذا إذا
لاحت في الأفق خسارة المتمردين "الثوار" في سوريا ؟ ما الذي يتوجب فعله
حينئذ؟
لو انتهى كل شيء في سوريا بسرعة لانتفت الحاجة لاتخاذ أي
قرارات. حينها ستبكي وسائل الإعلام الضحايا، أما الليبراليون فسيبدأون
بالعتب وصب اللعنات على أوباما وساركوزي وغيرهم، لكن هذا الأمر لن يستمر
طويلا.
القادة الغربيون يفضلون اليوم "النهاية المرعبة"، اي انتصار
النظام السوري بأسرع ما يمكن. وهنالك جانب إيجابي واحد في هذا الأمر، لكنه
ملموس. ففي حال انتهت القلاقل في سورية بسرعة فهذا سيجنب هؤلاء القادة
ضرورة اتخاذ أي قرارات في هذا الشأن. أما سيناريو "الرعب بلا نهاية" فيعني
حربا أهلية وثورة. أي ان النزاع لن يتعمق فحسب، بل سيؤدي إلى انتصار سريع
للمعارضة. وماذا إذا تمت الإطاحة بالأسد؟ وماذا إذا لجأ لإيران؟ من سيضمن
ان سورية ستتجنب في هذه الحال حربا أهلية؟ فهل ستمتنع الأغلبية السنية،
التي أهينت في عهد الأسد، عن الانتقام من العلويين؟ ألن تتفكك البلاد
عمليا؟ عندها سيكون على الفرنسيين والأمريكيين الخوض بشكل كامل في الأوضاع
هناك. أي دعم "أنصارهم" وردع مطامع إيران والمتطرفين السنة. ألا يكفي الشرق
الأوسط ذلك الكم من المشكلات التي يعاني منها؟
إلى فلسطين ولبنان
ومشاكلهما المزمنة ، وإلى مصر التي ستشهد لأول مرة عما قريب انتخابات "حرة"
من المحتمل جدا أن يفوز فيها "الأخوان المسلمون" ، وإلى ليبيا التي من غير
المفهوم ما ستنتهي إليه الأمور فيها ... إلى ذلك كله أضيفت سورية.. ولم
يبق سوى ان يلتهب الأردن..
خبران تتناقلهما وكالات الأنباء. الأول
يقول إن الرئيس الفرنسي ساركوزي سيزور بنغازي. ويود أن يزورها رئيس
الوزراء البريطاني ايضا. وجاء في الخبر الثاني أن فرنسا تدرس إمكانية تعليق
اتفاقيات شينغين بسبب تدفق اللاجئين من تونس وليبيا. إن سورية بطبيعة
الحال، أكثر بعدا عن فرنسا من ليبيا، ولكن ذلك لا يبدو مهما إذا أخذنا
بالاعتبار أن اللاجئين يصلون إلى أوروبا حتى من ارتيريا.
عبد الجلال-
- الجنس :
عدد المساهمات : 63
نقاط : 10105
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
رد: نهاية مرعبة او الرعب بلا نهاية
اللهم احفظ سوريا و أهلها
المدير العام-
- الجنس :
عدد المساهمات : 654
نقاط : 11174
تاريخ التسجيل : 26/02/2011
مواضيع مماثلة
» انها نهاية المطاف و نهاية الحرية
» لحظات مرعبة في مقطع يبث لأول مرة لـ "لتسونامي اليابان"
» سيناريوهات مرعبة تنتظر مصر يوم 30 يونيو
» تصريحات امريكية مرعبة لليبيين
» عبد الباري عطوان يحذر من سيناريوهات مرعبة في ليبيا
» لحظات مرعبة في مقطع يبث لأول مرة لـ "لتسونامي اليابان"
» سيناريوهات مرعبة تنتظر مصر يوم 30 يونيو
» تصريحات امريكية مرعبة لليبيين
» عبد الباري عطوان يحذر من سيناريوهات مرعبة في ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي