قراءة في الحدث

من قصف من . ؟
ولماذا الأن . ؟
ولماذا لم تتبنى أي جهة هذه العملية . ؟
ولماذا القصف طال مواقع في طرابلس دون بنغازي . رغم إنتشار الجماعات الإسلامية في كل بنغازي وسيطرتها شبه الكاملة على المدينة . ؟
وهل ستكون هذه الضربة الوحيدة . أم ستتبعها ضربات أخرى . ؟
وهل فعلا حكومة فبراير لاتعلم . أم إنها لاتجرؤ على البوح والإفصاح . ؟
أليست في كلا الحالتين . هذه الحكومة مدانة ويستوجب محاكمتها . وحتى إسقاطها . فإذا كانت لاتعلم فتلك كارثة . وإذا كانت تعلم ولاتستطيع الإفصاح فالكارثة أكبر . ؟
ولماذا المجتمع الدولي لم يعلق سلبا أو أيجابا . ؟
وهل صمت المجتمع الدولي يعني موافقته الضمنية على ماحدث . ؟
وأين الذين أنتخبوا نوابا عنهم . وصفقوا لهم كأنجاز عظيم . بينما أكتفوا بالمشاهدة والتصفيق لأن ماحصل فقط يخدم مصالحهم . دون أن يطالبوا منهم بمعرفة التفاصيل كحق من حقوقهم . ؟
أليس الغموض يوحي بكثير من الأشياء والإحتمالات . والتي من ضمنها تورط أطراف معينة فى هذا العمل تحت الطاولة . ؟
..
أيضا إذا تبث خبر تبني حفتر لهذه العملية . فقد وقع في المحضور قانونيا وأخلاقيا .
فإذا تأكد أنه وراء هذه العملية . فهو مدان ووجب مثوله أمام القضاء كونه قام بها دون علم وموافقة وأذن الحكومة ومجلس النواب الذي يعترف بهما . ويعتبرهما الممثل الشرعي له .
وإذا تأكد عدم علاقته بالعملية . فهو أيضا مدان ووجب محاكمته أمام القضاء بتهمة الكذب والتمويه وتسريب الشائعات داخل أوساط المجتمع في قضايا تمس الوطن .
...
هذه أسئلة تدور في أذهان الناس . ونحن نطرحها ليس من باب الدفاع على الجماعات الأرهابية التي تقصف العاصمة وتقتل اهلها وتدمر بيوتها . ولكن من باب الشفافية ومعرفة التفاصيل والأهداف والدوافع والفاعلين . كحق من حقوق المواطن داخل بلاده .
...
وفي ظل هذا الغموض . سيبقى المواطن يعيش تحت الرعب والخوف . وتبقى كل الجهات والمناطق والمدن مهددة في أي وقت بقصف مماثل . دون معرفة الفاعل . ويفتح الباب على مصراعيه أمام الإتهامات المتبادلة . وحرب الشائعات . وفوضى البيانات المعلومة والمجهولة المصدر .
...
ثم إذا ثبت أن الغرب وبالتحديد أمريكا هى من قام بهذه العملية . وهذا أقوى الأحتمالات . عطفا على وقت القصف ودقة الإصابات ومعطيات أخرى . فهذا يضع حكومة فبراير ومجلس نوابها في موقف محرج . كون هذا الغرب لايحترمهم ولايقيم لهم وزنا . وإن الإعتراف بهم شكليا . كونه قام بالعملية دون مشورتهم أو حتى إعلامهم بها .
وأيضا يجعلنا أمام سؤال جوهري ومهم وهو .
لماذا لم تعلن أمريكا عن هذا العملية . وتتبناها . ؟
ويقودنا هذا السؤال مباشرة لتأكيد أن أمريكا لاتريد أن تقطع حبل الود مع الجماعات الإسلامية وتستعديها . لكنها تريد أن تجعل هذه الحرب التي تدور في العاصمة بموافقتها أن لاتتجاوز الحدود المسموح بها . خاصة في ظل تسريبات بتجهيز عصابات الدروع لمنصات صواريخ . وجلب كميات من الغاز السام . مماينذر بحدوث كارثة في مدينة آهلة بالسكان . وتجعل الغرب في موقف محرج أمام الرأي العام .
والإحتمال الأخر هو ضربة تحذير تسبق دعوة كل الأطراف لحوار شامل دون شروط مسبقة . لإنتاج كوكتيل يتوافق مؤقتا ومرحليا . حتى مشكلة وأزمة أخرى يشعلها الغرب حسب مصلحته . لتأمين وجوده في المنطقة كراعي تتجه إليه كل الأطراف طلبا لرضاه . والعمل بما يمليه ... الفــــــــــــــارس

تحليل ممتاز