قصة عروة بن الزبير ورضائه بالقضاء و القدر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة عروة بن الزبير ورضائه بالقضاء و القدر
عروة بن الزبير أحد علماء وعباد التابعين , وهو أحد أبناء
الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه ( حواري الرسول
عليه الصلاة والسلام ) , وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله
عنها ( ذات النطاقين ) وخالته عائشة بنت أبي بكر رضي الله ( أم
المؤمنين زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام ) وأخوه الأكبر
عبدالله بن الزبير ( الصحابي العالم المجاهد وهو من طاف بالكعبة
المشرفة سباحة حين أحاطت بها السيول من كل جانب )
[frame="11 70"]قصه عروه مع البلاء[/frame]
كانت هذه القصة في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك , فقد طلب
الخليفة الوليد بن عبدالملك عروة بن الزبير لزيارته في دمشق
مقر الخلافة الأموية , فتجهز عروة للسفر من المدينة النبوية إلى
دمشق واستعان بالله وأخذ أحد أولاده معه ( وقد كان أحب ابناؤه
السبعة إليه ) وتوجه إلى الشام , فأصيب في الطريق بمرض في
رجله أخذ يشتد ويشتد حتى أنه دخل دمشق محمولاً لم يعد لديه
قدرة على المشي . انزعج الخلفية حينما رأي ضيفه يدخل عليه
دمشق بهذه الصورة فجمع له أمهر الأطباء لمعالجته , فاجتمع
الأطباء وقرروا أن به الآكلة ( ما تسمى في عصرنا هذا
الغرغرينا ) وليس هناك من علاج إلا بتر رجله من الساق , فلم
يعجب الخليفة هذا العلاج, ولسان حاله يقول (كيف يخرج ضيفي
من بيت أهله بصحة وعافية ويأتي إلي أبتر رجله وأعيده إلى أهله
أعرجاً ) ولكن الأطباء أكدوا أنه لا علاج له إلا هذا وإلا سرت إلى
ركبته حتى تقتله , فأخبر الخليفةُ عروةَ بقرار الأطباء , فلم يزد
على أن قال ( اللهم لك الحمد ) . اجتمع الأطباء على عروة
وقالوا : اشرب المرقد . فلم يفعل وكره أن يفقد عضواً من جسمه
دون أن يشعر به . قالوا : فاشرب كاساً من الخمر حتى تفقد
شعورك . فأبى مستنكراً ذلك , وقال : كيف أشربها وقد حرمها الله
في كتابه . قالوا : فكيف نفعل بك إذاً ؟!؟! قال : دعوني أصلي فإذا
أنا قمت للصلاة فشأنكم وما تريدون !! ( وقد كان رحمه الله إذا قام
يصلي سهى عن كل ما حوله وتعلق قلبه بالله تعالى ) . فقام
يصلي وتركوه حتى سجد فكشفوا عن ساقه وأعملوا مباضعهم في
اللحم حتى وصلوا العظم فأخذوا المنشار وأعملوه في العظم حتى
بتروا ساقه وفصلوها عن جسده وهو ساجد لم يحرك ساكناً ,
وكان نزيف الدم غزيراً فأحضروا الزيت المغلي وسكبوه على
ساقه ليقف نزيف الدم , فلم يحتمل حرارة الزيت , فأغمي عليه .
في هذه الأثناء أتى الخبر من خارج القصر أن ابن عروة بن الزبير
كان يتفرج على خيول الخليفة , وقد رفسه أحد الخيول فقضى
عليه وصعدت روحه إلى بارئها !!! فاغتم الخليفة كثيراً من هذه
الأحداث المتتابعة على ضيفه , واحتار كيف يوصل له الخبر المؤلم
عن انتهاء بتر ساقه , ثم كيف يوصل له خبر موت أحب أبنائه
إليه . ترك الخلفية عروة بن الزبير حتى أفاق , فاقترب إليه وقال :
أحسن الله عزاءك في رجلك . فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله
وإنّا إليه راجعون . قال الخليفة : وأحسن الله عزاءك في ابنك .
فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون , أعطاني
سبعة وأخذ واحداً , وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً , إن ابتلى
فطالما عافا , وإن أخذ فطالما أعطى , وإني أسأل الله أن يجمعني
بهما في الجنة . ثم قدموا له طستاً فيه ساقه وقدمه المبتورة قال :
إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم .
[frame="11 70"]رأس الطفل في فم الذئب[/frame]
بدأ عروة رحمه الله يعود نفسه على
السير متوكئاً على عصى , فدخل ذات مرة مجلس الخليفة , فوجد
في مجلس الخليفة شيخاً طاعناً في السن مهشم الوجه أعمى
البصر , فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته . قال
عروة : ما قصتك يا شيخ ؟ قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت
ذات ليلة في وادٍ , وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً
, فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي ,
وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد , فهرب
البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ
الطفل فالتفتُ فإذا برأس الطفل في فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم
أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه , فعدت لألحق بالبعير
فضربني بخفه على وجهي , فهشم وجهي وأعمى بصري !!! . قال
عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا ؟ فقال الشيخ : أقول اللهم لك
الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً .
هكذا فليكن الإيمان بالقضاء والقدر . رحم الله عروة بن
الزبير وكثر الله من أمثاله الذين عرفوا معنى الإيمان بالقضاء
والقدر حق الإيمان , وعرفوا الصبر في المصائب حق الصبر....
طبيبة القلوب الخضراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7073
نقاط : 18555
تاريخ التسجيل : 09/05/2012
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: قصة عروة بن الزبير ورضائه بالقضاء و القدر
هؤلاء هم الخاشعون لله سبحانه وتعالى والصادقون في عبادتهم وتوحيدهم لملك السماوات والارض
بارك الله لك اختي وجزاك الله عنا كل خير وجعله في ميزان حسناتك ان شاءالله
بارك الله لك اختي وجزاك الله عنا كل خير وجعله في ميزان حسناتك ان شاءالله
????- زائر
رد: قصة عروة بن الزبير ورضائه بالقضاء و القدر
مشكورة اختي الدكتورة على هذه القصة المؤثرة والمعبرة
وبارك الله فيكِ
من اركان الايمان .. الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره .
قال الامين بن هارون الرشيد :
يا نفس قد حق الحذر ... اين المفر من القدر
كل امرىء مما يخاف ... ويرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزمان ... يغص يوما بالكدر
وبارك الله فيكِ
من اركان الايمان .. الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره .
قال الامين بن هارون الرشيد :
يا نفس قد حق الحذر ... اين المفر من القدر
كل امرىء مما يخاف ... ويرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزمان ... يغص يوما بالكدر
محمد الجهماني-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1325
نقاط : 11350
تاريخ التسجيل : 15/07/2011
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
رد: قصة عروة بن الزبير ورضائه بالقضاء و القدر
سبحان الله اللهم ارزقنا ايماناً كايمانهم و صبراً كصبرهم
جزاك الله خيراً و جعل الله ذلك في ميزان حسناتك
جزاك الله خيراً و جعل الله ذلك في ميزان حسناتك
الرحال123-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3926
نقاط : 13858
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
مواضيع مماثلة
» «المقاتلة» تفقد قائدها «عروة» في مكمن قرب أجدابيا
» «المقاتلة» تفقد قائدها «عروة» في كمين قرب أجدابيا !!!
» «الأسد» يتوعد قتلة «البوطي» بالقضاء على «ظلاميتهم وتكفيرهم»
» من انجازات 17فبراير..شيعي ليبي يتوعد و يهدد بالقضاء على السنة في ليبيا
» الزبير يؤكد أصراره علي الفدرالية
» «المقاتلة» تفقد قائدها «عروة» في كمين قرب أجدابيا !!!
» «الأسد» يتوعد قتلة «البوطي» بالقضاء على «ظلاميتهم وتكفيرهم»
» من انجازات 17فبراير..شيعي ليبي يتوعد و يهدد بالقضاء على السنة في ليبيا
» الزبير يؤكد أصراره علي الفدرالية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي