صمت مخجل على مجزرة بني وليد / مقال رصين لعبد الباري عطوان /القدس العربى
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صمت مخجل على مجزرة بني وليد / مقال رصين لعبد الباري عطوان /القدس العربى
تلفت انظار الفضائيات العربية، فطالما ان هذه المدينة 'موالية' لنظام
العقيد معمر القذافي حسب تصنيفهم، فيجب ان لا يبقى فيها بيت قائما، ولا
شجرة واقفة، ولا انسان على قيد الحياة.
مدينة تاورغاء التي 'كان' يقيم
فيها حوالى 30 الفا من الليبيين تحولت الى مدينة اشباح، ممنوع على اهلها
العودة اليها، فمعظمهم اساسا في السجون والمعتقلات السرية التابعة
للميليشيات بسبب لون بشرتهم وجذورهم الافريقية، ولماذا لا تصبح مدينة بني
وليد مثلها تماما، ولماذا لا يشرد اهلها، او يقتلون، او يجوّعون حتى الموت؟
الحرب
انتهت، والنفط يتدفق الى مصافي الغرب رخيصا وبمعدلات اكبر، ولذلك فإن
حاملات طائرات حلف الناتو لن تتحرك باتجاه المدينة، ومجلس الامن لن يعقد
جلسة طارئة لحماية ابنائها من المجزرة، لان هناك انتقائية سياسية في
التعاطي مع قضايا حقوق الانسان. فأهل مدينة بني وليد، وابناء عمومتهم في
سرت ليسوا ليبيين، بل ليسوا بشرا، حسب مقاييس حقوق الانسان الغربية، واذا
كانوا كذلك فهم من مواطني الدرجة العاشرة، ليس لهم اي حقوق.. حقوق انسان او
غيرها، الحق الوحيد هو ذبحهم دون رأفة او شفقة، قصفا بالصواريخ او حرقا
بالقنابل، او خنقا تحت انقاض بيوتهم المدمرة.
لا نرى ايا من مراسلي
الفضائيات العربية او الاجنبية يتدفقون الى هذه المدينة بخوذاتهم العسكرية
وصدرياتهم الواقية من الرصاص، مثلما كانوا يتدفقون الى طرابلس وبنغازي
ومصراتة، لتقديم التقارير المصورة عن فظائع النظام الديكتاتوري السابق
وجرائمه في حق ابناء شعبه، والتغني ببطولات المقاومة الباسلة التي جاءت
لوضع حد لجرائمه ومجازره، واعادة الديمقراطية الى ربوع البلاد.
من
المفترض ان ليبيا تحررت من الطاغية، وان الامن والاستقرار عادا الى ربوعها،
وان الديمقراطية وحقوق الانسان وصلت الى كل انسان ليبي بغض النظر عن لونه
وانتمائه القبلي، اوهكذا يقول لنا حكام طرابلس وداعموهم في واشنطن وباريس
ولندن، وبعض العواصم العربية التي تباهت حكوماتها بلعب دور مباشر في اسقاط
الحكم الديكتاتوري.
نسأل عن الجامعة العربية التي تحوّلت الى ادارة في
وزارة الخارجية الامريكية، عن موقفها من هذه المجزرة التي تتوالى فصولها في
مدينة بني وليد، وعما اذا كان امينها العام الدكتور نبيل العربي قد اطلع
على تقارير منظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية، او منظمة امنستي
انترناشونال البريطانية، واطباء بلا حدود الفرنسية، التي تتحدث بتفاصيل
مرعبة عن هذه المجازر.
يتعاملون معنا وكأننا اغبياء سذج لتبرير جرائمهم
ومجازرهم، عندما يقولون لنا ان خميس القذافي موجود في مدينة بني وليد، وان
موسى ابراهيم المتحدث السابق باسم النظام السابق يختبئ فيها، وهم يعلمون
جيدا ان خميس القذافي قتل قبل عام وشبع موتا، وموسى ابراهيم موجود حاليا في
دولة اوروبية تحمل زوجته جنسيتها.
كذب في وضح النهار تمارسه سلطة تقول
انها منتخبة، واجهزة اعلام تدعي المهنية والمصداقية، ومطلوب من هذا القطيع
العربي ان يصدق كل هذه الاكاذيب، وان لا يتعاطف مع مئة الف انسان عربي
ومسلم كتبت عليهم الاقدار ان يكون الطاغية مرّ بمدينتهم.
اربعون عاما
والعقيد القذافي يحكم ليبيا بقبضة من حديد، كان الملايين من الليبيين
يخرجون الى الشوارع للهتاف له ولنظامه ونظرياته، فهل هذا يعني اعدام كل
هؤلاء وحصار مدنهم وقتل اطفالهم جوعا وحرمانا؟
الامم المتحدة ترسل السيد
الاخضر الابراهيمي الى سورية ودول جوارها بحثا عن هدنة لأربعة ايام لحقن
دماء السوريين بمناسبة عيد الاضحى، ألا يستحق اهل بني وليد وسرت هدنة ايضا
لحقن دمائهم، وجعل اطفالهم يحتفلون بالعيد، او ان يلعبوا في الشارع خارج
اقبية منازلهم المدمرة؟
ثم اين برنارد هنري ليفي المفكر الصهيوني
الفرنسي الذي يتباهى بأنه لعب دورا كبيرا في اقناع الرئيس الفرنسي ساركوزي
بالتدخل لحماية اهالي بنغازي من مذبحة يعدّها لهم نظام القذافي، لماذا لا
يتدخل لانقاذ اهل بني وليد ايضا؟ نحن هنا لا نطالبه بإنقاذ اهالي غزة لاننا
نعرف مدى كراهيته لها ولأهلها.
الثورة الحقة من المفترض ان يكون
التسامح ابرز عناوينها، والديمقراطية هي عنوان المساواة في الحقوق
والواجبات وتقبل الرأي الآخر المختلف، ولا نرى اي مؤشر على هذا التسامح في
الثورة الليبية، او المساواة في قاموس ثورتها عندما يتعلق الأمر ببني وليد
او سرت او تاورغاء.
الثورة التي لا تجعل المصالحة الوطنية على قمة
اولوياتها، وتشكل خيمة تؤوي كل ابناء الوطن الواحد، بغض النظر عن لونهم
وانتمائهم القبلي، وتقاوم النزعات الثأرية الانتقامية لا تتمتع بسمات
الثورات واخلاقياتها وإرثها الانساني العريق.
ابناء قبائل ورفلّة
والمقارحة والترهونة المصنفون والمحسوبون على النظام السابق هم ايضا
ليبيون، وهذا النظام الذي يُقتلون ويحاصرون بسببه سقط، وزعيمه قتل وجرى
التمثيل بجثته بطريقة يندى لها جبين الإسلام والبشرية، ولا يستحقون مثل هذا
الحصار ومثل هذه المجازر التي ترتقى الى مستوى جرائم الحرب.
ليبيا وبعد
عام على مقتل العقيد القذافي ليست ليبيا الجديدة التي تمنّاها الكثيرون من
ابناء الشعب الليبي قبل غيرهم، وهذا أمر محزن، بل مؤلم بكل المقاييس.
ندرك جيدا ان اوساط الحكومة الليبية تتذرع بوجود عناصر مطلوبة تحتمي
بمدينة بني وليد من اجل تبرير هجومها الدموي الذي اوقع ثلاثين قتيلا واكثر
من مئتي جريح حسب التقديرات الاولية، ولكن الحكومات الرشيدة لا تلجأ الى
الحلول العسكرية التدميرية ضد شعبها وانما الحلول السياسية التفاوضية، والا
فان هذه الحكومة تطبق اساليب وممارسات النظام السابق الذي ثارت لاسقاطه.
ندرك
جيدا ان كلامنا هذا سيثير غضب المتعطشين للثأر والانتقام مع من يختلفون
معهم من ابناء جلدتهم، ويريدون الحوار معهم بلغة الصواريخ والحصار التجويعي
واساليب الاذلال، ولكننا عاهدنا انفسنا على الوقوف الى جانب المظلومين
ودعم الحريات وحقن دماء المسلمين وقول كلمة الحق امام الظالمين على تعدد
مشاربهم.
عدل سابقا من قبل جماهيري ضد الرشوقراطيه في الإثنين 22 أكتوبر - 10:05 عدل 1 مرات (السبب : تنسيق)
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15467
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: صمت مخجل على مجزرة بني وليد / مقال رصين لعبد الباري عطوان /القدس العربى
حسبنا الله ونعم الوكيل
نتنفس من الأخضر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 23128
نقاط : 35237
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
. :
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: خلاص الليبيين كبودها درهت
رد: صمت مخجل على مجزرة بني وليد / مقال رصين لعبد الباري عطوان /القدس العربى
لم اتصورك بهذا الغباء ياعبدالدينار لأنك تعتقد هناك من يقرؤا صفحتك أو ماتكتب انتم من عربتم وعربدتم ورقصتم فرحا وشرعنتم عبر قنواتكم المأجورة وأفواهكم الكاذبة ان هناك اغتصاب وتدمير وشعب يثور ودفعتم بالأمور ان تصل بهذا المنحى بعد ان قبضتم الثمن مقدما لا تتباكو بالله عليكم احترمو عقولنا اضطررت اقرأ ما كتبت حتى اجد الفرصة للتعليق لكن اكيد اتمنى التقيك حتى تسمع مني مالا تحب دماء كل مواطن انت وأمثالك محاسبون عليها وأرجو من القائمين على الموقع احترام مشاعر الشهداء والأحرار لأنهم لايتشرفوا ان يتبى قضاياهم العادلة امثال هؤلاء
عبدالرحمن نورالدين-
- الجنس :
عدد المساهمات : 268
نقاط : 10044
تاريخ التسجيل : 10/08/2011
رد: صمت مخجل على مجزرة بني وليد / مقال رصين لعبد الباري عطوان /القدس العربى
حسبنا الله ونعم الوكيل
صخور ليبيا-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5022
نقاط : 14955
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
مواضيع مماثلة
» اردوغان والاسد: من يصرخ اولا! عبد الباري عطوان / القدس العربى
» الجرثومه القطريه فى جسم الوطن العربى/مقال بفى العرب تايمز للكاتب العراقى د. وليد سعيد البياتي
» التسامح .. خيار ليبيا الوحيد / القذافي مازال حياً يجوب مدن ليبيا وأزقتها ويشارك محبيه ومبغضيه أنفاسهم وأحلامهم ويحتكرهم / مقال يستق القرأه من صحيفة القدس العربى
» عبد الباري عطوان يكتب عن مجازر سرت وبني وليد
» عبد الباري عطوان يكتب عن مجازر سرت وبني وليد
» الجرثومه القطريه فى جسم الوطن العربى/مقال بفى العرب تايمز للكاتب العراقى د. وليد سعيد البياتي
» التسامح .. خيار ليبيا الوحيد / القذافي مازال حياً يجوب مدن ليبيا وأزقتها ويشارك محبيه ومبغضيه أنفاسهم وأحلامهم ويحتكرهم / مقال يستق القرأه من صحيفة القدس العربى
» عبد الباري عطوان يكتب عن مجازر سرت وبني وليد
» عبد الباري عطوان يكتب عن مجازر سرت وبني وليد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي