لكي تستوعبوا حجم الكارثة ...

إن ميناء السدرة النفطي هو أكبر المواني النفطية في القارة الأفريقية على الإطلاق وهو الممر الرئيسي لأكثر من 65% من النفط الليبي ، هذا الميناء يحتوي على 4 مراسي تستوعب أكبر أنواع ناقلات النفط تم بنائها حتى الآن بل إن هناك أنواع من الناقلات لا تدخل إلّا إلى مواني معينة حول العالم وميناء السدرة إحداها
هذا الميناء مرتبط بحقول نفطية في مختلف أرجاء ليبيا بوديانها وصحاريها عبر أنابيب النقل منها ما يصل طولها إلى 1400 كم
ويحتوي على 19 خزان يصل استيعابها إلى 6.2 مليون برميل من النفط الخام
تم الإنتهاء من بناءه سنة 1962 وكانت شركة BP الإنجليزية هي التي بنته ومن المعروف أن هذه الشركة هي إحدى المؤسسات التي يرتكز عليها الإقتصاد البريطاني بالكامل
عندما قام الإنجليز ببناء هذا الصرح النفطي الكبير كانوا قد بنوه لأنفسهم وكان كل مافيه تعود ملكيته لهم بشكل مباشر والدخول إلى منطقة ميناء السدرة في ذلك الوقت كان بمثابته الدخول إلى الأراضي الإنحليزية بدون مبالغة
لقد تم إعداد هذا الميناء وبنائه بأفضل المواصفات وبتقنية عالية جداً قابلة للتجديد والتطوير بحيث يواكب باستمرار التطورات التي قد تحدث في عالم النفط والطاقة الأمر الذي ضمن لهذا الميناء الصدارة بين كل المواني النفطية المطلة على البحر المتوسط
بريطانيا كانت قد بنته لنفسها عندما كانت ليبيا تحت حكمها أيام أدريس السنوسي واستغرق بنائه حوالي 4 سنوات من العمل المتواصل ولم يكن بهذا الحجم بل استمرت عمليات تطويره حتى وصل إلى هذا الحجم إي أن تكلفة بنائه حتى وصل إلى هذا المرحلة قد تتجاوز الـ 25 مليار دولار أمريكي
كان هذا الميناء تحت سيطرة الإنجليز "شركة BP" حتى عام 1973 عندما قام العقيد القذافي بتأميمه وتحويله إلى ميناء ليبي 100% رداً منه على منح بريطانيا الجزر الإماراتية الثلاث إلى إيران ...
وقد تم تغير اسم الشركة المالكة للميناء من "BP" -"بريتش بيتروليوم" إلى شركة الخليج العربي وتم تسميتها بهذا الاسم كإشارة للجزر الإماراتية التي تقع في منطقة الخليج العربي
وتم تخصيص حصّة من الأرباح لدولة الإمارات بتعليمات من القذافي كمساعدة للأشقاء العرب حتى يتمكنوا من تسليح أنفسهم في إيطار برنامج قومي وحدوي طموح في ذلك الوقت
ميناء السدرة الذي شاركت دولة الإمارات في حرقه عن طريق دعمها للمؤامرة على ليبيا كان جزء من أرباحه يذهب إليها كهبة من الشعب الليبي إلى شقيقه الإماراتي وبعد أن بنت الإمارات نفسها جائت لحرقه كردً للجميل !!
إن الخام الذي يتم تصديره من ميناء السدرة له سعره الخاص في بورصة النفط العالمية وهو من أغلى الأنواع على الإطلاق وأجودها وأندرها حول العالم ومعظم مصافي النفط المطلة على البحر المتوسط مصممة خصيصاً له والعديد من هذه المصافي يعود جزء من ملكيتها إلى المؤسسة الوطنية للنفط كنوع من الإستثمار الخارجي
حرق هذا الصرح الصناعي النفطي العظيم هو كارثة بكل المقاييس وتسمية عملية حرقه بـعملية "شروق ليبيا" لا يمكن فهمها إلّا بعد النظر إليها من وجهة نظر برنار ليفي.
....
منقول