د. صالح إبراهيم:من سايكس - بيكو إلى كيري - بريماكوف
صفحة 1 من اصل 1
د. صالح إبراهيم:من سايكس - بيكو إلى كيري - بريماكوف
الباحث والاكاديمي الليبي الدكتور صالح ابراهيم لقناة ليبيا 24 :
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية انتقلت القيادة العالمية من لندن الى واشنطن وفرنسا لاتشكل قيادة في صراع النفوذ الدولي
توافق كيري ـ لافروف على حل المشكلة السورية سنعكس على ليبيا
سيكون هناك سباق لتثبيت الاقدام في ليبيا بين الغرب وروسيا
**********************************************
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية انتقلت القيادة العالمية من لندن الى واشنطن وفرنسا لاتشكل قيادة في صراع النفوذ الدولي
توافق كيري ـ لافروف على حل المشكلة السورية سنعكس على ليبيا
سيكون هناك سباق لتثبيت الاقدام في ليبيا بين الغرب وروسيا
**********************************************
حقا لقد أثبتت الوقائع أن التاريخ يعيد نفسه في كل اللحظات الفارقة التي تمر بها البشرية عندما تتغير موازين القوى أو تنحدر قوة عظمى لحساب أخرى، أو تصعد قوة جديدة لتحل محل إمبراطورية انهارت بفعل عوامل داخلية أو بفعل هزيمة عسكرية.
صعود القوى الأوروبية بعد عصر النهضة والتفوق التكنولوجي والعسكري والسياسي قد أديا إلى أفول الإمبراطوريات القديمة وعلى رأسها الإمبراطورية العثمانية، وصعدت على حسابها قوى أخرى جديدة مثل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، وهكذا كانت اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا لتقاسم إرث الامبراطورية العثمانية حيث كانت معظم الأقطار العربية التي لم تكن قبل تلك المعاهدة تقع تحت الاحتلال مثل الجزائر قد تقاسمتها هذه القوى الاستعمارية الجديدة. فالتاريخ لا يمكن إيقافه أو لا توجد نهاية للتاريخ، مثلما حاول فوكوياما إثباته بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، فقد حاولت القوى الأوروبية التي حُرمت من نصيبها في اتفاقية سايكس بيكو أن تعمل على خلط الأوراق من جديد من أجل إعادة تقسيم مناطق النفوذ وصعدت إيطاليا الفاشية وألمانية النازية كقوتين صاعدتين تطمحان إلى السيطرة على عواصم أوروبا الاستعمارية لترثا مناطق نفوذها في أفريقيا وآسيا.
انهزمت ألمانيا وإيطاليا في الحرب العالمية الثانية وعقدت على إثرها اتفاقية جديدة هي اتفاقية يالطا والتي عكست انتهاء دور القارة العجوز كقارة استعمارية وصعود قوى جديدة وهي الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية، وتماما كما تبدلت طبيعة الصراع في بداية القرن الماضي من صراع ديني إلى صراع ضم الأراضي، تغير نمط الصراع بعد اتفاقية يالطا إلى صراع أيديولوجي بين الاشتراكية والرأسمالية، وبين الليبرالية ونظام الدولة المركزية.
وبعد حوالي أربعة عقود من نهاية الحرب العالمية الثانية انهار الاتحاد السوفييتي، وهيمن القطب الواحد بل والنمط الوحيد للحياة وهو النمط الأميركي على العالم حتى نهاية القرن الماضي، عندما استعاد الاتحاد الروسي عافيته وبدأ يعيد التوازن الدولي مرة أخرى خاصة بعد تحالفه مع الصين وقوى إقليمية أخرى صاعدة مثل إيران.
من المفارقات الغريبة أن التدخل الأميركي في العراق كان هدفه ترسيخ الهيمنة الأميركية عالميا، وترسيخ نظرية تفوقها العسكري والتكنولوجي الذي لا يقاوم، ولكن هذا التدخل أدى إلى تبيان أن الحلم الأميركي لم يعد قادرا على قيادة العالم، وأعطى إشارات واضحة لفلاديمير بوتين أنه قد حان الوقت لروسيا لتعيد دور الاتحاد السوفييتي، وأن سلاح الإرهاب الذي يستخدم ذريعة للهيمنة الغربية هو الوصفة السحرية التي ستستخدمها روسيا لضم مناطق النفوذ القديمة للاتحاد السوفييتي.
وهكذا عادت روسيا إلى المياه الدافئة وبدأ التدخل العسكري في سوريا وأعيد التقارب أو ربما التحالف المصري الروسي، وانتصر حليف روسيا الإقليمي في المنطقة وهو إيران في معركة السلاح النووي مما دفع بالسعودية ودول الخليج إلى الرد على ذلك في اليمن كخطوة استباقية لقطع الطريق على تمدد النفوذ الإيراني الروسي في البحر الأحمر.
وقد اتضح مؤخرا أن هذه التطورات أجبرت أقطاب الصراع الدولي على اتفاق غير معلن يقضي بإلغاء كل الترتيبات السابقة وإعادة تخريط مناطق النفوذ في المنطقة العربية والشرق الأوسط بين روسيا والتحالف الغربي، وهذا ما أطلق عليه “معاهدة كيري – بريماكوف” التي سوف تعيد تقسيم المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط إلى دول حليفة لروسيا وهي إيران والعراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وسوف تكون الجزائر ضمن هذه المنظومة بعد تجاوزها أزمة داخلية خطيرة تهدد بانقسامها. وسوف تكون دول الخليج والأردن والمغرب والسودان وتركيا مناطق نفوذ غربي، بينما ستكون هناك دول محايدة أو “بفر زون” أو ذات نفوذ مشترك مثل عمان وتونس ولبنان.
صعود القوى الأوروبية بعد عصر النهضة والتفوق التكنولوجي والعسكري والسياسي قد أديا إلى أفول الإمبراطوريات القديمة وعلى رأسها الإمبراطورية العثمانية، وصعدت على حسابها قوى أخرى جديدة مثل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، وهكذا كانت اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا لتقاسم إرث الامبراطورية العثمانية حيث كانت معظم الأقطار العربية التي لم تكن قبل تلك المعاهدة تقع تحت الاحتلال مثل الجزائر قد تقاسمتها هذه القوى الاستعمارية الجديدة. فالتاريخ لا يمكن إيقافه أو لا توجد نهاية للتاريخ، مثلما حاول فوكوياما إثباته بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، فقد حاولت القوى الأوروبية التي حُرمت من نصيبها في اتفاقية سايكس بيكو أن تعمل على خلط الأوراق من جديد من أجل إعادة تقسيم مناطق النفوذ وصعدت إيطاليا الفاشية وألمانية النازية كقوتين صاعدتين تطمحان إلى السيطرة على عواصم أوروبا الاستعمارية لترثا مناطق نفوذها في أفريقيا وآسيا.
انهزمت ألمانيا وإيطاليا في الحرب العالمية الثانية وعقدت على إثرها اتفاقية جديدة هي اتفاقية يالطا والتي عكست انتهاء دور القارة العجوز كقارة استعمارية وصعود قوى جديدة وهي الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية، وتماما كما تبدلت طبيعة الصراع في بداية القرن الماضي من صراع ديني إلى صراع ضم الأراضي، تغير نمط الصراع بعد اتفاقية يالطا إلى صراع أيديولوجي بين الاشتراكية والرأسمالية، وبين الليبرالية ونظام الدولة المركزية.
وبعد حوالي أربعة عقود من نهاية الحرب العالمية الثانية انهار الاتحاد السوفييتي، وهيمن القطب الواحد بل والنمط الوحيد للحياة وهو النمط الأميركي على العالم حتى نهاية القرن الماضي، عندما استعاد الاتحاد الروسي عافيته وبدأ يعيد التوازن الدولي مرة أخرى خاصة بعد تحالفه مع الصين وقوى إقليمية أخرى صاعدة مثل إيران.
من المفارقات الغريبة أن التدخل الأميركي في العراق كان هدفه ترسيخ الهيمنة الأميركية عالميا، وترسيخ نظرية تفوقها العسكري والتكنولوجي الذي لا يقاوم، ولكن هذا التدخل أدى إلى تبيان أن الحلم الأميركي لم يعد قادرا على قيادة العالم، وأعطى إشارات واضحة لفلاديمير بوتين أنه قد حان الوقت لروسيا لتعيد دور الاتحاد السوفييتي، وأن سلاح الإرهاب الذي يستخدم ذريعة للهيمنة الغربية هو الوصفة السحرية التي ستستخدمها روسيا لضم مناطق النفوذ القديمة للاتحاد السوفييتي.
وهكذا عادت روسيا إلى المياه الدافئة وبدأ التدخل العسكري في سوريا وأعيد التقارب أو ربما التحالف المصري الروسي، وانتصر حليف روسيا الإقليمي في المنطقة وهو إيران في معركة السلاح النووي مما دفع بالسعودية ودول الخليج إلى الرد على ذلك في اليمن كخطوة استباقية لقطع الطريق على تمدد النفوذ الإيراني الروسي في البحر الأحمر.
وقد اتضح مؤخرا أن هذه التطورات أجبرت أقطاب الصراع الدولي على اتفاق غير معلن يقضي بإلغاء كل الترتيبات السابقة وإعادة تخريط مناطق النفوذ في المنطقة العربية والشرق الأوسط بين روسيا والتحالف الغربي، وهذا ما أطلق عليه “معاهدة كيري – بريماكوف” التي سوف تعيد تقسيم المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط إلى دول حليفة لروسيا وهي إيران والعراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وسوف تكون الجزائر ضمن هذه المنظومة بعد تجاوزها أزمة داخلية خطيرة تهدد بانقسامها. وسوف تكون دول الخليج والأردن والمغرب والسودان وتركيا مناطق نفوذ غربي، بينما ستكون هناك دول محايدة أو “بفر زون” أو ذات نفوذ مشترك مثل عمان وتونس ولبنان.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34791
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» مابعد داعش ... سايكس بيكو جديدة.
» سايكس بيكو 2011" الربيع العربي"
» الحكام العرب يعمدون سايكس بيكو ويطورونه
» ما يحدث الآن ليس"ربيعاً" وإنما "سايكس بيكو"جديد لتقسيم العرب
» اليوم الذكرى المائوية لاتفاقية سايكس بيكو
» سايكس بيكو 2011" الربيع العربي"
» الحكام العرب يعمدون سايكس بيكو ويطورونه
» ما يحدث الآن ليس"ربيعاً" وإنما "سايكس بيكو"جديد لتقسيم العرب
» اليوم الذكرى المائوية لاتفاقية سايكس بيكو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي