بين الطب والوطن / مقال للدكتور مصطفى الزائدي

يقول بعض الأصدقاء ، إن بلادنا هى التى تحتاج إلى المشارط ... فلقد أخد المرض فيها كل ماخد ... فليس ألأن وقت لتجميل المضاهر ...انه وقت لتجميل نفوس ضرب الحقد أعماقها...بعض أخر يرى أن المرض أستشرى ولن ينجح العطارون فى إصلاح ما افسده العابثون.
لكنى أرى غير ذلك ..هذا قضاء ولا راد له .. لكننا لن نستكين إلى العجز.. سنوقد الشموع مهما كانت الرياح عاتيات.. ستطفى من هبت الريح لكنها ستوقد من جديد...لا نبحت على شهادة حسن سلوك من أحد.. ولن نجهد أنفسنا فى الرد على إفتراءت ألأفاكين ألذين يرمون الناس بالباطل .. الله عليم بصير وله ألأمر من قبل ومن بعد...اما الكذب والبهتان والتزييف مآله الفشل.
عندما يتحدث المجرمون على الفضيلة والقتلة على العدل واللصوص على ألأمانة فللمرء ان يتخيل صورة المستقبل الذى يوعدون.. التاريخ يصنعه ألأبطال ولن يستطيع السفلة تشويهه...يقول المثل الليبى الذى يتغطى بألأيام عريان .. لقد بانت عورتهم فى أقل من عام .
الثورة والحرية كلمات قد يرددها التافهون كالباباغوات لكن الرجال الافذاد فقط يصنعون الثورة ويحققون الحرية.
الطب رسالة الحياة ،ونحن معشر الاطباء لا نقبل إلا بحياة عزيزة خالية من المرض.. اقسمنا ان لا نخدل مرضانا آيا كان جنسهم أولونهم أوعقائدهم ولن نفعل بالرغم من حالة المرارة التى نعيش جميعا.
ليبيا لن تبنى بالحقد والإنتقام لكن حوار وطنى جاد بين المخليص من أبنائها هو طوق النجاة ..
لن يوقفنا التافهون على تقديم عوننا لمن نستطيع ولن يثنينا هذا الجرح الغائر فى جسد الوطن على النظر لمن يعانى من مشكلة خاصة فهى بالنسبة له كل شئ هى الحياة وهى الوطن... ذلك ليس ترف فى وقت الجد، بل هو الجد ،فالوطن يتعافى فقط عندما يشعر كل أفراده أنهم محل إهتمام مهما صغرت مشاكلهم فى أعين ألأخرين