ضابط متقاعد من الجيش الليبي يحذّر...

«الشروق» خاص:
الصدفة وحدها حكمت بأن ألتقي بضابط سام متقاعد من الجيش الليبي شارك في حرب التشاد وتلقى تدريبات عسكرية مكثفة في روسيا. هذا الضابط الذي رفض أن نذكر المكان الذي يعالج فيه من مرض عضال والمدينة الليبية التي قدم منها ذكر أنه أحيل على التقاعد زمن العقيد وله ابن في الجيش تعرض إلى تعذيب قاس مع أخويه بعد سقوط العقيد. بدأ حديثه معي بالتأكيد أن خطة الإخوان في ليبيا كانت واضحة من البداية وهي ضرب مؤسسات الدولة والتشريع للخراب تسهيلا لعملية النهب وتمكينا لقطر التي تدعمهم من مفاتيح ليبيا.
وماكان لمخططهم أن ينجح لو لم يجدوا دعما لوجيستيا من إخوان مصر زمن حكم مرسي وإخوان تونس زمن حكم الترويكا بتعاون وثيق مع المخابرات القطرية التي ركزت مكتبها المزود بأحدث التقنيات العالية في الدور الثالث من نزل كورنثيا وسط العاصمة طرابلس.
هذا الضابط الذي شارك في حرب التشاد وتلقى تدريبات عسكرية في روسيا بين أن الدولة التونسية ترتكب خطأ كبيرا إذا سمحت للجرحى والمرضى الليبيين بأن يدخلوا تونس دون أن تكثف عملية المراقبة لأن أغلب الجرحى والمصابين من غير الجيش الليبي الرسمي هم مشاريع إرهابيين. والخوف أن يجدوا متعاطفين معهم من تونس يؤوونهم ويتسترون عليهم.فالبعض من المصابين في الاقتتال الدائر بليبيا دخل عبر المعبرين الحدوديين(راس الجدير-ذهيبة) والبعض تسلل خلسة بالتعاون مع تونسيين وهنا يكمن الخطر.
ونبّه الضابط إلى خطورة عدم وضع الليبيين الفارين من المعارك في منطقة واحدة تسهل مراقبتها والسيطرة عليها لأن غاية الإرهابيين استغلال الهجرة الجماعية للتسلل والاختباء في انتظار لحظة الصفر. وكما يعرف الجميع الآن لم يعد التنسيق بين تونسيين وليبيين في التسفير إلى سوريا بأموال قطرية أمرا سريا.
هذا الضابط الذي يزعم أنه مطلع على حقيقة الوضع في ليبيا تساءل عن مصلحة تونس في السماح للمورطين في دم الليبيين بالعلاج في مصحاتها ومشافيها والقدوم مباشرة من مطار معيتيقة الذي يريد الاخوان جعله المعبر الجوي الوحيد لليبيا. والغريب أن أحد الذين دمروا مطار طرابلس موجود في تونس ويحظى بمعاملة خاصة وهو لا يعدو أن يكون مجرم حرب ستطاله يد العدالة طال الزمان أو قصر. وإمعانا في تقسيم ليبيا يريد أبناء مصراطة استغلال ميناءهم الجوي وتدمير مطار طرابلس في خطة انتقامية غير مبررة
الوضع في ليبيا الآن كارثي...قطر تكدس الأسلحة في ليبيا بحرا وجوا عبر ميناء مصراطة ومطار معيتيقة وسيتقاتل الليبيون بشراسة حتى يحولوا البلد إلى ركام... سأعود اليوم إلى مدينتي بعد أن استوفيت العلاج. وأنا في هذه السن المتقدمة أخبرك يا بني بأني طلبت من ابني الذي تراه معي أن نستعد لحمل السلاح.الأعداء الذين أحسن العقيد وصفهم عندما نعتهم»المقملين» كدسوا الأسلحة بتمويل قطري سأحاربهم وأنا شيخ مع أبنائي. ..لست متأكدا من دحرهم لكني سأموت مع عائلتي في معركة الكرامة الأخيرة... وفي الأخير أقول لأشقائنا في تونس احذروا إرهابيي ليبيا الذين غرروا بأبنائكم وسفروهم إلى سوريا ولا تنتظروا منهم الخير. ..لو كان يرجى منهم خير لما دمروا وطنهم بعد أن تم إنقاذ بعضهم من غوانتانمو...