بيان مؤسسات المجتمع المدني ورشفانة بشأن ذكرى تحرير ورشفانة

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً مباركاً على توفيقه وعونه وعلى ما أمد به أبناء ورشفانة , وما منّ عليهم جميعاً من نعم التآلف والمحبة والتسامح والتعاضد فله سبحانه وتعالى الحمد والشكر والمنّه..
وبعد..
في هذا اليوم يصادف الذكرى الأولى لتحرير العزيزية عاصمة ورشفانة ورمزها التاريخي ( 3 : أبريل : 2015 ) ومرور قرابة العامين على العدوان المسلح على مدن وقرى ورشفانة ، وعلى إنتهاك حرمات بيوتها من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لفجر ليبيا ومن تحالف معهم ، وبتواطؤ من المتصارعين على السلطة وضعاف النفوس الذين أباحوا الوطن وفرطوا بالأرض والعرض , وتجردوا من كل القيم والأخلاق وتنازلوا عن كرامتهم من أجل أن يستمروا متربعين على كراسي السلطة مهما كان الثمن من الضحايا والدماء , غير مستوعبين حقائق التاريخ ومعطيات الواقع التي تؤكد أن الأذيال والمأجورين ومسلوبي الإرادة لا يمكن أن يكون لهم أي شأن في ليبيا ، بل ولا مكانة وسيظلون في نظر الشعب الليبي وأسيادهم الذين جعلوا منهم مطية عملاء وخونة لا قيمة لهم مطلقاً.

ترسخت رؤية أبناء ورشفانة في أن ما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، فشكلت معركة العزيزية منعطفا تاريخياً في تاريخ ليبيا وإنطلقت منها بداية النهاية لتحالف ميليشيات فجر ليبيا ،فأنتصرت ورشفانة للوطن ، وعززت موقف الجيش الليبي ومجلس النواب في المنطقة الغربية ، ووحدت الليبيين ومنعت تقسيم الوطن ، وبفضلها إستطاع الجيش الليبي والقوة المساندة له من بسط سيطرته على عدة مناطق غرب ليبيا

نعم.. في هذا اليوم.. يوم أنتزاع الحقوق واسترجاع الكرامة وجه أبناء ورشفانة المجاهدة رسالة قوية ومدوية إلى كل الليبيين مفادها: إننا هنا..على أرضنا ... وسنظل هنا في وطننا ... مهما تمادى العدوان في غطرسته وتجبره, ورسالة موجهة خصيصاً للميليشيات المسلحة بأنهم لن يستطيعوا محو ورشفانة ( أرضاً .. وإنساناً ) من خريطة ليبيا , مهما كانت قوتهم وجبروتهم .
في خضم هذه الذكرى نوجه الدعوة لكل الليبيين لنشر ثقافة التسامح والعفو ، وارساء المصالحة الوطنية الشاملة التي بها يعود المهجرين والنازحين لديارهم و بها تبني ليبيا الحديثة ، فالمصالحة الوطنية شرطا اساسيا للسلام الإجتماعي وتحقيق الديمقراطية وصيانة الوحدة الوطنية ، وتبعد عنا الأبعاد السلبية والخطيرة لتقسيم البلاد وتوحد جهود الجميع لمحاربة خطر الأرهاب .

أننا نتوجه بالتحية والتقدير والشكر إلى كل من بذل جهد وعناء في الإعداد لتحرير ورشفانة في معركة أسترداد الأرض وقدم المساندة والدعم ، وما تحملوه من مشاق وعناء لهذا العمل التاريخي , والشكر مستحق لكل الحكماء والمشائخ والأعيان والشخصيات الإجتماعية وكل أبناء الشعب الليبي الذين وقفو مع قضية ورشفانة إنسانياً وإجتماعياً وحقوقياً , وسياسياً

ونخص بالشكر والتقدير رجال القوات المسلحة الليبية من الجيش والقوة المساندة له والأمن والشرطة الذين يحافظون على أمن الوطن والمواطنين ، يدافعون ببسالة منقطعة النظير عن سيادة واستقلال الوطن , وتصدو لأبشع عدوان على أرض ورشفانة المجاهدة .

كما نوجه تحية تقدير للمرأة الورشفانية أينما كانت على صمودها وصلابتها وعلى تفاعلها الخلاق مع قضايا الوطن ، مقدرين ومثمنين كل الجهود والإسهامات التي تجلت في التضحية با أبنائهم وازواجهم واخوتهم في معركة الشرف والكرامة معركة استرداد الأرض وطرد الميليشيات الغازية .
ونشيد بدور المدونين والإعلاميين الذين كان لهم دور كبير في حشد الهمم الوطنية , وإذكاء روح الحماس والإندفاع لدى أبناء ورشفانة فلهم جميعاً منا جزيل الشكر والتقدير .

الرحمة والغفران للشهداء الأبرار
العزة والشموخ للوطن ... ورشفانة جزء منه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مؤسسات المجتمع المدني ورشفانة
صدر بالعزيزية :يوم الأحد ، الرابع والعشرين من شهر جمادي الأخر 1437 هجري
الموافق : الثالث من شهر أبريل 2016 ميلادي