وكالات-هل تقترب مغامرة الناتو في ليبيا من الفشل ؟

شكل اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس أركان قوات المعارضة الليبية حدثا بارزا في مسار الحرب التي يشنها الحلف الأطلسي، وقد نقلت صحيفة الغارديان أنه أثار قلقا كبيرا في لندن خصوصا بعد أن كان وزير الخارجية وليم هيغ قد أثنى على "شرعية وكفاءة" المعارضة،وتقول الغارديان إن الحكومة البريطانية تواجه الآن احتمال وقوع انقسامات خطيرة في صفوف الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .الليبية و وصفت صحف عربية و أجنبية عديدة ، الوضع السائد في بنغازي بأنه متوتر وقت تشييع جثمان اللواء يونس يوم الجمعة

هذا في حين نقلت صحيفة الشرق الأوسط من بنغازي معلومات عن تصفية يونس وإحراق جثته على يد مجموعة متطرفة من ميليشيات الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .وقد توعدت قبيلة العبيدي التي ينتمي إليها رئيس الأركان المقتول بالثأر.

وفي بروكسل، وجه قادة حلف شمال الأطلسي تحذيرا إلى مجلس الانتقامي ، مما يوحي بأن الحلف متأكد بأن مجموعة من المعارضين هم الذين قتلوا اللواء يونس الذي كان يشغل سابقا منصب وزير الداخلية في حكومة طرابلس الغرب.

جاء هذا التطور الدراماتيكي في ظروف انقسام خطير في الناتو حول سير العمليات فقد ظهر الجنرال بوشار القائد العسكري الفرنسي على عدد من القنوات الفضائية ليرد شخصيا على تصريحات الأميرال الأميركي مايك مولين حول مأزق خطير يواجه عمليات الناتو في ليبيا .

غير بعيد عن سياق التأزم في مسار الحرب تلاحقت في الأسبوع الماضي معلومات عن اتصالات سياسية تقودها فرنسا مع العقيد القذافي بواسطة عدد من معاونيه تحت عنوان السعي إلى تسوية سياسية تقوم على التفاهم بين القذافي و الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .على محتوى مرحلة انتقالية تناقضت الروايات و التعليقات بشأنها في حين يستمر المسعى الروسي - الصيني و الإفريقي في اتجاه البحث عن حل سياسي .

مقتل اللواء يونس يهدد واقعيا بنشوء شرخ خطير داخل جبهة المجلس الانتقالي ومن أهم نتائجه تصعيد الصراع بين ميليشيات الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .و القوات النظامية التي خسرت قائدها و إذا صحت المعلومات عن تورط تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة في عملية الاغتيال فإن الأمور سوف تتخطى حدود التحقيق في الاغتيال الذي وعد به رئيس مجلس الانتقامي للمعارضة خصوصا في ظل الثقل الكبير لقبيلة الجنرال المغدور الذي أشاعت مصادر الجماعة فور شيوع خبر الاغتيال انه كان مدعوا لتحقيق قضائي بتهمة إجراء اتصالات مع طرابلس .

أحوال الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .الليبية كانت موضع انتقاد مؤخرا لجهة سوء التنظيم و الفساد و النزاعات القبيلة و السياسية من عدة جهات غربية بينما تفيد المعلومات أن تقدير الموقف في قيادة أركان الناتو يشير إلى تباين أميركي فرنسي واضح حول جدوى استمرار القصف الجوي بينما أفادت بعض التقارير الصحافية الفرنسية عن خلاف بين الرئيس ساركوزي و قادة الجيش حول جدوى الحرب التي يعتبرها الجنرالات الفرنسيون ورطة ناتجة عن سوء تقدير عند الرئاسة و لاعتبارات انتخابية في حين يجد الخبراء الإستراتيجيون أن قصف المقصوف هو ما يقوم به طيران الحلف الأطلسي الذي تورط في قتل الكثير من المدنيين اللبيبين.

وكالة انباء الشرق الجديد