الدكتور مصطفى الزائدي:الامريكان .. يزرعون عندنا داعش !! ويرسلون مركباتهم الي بلوتو!!

هذه هي التحديات الحقيقية !!
بعد رحلة 9 سنوات قطعت خلالها اكثر م 3 بليون ميل ، أي ما يعادل 250 الف لفة حول الكرة الارضية عند خط الاستواء مركبة الفضاء الامريكية تقترب يوم 15 يوليو الي اقرب نقطة من بلوتو !!
آيا كانت تعليقاتنا !! بإنكار حدوث الرحلة من الاصل ، وتصوير الخبر وكانه خدعة سينمائية لا اكثر ولا اقل ، او اتهام الامريكان بتبذير ثرواتنا لإشباع غرورهم ليكونوا سباقين في كل شيء !! الا ان ذلك حدث علمي هام على صعيد الحضارة ، وهو رسالة الي امتنا التي تحاول اخفاء تخلفها عن الركب بالعودة الي الماضي واستحضار معارك داحس والغبراء وصراع الامويين والهاشميين على حكم الدولة الاسلامية !!
لاشك ان الغرب يغرقنا بالدعايات لنبقى فيما نحن فيه ، وان نتراجع الي الماضي لكي لا نكون من ضمن المنافسين في تطور الحضارة الانسانية ..دعايات شملت كل شيء واستخدمت كل الاساليب من نشر الفتن الي استحضار المشوه من الدين ومحاولة النفخ في جسده الميت ..مع ان الدين الاسلامي الحنيف دين يحث على الابداع ويدعو الانسان الي التدبر في ملكوت الله عز وجل وان يستمتع بما خلق الله في السموات والارض ، وكان يوجه الخطاب الي اولي الالباب والعاقلون الذين يدركون المعاني الحقيقية للدين الحنيف !! ولقد استخلف الله الانسان في الارض ليبحث فيها عن رزقه ويستفيد من خيراتها شجرا او ماء او حجرا وان يستخدم عقله وعلمه الذي يعلمه الله له في تطوير حياته الي الافضل .
سيقول الجهلة والسطحيون ان الله خلق الانسان لعبادته أي للاعتكاف في المساجد والصلاة وتطبيق ما قاله السابقون الذي يعكس فهم هم للعبادات ووسائل التقرب لله حتي لو كان علي حساب ارواح وحياة الاخرين ، في تفسير خاطئ للآية الكريمة " (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ 56مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " صدق الله العظيم .وبنو علي ذلك كل الاساءات التي يحاول اعداء الاسلام الحاقها بالدين ، التي نري ابشع صور ممارستها ما تقوم به التنظيمات المتطرفة القاعدة وداعش وانصار الشريعة وغيرهم ، بالرغم من ان الاسلام واضح باين فهو دين التسامح ،واحكام العقل، والتدبر في ملكوت الله عز وجل ،و استخدام سلطان العلم للنفاذ الي السموات والارض . فكانت اول سورة يفتتح بها نزوله العظيم الي البشرية هي "{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5}صدق الله العظيم
يحاولون ان يضعوا في دهن الناس ان الله عز وجل يقبل تقرب العبد بالأقوال وليس الافعال ،والقيام بأعمال زرعت في لا يتقبلها البشر، فمبالك العزيز الحكيم ، من قبيل قتل الناس للتقرب ،وسبسي النساء ، وتهديم التراث الانساني ، والاهتمام باللباس ، ومحاولة تقليد النبي صلى الله عليه وسلم وفقا للصور التي تناقلها رجال الدين ، بكسر الاسنان ورفع السراويل واستخدام السواك ، والاكل باليمين حتي لوكان الانسان شمالي الخلقة ، الي اخر الشكليات التي هي ليست من الدين في شيء ،اضافة الي محاربة العلم والعلماء ، ونسوا ان عبادة الله عز وجل، تعني اطاعة اوامره واجتناب نواهيه ،ومن اوامره العدل ،والرحمة ،والعطف، والجدال بالحسني ،والمساواة بين الناس ،واحكام العقل ،وتعلم العلم.
الاسلام دين يدعو الي الاخذ بناصية العلم ، و لقد بنى علماء الغرب تطورهم العلمي على ما انتجه العلماء العرب والمسلمون من معارف ، فتقدموا وتأخرنا . فهل سيعذب الله الغفور الرحيم ، علماء قدموا للبشرية اسهامات كبيرة، من امثال ادسون ونيوتن وجرهام بيل وماري كوري ، اينشتاين ، وغيرهم .فقط لانهم غير مسلمين .
لعل هذا التحدي الامريكي لمشاعرنا ولعواطفنا يدفع شبابنا وعلمائنا الي اطلاق ثورة ثقافية تحرق الافكار المشوهة للدين وتفسح المجال لملكة الابداع، وتضع امتنا في موضعها من الحضارة الانسانية ،لتكون دائما خير امة اخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وتكون امة وسطا ،شهداء على الناس .
مصطفى الزائدي
9 .7.2015