سيناريو العلاقات القادمة

يكثر الكلام حاليا عن رسائل علنية وبعضها سري بين دول الخليج وإيران والهمس أصبح أكثر وضوحا بأن علاقات أكثر انفراجا ستكون بين دول الخليج، لا سيما السعودية وإيران.. وهذا يحتاج إلى مبادرة إيرانية لإنزال الموقف السعودي من على الشجرة ويحتاج من السعودية تخليا متعددا عن ملفات أشغلت نفسها بها في أكثر من مكان لعل الملف السوري ليس هو الوحيد..

[rtl]هناك ملفات بين إيران والسعودية اشتباك حولها ورسائل المواددة الإيرانية التي يرسل بها الرئيس روحاني لن تكون هي المفصل في الموضوع.. إن هذه الرسائل تأتي في مرحلة مواتية تماما بعد أن صمدت الدولة السورية وسجلت انتصارات ميدانية على المسلحين في مواطن استراتيجية وبعد أن كان للموقف الروسي والإيراني القوة الفاعلة على صناع القرار في الغرب لا سيما بريطانيا وأمريكا بالتراجع عن قرار الحرب ضد سوريا وكذلك بعد أن كسر الأمريكان طابو الحوار مع الإيرانيين واستسلموا للإرادة الإيرانية في تملك الطاقة النووية وفي عدم تجاوز إيران في الملفات المعقدة في المنطقة الأمر الذي يعتبر أنه حصول إيران على حق الفيتو على الأقل في مشكلات المنطقة.[/rtl]

[rtl]بالتأكيد يكون الساسة السعوديون والخليجيون عموما قد قرؤوا المتغيرات الدراماتيكية بسرعة وقلق شديدين ولكن ما يخفف الوقع هو رسائل روحاني المستمرة إلى الخليجيين أن تعالوا إلى التعاون والسلام والمصالح المشتركة.. ومن الصعب أن تركب دول الخليج رأسها وتتصدى بالرفض للمبادرة الإيرانية..[/rtl]

[rtl]الملفات المطروحة الآن بين السعودية وإيران تشمل الملف العراقي واللبناني والسوري.. في الملف العراقي من الواضح أن هناك تداخلات خطيرة من دول الخليج ومن جماعات تكفيرية تعقد المشهد السياسي في العراق وتحوله إلى تفجير مستمر الأمر الذي يعني بوضوح أن التقارب السعودي الإيراني سيسهم بلا شك في وضع صيغة لتجاوز الأزمة التناحرية في العراق لإيقاف العنف الطائفي الذي ليس له علاقة بدين أو وطن.. والملف الثاني في لبنان حيث موقف السعودية التاريخي مع قوى اليمين السياسي اللبناني مركزين في نخبة الساسة الطائفيين والمجموعات التكفيرية المسلحة الأمر الذي كان يعني الحفاظ على الطائفية والتوزيع الطائفي وانخراط القوى حليفة السعودية في الصلح مع إسرائيل والتآمر على المقاومة. وفي هذا الملف لا بد من التفاهم لحل الإشكالات التي تصل إلى حد الاقتتال الدامي كما حصل على فترات متعددة بمعني التوقف عن الشحن الطائفي والتوصل إلى صيغة للسلام الداخلي.. الملف الثالث هو الملف السوري فبعد أن فشلت السعودية في الضرب على وتر السنة والشيعة وأسقط في يدها بعد فشل الأمريكان في إسقاطهم للنظام.. الآن أمام السعوديين التحرك فورا للجم الجماعات التي يديرها بندر بن سلطان والتحرك نحو المساهمة في حل الأزمة السورية ويكون مقابل ذلك أن تستوعب إيران علاقة مع السعودية هادئة تشيع السلام داخل المملكة التي أصبحت تدور حولها الدوائر.[/rtl]

[rtl]
[/rtl]
[rtl]هناك مشكلة بين السعودية وإيران وتركيا.. فمثلا السعودية تتفق مع تركيا في موقفها تجاه سوريا لكنهما خصمان عنيدان في موضوع مصر.. كما أن إيران حليفة لسوريا لكنها لا تتفق مع ما جرى في مصر من انقلاب.. بمعنى أن الموضوع المصري أيضا ليس محل إجماع بينهما وأن ذلك يعني ضرورة فتح الملفات حيث لا تستطيع أي دولة وحدها التفرد بأي منها وهذا يعني ضرورة الاعتراف بأن ظروفا أخرى تولدت وليس من العقل والحكمة التعامل بمفهوم واحد في كل الحالات.[/rtl]

[rtl]
[/rtl]