اليوم توفى المواطن العراقي على عبيد منكاش المواطن العراقس الذي اسقط الطائرة الاباتشي ببندقيته البدائية
صفحة 1 من اصل 1
اليوم توفى المواطن العراقي على عبيد منكاش المواطن العراقس الذي اسقط الطائرة الاباتشي ببندقيته البدائية
في وقتها نشرت مقال بصحيفة الوحف الاخضر بعنوان
من الذي انتصر ؟
عمي منقاش أم الجنرال فرانكس ؟
قبل أن نعيد إلى ذاكرتكم الإجابة عن هذا السؤال ، دعونا نعقد مقارنة سريعة بين الاثنين .
فالأول فلاح عراقي بسيط ، تركز تعليمه في حفظه لجزء عم من القرآن الكريم، وخبرته تقتصر على زراعة الحنطة ، وتربية الأغنام ، وهو لم ير الحاسوب في حياته ، وكل ما يعرفه عن الجغرافيا السياسية أنه عربي عراقي ، تقع الكعبة غربه ، يصلي تجاهها في اليوم خمس مرات ، ويتمنى أن يحج إليها ، أو يعتمر ،وكل ما يطمح إليه أن يطيل الله في عمره ليحصد زرعه ، و يرى مولود نعجته ، و تثمر نخلته ، ليقتات منها أحفاده بعز وكبرياء .
والثاني تخرج في أكاديمية العلوم العسكرية (بفورت كولنز) ، والتحق بدراسات عليا في مجال فنون الحرب ، وقد أهداه والده جهاز حاسوب في عيد ميلاده السادس، وهو يحرص على الاتصال بالإنترنيت كل ليلة ، ليدير أسهمه بيعاً وشراء من مقر قيادته ، أو حتى خيمته في الخطوط الخلفية .
ولكن ثقافته تتركز في أن كل العالم يتحدث الإنجليزية ، وأن كل ماهو شرق نيويورك أو غرب سان فرانسيسكو المحيط ، ولا شئ وراءهما ، أي أن كل شئ أمريكي، وكل شئ مفتوح ، ومباح أمامه ، وملك له.
وجده كان هارباً إلى بلد دون ملوك ودون إقطاع ودون قانون ، طامعاً في الذهب ، لهذا اكتسب ميراثه التاريخي من إبادة الهنود الحمر ، واحتلال أرضهم ، ونهب خيراتهم ، وهو الآن يسعى لإبادة الآخرين ، واحتلال أرضهم ، ونهب خيراتهم بالأسلوب نفسه .هذا عن التنشئة والتأهيل والخبرة والتطلع لكل منهما .
أما عن التسلح ، فالأول مسلح ببندقية (بريتا) ، صنعت قبل ميلاده ، تحمل ثلاث إطلاقات، وهي تعمل يدوياً ، هذا مافي يده ، أما ما في قلبه ، فسلاح تدمير شامل ، يتمثل في الإيمان بالله ، وحب الوطن ، وعشقه للشهادة ، دفاعاً عن الأرض التي لا يرضى أن يدنسها العدو، والعرض الذي يعد الدفاع عنه قضية مصيرية موروثة .
وفي المقابل سلاح الثاني مروحية مدرعة من نوع إباتــــشتى ، تحــــمل 8 صواريخ ذكية وموجهة بالأقمار الاصطناعية،ورشاشة آليـــة دوارة لـــها 6 سبطانات. إذاً هذه هي المقارنة في التسلح ، فعمي يملك سلاح الإيمان ، مايجعله يتصدى للعدو ، ويقتحم موقعه بجرأة وشجاعة ، بينما فرانكس مسلح بمعدات تقنية عصرية ، وقوة تدميرية هائلة ، ولكنه يواجه حرباً غير متوازنة ، لأن عمي يملك سلاح تدمير شامل ، هو الإيمان،بينما هو مضطر (الآن) لاستخدام أسلحة تقليدية فقط .ولهذا إذا أراد أن ينتصر على عمي وأمثاله، فعليه نزع سلاح الإيمان من قلوب 26 مليون عراقي ، و ربع مليار عربي،ومليار ونصف مليار مسلم آخر ، وهذا عدد هائل مقابل الحفنة الذين تمكن منهم ، ونزع الإيمان من قلوبهم ، وحولهم إلى جراء تعوي نيابة عنه بأساليبه المعتادة،من إفساد أو ابتزاز أو تخويف أو تجهيل .
وهنا تكمن ضلالة فرانكس ، لأنه خُدع بهؤلاء ، وظن أن كل العرب سيكونون نسخاً مستنسخة عن الكلاب المسعورة التي تقتات من فضلات موائدهم ، أو الذين استأجروا مستعمريهم .
استعد الاثنان ، عمي منقاش في حقل الحنطة ، يقلب الأرض في أمان ، ويروي الزرع في مودة ، ويعلم أحفاده حب الأرض وخبرة الجدود ، ويتلذذ بضوء قمر محرم الحرام .
بينما فرانكس يعد الخطط بمساعدة الحاسوب ، ويرسمها بوميض الشاشات ، ويجرد للمعركة الأقمار الاصطناعية ، التي ترصد كم فسيلة زرعها عمي ، وكم حبة تمر في كل نخلة في أرضه ، ولم ينس أن يحسب حجم اللبن بضرع كل نعجة من نعجاته . المهم أنه أعد للمعركة عدتها ، وظهر أمام الشاشات ، يشرح الاستراتيجية والخطة والأهداف التي بنى معظمها على نصيحة ومشورة كلاب عربية ضالة .
ودارت المعركة ، ولكن عمي فاجأ فرانكس بسلاح تدمير شامل ، لم يكن له في حسبان ، وهو سلاح التمسك بالأرض ، والإيمان بالشهادة في سبيلها ، والتغذي من نبع الروحانيات المستلهمة من أرض العرب ، أرض الحضارات والرسالات، فإيمانه هداه إلى إصابة المروحية في مقتل، دون أن يدرس أو يعي أن من نقاط ضعفها المراوح والنوافذ ومفاصل الدروع .
وهكذا انتصر عمي انتصاراً مبيناً ، أخفاه فرانكس في البداية ، وادعى أن جنوده سحقوا المقاومة ، وعمي استسلم لهم ، ورقاه إلى رتبة ضابط كبير من الحرس الجمهوري الخاص، ونفى أنه قد تم أسر جنوده أحياًءً وسالمين ، ولكن عندما قدم كل شئ على حقيقته انتهى الجهل وبهت فرانكس . عمي الآن مهتم بأن يورث نصره مجداً لأحفاده من بعده ، فلم يعد يهمه أن يعيش حتى يرى دحر الغزاة ، أو نهاية الطغاة ، أم أن الأجل سيسبق ذلك إليه ، المهم عنده ألا يرى عدواًً يدنس أرضه، أما ما عدا ذلك فلكل أجل كتاب .
وعلى الرغم من أنني لا أخفي تعاطفي واغتباطي بأداء عمي (لأنه عمي)، ولكن حتى فرانكس هو الآخر أخي في الإنسانية ، ولهذا أحمّل من يستطيع إيصال هذه الرسالة إليه أن يعيد حساباته.
فهو في الأساس مرتزق مدفوع من تجار النفط وبارونات الصناعة ، وهو ينفذ إرادة أداة دكتاتورية استولت على السلطة في أقوى بلد بالتزوير والتدليس ، حيث تم تنصيب رئيسها بأغلبية 300 صوت،من ولاية يحكمها شقيقه،ليتحكم في رقاب 250 مليوناً،ويدير أقوى أداة عسكرية واقتصادية في العالم الآن .
ومن ناحية ثانية ألا يخدع بالحكام العرب الخائنين والخائفين والخائرين والمنافقين والفاسدين، لأنهم وإن ساهم في العدوان خمسة منهم في صفه بشكل مباشر ، وآخرون بشكل غير مباشر،وإن سال لعابهم لدولاراته ، أو ارتعدت فرائصهم من مخابراته،أو خدروا شعوبهم بافتراءاته ، فإن أصحاب الأرض الحقيقيين،وملاك الثروة الأصليين،وأصحاب السلطة الأساسيين،هم عمي منقاش والربع مليار الآخرون .
ومن ناحية ثالثة أبلغوه أن نائب رئيسه طار إلى المنطقة ، في محاولة لإقناع إحدى بناته بعدم السفر إلى العراق ، لتنضم إلى الدروع البشرية هـــناك ، فهل هو متأكد من موقف أبنائه هو أيضا؟ً وهل يستمع لموقف الشعب الأمريكي الطيب المحكوم بهذه الأداة الدكتاتورية ؟الأجدى له أن يحرر بلاده من هيمنة أداة الحكم الفاسدة والدكتاتورية التي تحكم شعبه الآن .
وإلى اللقاء مع انتصار آخر لواحد من أعمامي الكثر ..وإلى الأمام ...
أحيل إلى صحيفة الزحف الأخضر عام 2003م
------------------------
المقال منشور عام 2008 بكتاب (ولي دين )من مطبوعات مجلس الثقافة العام
LikeShow more reactions
Commen
د.محمد جبريل-
- الجنس :
عدد المساهمات : 872
نقاط : 8983
تاريخ التسجيل : 25/12/2014
. :
. :
مواضيع مماثلة
» بعد ان اسقط قذاف الدم المخطط، يكشف اليوم عن صفقة تسليمه بملياري دولار لحكومة الجردان
» تصريح اللواء طيار أبو القاسم مسيك الذي أسقط الطائرة الأمريكية لقناة ليبيا24
» بعدما انتهى دوره بالنسبه لها " السلطات الامريكية تمنع المسئول العراقي الذي قام باعدام صدام من دخول أمريكا"
» فبديو اسقاط الطائرة اليوم الجمعة اول ايام الانتفاضة الشعبية
» في مثل هذا اليوم قامت طائرتين اسرائيليتين باسقاط الطائرة الليبية فى صحراء سيناء
» تصريح اللواء طيار أبو القاسم مسيك الذي أسقط الطائرة الأمريكية لقناة ليبيا24
» بعدما انتهى دوره بالنسبه لها " السلطات الامريكية تمنع المسئول العراقي الذي قام باعدام صدام من دخول أمريكا"
» فبديو اسقاط الطائرة اليوم الجمعة اول ايام الانتفاضة الشعبية
» في مثل هذا اليوم قامت طائرتين اسرائيليتين باسقاط الطائرة الليبية فى صحراء سيناء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي