عندما تنبأ رسول الله ـ ص ـ بأحداث ليبيا و سوريا

أحيانا كثيرة نقرأ القرآن و لا نتدبر معانيه و تمر علينا أحداث نبوية شريفة و صحيحة و لا نلقي لها بالا أو سمعا .
من بين هذه الأحاديث الشريفة التي إستوقفنى حديث قدسي أخرجه أحمد يقول : عن شداد بن أوس عن النبي ـ ص ـ قال : إن الله عزوجل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها و مغاربها ، و إن مُلك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها ، و إني أعطيت الكنزين الأبيض و الأحمر ، و إني سألت ربي عزوجل أن لا يهلك أمتي بسنة عامة ، و أن لا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة ، و أن لا يلبسهم شيعا ، و لا يديق بعضهم بأس بعض ، و قال : '' يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، و إني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة ، و لا أسلط عليهم عدوا ممن سواهم ، فيهلكهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعض ، و بعضهم يقتل بعض ، و بعضهم يسبي بعض '' و قال : '' قال النبي ـ ص ـ : و إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين ، فإدا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ''
و الأن هل لنا أن نسأل بعد هذا الحديث القدسي عما حدث و يحدث في ليبيا و في سوريا و سائر البلاد العربية .. ؟ ألم يكن أبناء البلد الواحد من العملاء و الخونة من ثوار النيتو و من سار علي دربهم من الأغبياء المغفلين المغرر بهم هم من بدؤا في سفك الدماء و نشر الدمار و الخراب ببلداننا العربية تحت مسميات مختلفة.. ؟ برغم تحديرات رسول الله لنا ـ ص ـ بضرورة تحاشي الفتنة النائمة و قدسية دماء المسلمين ..؟ هل سلط الله علينا عدوا خارجيا من دون دعم داخلي له ..؟ ألم يهلك بعضنا بعض و يقتل بعضنا البعض حتى وصلنا لجهاد النكاح خدمة للعدو الخارجي ..؟ ثم أنظروا إلى ليبيا و إلى سوريا ما بناه النظام في خلال 40 عام يتم تهديمه بمعاول العملاء الخونة في أقل من سنتين ..؟ أكان هذا ليحدث لولا خيانة الداخل و عمالته و حقارته و ندالته..؟
ثم مادا عن الأئمة المضلين .. ألم يكن مفتى النيتو القرضاوى و غيره ممن يسمون بدعاة الفتنة في بلداننا العربية أخطرعلى الأمة من أي خطر خارجي قادم حيث زرعوا الفتنة و الفرقة و التقسيم المدهبي و الطائفي و القبلي بإسم الإسلام ..؟
لنأت إلى الأية الكريمة من سورة التوبة : '' الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ '' و الأية : '' وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ '' ـ صدق الله العظيم ـ
و لنطرح السؤال التالي من كان أشد كفرا و نفاقا على ليبيا و على سوريا هل هم الأعراب خاصة الخليجيون أم كفار فرنسا و بريطانيا و أمريكا و الكيان الصهيوني  و باقي دول عصابة حلف النيتو ..؟ من يدفع اليوم بالمال و السلاح و المرتزقة لإبقاء لهيب الأزمة مشتعلا في سوريا ، أليسوا هم الأعراب و حتى الأتراك ..؟ ثم من هم المنافقون الدين يعيشون بين أظهرنا من أهل المدينة و يعيثون في الأرض فسادا أليسوا هم أعراب الداخل من مصراتة و الزنتان و بنغازى ـ حاشا الصالحين منهم ـ و أعراب الريف السورى ـ حاشا الصلاح منهم ـ  أليسوا هؤلائي هم أشد كفرا و نفاقا من أي تحالف صهيوني أو غربي ضد أمتنا ..؟
مهما كانت المؤامرة كبيرة و التخطيط أكبر فلن تنجح أي مؤامرة داخلية أو تخطيط ممنهج ما لم تمتد له يد أثمة داخلية تقدم يد المساعدة بشكل مباشر و هذا ما حدث في ليبيا و في سوريا ، علينا بقطع هذه اليد الأثمة من الداخل من دون التورط في سفك دماء المسلمين و بعيدا عن تأجيج نار الفتنة فإن لم نستطع فعلى الأقل علينا بكشفها و فضحها أمام الناس و هذا ما نفعله و يفعله كل الشرفاء الأحرار في ليبيا و في سوريا .


   

امة العُرب لن تموت ابدا ومهما حاول المظلين.