طرابلس بعد الحرب: خسائر بالجملة وخوف من المجهول
صفحة 1 من اصل 1
طرابلس بعد الحرب: خسائر بالجملة وخوف من المجهول
طرابلس - بوابة الوسط، علي مجاهد | الأربعاء 27 أغسطس 2014, 6:11 PM
أحد المباني المتضررة من الاشتباكات المسلحة في طرابلس (رويترز)
غرق الشارع الليبي بكل أطيافه في جدل واسع حول الانقلاب المفاجئ في سير المواجهات العنيفة على مدى أكثر من 40 يومًا بين جماعات مسلحة محسوبة على مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، وأخرى محسوبة على مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) متحالفة مع مجموعات مسلحة محسوبة على تيارات الإسلام السياسي، منها جماعة «الإخوان المسلمين» وما يوصف بالتنظيمات الجهادية المتشددة.
وعلى الرغم من ابتهاج المواطنين بتوقف إطلاق صواريخ «غراد»، ومختلف القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة والراجمات والدبابات على أحيائهم السكنية، خاصة في منطقة المطار ومحيطه ومناطق قصر بن غشير وصلاح الدين وطريق المطار، وحي الأكواخ وبوسليم والكريمية والسواني (جنوب طرابلس)، ومنطقة وادي الربيع (شرق طرابلس)، ومناطق السراج وجنزور والـ 27 وصياد والماية (غرب العاصمة)، علاوة على أحياء قلب العاصمة ومنها غوط الشعال وقرجي وشارع بن عاشور وشارع السيدي، وزاوية الدهماني وشارع الزاوية، إلا أن الخوف من المجهول لا يزال سيد الموقف، خاصة في ظل التكتم الإعلامي الكامل عن أسباب الانسحاب المفاجئ للجماعات المسلحة المحسوبة على الزنتان من كافة المواقع، التي كانت تتمركز بها لتعيد انتشارها بالقرب من معسكر العزيزية (على بعد 50 كلم تحديدًا جنوب طرابلس) بحسب شهود عيان.
وأسفرت المواجهات العنيفة بين مختلف الجماعات المسلحة ذات التوجهات القبلية والجهوية والعرقية والمؤدلجة، وهي الأشرس منذ سقوط نظام القذافي العام 2011، والتي استعرت يوم 13 يوليو الماضي على خلفية صراع على السلطة عن سقوط العشرات، وربما المئات من القتلى والجرحى في غياب أية إحصائيات رسمية نظرًا لمنع الصحفيين والمنظمات الإغاثية والإنسانية من الاقتراب من مناطق النزاع من الجانبين وانهيار أجهزة الدولة الرسمية، إلى جانب اضطرار آلاف المدنيين الآمنين للنزوح القسري عن بيوتهم إلى دول الجوار والمدن الليبية البعيدة عن مناطق النزاع، فرارًا من جحيم المواجهات ناهيك عن تدمير وحرق مطار طرابلس الدولي، وعشرات المؤسسات العامة والمباني والبيوت والشقق السكنية والمحلات التجارية والورش والمصانع ونهبها، حيث تقدر بعض الأوساط حجم الخسائر بمئات الملايين من الدينارات، فيما اختزلت حياة الليبيين في البحث عن الوقود وغاز الطهي والاصطفاف في طوابير طويلة أمام المصارف التي تعاني نقصًا في السيولة نتيجة انعدام الأمن ومواجهة مآسي انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة، وتذبذب شبكات الاتصالات للهاتف المحمول والإنترنت.
الانسحاب المفاجئ للزنتان
وقال الأستاذ الجامعي عمران أبو القاسم لـ«بوابة الوسط» إنه لم يجد أي تفسير للانسحاب المفاجئ للجماعات المسلحة المحسوبة على الزنتان رغم ترحيبه بذلك، ولكنّه أردف أن التفسير الأقرب إلى المنطق ما قيل من أن الانسحاب تم بعد اتفاق سري، لانسحاب الجماعات المسلحة إلى مسافة 50 كلم من العاصمة كمرحلة أولى، إلا أن الجماعات المحسوبة على مصراته خرقت، حسب قوله، الاتفاق واقتحمت المطار الذي كان خاليًا من أي تواجد مسلح لالتقاط صور للرأي العام والدعاية الإعلامية بعد أن أضرمت النار في صالة للركاب.
ويرى الصيدلي نور الدين محمد أن المهم في الوقت الحالي إسكات صوت الصواريخ والقذائف وعودة الهدوء إلى أحياء طرابلس ليتمكن النازحون الذين يعانون من مصاعب جمة لا حصر لها من العودة إلى بيوتهم. وقال: «إن هذه الحرب العبثية المجنونة لن يكون فيها أي رابح وإن الخاسر الوحيد هو الشعب الليبي».
وبدأت بعض العائلات التي نزحت عن بيوتها في العودة تدريجيًا لتكتشف أنه إلى جانب مآسي حرب «الأمعاء» (على رأي الفرنسيين الذين يصفون الحرب بين أبناء البلد الواحد بذلك) من سفك للدماء ودمار للمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة، هناك مأساة أخرى صادمة هي مأساة نهب بيوتهم ومزارعهم.
سرقة ونهب
وفي سياق متصل حاصرت جماعة مسلحة مجهزة بسيارات مزودة بمدافع رشاشة مضادة للطائرات، يطلق عليها الليبيون «الشلكة والـ 14 ونصف» تابعة لوحدات محسوبة على مصراتة بحسب شعاراتها قرية خليفة بن منصور الواقعة بين مدرسة التضامن ومصرف الأمان بحي قرجي (3 كلم غرب العاصمة، وهو من أفقر الأحياء في العاصمة الليبية) من الساعة التاسعة صباحًا أمس الاثنين، إلى حوالي الساعة الخامسة عصرًا بحثًا عن آليات وسيارات قيل أنه تم نهبها من منطقة الفلاح، حيث كانت تتمركز الجماعات المحسوبة على الزنتان.
وقامت هذه الجماعة المسلحة بإطلاق كثيف للنار؛ مما أجبر العديد من العائلات إلى الفرار طلبًا للنجاة في أي مكان آخر، في حين حبس من بقي من السكان نفسه وأسرته داخل بيته في انتظار المجهول، وسط نحيب الأطفال المروعين والشيوخ والنساء المصدومات.
منقول
أحد المباني المتضررة من الاشتباكات المسلحة في طرابلس (رويترز)
غرق الشارع الليبي بكل أطيافه في جدل واسع حول الانقلاب المفاجئ في سير المواجهات العنيفة على مدى أكثر من 40 يومًا بين جماعات مسلحة محسوبة على مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، وأخرى محسوبة على مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) متحالفة مع مجموعات مسلحة محسوبة على تيارات الإسلام السياسي، منها جماعة «الإخوان المسلمين» وما يوصف بالتنظيمات الجهادية المتشددة.
وعلى الرغم من ابتهاج المواطنين بتوقف إطلاق صواريخ «غراد»، ومختلف القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة والراجمات والدبابات على أحيائهم السكنية، خاصة في منطقة المطار ومحيطه ومناطق قصر بن غشير وصلاح الدين وطريق المطار، وحي الأكواخ وبوسليم والكريمية والسواني (جنوب طرابلس)، ومنطقة وادي الربيع (شرق طرابلس)، ومناطق السراج وجنزور والـ 27 وصياد والماية (غرب العاصمة)، علاوة على أحياء قلب العاصمة ومنها غوط الشعال وقرجي وشارع بن عاشور وشارع السيدي، وزاوية الدهماني وشارع الزاوية، إلا أن الخوف من المجهول لا يزال سيد الموقف، خاصة في ظل التكتم الإعلامي الكامل عن أسباب الانسحاب المفاجئ للجماعات المسلحة المحسوبة على الزنتان من كافة المواقع، التي كانت تتمركز بها لتعيد انتشارها بالقرب من معسكر العزيزية (على بعد 50 كلم تحديدًا جنوب طرابلس) بحسب شهود عيان.
وأسفرت المواجهات العنيفة بين مختلف الجماعات المسلحة ذات التوجهات القبلية والجهوية والعرقية والمؤدلجة، وهي الأشرس منذ سقوط نظام القذافي العام 2011، والتي استعرت يوم 13 يوليو الماضي على خلفية صراع على السلطة عن سقوط العشرات، وربما المئات من القتلى والجرحى في غياب أية إحصائيات رسمية نظرًا لمنع الصحفيين والمنظمات الإغاثية والإنسانية من الاقتراب من مناطق النزاع من الجانبين وانهيار أجهزة الدولة الرسمية، إلى جانب اضطرار آلاف المدنيين الآمنين للنزوح القسري عن بيوتهم إلى دول الجوار والمدن الليبية البعيدة عن مناطق النزاع، فرارًا من جحيم المواجهات ناهيك عن تدمير وحرق مطار طرابلس الدولي، وعشرات المؤسسات العامة والمباني والبيوت والشقق السكنية والمحلات التجارية والورش والمصانع ونهبها، حيث تقدر بعض الأوساط حجم الخسائر بمئات الملايين من الدينارات، فيما اختزلت حياة الليبيين في البحث عن الوقود وغاز الطهي والاصطفاف في طوابير طويلة أمام المصارف التي تعاني نقصًا في السيولة نتيجة انعدام الأمن ومواجهة مآسي انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة، وتذبذب شبكات الاتصالات للهاتف المحمول والإنترنت.
الانسحاب المفاجئ للزنتان
وقال الأستاذ الجامعي عمران أبو القاسم لـ«بوابة الوسط» إنه لم يجد أي تفسير للانسحاب المفاجئ للجماعات المسلحة المحسوبة على الزنتان رغم ترحيبه بذلك، ولكنّه أردف أن التفسير الأقرب إلى المنطق ما قيل من أن الانسحاب تم بعد اتفاق سري، لانسحاب الجماعات المسلحة إلى مسافة 50 كلم من العاصمة كمرحلة أولى، إلا أن الجماعات المحسوبة على مصراته خرقت، حسب قوله، الاتفاق واقتحمت المطار الذي كان خاليًا من أي تواجد مسلح لالتقاط صور للرأي العام والدعاية الإعلامية بعد أن أضرمت النار في صالة للركاب.
ويرى الصيدلي نور الدين محمد أن المهم في الوقت الحالي إسكات صوت الصواريخ والقذائف وعودة الهدوء إلى أحياء طرابلس ليتمكن النازحون الذين يعانون من مصاعب جمة لا حصر لها من العودة إلى بيوتهم. وقال: «إن هذه الحرب العبثية المجنونة لن يكون فيها أي رابح وإن الخاسر الوحيد هو الشعب الليبي».
وبدأت بعض العائلات التي نزحت عن بيوتها في العودة تدريجيًا لتكتشف أنه إلى جانب مآسي حرب «الأمعاء» (على رأي الفرنسيين الذين يصفون الحرب بين أبناء البلد الواحد بذلك) من سفك للدماء ودمار للمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة، هناك مأساة أخرى صادمة هي مأساة نهب بيوتهم ومزارعهم.
سرقة ونهب
وفي سياق متصل حاصرت جماعة مسلحة مجهزة بسيارات مزودة بمدافع رشاشة مضادة للطائرات، يطلق عليها الليبيون «الشلكة والـ 14 ونصف» تابعة لوحدات محسوبة على مصراتة بحسب شعاراتها قرية خليفة بن منصور الواقعة بين مدرسة التضامن ومصرف الأمان بحي قرجي (3 كلم غرب العاصمة، وهو من أفقر الأحياء في العاصمة الليبية) من الساعة التاسعة صباحًا أمس الاثنين، إلى حوالي الساعة الخامسة عصرًا بحثًا عن آليات وسيارات قيل أنه تم نهبها من منطقة الفلاح، حيث كانت تتمركز الجماعات المحسوبة على الزنتان.
وقامت هذه الجماعة المسلحة بإطلاق كثيف للنار؛ مما أجبر العديد من العائلات إلى الفرار طلبًا للنجاة في أي مكان آخر، في حين حبس من بقي من السكان نفسه وأسرته داخل بيته في انتظار المجهول، وسط نحيب الأطفال المروعين والشيوخ والنساء المصدومات.
منقول
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51410
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» افراجات بالجملة عن عدد من ضباط القوات المسلحة من معتقلات طرابلس
» طرابلس وطبول الحرب
» الحرب الاهليه فى طرابلس تقترب
» الحرب في العاصمة طرابلس من الان فصاعدا ؟؟؟؟
» طبول الحرب تُدق علي أبواب طرابلس
» طرابلس وطبول الحرب
» الحرب الاهليه فى طرابلس تقترب
» الحرب في العاصمة طرابلس من الان فصاعدا ؟؟؟؟
» طبول الحرب تُدق علي أبواب طرابلس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي