ﻛﻴﻒ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﺭﻣﻀﺎﻥ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻌﻴﺸﻪ؟
صفحة 1 من اصل 1
ﻛﻴﻒ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﺭﻣﻀﺎﻥ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻌﻴﺸﻪ؟
ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: “ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ
ﺃَﻛَﺒُّﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻳﻘﺮﺅﻭﻧﻬﺎ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺯﻛﺎﺓ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻟﻴﺘﻘﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻡ
ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻮﻻﺓُ ﺃﻫْﻞَ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪّ ﺃﻗﺎﻣﻮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻻ ﺧﻠﻮﺍ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻘﻀﻮﺍ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺒﻀﻮﺍ ﻣﺎ ﻟﻬﻢ . ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﻼﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻏﺘﺴﻠﻮﺍ ﻭﺍﻋﺘﻜﻔﻮﺍ .”
ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﻋﺘﻜﺎﻑ ﻭﺻﺪﻕ
ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ . ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻧﺤﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺣﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺄﺑﻮﻥ؟
ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ
ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: “ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ –
ﻭﺃﻫﻞّ ﺭﻣﻀﺎﻥ – ﻓﻘﺎﻝ : “ ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﺎ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﺘﻤﻨﺖ ﺃﻣﺘﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﻣﻀﺎﻥ .”” ﻭﻗﺪ ﻃﺮﺡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﺎﻝ - ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- “ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻜﻢ ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻜﻢ
ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻜﻢ ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻲٌ ﻧﺰﻝ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻻ . ﻗﺎﻝ: ﻋﺪﻭ ﺣﻀﺮ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ،
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ .”
ﺇﻥ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﻳﻄﻮﻝ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ : ﺷَﻬْﺮُ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ
ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃُﻧﺰِﻝَ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻫُﺪًﻯ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ
ﻭَﺑَﻴِّﻨَﺎﺕٍ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭَﺍﻟْﻔُﺮْﻗَﺎﻥِ؛ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺭﺽ
ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺗﻨﺒﻬﺖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻻﻏﺘﻨﺎﻣﻪ، ﻭﻋﻘﺪﺕ
ﺍﻟﻌﺰﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﺰﻣﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ .
ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻴﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ “ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ” ، ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻓﺎﻟﻨﻴﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﻗﺪ ﺻﺢ “ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ .” ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ “ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ” ﻭﻫﻲ ﺃﻣﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ،
ﻭﺑﻪ ﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: (ﻳﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﺻﻮﻡُ ﺍﻷﻛﻴﺎﺱ ﻭﻓﻄﺮُﻫﻢ ﻛﻴﻒ
ﻳﻐﺒﻨﻮﻥ ﺻﻮﻡ ﺍﻟﺤﻤﻘﻰ .(!
ﻓﺎﻟﻜﻴﺲ ﻳﻌﻈﻢ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺃﺳﺎﺳﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺒﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ : “ ﻣﻦ ﺻﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ، ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ .” ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻲ: ( ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ: ﺃﻱ ﻧﻴﺔ ﻭﻋﺰﻳﻤﺔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ). ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ : ( ﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ : ﺃﻱ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺛﻮﺍﺑﻪ ). ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺒﺎ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻭﺷﻮﻗﺎ ﻭﻃﻠﺒﺎ ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻣﺔ. ﻓﻤﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻓﺎﺳﺘﻘﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻣﻌﻚ ﻭﻻ ﺗﻄﻐﻮﺍ.
ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺣﺪﺳﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻳﺴﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﺑﻨﺺ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : “ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻﻔﺪﺕ
ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦ .” ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: “ﻭﺗﺼﻔﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻼ ﻳﺨﻠﺼﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﻏﻴﺮﻩ ” ، ﻭ “ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻨﺎﺩٍ ﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻗﺒﻞ، ﻭﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻗﺼﺮ ” ، ﻭ “ ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﻐﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ
ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ .” ﺃﻱ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ، ﻭﺗﺸﺮﻉ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ
ﻟﻄﻼَّﺏِ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻴﺜﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ . ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﻭﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﻭﺍﻻﺷﺘﻴﺎﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ . ﻓﺎﻧﻬﻀﻮﺍ ﻭﻫﻠﻤﻮﺍ ﻭﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﻓﺎﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻝ. ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺃﻧﻬﺾ ﻫﻤﻤﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ، ﻭﺣﻘﻖ ﺭﺟﺎﺀﻧﺎ ﺑﻘﺮﺑﻚ، ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﺁﻣﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : “ ﻭﻓﻴﻪ (ﺃﻱ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ) ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﺮﻡ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﺇﻻ
ﻣﺤﺮﻭﻡ
ﺃَﻛَﺒُّﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻳﻘﺮﺅﻭﻧﻬﺎ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺯﻛﺎﺓ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻟﻴﺘﻘﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻡ
ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻮﻻﺓُ ﺃﻫْﻞَ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪّ ﺃﻗﺎﻣﻮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻻ ﺧﻠﻮﺍ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻘﻀﻮﺍ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺒﻀﻮﺍ ﻣﺎ ﻟﻬﻢ . ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﻼﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻏﺘﺴﻠﻮﺍ ﻭﺍﻋﺘﻜﻔﻮﺍ .”
ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﻋﺘﻜﺎﻑ ﻭﺻﺪﻕ
ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ . ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻧﺤﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺣﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺄﺑﻮﻥ؟
ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ
ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: “ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ –
ﻭﺃﻫﻞّ ﺭﻣﻀﺎﻥ – ﻓﻘﺎﻝ : “ ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﺎ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﺘﻤﻨﺖ ﺃﻣﺘﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﻣﻀﺎﻥ .”” ﻭﻗﺪ ﻃﺮﺡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﺎﻝ - ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- “ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻜﻢ ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻜﻢ
ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻜﻢ ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻲٌ ﻧﺰﻝ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻻ . ﻗﺎﻝ: ﻋﺪﻭ ﺣﻀﺮ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ،
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ .”
ﺇﻥ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﻳﻄﻮﻝ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ : ﺷَﻬْﺮُ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ
ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃُﻧﺰِﻝَ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻫُﺪًﻯ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ
ﻭَﺑَﻴِّﻨَﺎﺕٍ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭَﺍﻟْﻔُﺮْﻗَﺎﻥِ؛ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺭﺽ
ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺗﻨﺒﻬﺖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻻﻏﺘﻨﺎﻣﻪ، ﻭﻋﻘﺪﺕ
ﺍﻟﻌﺰﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﺰﻣﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ .
ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻴﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ “ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ” ، ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻓﺎﻟﻨﻴﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﻗﺪ ﺻﺢ “ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ .” ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ “ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ” ﻭﻫﻲ ﺃﻣﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ،
ﻭﺑﻪ ﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: (ﻳﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﺻﻮﻡُ ﺍﻷﻛﻴﺎﺱ ﻭﻓﻄﺮُﻫﻢ ﻛﻴﻒ
ﻳﻐﺒﻨﻮﻥ ﺻﻮﻡ ﺍﻟﺤﻤﻘﻰ .(!
ﻓﺎﻟﻜﻴﺲ ﻳﻌﻈﻢ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺃﺳﺎﺳﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺒﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ : “ ﻣﻦ ﺻﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ، ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ .” ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻲ: ( ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ: ﺃﻱ ﻧﻴﺔ ﻭﻋﺰﻳﻤﺔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ). ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ : ( ﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎ : ﺃﻱ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺛﻮﺍﺑﻪ ). ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺒﺎ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻭﺷﻮﻗﺎ ﻭﻃﻠﺒﺎ ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻣﺔ. ﻓﻤﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻓﺎﺳﺘﻘﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻣﻌﻚ ﻭﻻ ﺗﻄﻐﻮﺍ.
ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺣﺪﺳﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻳﺴﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﺑﻨﺺ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : “ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻﻔﺪﺕ
ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦ .” ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: “ﻭﺗﺼﻔﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻼ ﻳﺨﻠﺼﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﻏﻴﺮﻩ ” ، ﻭ “ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻨﺎﺩٍ ﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻗﺒﻞ، ﻭﻳﺎ ﺑﺎﻏﻲ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻗﺼﺮ ” ، ﻭ “ ﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﻐﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺏ
ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ .” ﺃﻱ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ، ﻭﺗﺸﺮﻉ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ
ﻟﻄﻼَّﺏِ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻴﺜﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ . ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﻭﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﻭﺍﻻﺷﺘﻴﺎﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ . ﻓﺎﻧﻬﻀﻮﺍ ﻭﻫﻠﻤﻮﺍ ﻭﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﻓﺎﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻝ. ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺃﻧﻬﺾ ﻫﻤﻤﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ، ﻭﺣﻘﻖ ﺭﺟﺎﺀﻧﺎ ﺑﻘﺮﺑﻚ، ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﺁﻣﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : “ ﻭﻓﻴﻪ (ﺃﻱ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ) ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﺮﻡ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﺇﻻ
ﻣﺤﺮﻭﻡ
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51414
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ
» ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺩﻭﺭﺓ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﺤﻴﺔ
» ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻨﻔﺎﻥ ﻻﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬﻢ
» ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ
» ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺭﻗﻢ 16 ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻰ ﺳﺒﻬﺎ
» ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺩﻭﺭﺓ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﺤﻴﺔ
» ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻨﻔﺎﻥ ﻻﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬﻢ
» ﺧﻤﺴﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ
» ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺭﻗﻢ 16 ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻰ ﺳﺒﻬﺎ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي