عندما انقلبت المعادلة في سوريا: تغييرات مهمة بعد الانتخابات وتوقعات بعودة معارضين

من طرف الشابي السبت 31 مايو - 17:07

صار من نافل القول ان هناك انجازات ميدانية للنظام السوري يبني عليها موقفه السياسي وتجلى ذلك باجراء الانتخابات الرئاسية رغم معارضة القوى الغربية وبعض الدول الاقليمية والعربية زد عليها استراتيجة المصالحة التي بدات تعمم على مناطق واسعة في البلاد ولم يسجل حتى الان ان انهارت، مصالحة بين تلك التي ابرمت عدا مصالحة مخيم اليرموك لسوء حظ الشعب الفلسطيني اليتيم. ورغم ذلك فقد فتحت قناة جديدة للمصالحة هناك بعيدا عن آلية الفصائل الفلسطينية التي لم تتمكن من تحرير حي في مخيم فكيف لها ان تحرر فلسطين؟

المصالحات اصبحت سياسية نشطة جدا ولها قنواتها ولجانها ووجهاء يجيدون التفاوض والتنقل من منطقة الى اخرى.

اخر تلك المصالحات كانت في منطقة القدم والعسالي جنوب دمشق بينما اصبح خط التفاوض ساخنا في منطقة الحجر الاسود اخر معاقل المجموعات المسلحة في منطقة جنوب دمشق، لكن الاهم على صعيد هذا الملف هو ما يجري العمل عليه الان في منطقة دوما في الغوطة الشرقية تلك المنطقة التي تعتبر مركزا للقيادة والسيطرة للكتائب الاسلامية وعلى راسها جيش الاسلام بقيادة زهران علوش، وهي الشريان الذي يغذي جوبر، مصدر قذائف الهاون على العاصمة، واذا ما دخلت دوما اطار المصالحة يكون قد انطوى ملف دمشق وريفها عدا الريف الغربي المحاذي للقنيطرة في الجولان السوري المحتل.

ملف المصالحات فيه جديد كل يوم ويقول القائمون عليه ان التفاوض وصل الى قرى ومناطق في محافظة درعا جنوب البلاد. ودير الزور شمال شرق

لا تتوقف التغيرات السريعة عند حدود التصالح مع المسلحين فقد شكلت عودة خمسين معارضا الى داخل البلاد كانوا جزءا من الائتلاف السوري كالسيدة ميس كريدي ومحمود مرعي وباسل كويفي وباسل تقي الدين وغيرهم.

شكلت نقطة تحول اعطت النظام في دمشق جرعة ثقة اخرى خاصة ان العائدين جاؤوا ليمارسوا نشاطهم المعارض من داخل سوريا بعد فضحوا فساد الائتلاف وارتهانه الى دول تتلاعب به على حد وصفهم.

ويجري جهد لعودة اخرين بعد نجاح تجربة الخمسين، وتقول مصادر مطلعة على الملف ان اسماء كبيرة في الائتلاف والمعارضة الخارجية تنوي القدوم الى سوريا خلال الفترة القصيرة المقبلة، وستعمل من داخل سوريا كمعارضة دون خطوط حمراء الا مسألتين جوهريتين وهما عدم حمل السلاح ونبذ العنف والثانية رفض التدخل الخارجي في شوؤن البلاد. اذا المرحلة الجديدة تطل براسها لترسم تصورا اخر لسوريا، فاحزاب معارضة حقيقية بدات تعمل على التحول الديمقراطي السلمي بعيدا عن سيناريو مجلس الانتقامي الليبي الذي فشل بنسخته السورية رغم انعاشه بين الفينة والاخرى باستقبال رئيس الائتلاف وتقديم الوعود له. وتواجه هذه الاحزاب تحد كبير يتجسد في انتزاع احتكار المعارضة الخارجية لتمثيل الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .وكسب الشارع السوري الذي فقد اي ثقة بالمعارضة، والدليل كان واضحا بالحشود التي خرجت في بيروت للتصويت في الانتخابات ولو لم تمنع بعض الدول اجراء الانتخابات لكنا شهدنا صدمة احرجت الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .وداعميها.

ترغب دمشق كما يبدو البناء على الانجازات الميدانية والسياسية بتعزيز اجراءات التغيير والاصلاح لاحراج الخصوم من جهة وارضاء الشارع وتمتين الحكم من جهة اخرى واستجابة لرأي المحور الذي يتحرك جماعيا في استراتيجة المواجهة ضد اعداء دمشق لذلك تقول المؤشرات ان الرهان القادم سيكون على شكل الحكومة بعد الانتخابات، والذي يراد لها ان تكون حكومة المرحلة الجديدة، حيث سينتهي دور الحكومة الحالية الاسعافي لتحل محلها حكومة ورش الاعمار والتنمية ولملمة الجراح، لا استطيع ان اقدر كم سينجح هذا الرهان ضمن سياسية قلب المعادلة واية عراقيل ستقف في طريق التنفيذ في بلاد فيها من يضع العصي في الدولايب.

ستمضي الانتخابات والرابح فيها هو بشار الاسد بشكل بدهي ولا خاسرون، كما يقول المرشح للرئاسة حسان النوري الذي يبدو انه حجز له مكانا في المعادلة الجديدة وينتظره منصب مهم باعتباره طرح بشكل مفصل وجدي مشروعا للاصلاح الاقتصادي يضع الازمة خلف ظهره.

نامل ان يكون هناك مسارا جديدا نحو التحول الديمقراطي السلمي الذي لا يقصي احدا ولا يضع اصبعا اجنبيا في قلب سوريا ونأمل ان يكون الاصلاح عجلة مستمرة تخرج سوريا من محنتها.