العرب اللندنية:القبائل الليبية تتحرك لحل الأزمة السياسية

من طرف الشابي الجمعة 11 أغسطس - 18:27

فرضت تركيبة المجتمع الليبي أن تكون القبائل أحد الأعمدة الرئيسية لإرساء الاستقرار في البلد الذي يعيش فوضى أمنية وسياسية منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، بسبب الصراع على الحكم والشرعية.

العرب [نُشر في 2017/08/11، العدد: 10719، ص(4)]

العرب اللندنية:القبائل الليبية تتحرك لحل الأزمة السياسية _116274_40

القبائل تدعم مبادرة دول الجوار

طرابلس - تكثفت في الأيام الأخيرة لقاءات وزيارات أعيان ورؤساء قبائل ليبية مع أطراف مختلفة لتدارس مبادرات صلح وحلول للأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا.

وتحدثت مصادر إعلامية ليبية عن زيارة يؤديها حاليا وفد من المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، من بينها شيوخ قبائل من الجنوب إلى العاصمة التونسية بهدف الالتقاء مع الرئيس الباجي قائد السبسي لمناقشة مبادرة طرحتها تونس لحل الأزمة الليبية.

وقدمت تونس مع الجزائر ومصر في فبراير الماضي مبادرة لدعم التسوية السياسية الشاملة في ليبيا. وتتضمن المبادرة خمسة مبادئ تتمحور حول تحقيق المصالحة والتمسك بسيادة الدولة الليبية وضمان وحدة مؤسساتها ورفض أي حل عسكري أو تدخل خارجي في الأزمة.

واجتمع عدد من أعيان قبائل بإقليم برقة الواقع في شرق البلاد مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، الأربعاء، بالعاصمة الليبية طرابلس.

وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي أن وفدا ضم عددا من أعيان ووجهاء قبائل المجابرة والبراعصة والعبيدات والقطعان التقى السراج عقب عودته من الزنتان. وقال مصدر إن وفدا عن قبائل برقة قدم للسراج مقترحا بعنوان “المشروع الوطني للمصالحة”.

وأكد المكتب الإعلامي أن الوفد عبّر عن دعمه لجهود السراج “من أجل تحقيق توافق بين الليبيين”. وشدد الوفد، حسب نفس المصدر، على أن “جهده منصب على تحقيق المصالحة الوطنية التي تعتبر أساسا للم الشمل والمضي قدما نحو بناء الدولة الديمقراطية المدنية”.

القبائل الليبية ترى في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة سبيل وأساس بناء الدولة الديمقراطية المدنية المنشودة

وذكر بيان مكتب الإعلام أن القبائل التي التقت السراج أكدت أنها “ضد أي محاولة ينتهجها البعض لإشعال نار الفتنة بين الليبيين”. وقال نفس المصادر إن أعضاء من الوفد يدعمون فكرة أن “الوفاق السياسي هو الأرضية التي يجب أن ينطلق منها الحل”.

واستقبلت القاهرة، في وقت سابق، وفدا من المنطقة الشرقية الليبية في إطار جهود مصرية لتفعيل ملف المصالحة المجتمعية بين القبائل الليبية في الشرق ومدينة مصراتة.

ويرى مراقبون أن عودة ملف المصالحة الوطنية للظهور على الساحة السياسية في ليبيا يمثل أملا جديدا وسبيلا للتوصل إلى حل للأزمة التي تتخبط فيها البلاد في ظل صراع حول الشرعية تخوضها أطراف بعضها يفرض سيطرته على المنطقة الشرقية والبعض الآخر له نفوذ في المنطقة الغربية. وتم اللجوء لتحريك ملف المصالحة بعد أن تبيّن للمتابعين أن لقاء باريس الذي جمع السراج بقائد قوات الجيش الليبي المشير خليفة حفتر فشل في تحقيق أهدافه على أرض الواقع.

ووقعت قبائل أولاد سليمان والتبو، في مارس الماضي، اتفاق مصالحة في العاصمة الإيطالية روما بعد اشتباكات بينها ساهمت في المزيد من توتر الأوضاع الأمنية بالمنطقة.

وقالت السفارة الإيطالية في ليبيا حينها “إن السلام والاستقرار في المنطقة الجنوبية هما الخطوة الأمثل للمصالحة الوطنية في ليبيا”.

ويرى السراج أن حل الأزمة في ليبيا يكمن في اعتماد “الاتفاق السياسي كأرضية مشتركة للوصول بالبلاد، بعد الاستفتاء على الدستور والانتخابات، إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية”.