الحالة الليبية مابعد رحيل القذافي
صفحة 1 من اصل 1
الحالة الليبية مابعد رحيل القذافي
بقلم عبدالله المقري
بعد خمس سنوات من رحيل القائد معمر القذافي الله يرحمه ، بعملية عدوانية شاركت فيها عدة دول ، استهدفت النظام السياسي الوطني في شخص قائد هذا النظام نفسه ، وتاتي عملية اغتياله الاخيرة يوم الخميس 10/10/2011 بعد عمليات فاشلة ومتكررة على مدى اكثرمن 40 سنة ، أتخذت أوجه وصور متعددة ، تغلب عليها الحقد والكره حياله : لكونه متهم لتقويض مصالح دول وتنظيمات كانت عينها على ليبيا - ثرواتها وموقعها الإقليمي والاستراتيجي - وكان القائد معمر القذافي ، الند الصلب وغير المجامل على المس بمصلحة واستقلال بلاده ، وامته العربية ، فقد كان المجابه الخصم لأي استهداف لبلاده ولقارته الافريقية ، التى قادها الى الوحدة في إطار الاتحاد الأفريقي ، قبلها كانت بلاده ليبيا مثابة ومقصد لطالبي الحرية من الشباب الأفريقي ، الذي درس بعضهم في ليبيا وتحصن بالافكار التي غرسها فيهم معمر القذافي ، فيما أصبحوا قادة ثوريون ، وصلوا بثورات الى السلطة ، وتمكن بعضهم ولازال يقود بلاده ويعترف بدور معمر القذافي في وصوله الى الحكم .
وعلى المستوى العالمي ، كان معمر القذافي الشخصية العالمية الثورية، بامتياز المدافع عن الحرية ، والاستقلال ، في دعم حركات التحرر الوطنية ، من أسيا الى أمريكيا اللاتنية ، واعتبار قضية فلسطين قضية وطنية. ولم يكتفي معمر القذافي بالجوانب السياسية : فقد انتقد وبشدة أدوات الحكم واشكال الديمقراطيات في الغرب ، وانتقل الى التحريض عن رفض الاستغلال والعلاقات الظالمة ، التي تفرق بين البشر ، داعيا الى الانعتاق من الظلم ، والجور ، واستعباد الاجراء ، ودعواته لنبذ الحروب والنزاعات الإقليمية والدولية ، والتخلص من الاسلحة النووية الفتاكة ، وإحلال السلام في العالم ، واحترام الشعوب ، في ادارة أوطانها وثرواتها ، ومنع التكتل والأحلاف العسكرية ، ونبذ العنف والارهاب ، وكانت اجتهاداته ومساهماته ورؤيته فى السياسة ، والاجتماع والاقتصاد ، بمثابة شخصية دولية تسعي الى احترام شعوب وامم العالم .
وفي ذلك جعل من بلاده ليبيا دولة تحافظ على ثرواتها ، حيث كسب كل المعارك في مجال الطاقة والغاز والنفط ، والحفاظ على مكاسب بلاده من هذه الثروة الوطنية الهامة ، التي تعد المصدر الاساسي لعيش وحياة الليبيين ، بالاضافة الى الإنجازات المختلفة ، في مجال الصناعة ،والاقتصاد والمواصلات ،والنقل ،والزراعة ،والبناء ،والتشيد ، وبالتالى جنب بلاده من الإخفاقات الاقتصادية ، والانهيارات في مجال الانتكاسات المالية التى شهدتها بعض أسواق العالم من سقوط وإخفاقات ، وفي الاخير جعل من ليبية دولة غنية ، تعددت توظيفاتها : في عائدات النفط الى ثروة ضخمة ، ولها استثماراتها المالية ، وشركاتها ، وصناديقها الاستثمارية ، في العالم وفي الداخل ، ماجعل منها دولة رائدة ، ما يعد ذلك مكسبا لشعبها لعهود من المستقبل المشرق.
للاسف برحيله ، خلف حالة خطيرة من الإحباطات ، والدهشة للمتابعين في العالم ، وخلف موته ،ورحيله ، ماساة كارثية ، على البلد والشعب ، حيث شهدت هذه البلاد التي كانت مستقرة وآمنة ، حالات قتال ،وتناحر ،وارهاب وعنف ، من جرى نتايج الربيع العربي ، وما سمى بثورة فبرائر والعدوان الخارجي ، والمشاريع السياسية الخارجية ، والتدخلات من قبل الدول التي شاركت في العدوان على البلاد ، ومقتل الزعيم معمر القذافي لتنتقل البلد في حروب وتدمير لجميع مقوماتها الاقتصادية ، ولخيراتها الضخمة ، ولمواردها الاقتصادية المتنوعة - وصاحب ذلك تدمير كل البناء الاساسية من مطارات ، وطرق ،وصناعة ، وزراعة .
وانتقلت البلد الى فوضى عارمة ، اصبحت اكثر من 1500 ميليشية مسلحة ارهابية ، تسيطر على المشهد اليومي العام ، مصحوبا بثلاث حكومات ، وبرلمان مطرود الى شرق البلاد ، ومؤتمر وطني رفض الاعتراف وتسليم مهامه الى مجلس النواب ، وفق نتايج الانتخابات التي اجريت من اجل الانتقال الى حالة سياسية جديدة
وعليه لم تكون هذه السنوات الخمس ، الا شؤما على الليبيين ، وعلى حياتهم الاجتماعية والمعيشية ، فقد فقد المجتمع الليبي لحمته ، وتضامنه الاجتماعي ، وتماسكه العائلي ، وفقد مورده الاقتصادي ، الذي عطلته ميليشيات مسلحة ، تتبع تنظيمات سياسية ، واخري قبلية ، استولت على الحقول ،والموانئ النفطية ، بقوة السلاح ، مماعرضت خزينة الدولة لفقدان المئات من الدولارات ، وصاحب ذلك تهريب وسرقة النفط الخام ، والاستيلاء على الاموال المجمدة ، والأرصدة، والأسهم، والسندات ، والمحافظ الاستثمارية ، وتبذير الاموال العامة في خزائن الشركات العامة ، وانهيار قيمة الدينار الليبي ، وفقدان عائدات الواردات من الجمارك والتحصيل الضريبي ، بالاضافة الصرف ، والانفاق على أفراد الميليشيات ، والمهمات وارتفاع مرتبات أعضاء الحكومات ، وأعضاء الموتمر الوطني ، ولجنة إعداد الدستور، الى سقف غيرمعقول، بالاضافة الى السرقة ، والفساد المالي ،وشراء الذمم ، والقيام بكل ما يبدد أموال الدولة ، في محاولة للوصول الى حالة الافلاس والعدم ، وفقدان الدولة - وضعيتها الرقابية والضبطية- لأموالها ،ومواردها الذاتية ، وفي الجانب الاعمال العدائية يسيطر على المشهد العام ، استمرار تناحر الميليشيات المسلحة ،وازدياد عمليات الخطف والنزوح والتهجير القصري -لإعداد ضخمة من الليبيين - كما هو حاصل بالنسبة لاهالي تاورغاء، والقواليش ، وبعض المناطق الاخري .
وتشهد البلاد حرب طاحنة ، يقوم بها الجيش الوطني ، ضد ميليشيات القاعدة وانصار الشريعة ، في كل من مدينة بنغازي ودرنة ، ويجابه هذا الجيش محاولات متكررة من الداخل والخارج لدعم هذه الميليشيات الاجرامية بالسلاح ، والعتاد والاموال ، وكأن المطلوب لهذه الدولة ولهذا الشعب عدم الاستقرار ،وعدم الامن ، والسلم ، زيادة على التدخلات الخارجية ، لصالح طرف وتغليبه على طرف أخر ، والاغرب في ذلك تقوم الدول الكبرى ، والامم المتحدة ، بفرض أشكال سياسية ((مجلس رئاسي وحكومة )) بدعوى نتيجة توافق حوار الصخيرات ، الذي هو الاخر أنتج حالة سياسية غاية في الرداءة والسوء .
وهكذا يغلب على الحالة الليبية ، بعد خمس سنوات ،من رحيل معمر القذافي ، الذهاب الى الانهيار الكامل للدولة والمجتمع ،وتصبح المعالجات ، والمبادرات ، والحوارات السياسية ، مسالة تضييع وقت : هو في الاصل لم يعد يسمح ، بأكثر مما هي عليه البلد من حالة اليأس ، والفشل ، والموت السريري..
وعلى المستوى العالمي ، كان معمر القذافي الشخصية العالمية الثورية، بامتياز المدافع عن الحرية ، والاستقلال ، في دعم حركات التحرر الوطنية ، من أسيا الى أمريكيا اللاتنية ، واعتبار قضية فلسطين قضية وطنية. ولم يكتفي معمر القذافي بالجوانب السياسية : فقد انتقد وبشدة أدوات الحكم واشكال الديمقراطيات في الغرب ، وانتقل الى التحريض عن رفض الاستغلال والعلاقات الظالمة ، التي تفرق بين البشر ، داعيا الى الانعتاق من الظلم ، والجور ، واستعباد الاجراء ، ودعواته لنبذ الحروب والنزاعات الإقليمية والدولية ، والتخلص من الاسلحة النووية الفتاكة ، وإحلال السلام في العالم ، واحترام الشعوب ، في ادارة أوطانها وثرواتها ، ومنع التكتل والأحلاف العسكرية ، ونبذ العنف والارهاب ، وكانت اجتهاداته ومساهماته ورؤيته فى السياسة ، والاجتماع والاقتصاد ، بمثابة شخصية دولية تسعي الى احترام شعوب وامم العالم .
وفي ذلك جعل من بلاده ليبيا دولة تحافظ على ثرواتها ، حيث كسب كل المعارك في مجال الطاقة والغاز والنفط ، والحفاظ على مكاسب بلاده من هذه الثروة الوطنية الهامة ، التي تعد المصدر الاساسي لعيش وحياة الليبيين ، بالاضافة الى الإنجازات المختلفة ، في مجال الصناعة ،والاقتصاد والمواصلات ،والنقل ،والزراعة ،والبناء ،والتشيد ، وبالتالى جنب بلاده من الإخفاقات الاقتصادية ، والانهيارات في مجال الانتكاسات المالية التى شهدتها بعض أسواق العالم من سقوط وإخفاقات ، وفي الاخير جعل من ليبية دولة غنية ، تعددت توظيفاتها : في عائدات النفط الى ثروة ضخمة ، ولها استثماراتها المالية ، وشركاتها ، وصناديقها الاستثمارية ، في العالم وفي الداخل ، ماجعل منها دولة رائدة ، ما يعد ذلك مكسبا لشعبها لعهود من المستقبل المشرق.
للاسف برحيله ، خلف حالة خطيرة من الإحباطات ، والدهشة للمتابعين في العالم ، وخلف موته ،ورحيله ، ماساة كارثية ، على البلد والشعب ، حيث شهدت هذه البلاد التي كانت مستقرة وآمنة ، حالات قتال ،وتناحر ،وارهاب وعنف ، من جرى نتايج الربيع العربي ، وما سمى بثورة فبرائر والعدوان الخارجي ، والمشاريع السياسية الخارجية ، والتدخلات من قبل الدول التي شاركت في العدوان على البلاد ، ومقتل الزعيم معمر القذافي لتنتقل البلد في حروب وتدمير لجميع مقوماتها الاقتصادية ، ولخيراتها الضخمة ، ولمواردها الاقتصادية المتنوعة - وصاحب ذلك تدمير كل البناء الاساسية من مطارات ، وطرق ،وصناعة ، وزراعة .
وانتقلت البلد الى فوضى عارمة ، اصبحت اكثر من 1500 ميليشية مسلحة ارهابية ، تسيطر على المشهد اليومي العام ، مصحوبا بثلاث حكومات ، وبرلمان مطرود الى شرق البلاد ، ومؤتمر وطني رفض الاعتراف وتسليم مهامه الى مجلس النواب ، وفق نتايج الانتخابات التي اجريت من اجل الانتقال الى حالة سياسية جديدة
وعليه لم تكون هذه السنوات الخمس ، الا شؤما على الليبيين ، وعلى حياتهم الاجتماعية والمعيشية ، فقد فقد المجتمع الليبي لحمته ، وتضامنه الاجتماعي ، وتماسكه العائلي ، وفقد مورده الاقتصادي ، الذي عطلته ميليشيات مسلحة ، تتبع تنظيمات سياسية ، واخري قبلية ، استولت على الحقول ،والموانئ النفطية ، بقوة السلاح ، مماعرضت خزينة الدولة لفقدان المئات من الدولارات ، وصاحب ذلك تهريب وسرقة النفط الخام ، والاستيلاء على الاموال المجمدة ، والأرصدة، والأسهم، والسندات ، والمحافظ الاستثمارية ، وتبذير الاموال العامة في خزائن الشركات العامة ، وانهيار قيمة الدينار الليبي ، وفقدان عائدات الواردات من الجمارك والتحصيل الضريبي ، بالاضافة الصرف ، والانفاق على أفراد الميليشيات ، والمهمات وارتفاع مرتبات أعضاء الحكومات ، وأعضاء الموتمر الوطني ، ولجنة إعداد الدستور، الى سقف غيرمعقول، بالاضافة الى السرقة ، والفساد المالي ،وشراء الذمم ، والقيام بكل ما يبدد أموال الدولة ، في محاولة للوصول الى حالة الافلاس والعدم ، وفقدان الدولة - وضعيتها الرقابية والضبطية- لأموالها ،ومواردها الذاتية ، وفي الجانب الاعمال العدائية يسيطر على المشهد العام ، استمرار تناحر الميليشيات المسلحة ،وازدياد عمليات الخطف والنزوح والتهجير القصري -لإعداد ضخمة من الليبيين - كما هو حاصل بالنسبة لاهالي تاورغاء، والقواليش ، وبعض المناطق الاخري .
وتشهد البلاد حرب طاحنة ، يقوم بها الجيش الوطني ، ضد ميليشيات القاعدة وانصار الشريعة ، في كل من مدينة بنغازي ودرنة ، ويجابه هذا الجيش محاولات متكررة من الداخل والخارج لدعم هذه الميليشيات الاجرامية بالسلاح ، والعتاد والاموال ، وكأن المطلوب لهذه الدولة ولهذا الشعب عدم الاستقرار ،وعدم الامن ، والسلم ، زيادة على التدخلات الخارجية ، لصالح طرف وتغليبه على طرف أخر ، والاغرب في ذلك تقوم الدول الكبرى ، والامم المتحدة ، بفرض أشكال سياسية ((مجلس رئاسي وحكومة )) بدعوى نتيجة توافق حوار الصخيرات ، الذي هو الاخر أنتج حالة سياسية غاية في الرداءة والسوء .
وهكذا يغلب على الحالة الليبية ، بعد خمس سنوات ،من رحيل معمر القذافي ، الذهاب الى الانهيار الكامل للدولة والمجتمع ،وتصبح المعالجات ، والمبادرات ، والحوارات السياسية ، مسالة تضييع وقت : هو في الاصل لم يعد يسمح ، بأكثر مما هي عليه البلد من حالة اليأس ، والفشل ، والموت السريري..
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34775
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» الحالة الليبية بعد رحيل القذافي ومأساة الشعب الليبي المغيبة عن العالم
» وزير الخارجية الجزائري: رحيل القذافي ليس شرطا ولا حل للأزمة الليبية دون السياسة
» أين أصبحت ليبيا بعد 3 أعوام من رحيل معمر القذافي؟:حوار مع الخبير في الشؤون الليبية علي شندب. ..
» الحالة الليبية
» ليبيا مابعد القذافي
» وزير الخارجية الجزائري: رحيل القذافي ليس شرطا ولا حل للأزمة الليبية دون السياسة
» أين أصبحت ليبيا بعد 3 أعوام من رحيل معمر القذافي؟:حوار مع الخبير في الشؤون الليبية علي شندب. ..
» الحالة الليبية
» ليبيا مابعد القذافي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي