أربعة آلاف يوم

بقلم/ #المناضل عمار_الأشول , اليمن .
---------------------------------

المشاريع العظيمة عادةً لا تأتي عبر صدفة طائشة في مقهى أو سيرك، لا يتم التقاطها في الطريق، لا يتم التخطيط لها في الحانات والمراقص والأماكن المشبوهه، لا تقدمها الدول العظمى هبة أو منحة للدول الأخرى، لا تصيغها الأيادي المرتجفة، ولا تحيكها العقول الفارغة .

أربعة آلاف يوم من العمل السري؛ كانت كافية لأنبلاج فجر جديد، لميلاد عهد مـُـشرق، لإعادة الحق لأصحابه، كانت كفيلة .. بكسر شوكة أمريكا، وصفع بريطانيا، والبصق على وجه كل أصحاب النوايا والأهداف الإستعمارية، كانت بداية لمجد وعز وفخر، وانطلاقة لثورة .

لقد تكلّلت الأعمال السرية التي دامت أربعة آلاف يوم بنجاح أبهر العالم كله، ظهر ذلك جلياً من أول يوم في الثورة، حيث أنقضى دون أن تراق فيه قطرة دم واحدة، ليشهد اليوم التالي والذي يليه مزيداً من الإنتصارات المتسارعة، حتى جاء اليوم الذي تحقق فيه الأمل المنشود والهدف الأول لثورة الفاتح من سبتمبر الخالدة؛ وهو .. إجلاء القواعد والقوات الأجنبية من على الأراضي الليبية، ليصبح علم ليبيا شامخا خفّاقاً بعد أن رفعه قائد الثورة الزعيم معمر القذافي بيديه الطاهرتين .

ثورة بيضاء كـ هذه .. دوّنها التاريخ في أنصع صفحاته، وازدهر بها الحاضر وازدانت أمجاده، وسيكون المستقبل قبلتها، وستكون هي أروع ما به، ثورة .. كانت كلمة السر الخاصة بها "القدس" حقّ لها أن تنصر ،، وحقّ لنا أن نفتخر، ولا بد أن تستمر لتختصر كل الظروف الراهنة، حتى وإن تطلب ذلك عملاً سرياً آخر .

عمار الأشول , 4 / 9 / 2014م