"داعش" ومستقبل الأمّة العربية
صفحة 1 من اصل 1
"داعش" ومستقبل الأمّة العربية
بقلم السيّد الزرقاني كاتب مصري
كيف يمكن لشعوب المنطقة تحرير أنفسهم من مشاريع التقسيم، وأن لا يكونوا من أدواته فقط، وكيف يمكن للدول العربية والإسلامية أن تعمل لمنع انتقال عدوى الحرب على الإرهاب إلى بلادها، فوصول هذه العدوى إلى بلادها ستكون مُبرّراً لاحتلالها من الدول الاستعمارية الغربية والشرقية؟
كيف يمكن لشعوب المنطقة تحرير أنفسهم من مشاريع التقسيم، وأن لا يكونوا من أدواته فقط، وكيف يمكن للدول العربية والإسلامية أن تعمل لمنع انتقال عدوى الحرب على الإرهاب إلى بلادها، فوصول هذه العدوى إلى بلادها ستكون مُبرّراً لاحتلالها من الدول الاستعمارية الغربية والشرقية؟
مازال التساؤل يشغل بال الكثير من السياسيين وعلماء الاجتماع عن علاقة ظهور داعش والحدود المفتوحة في البلاد العربية التي ظهر فيها التنظيم، فمنذ أن أعلن بتاريخ 10 حزيران 2014م، عن تأسيس ما يسمى بــ "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا"، باسم "دولة الخلافة" والأسئلة لا تتوقّف عن حقيقتها وأسرارها، فكيف تمكّن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذي تأسّس عام 2006 من السيطرة على معظم أراضي العراق ومعظم أراضي سوريا في غضون سنوات قليلة، مع أنه لم يخض معارك واضحة خلال هذه السنوات، إن هذه المعارك والحروب الدولية في العراق وسوريا تُثبت أن أميركا شريكة مع قوى اقليمية أخرى بدفع الأمور لظهور داعش على مسرح الأحداث السياسية والعسكرية الدولية، وسيطرتها على الأراضي الواسعة فيهما، وهذا ما اعترف به الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، مُتّهماً إدارة أوباما بتأسيس داعش، وهدف أميركا هو تبرير ظهور تحالف دولي غربي للتدخّل العسكري في البلاد العربية، وبذلك تأسّس التحالف في باريس في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2014، وهدفه الرئيسي المُعلن هو القضاء على داعش، بينما نتائجه تدمير مقوّمات الحياة في العراق وسوريا، وإعادة تشكيل التقسيم السياسي لهذه الدول العربية، طالما كانت فيها القابلية لتأسيس دول قوية بحكم المساحة الجغرافية الكبيرة، وتأسيس هوية قومية لشعوبها قابلة لحمل الهوية الإسلامية في أية لحظة تاريخية قادمة، فتم تسريع ولادة داعش في المنطقة من قِبَل الغرب ليتم تدميرها بسهولة والقضاء على مشروع التحرّر والنهضة المُحتمَلة في هذه المنطقة العربية الأساسية بالنسبة للأمّة العربية.
ولم ينتبه أحد إلى تصريحات بشّار الجعفري مندوب سوريا في الأمم المتحدة حول تلك الحدود المفتوحة مع تركيا وبعض دول الجوار، التي تحاول بكل السُبل الاستفادة من وجود هذا التنظيم في استنزاف الموارد والطاقات في سوريا والعراق، ليس هذا فحسب بل في سيناء المصرية أيضاً عندما حاول الرئيس المعزول ترك الحدود بين مصر وقطاع غزّة مفتوحة مما أعطى فرصة لتوغّل تلك التنظيمات في العُمق المصري، إلا أن صلابة القيادة المصرية وجيشها نجحا في وقف تلك الجماعات التي تحاول النيل من الأمم والدول المُستقرّة بدعم من قوى الشر الغربية برعاية الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها في عهد الإدارة السابقة.
والآن فكيف يمكن لشعوب المنطقة تحرير أنفسهم من مشاريع التقسيم، وأن لا يكونوا من أدواته فقط، وكيف يمكن للدول العربية والإسلامية أن تعمل لمنع انتقال عدوى الحرب على الإرهاب إلى بلادها، فوصول هذه العدوى إلى بلادها ستكون مُبرّراً لاحتلالها من الدول الاستعمارية الغربية والشرقية؟ فما يجري الآن ليس حروباً على الإرهاب وإنما هو حروب من أجل تقسيم الدول العربية والاسلامية بحجّة محاربة الإرهاب، وتجري الآن مساومات قذرة خلف الأبواب المُغلقة، على غِرار الاتفاقيات السرّية بين سايكس وبيكو عام 1916، بهدف تقاسُم النفوذ بين روسيا وأميركا وإسرائيل في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، مع وجود فارق كبير بينهما أن الشعوب العربية والإسلامية اليوم أقدر منها قبل قرن، من حيث الوعي السياسي والإمكانيات المادية، فهل تتمكّن من إفشال مخطّطات الإرهاب والإرهابيين الدوليين؟
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34777
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» العربية نت:داعش يحرق مستشفى بجرحاه في سرت ويصفي العشرات
» “الكتيبة العربية الإلكترونية” تتمكن من رصد محادثات بين “أنصار الشريعة” بليبيا و”داعش”
» علي بن حاج يعلّق على بيان "علماء الأمّة" الأخير في مصر
» ليبيا قلب الامة العربية سوريا شريان الامة العربية الجزائر بطين الامة العربية مصر وريد الامة العربية
» ماضي 2011 ومستقبل 1951
» “الكتيبة العربية الإلكترونية” تتمكن من رصد محادثات بين “أنصار الشريعة” بليبيا و”داعش”
» علي بن حاج يعلّق على بيان "علماء الأمّة" الأخير في مصر
» ليبيا قلب الامة العربية سوريا شريان الامة العربية الجزائر بطين الامة العربية مصر وريد الامة العربية
» ماضي 2011 ومستقبل 1951
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي