أيها المسرفون في حقدكم وبغضكم. بقلم الاستاذ رمضان الجبو

أفقدتم وطنكم سيادته وإستقلاله ماذا تريدون أكثر من هذه الخسارة , أفقدتم وطنكم أثمن ما جاهد من أجله غومة المحمودي وعمر المختار وإدريس السنوسي وأخيرًا عظيم وطنكم وزعيم شهداء عزته وكرامته العقيد معمر القذافي الذي قتلتوه بأياديكم بعد أن قدمه لكم الغزاة بآلتهم الرهيبة , قدموه لكم لكي تسفكوا أنتم دمائه في أكبر جريمة تُقترف في تاريخ ليبيا .
جاؤوا بأساطيلهم البحرية والجوية ليعدوكم لأرتكاب جريمة لم تعرف ليبيا مثيلاً لها لا في تاريخها القديم ولا الحديث . قدموا لكم من ناضل ضدهم ووصل إلى التعامل معهم معاملة الند للند , لأنهم ورغم أنهم قدموا خصّيصًا لقتله إلاّ أنهم وإدراكًا منهم لضخامة جريمتهم أبوا إلاّ أن يستخدموا تقنيتهم الراقية ليجعلوكم أنتم يا مدعي التدين والحرية والديموقراطية والعدالة أكبر مجرمين في عيون العالم بأسره , فأوقعوه بتقنياتهم أسيرًا بين براثنكم كضباع دموية يعرفونكم جيّدًا لأنهم هم من أعدوكم لهذه الجريمة ولكي لا يقول العالم عنهم بأنهم مجرمي حرب وقتلة لزعيم بلده إقتنصوا ركب شهادته بعد أن تكالبتم عليه في عرينه الذي كنتم تحاصرونه محتمين بنيران أعدائه الذين تحالفتم معهم لخراب وطنكم وقتلتوه وهو أسير بين أيادي ضباعكم المكلوبة .
ها نحن على مقربة من إنهاء خمس سنوات أذقتم فيها مجتمعكم من القتل والتنكيل والتيتيم والترميل والأعاقة الكلية والجزئية لشباب الوطن وحولتوهم إلى وحوش تزرع الفساد والخراب في الوطن وتحمل الموت وتسلب كل شيء تقع عليه أياديكم الملوثة بالجريمة فماذا بقى لكم ما لم ترتكبوه من جرم .
مشكلتكم لن تنتهي بتشكيل حكومة تسمونها وفاق ومجلس رئاسة ليس له من الشرعية غير أوامر وتعليمات الغزاة وإملاءات إرادتهم التي بسطوها على الوطن وعليكم . ها أنتم تتخاصمون بعد أن ساهمتم في أكبر خسارة منيت بها ليبيا في تاريخها القديم والحديث , خسارة وطن كانت له سيادته وإستقلاله الكامل الذي حسدته عليه بقية الأمم وزعيمه الذي ندر كل حياته لوطنه ومجتمعه . مشكلة خلافاتكم لن تنتهي لأنها خلافات على إقتسام الثروة والمناصب والنفوذ المناطقية والجهوية .
إن مشاركتكم للغزاة في قتل زعيم وطنكم ورائد نهضته وعزته وكرامته وإستقلاله وسيادته ليس إساءة للشهيد وحده بل إساءة للتاريخ الوطني بأسره , إساءة لكل الجهاد الليبي وقيادييه عمر المختار وإدريس السنوسي الذين ما عاد لجهادهم معنى أمام هذا الجرم الذي إرتكبتوه جميعكم أيها الفبراريون الحاقدون الباغضون المنتقمون . لم تتركوا بهذا الجرم أي معنى تاريخي لأي نضال لقادة وطنكم الذين كافحوا من أجل إستقلال بلادكم الذي إرتقى به الشهيد العظيم العقيد معمر أبو منيار القذافي إلى اعلى مراتب العزة والكرامة الوطنية التي جعلتوها اليوم مداسة تحت أقدام الغزاة والمستعمرين .
خسرتم أعظم رجل في تاريخ ليبيا وبأبشع ما يمكن أن يسجله لكم التاريخ الليبي والأنساني من جرائمكم التي لن تكفي اعماركم وأعمار أنسالكم للتكفير عنها والأعتذار لأولياء الدم الليبي المقدس . ومع ذلك لن تتوقفوا عن مساركم لأنكم لا تمتلكون شجاعة الرجال لتعتذروا وتسلموا جثمان الزعيم وبقية من إستشهدوا معه ليعيم لهم مجتمعهم وأبناء المؤسسة العسكرية مراسم دفن تليق بمقامهم الأعلى عرفانًا بتاريخ جهادهم وإستبسالهم في التصدي لقوى الغزو وحماقاتكم الصبيانية التي جعلتكم جنود للغزاة تحملون سلاح وطنكم الذي نهبتوه لتدافعوا به ضد جيش وطنكم وقوات أمنه والمتطوعين من أبنائه وبناته ومن أجل مصالح الغزاة في بسط نفوذهم على وطنكم ومصادرة سيادته .
كيف ستقيمون جيش وطني هل من خانوا وطنهم وحاربوه إلى جانب غزاته يمكن أن يشكلوا عقيدة الجيش الذي سيلتحق به أبناء وبنات الأجيال الليبية ؟ ألا تستحون في ذلك ؟ إن أبناء ليبيا لن يقبلوا بأن يقود مؤسستهم العسكرية أي ضابط شارك في قتل إخوتهم وأخواتهم وهم جرحى والبعض نفذت ذخائرهم وآلياتهم وآخرون كانوا بين أياديكم أسرى وأجهزتم عليهم , بل وصل بكم الحد إلى إخراج الجرحى من أسرتهم بالمستشفيات لتقتلوهم على مرأى من الناس , نريدكم فقط أن تتذكروا حجم جرائمكم علكم تعون يومًا ما فضاعتها , ولا نريد ما حدث لبنات ليبيا وسيداتها المشردات في جميع اصقاع الأرض يتسولن لقمة العيش ويتعرضن لجميع انواع المساومات . إنكم بحق حققتم أكبر إهانة للأنسان الليبي والمرأة والطفل الليبي أيها البغاة بجميع نماذجكم ومدعي ثقافتكم وأخلاقكم التي لم يسبقكم أحد إلى مدى دنائتها وإنحطاطها .
أن أكبر كارثة تاريخية لكم هو أنكم ستجدون جميع كتب العالم تمجد الشهيد معمر القذافي وأن جميع محاولاتكم للتغني بتفرقة بين جهاد عمر المختار والملك إدريس السنوسي والعظيم معمر القذافي لن تجد لها أي قبول لأنهم كلهم قادوا المراحل السابقة من تاريخ الوطن الذي جئتم له بهده الأنتكاسة المشحونة بجرائمكم وإختلاساتكم وأحقادكم التي لن تخرجوا منها بسلام في انفسكم لأن الحقد لا يترك لكم طريق للأستغفار بل يطبق عليكم ويقبض أنفاسكم حتى في منامكم لكي لا تبصروا اي نور .
سبيلكم الوحيد هو أن تعتذروا لليتامى والأرامل وتسارعوا بإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتفظون بهم من رجال وسيدات مدنيين وعسكريين في سجونكم ومعتقلاتكم التي يحرسها جلاديكم , وتستجيبوا لنداء الوطن بإعلانكم أنكم أخطأتم في حق مجتمعكم ووطنكم وتطلبون العفو قبل أن تخسروا أنفسكم بعد أن خسرتم الوطن لأن ما من أحدٍ يريد أن يراكم في أي منصب من مناصب الدولة التب بعتوها بحماقتكم .
التاريخ الوطني زمنٌ لا إنفصال فيه ولن تكون لكم الكلمة الأولى في التاريخ لتبذلوا قصارى جهدكم في إلغاء الأثنين وأربعين سنة وعشرة شهور تصدي للغزاة لمع فيه نجم الزعيم معمر القذافي كمناضل ليبي أفريقي وعالمي , بل ستكون لأجيالنا الحاضرة والمستقبلية كلمتها المنصفة لجهاد هذا الرجل العظيم الذي سينصفه كتاب كثيرون أفارقة وأوربيون لأن تاريخ نضاله سجله هو بخطاباته المسجلة كتابة وصوت وصورة وبالتالي لا مجال لكم في مسحها لأنها ستبقى حية تنغص عليكم كل ما تحاولون الهروب منه لأخفاء جرائمكم التي ستصطدمون بها طوال حياتكم . ـ 7 ديسمبر 2016