ليبيا إلى اين؟؟ /مقال تحليلى رصين / لعمر ابراهيم الجازوى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليبيا إلى اين؟؟ /مقال تحليلى رصين / لعمر ابراهيم الجازوى
ليبيا إلى اين؟؟
إطلالة على الأوضاع في ليبيا هذه الأيام العصيبة يتبين بدون ادنى شك لبس
الحالة المأساوية التي آل إليها المشهد السياسي والأمني في الوطن الحبيب
الذي تنزف جراحه مايزيد على العام و نيف ومايصاحب ذلك من تعقيدات غير
مسبوقه.
فلا أمن ولا أمان في ظل
تفاقم الصراعات القبلية والحزبية وتغول المليشيات المتطرفة وكذلك المليشيات
القبلية وانهيار شبه كامل للدولة الوطنية التي كانت قائمة قبل 17 فبراير
2011 .
ولم تجدي كل المحاولات لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها
الأمنية والسياسية نظرا لإتسام هذه المحاولات لعدم الواقعية السياسية
والقفز على الواقع السياسي والإجتماعي على الأرض .
الأمر الذي فجر
غضبا جماهيريا عارما بدأت مظاهره للعيان بثورة مدينة بنغازي على هذا
الواقع المرير من خلال مداهمتها لمقرات المليشيات المتطرفة بمدينة بنغازي
ولا يفوتنا أن ننوه برد الفعل العنيف لهذه المليشيات والذي راح ضحيته عددا
من القتلى وعشرات من الجرحى وقد تم ذلك وسط هجمة اعلامية شرسة كالا خلالها
أشد الشتائم للثائرين مكررين بذلك ذات السيناريو الذي كان محل سخط واستنكار
من هؤلاء للنظام السابق عندما وصف هذا النظام من داهم معسكرات الجيش
الليبي في فبراير 2011 بالجرذان ومتعاطيي حبوب الهلوسة واذا بهؤلاء يطلقون
نفس الأوصاف على ثوار بنغازي الذين داهموا مقرات المليشيات وقد صاحب تلك
الأحداث في مدينة بنغازي اداء حكومي سيء للغاية وخطاب اعلامي بائس وغير
منطقي فيشجع تارة على مداهمة بعض المليشيات وعدم مس مليشيات اخرى بدعوة
انها ميليشيات شرعية تتبع قيادة اركان الجيش فلست ادري كيف يتكون جيشا وطني
من مليشيات مسلحة فذلك يتناقض مع ابسط القواعد التي تنظم عمل القوات
المسلحة وهذا يؤشر بوضوح ان مايسمي بعملية بناء الجيش الوطني حلما بعيد
المنال يستحيل تحقيقه في وجود المليشيات ونفوذها والتستر عليها من من يدعون
أنهم قادة للجيش الوطني ويعملون على بنائه فهؤلاء في تقديري هم قادة
للمليشيات المتطرفة والقبلية يستخدمون لافتة الجيش الوطني لتصفية خصومهم في
الكيانات الأجتماعية المناوئة لهم لحساب قبائل معينة ومليشياتها المسلحة
وهو في تقديري مشروع للفتنة سيؤدي الى حرب أهلية شاملة لا يمكن تجنبها لأن
الأدوات التي تجنبنا ذلا هي أمنا وطنيا حقيقي وجيش وطني حقيقي لا وجود لهم
على الأرض .
الأحداث في ليبيا وخصوصا حادثة قتل السفير الأمريكي
ومداهمة جماهير مدينة بنغازي لمقر المليشيات وأداء الحكومة في هذه الأزمة
دله بما يدعو مجالا للشك ان كل الهياكل الحكومية في ليبيا معلقة في الهواء
فالقوة الحقيقية هي المليشيات المتطرفة والمليشيات القبلية .
في
ظل هذه الأجواء نرى أن طبول الحرب تقرع من جديد لأستهداف مناطق وشرائح
اجتماعية بعينها من طرف هذه المليشيات الأمر الذي سيعمق الأزمة ويضع البلاد
على ابواب حرب أهلية .
ان الخطاب الأعلامي يؤجج الصراع القبلي
الى أكبر مدى كما أن استباحة الوطن من طرف القوة الأجنبية والأقليمية
وتدخلها في الشأن الداخلي يزيد من تأجيج الصراع لأن هذا الصراع يحقق أجندات
هذه القوة .
في ظل هذه الأوضاع المتفجرة لا امكانية البثة لإقامة
حياة سياسية سليمة واعادة الأمن والأستقرار للوطن وإطلاق عجلة الإعمار
والتنمية وفي ظل هذه الظروف نود الإشارة إلى جملة الحقائق التالية:
1- في إعتقاد البعض في عدة مناطق في ليبيا أنهم الأجدر بحكم ليبيا
والإستئثار بمواردها الإقتصادية وأن الأحداث التي مرت بها ليبيا مكنتهم من
التجهيزات العسكرية وأن لديهم الأموال الكافية وأن كل ذلك يمكنهم من فعل كل
شيء في اتجاه الكيانات المناوئة لهم أن هذه العقلية وهذا التوجه أشد ما
يهدد الوطن هذه الأيام من كارثة حقيقية على الأمن والإستقرار والوحدة
الوطنية .
إننا ندعو هؤلاء أن يطلو على تاريخ ليبيا الحديث
ليتأكدوا أن طموحاتهم هذه ليس من السهل تحقيقها إن لم يكن من المستحيل
فالتاريخ يعلمنا أن التحالفات التي بناها الأتراك العثمانببن في القرن
السابع عشر والثامن عشر خلال حكمهم الى ليبيا لكم لم تستطيع اخماد ثورة
غومة المحمودي في الساحل وجبل نفوسة ولم تستطيع هذه التحالفات إخماد ثورة
عبد الجليل سيف النصر في الوسط والجنوب كما أن جحالف روما ابان الإحتلال
الإيطالي في ليبيا لم تستطيع هذه الجحافل فرض واقع على الأرض على مدى ثلاثة
عقود على الرغم من عدم وجود أي توازن بين إمكانيات المجاهدين الليبيين
والقوة العسكرية الضاربة كما أنه ان نذكر بأن هذا النمط من التفكير قد أساء
لحركة الجهاد في المنطقة الغربية وقد أستفاد الإيطاليون من الصراعات التي
كانت بيد قادة المجاهدين في هذه المناطق وعملوا على تأجيجها وقد دفع
الليبيون خصوصا في مناطق الوسط والجنوب كواكب من الضحايا الأبرياء نتيجة
للحروب القبلية التي اندلعت في تلك الأيام بين الليبين والتي تذكرني بما
يجري اليوم في الوطن الحبيب من إقتتال فما أشبه اليوم بالبارحة إن هذا
النمط من التفكير أغرق وسيغرق ليبيا في بحر من الدماء ولن يكون هناك منتصر
ولا مهزوم فالكل مهزومون .
إن الإبتزاز السياسي والعسكري الذي
يقوم به هؤلاء لهذه الحكومة الضعيفة ومجلسها الوطني المنتخب حتى اضطرا هذا
المجلس (وفق للمعلومات التي توصلت بها والتي لا أعلم مدى دقتها أن يصدر
قرار يبيح للمليشيات تحت لافتة الجيش الوطني بمهاجمة منطقتا ما لأن لديها
أسرى من مدينة أخرى وقد تناسى المجلس الموقر أن هذه المنطقة لها مئات من
الأسرى لم تفلح الوساطات الإجتماعية من فك أسرهم هل هؤلاء مواطنون من
الدرجة الثانية لا يحق لهم شم نسيم الحرية خارج معتقلات المليشيات والأخرين
هم مواطنين سوبر وجب دق طبول الحرب والتهديد والوعيد إن لم يتم فك أسرهم
).
إنني أدعو هؤلاء أن يحكموا العقل والمنطق وأن يعودوا إلى رشدهم
وأن يدرسوا بتمعن تجربة الحرب الأهلية في ليبيا من 17 فبراير والى يومنا
هذا وما جرى بها من انتهاكات وقتل ونهب للأرزاق والزج بألاف المعتقلين في
سجون المليشيات رغم ذلك لا زالت هذه الكيانات الإجتماعية صامدة وبعناد لم
يكن له مثيل رغم إختلال التوازن العسكري واللوجستي بين هذه الكيانات
والأطراف المناوئة لها بشكل صارخ .
2- رموز الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .التاريخية
للنظام السابق والذين تسللوا لجل المواقع القيادية في النظام الجديد وطرق
شتا وعلى الرغم من التجربة السياسية التي يتمتع بها بعض هؤلاء للأسف الشديد
لازالوا يعيشون الماضي بكل ملابساته ومازالو مسكونين بعقدة التشفي
والإنتقام من كل من عمل مع النظام السابق بغض النظر على سلوكه وأفعاله على
الرغم أن النظام السابق عمل به رجالات كانوا يتمتعون بوطنية صادقة واخلاصا
للوطن منقطع النظير وقد أعطوا لهذا الوطن من جهدهم وكرسوا كل وقتهم للنهوض
به وتطويره بكل حيادية ونزاهة وشفافية .
أن ما يجري في الوطن
الحبيب يذكرني بكل أسى غياب دور هؤلاء الوطنيين في المشهد السياسي الليبي
ولو كانوا هؤلاء فاعلين لكانت أمور الوطن مختلفة تماما إن الحقد والكراهية
التي تسكن بعضا من رموز الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .الليبيية للنظام السابق تذكرني بتجربة
الأحزاب الشيعية التي كانت معارضة لنضام صدام حسين في العراق فقد أوصل
الأمريكيون هذه الأحزاب الى سدة السلطة في العراق كما أوصل حلف الناتو قوة
الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .والقوة الإسلامية للسلطة في ليبيا الى أن قيادات الأحزاب الشيعية
مسكونة بعقدة الإنتقام والتشفي فنتيجة لسلوكها هذا لازال العراق يتخبط في
الفوضى السياسية على الرغم من مرور مايقارب عقدا على سقوط النظام إنني أخشى
أن ليبيا تسير بشكل متسارع نحو نموذج العراق.
3-المليشيات
الإسلامية المتطرفة مسكونة هي ايضا يمعاناتها الناتجة عن الصراع مع النظام
السابق في تسعينات من القرن الماضي ولازالت عناصرها تتجرع مرارة السجون
والمعتقلات وكل همها خلق ظروف تمكنها من التسلل الى مفاصل الدولة الليبية
العسكرية والأمنية حتى تتمكن من الثأر لعذاباتها دون النظر الي انعكاسات
ذلك على أمن الوطن ورفائه الإجتماعي وحتى لو أذى هذا السلوك لتكرار النموذج
الأفغاني او الصومالي في ليبيا فلن تذرف لهم دمعة على مصير الوطن .
اما المنشقين عن النظام السابق الذين قفزوا من السفينة عندما أيقنوا أنها
بدأت تغرق فتقدموا صفوف فبراير رغبة منهم لتأمين مصالحهم مع النظام الجديد
والمحافظة على ما استأثروا به من أموال منقولة وغير منقولة وحمايتها من
التجميد والمصادرة فنراهم على شاشات الفضائيات يتفاخرون بإنجازاتهم الغير
المسبوقة بعملية اسقاط النظام حتى لو كانت وسيلة ذلك التحالف مع الشيطان
وكل مخابرات العالم والصهيوني برنارد ليفي واستدعاء الناتو بمساعدة هؤلاء
جميعا لتدمير ليبيا واسقاط نظامها السياسي وبمتابعتهم على شاشات الفضائيات
تشعر بالغثيان والشر يتطاير من عيونهم والسم يتساقط من ألسنتهم كأنهم كانو
في غيبوبه سريريه خلال الأربعين عام الماضية وعاد لهم الوعي بعد 17 فبراير .
وقد ساعد هؤلاء وقدموا خدمات جليلة في تدمير البلاد والقضاء بشكل نهائي
على أي وجود للدولة الليبية وذلك لدرايتهم وخبرتهم بأليات عمل الدولة ونقاط
ضعفها وقوتها .
إننا نشعر بالإشمئزاز عندما نرى هؤلاء يستعرضون
بطولاتهم الوهمية في الوطنية وتراهم ينسجون تلك القصص التي تضخم مناكفات
ودردشة المكاتب الى بطولات بهدف افهام الرأي العام انهم كانوا معارضين لما
يجري وهم فوق كراسي الحكومة ولكنني بحكم معرفتي بهؤلاء أن ذلك عاريا تماما
من الصحة لأنهم كانوا يتملقون النظام لأخر لحظة وعندما شعروا أن بقائهم في
السفينة قد يعرضهم للأنتحار قفزوا دون وجل ودون مراعاة لأبسط القيم
الإجتماعية التي تربى عليها مجتمعنا الى الطرف الأخر .
واننا نرى
البعض منهم اليوم يتجرعون المذلة والمهانة والإبتزاز من طرف رموز المليشيات
وخاصة الطامحين للسلطة حتى لو كانت على جثث العشرات من الليبيين نراهم
يتباكون على شاشات الفضائيات ويحصدون الخسران يوما بعد يوم .
5-
لقد تميزت هذه المرحلة بتشريع سياسة التشفي والإنتفام والعبث بمقدرات
المجتمع الخاصة والعامة نهبت المؤسسات العامة والخاصة وانتشرت ظواهر
الإبتزاز بشكل غير مسبوق وبرز دور المال بكافة مناح الحياة فمن لديه المال
يمكنه الإفلات من أكتر الجرائم التي اقترافه بشاعتا ويتحول بكل بساطة من
مجرم الى ثائر ومنهم من شكل كتائب ومليشيات خاصة لحمايته وحماية أمواله
وممتلكاته وبالمقابل يعاني الوطنيون الشرفاء الويل في سجون ومعتقلات
المليشيات في الداخل ويلاحق من نفذ بجلده في أسقاع العالم بكافة الطرق
المشروعة والغير مشروعة فنرا قوائم الإنتربول الدولي الذين تحاول الحكومة
تحويلهم من معارضين سياسيين الى مجرمين جنائيين الأمر الذي يعتبر غير مسبوق
في أي دولة من دول العالم ناهيك على الضغوط السياسية والإقتصادية على
الدول التي تأوي هؤلاء حتى ينتابك شعورا أن هذه الحكومة ليس على أجندتها أي
مشروعات وأن كافة المشاكل السياسية والأقتصادية قد تمت معالجتها من طرف
هذه الحكومة العتيدة ولم يبقى لها ملف الا (أزلام النظام السابق ) والذي
ينبغي جلبهم الى بيت الطاعة وزجهم في سجون المليشيان ويواجه مصير زملائهم
الذين قضوا تحت التعذيب أو لا زالو ينتظرون .
ولا ضير لو كلفت هذه العملية مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي الذي هو في أمس الحاجة الى انفاقها على احتياجاته الضرورية .
من يتابع هذه العملية يتذكر الحملة الإعلامية والحقوقية التي تشن على
النظام السابق لقيامه بجزء بسيط من هذه الممارسات فما إن وصل هؤلاء للسلطة
حتى فعلوا أضعاف مضاعفة في عدة شهور لما قام به النظام السابق خلال 42 عام .
6_تتسم هذه المرحلة من تاريخ ليبيا بدور غير مسبوق لدار الإفتاء في ليبيا
حيث يطالعنا فضيلة مفتي ليبيا صباح مساء بفتاوي متناقضة وعلى الرغم أنني
لست من المتفقهين في الشريعة الإسلامية ولكنني لا أكاد اجزم أن جل هذه
الفتاوى لا علاقة لها بالشرع والدين فهي في تقديري اجتهادات سياسية إنعكاسا
لرؤية فضيلة الشيخ السياسية ودعوني أن اسوق لكم بعض الأمثلة وهي على سبيل
المثال لا الحصر فضيلة الشيخ في بداية الأحداث في 17 فبراير دعى المواطنين
وخاصة مورديه للخروج عن معمر القذافي وأنه لا مشروعية على طاعة ولي الأمر
ونراه هذه الأيام يدعو الى طاعة الحكومة الجديدة وأن الخروج عليها هو
الخروج على طاعة ولي الأمر فطالما الحكومة الجديدة منعت التظاهر فوجبت
طاعتها فأين الشرع والدين في ذلك فضيلة الشيخ أفتى بمشروعية قتال بعض
المناطق وأن من يسقط في هذه المعارك شهيدا لكنه رجع واعتبر من داهم مراكز
المليشيات في بنغازي عمل خارج عن الشرعية لكن مداهمة معسكرات الجيش في
بداية الإنتفاضة عمل مشروع إن التناقض في فتاوي فضيلة الشيخ أجج الصراع
والفتنة بين مكونات الشعب الليبي وقد أساء ذلك إساءة بالغة لمؤسسة الإفتاء
التي يفترض أن يكون جهة محايدة تختص بالفتوى بكل ما يتعلق بتطبيق شرع الله
لكن فضيلة المفتي أحال هذه المؤسسة الى مؤسسة سياسية تروج الى افكاره مما
يدعونا ان نتمنى على الحكومة الليبية أن تبحث لهذا الرجل الى وظيفة سياسية
أن ما يتناوله سياسي بإمتياز ولا اعتقد أن ما يتناوله له علاقة بشؤون
الإفتاء حتى تكفي البلاد والعباد شر فتاويه المتناقضة .
7- حرمة
المال العام وصيانته والمحافظة عليه من اولى واجبان اي حكومة وطنيه ولكن ما
نشر من معلومات وتصريحات لبعض مسؤلي الحكومه عن الحالة التي آلت اليها
الاوضاع المالية في ليبيا وحجم الفساد المستشري في كل مكان سيحيل ليبيا بكل
تأكيد الى دولة مفلسة تتصارع عليها عصابات نهب الاموال العامة وسوف تقضي
هذه الظاهرة على اي امل لتنفيذ اي برامج تنموية بهدف تحسين احوال الناس
الذين ازدادوا فقرا خلال فترة محدودة للغايه . ناهيك عن تدمير البرنامج
التنموي الذي بداه النظام السابق بموازنة فاقت المائة مليار دولار امريكي
والذي كان يستهدف اكثر من نصف مليون وحدة سكنية بمختلف قرى ومدن وارياف
ليبيا وكذلك بناء الاف الكيلومترات من الطرق بين المدن وداخل المخططات
وتنفيذ شبكة عملاقة للطرق الحديدية كما استهدف البرنامج تطوير قطاع الطرق
والاتصالات وذلك بإضافة قدرات مركبة لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية
المياه وربط ليبيا باحدث شبكة نقل كهرباء ومنضومة اتصالات حديثه . كما
يستهدف البرنامج ايضا تنفيذ البنية التحتية من شبكات مجاري ومياه بكافة
المدن والقرى بليبيا . كما تضمن البرنامج انشاء سلسلة من المطارات وتطوير
القائم منها . ولكن للاسف الشديد نتيجة للاحداث التي جرت في ليبيا فقد تم
اغتيال هذا البرنامج حيث نهب كل شيء للشركات المنفذة من آليات ومعسكرات
ووسائل نقل واضطرت الشركات المنفذة لتنفيذ تلك البرامج الى مغادرة البلاد .
وحتى لو افترضنا جدلا ان الاوضاع الامنية قد تحسنت فى المستقبل فانه ليس
بالامكان استئناف تنفيذ تلك البرامج وذلك بالنظر للتعويضات الضخمة التي
ستطلبها الشركات . الامر الذي سيجعل تنفيذ هذا الحلم فى حكم المستحيل مع
تأكيدنا باننا لا ندافع عن اي شبهات فساد قد ألصقت بهذه البرامج .
8 – النفوذ الاجنبي والاقليمي فى الشؤون الليبية ظاهرة للعيان ولا يمكن
لاي منصف ان يتجاهلها او يقفز عليها فالاجانب يتدخلون في كل شيء في ليبيا
وهم متواجدون على الارض في شكل اجهزة مخابرات او تواجد عسكري او سياسي .
ولهم اليد الطولى للتدخل في كل شيء, وتستقوى المجموعات المتصارعة في ليبيا
بالنفوذ الاجنبي ويحج بعض الليبيين الى عواصمهم طلبا للسلطة والجاه . هذه
العملية تتطلب من كل وطني شريف العمل على تحرير ليبيا من النفوذ الاجنبي
وسيكون ليبيا بحق هو يوم التحرير الحقيقي . اما ذلك اليوم " يوم انتصار طرف
ليبي على طرف ليبي اخر في الحرب الاهلية فانه يوم اسود سيزدريه شعبنا لانه
يوم خسران للشعب الليبي"
9- تشريع الانتقام والتشفي بفعل ممارسات
يومية للمليشيات الاسلامية والقبلية او من خلال سيطرة هذه المليشيات على
مفاصل الامن لوزارة الداخلية وذلك عن طريق ما يسمى باللجان الامنية والتي
لها اليد الطولى بالسيطرة على الامن العام بكافة مناطق ليبيا وكان الفلسفة
من انشاء هذه اللجان هو استبعاد اي امكانية لعودة الشرطة واجهزة الامن
والمخابرات لممارسة دورها التقليدي كما يستهدف ذلك ايضا تمكين كيانات
اجتماعية بعينها للسيطرة على مفاصل الحياة السياسية بهدف تأهيلها لحكم
البلاد مستقبلا . وقد زاد الطين بلة تلك القوانين الاقصائية سيئة الصيت
التي اصدرها مجلس الانتقامي والتي يأتي في مقدمتها شرعنة الجرائم
والممارسات التي اقترفتها المليشيات المسلحة من قتل ونهب وسلب ونهب لحقوق
الناس مما يشرع للتطرف المتضرر بنيل حقوقه خارج مؤسسات الدولة القانونية
والقضائية .
كما اصدر المجلس قانون الحراسة مرفقة بقائمة طويلة
اقل مايقال عنها انها اعدت بغرضية شديدة حيث ثم استثناء مناطق ومكونات
اجتماعية بعينها من احكام القانون رغم انطباق ذلك القانون على بعض شخوصهم .
كما احتوت القائمة المرفقة لذلك القانون اشخاص بعينهم وهم مواطنين عاديون
لم يمارسوا اي عمل سياسي اللهم كونهم اقارب لبعض مسؤلين النظام السابق.
وبالاطلاع على ذلك القانون ينتابك شعور بأن واضعيه يفتقدون لادني شروط
الحيادية والموضوعية .
10-في إطار الفوضى الخلاقه للشرق الاوسط
الجديد الذي ابتدعته وزيرة الخارجية الامريكية السابقة "كوندليزا رايس "
وكان حقل تجاربها الاول لهذه الاستراتيجية هو العراق الشقيق وتم بعد إذن
تعميم التجربة التى استهدفتها تلك الاستراتيجية . حيث كان من بين ادوات نشر
الفوضى الخلاقة مؤسسات الاجتثات والنزاهة وبمجرد سقوط النظام في ليبيا
قدمة هذه الوصفة للحكام الجدد فسارعوا بانشاء هذا الجهاز الذي نراه اليوم
يتدخل في كل شيء مستهدفاً تهميش فئات واسعة من ابناء الشعب الليبي وخاصة
اولئك الذين يجاهرون بانتقادهم لما آلت عليه الاوضاع في ليبيا . ولكن هذه
المكنة اصبحت تستخدم بكافة المسؤلين الذين لا يروق سلوكهم للمليشيات
المتحكمة في البلاد. وقد وصل الامر لهذه الهيئة ان طردت عدد لايستهان به من
عمله . واذا استمر الحال على ما هو عليه فستقيل هذه الهيئة اغلب اعضاء هذا
المؤتمر ولن يبقى الا العدد القليل. وخير دلاله على ترسيخ الديمقراطية
الجديدة في ليبيا ان عضواً منتخب من الشعب الليبي يقال بقرار بعدد من
الموظفين بهذه الهيئة سيئة الصيت.
11- اتسمت هذه المرحلة من تاريخ
ليبيا بظهور الحركات الاسلامية المتطرفة وتدخلها في شؤون الحياة الخاصة
بالمجتمع في محاكاة لمؤسسات قائمة في بعض الدول العربية . كما لم تقف هذه
الحركات عند هذا الحد بل طال غلوها الرموز الدينية والتاريخية في ليبيا في
تحدي صارخ لمشاعر الليبيين والذين يكنون بالفطرة لمناقب أولئك الصالحين
ودورهم التاريخي في نشر الثقافة الدينية في ليبيا في حقب صعبة لا تتوافر
فيها مؤسسات للتعليم الامر الذي كان له الاثر الكبير في المحافظة علي
الهوية الاسلامية لهذا المجتمع . وكان ذلك من خلال العديد من المنارات
الاسلامية التي انتشرت في اغلب المدن الليبية . فما كما كان من هؤلاء الا
تحطيم تلك المنارات ونبش قبور الصالحين في مشهد تراجيدي استفز مشاعر كل
الليبيين .
هذا باختصار ما عليه الحالة السياسية والاجتماعية
في ليبيا بعد 17 فبراير وما يتعرض له الوطن العزيز من مخاطر تهدد وحدة
ترابه . الامر الذي ينذر بحدوث مواجهة شاملة بين مرتكبي تلك الافعال والشعب
الليبي. بدأت مؤشراتها واضحة للعيان بعد أحدات بنغازي الاخيرة. مما يضع
البلاد على شفا حرب اهلية شاملة ومتسارعة وما دق طبول الحرب على مدينة بني
وليد الا مقدمة لهذه الحرب .
لذلك نقول وبكل موضوعية وتجرد أن ما
حدث في ليبيا هي عملية تدمير شامل للدولة اليبية التي كانت قائمة قبل 17
فبراير . كما نرى تمزيق شامل للنسيج الاجتماعي في ليبيا الذي كان مفخرة
الشعب الليبي في المنطقة والعالم . كما جرت انتهاكات غير مسبوقة لحقوق
الانسان وقامت اكبر عملية نهب لمقدرات الشعب الليبي لم يسبق لها مثيل . كما
تم وبشكل كامل تعطيل عملية التنمية بشكل كامل . ناهيك عن فقدان السيادة
الوطنية وجعل ليبيا مرتعا لكل اجهزة المخابرات في العالم .
فليس
من العقل والمنطق بعد كل ذلك أن نقول ان ما حدث في ليبيا هي قصة نجاح . إن
ليبيا اليوم تمر بأحلك مرحلة في تاريخها المعاصر . وعن الامور وصلت الى حد
لم تصله ابان حقبة الاستعمار الايطالي !!! لان الايطاليين على الاقل تمكنوا
من بعث مؤسسات أبان حكمهم لليبيا كانت تسيطر على الامور وتحكم بين الناس
على الاقل في المناطق التي كانت تحت سيطرتها . أما ليبيا اليوم فانها تعيش
فوضى عارمة في ظل حكومة وبرلمان لا فعالية له على الصعيد العملي .
إن الوضع المأساوي الذي تعيشه ليبيا يدعونا نحن الوطنيون الشرفاء لتكثيف الجهود لإنقاده من المخاطر التى تتهدده.
ولكم التحية
عمر ابراهيم الجازوي==============================
المصدر : الحوار السياسى الليبى
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15485
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: ليبيا إلى اين؟؟ /مقال تحليلى رصين / لعمر ابراهيم الجازوى
فعلا هدة الحقيقة المرة التي تعيشها بلادنا بالفعل
وليك الله ياليبيا
وليك الله ياليبيا
صخور ليبيا-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5022
نقاط : 14973
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
مواضيع مماثلة
» مقال تحليلى رصين عن ما يجرى فى ليبيا
» مقال رصين لحامد شاكر بالحوار السياسى الليبى: ليبيا و شبح التقسيم
» ليبيا وسوريا الاشباه و الفروق / مقال رصين لحامد شاكر / بالحوار السياسى الليبى
» فصول استيلاء الاخوان القطبيون بالخديعة على السلطة فى ليبيا /مقال رصين فى الحوار السياسي الليبيى
» «الربيع العربي» وفصول أميركية أخرى /. بقلم جوزيف مسعد
» مقال رصين لحامد شاكر بالحوار السياسى الليبى: ليبيا و شبح التقسيم
» ليبيا وسوريا الاشباه و الفروق / مقال رصين لحامد شاكر / بالحوار السياسى الليبى
» فصول استيلاء الاخوان القطبيون بالخديعة على السلطة فى ليبيا /مقال رصين فى الحوار السياسي الليبيى
» «الربيع العربي» وفصول أميركية أخرى /. بقلم جوزيف مسعد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي