عندما يمارس العرب السياسة...
صفحة 1 من اصل 1
عندما يمارس العرب السياسة...
عندما تُمعنُ النظر في السياسة العربية الخارجية خصوصاً فكأنَّك أمامَ رُبّانٍ مغمور يقودُ مركباً ضخماً في عرض البحر على غير هدى، لا يدري إلى أينَ يَسير، فيتيهُ بين الأمواج والعواصف.
هذا هو حالُ سياسة العرب، يخوضون في قضايا كبيرة، ويتخذون قراراتٍ مصيرية، وهم عاجزون حتى عن حلّ مشكلٍ بحجم بعوضة، وبمجرد أن تتعقّد الأمور بعض الشيء، يبدأون في تقديم التنازلات المُرّة بطعم العلقم دونما تردّد، فتنتهي تخبّطاتهم بالفشلِ والخسران، وأصبحتْ بالتالي هذه الحلقة المفرغة عادةً نتوارثها عهداً بعد عهد: أينما حلّتْ سياسةُ العرب حلّ الخرابُ والدمارُ وتولّدتِ الأهوالُ والأزمات.
إذا نظرنا إلى السياسة على أنها بلورةُ قراراتٍ مُلزمة ترومُ إلى رسمِ أهدافٍ محددة ضمن مخطّطٍ محكمٍ مدروسِ النتائج، يتفاعلُ مع محيطه ويستجيب له، فإن هذا الطرح لا ينطبق البتّة على الواقع العربي، عندما يمارسُ العربُ السياسة فانتظر العجائب، فهُم يُخرّبون القائمَ ويهدّمون الواقف ويعيثون في بلاد الله فساداً ودماراً، فيجلبون المحتلَّ عن طواعية لأراضيهم بأموالهم ودولاراتهم ثم يتباكَوْن بالشعارات والتنديدات الفارغة، يبيعون أرضهم بأرخص الأثمان مقابل وعد كادب من المتآمرين عليهم .
خربوا العراق و ليبيا و سوريا و اليمن بطائراتهم ونفطهم وغازهم وجيّشوا جيوش العالم أجمع لقصف و ضرب ومحو أوطانهم من خريطة العالم تلبية لأسيادهم بأجندات جهنمية و بأيادي أخطوبوطية .
تركوا العدو و الحتل ينهشُ في لحم بلداننا الجريحة آخر معاقل كرامتهم كما ينهشُ الوحشُ في فريسته الحيّة ثم بعد ذلك يتباكوْن ويصرخون كالنساء وهي خاوية على عروشها و ، لم يجدوا من ملاذٍ بعد ذلك سوى أن يفرّوا إلى أمهم أميركا يطلبون الغوث والنجدة فمنحوها مليارات الدولارات لو وُزّعت على العرب جميعهم لانقرض الفقر والجهل من بلادهم ولم يبقَ فيها محتاجٌ واحد.
هنا عادت إلى الأذهان ذكريات النكبة ووعد بلفور وكل حزينٍ وقبيح، منبئةً بقادم أكثر سوداوية وقتامة، وتنازلات هدّامة لا يعلمُ إلا الله سبحانه وتعالى إلى أي حدّ ستصل بنا وفي أية مزبلة ستُلقينا.
سياسةٌ فاشلة بكل المقاييس، والدّليل ما وصلنا إليه اليوم من وضعٍ لا نُحسد عليه، فحتى مُقدساتنا تُنتهك حُرماتها وتُسلب منّا الواحدة تلو الأخرى، وأراضينا تُقطّع إرَباً إرَباً ثم تُوزّع على أعدائنا كما تُوزّع قِطع الحلوى في الأعياد . سياسة غاصتْ في براثن الجهل والفقر ، بينما أموالُنا العربية تُصرف على أميركا وحلفائها لتَقود العالمَ كما يَبدو نحوَ مرافئ السلام والأمن والاستقرار الوهمي المزعوم .
إن لم نُحافظ علي بلداننا ونحرسها من أعين الطامعين الذين يحومون حولها سوف نعيش فيها كالعبيد ، وصاحب اليوم عدوُّ الغد، والزمن يدور علينا فتدور نوائبه.
ومتى كان بيع المقدسات والتنازل عنها لإرضاء جهة من الجهات سياسةً يقبلها ذو عقلٍ وقلب، فهو خيارٌ لم نرضَ به حتى عندما كنّا ضعفاءَ بين ثلّة من الأقوياء، وقلّة بين خلق عظيم، آمنا بحقنا وحرّرنا القدس وأعدناه إلى حظيرة المسلمين والتاريخ شاهدٌ بذلك. فكيف لا يحزُّ في نفوسهم اليوم أن تتحول القدسُ مسرى النبي الكريم وأولى القبلتين عاصمةً للكيان الصهيوني الغاصب، قتلة الأنبياء والأطفال؟! وكيف يرتدُّ لهم طرفٌ وهم يرون مآذن القدس تُمنع من رفع الأذان بعد أن ظلت "الله أكبر" تملأُ جنبات المقدس وتُعطّر سماءَه. و يا للصدفة في نفس اليوم الذي سقطت فيه القدس جريحةً بطعنة غادرةٍ في الظهر، كما يحصل معنا في كل مرة، نشتري لوحة بـ450 مليون دولار تُعتبر هي شعار الماسونية عبر العالم، ونحن عاجزون حتى عن صُنع رصاصة واحدةٍ نُدافع بها عن أنفسنا وحدودنا يوم تتكالب علينا نوائبُ الدهر وتدور علينا الدوائر والضباع، ولن ينفعنا "المخلّص" أبداً.. كي نلعبَ لعبةَ السياسة كما يلعبها الكبار، علينا أن ننطلقَ من موقع قوة ونفوذ وأرضية صلبة، وإلا سنخسرُ الرهان كما تعوّدنا مراراً وتكراراً، كُنّا نظن أن السياسةَ هي من تُحدّد موازين القوة، والعكسُ هو الحاصل، القوة هي من تَرسمُ سياسةَ العالمِ وتحدد مفترقاته.... هكذا للأسف تُشكّل القوةُ معياراً أساسياً وعاملاً جوهرياً لتوازن الرعب بين أقطاب العالم، في حين أن سياسات العرب الخارجية من فرط غرابتها باتت تدهش حتى الأطفال الصغار......
هذا هو حالُ سياسة العرب، يخوضون في قضايا كبيرة، ويتخذون قراراتٍ مصيرية، وهم عاجزون حتى عن حلّ مشكلٍ بحجم بعوضة، وبمجرد أن تتعقّد الأمور بعض الشيء، يبدأون في تقديم التنازلات المُرّة بطعم العلقم دونما تردّد، فتنتهي تخبّطاتهم بالفشلِ والخسران، وأصبحتْ بالتالي هذه الحلقة المفرغة عادةً نتوارثها عهداً بعد عهد: أينما حلّتْ سياسةُ العرب حلّ الخرابُ والدمارُ وتولّدتِ الأهوالُ والأزمات.
إذا نظرنا إلى السياسة على أنها بلورةُ قراراتٍ مُلزمة ترومُ إلى رسمِ أهدافٍ محددة ضمن مخطّطٍ محكمٍ مدروسِ النتائج، يتفاعلُ مع محيطه ويستجيب له، فإن هذا الطرح لا ينطبق البتّة على الواقع العربي، عندما يمارسُ العربُ السياسة فانتظر العجائب، فهُم يُخرّبون القائمَ ويهدّمون الواقف ويعيثون في بلاد الله فساداً ودماراً، فيجلبون المحتلَّ عن طواعية لأراضيهم بأموالهم ودولاراتهم ثم يتباكَوْن بالشعارات والتنديدات الفارغة، يبيعون أرضهم بأرخص الأثمان مقابل وعد كادب من المتآمرين عليهم .
خربوا العراق و ليبيا و سوريا و اليمن بطائراتهم ونفطهم وغازهم وجيّشوا جيوش العالم أجمع لقصف و ضرب ومحو أوطانهم من خريطة العالم تلبية لأسيادهم بأجندات جهنمية و بأيادي أخطوبوطية .
تركوا العدو و الحتل ينهشُ في لحم بلداننا الجريحة آخر معاقل كرامتهم كما ينهشُ الوحشُ في فريسته الحيّة ثم بعد ذلك يتباكوْن ويصرخون كالنساء وهي خاوية على عروشها و ، لم يجدوا من ملاذٍ بعد ذلك سوى أن يفرّوا إلى أمهم أميركا يطلبون الغوث والنجدة فمنحوها مليارات الدولارات لو وُزّعت على العرب جميعهم لانقرض الفقر والجهل من بلادهم ولم يبقَ فيها محتاجٌ واحد.
هنا عادت إلى الأذهان ذكريات النكبة ووعد بلفور وكل حزينٍ وقبيح، منبئةً بقادم أكثر سوداوية وقتامة، وتنازلات هدّامة لا يعلمُ إلا الله سبحانه وتعالى إلى أي حدّ ستصل بنا وفي أية مزبلة ستُلقينا.
سياسةٌ فاشلة بكل المقاييس، والدّليل ما وصلنا إليه اليوم من وضعٍ لا نُحسد عليه، فحتى مُقدساتنا تُنتهك حُرماتها وتُسلب منّا الواحدة تلو الأخرى، وأراضينا تُقطّع إرَباً إرَباً ثم تُوزّع على أعدائنا كما تُوزّع قِطع الحلوى في الأعياد . سياسة غاصتْ في براثن الجهل والفقر ، بينما أموالُنا العربية تُصرف على أميركا وحلفائها لتَقود العالمَ كما يَبدو نحوَ مرافئ السلام والأمن والاستقرار الوهمي المزعوم .
إن لم نُحافظ علي بلداننا ونحرسها من أعين الطامعين الذين يحومون حولها سوف نعيش فيها كالعبيد ، وصاحب اليوم عدوُّ الغد، والزمن يدور علينا فتدور نوائبه.
ومتى كان بيع المقدسات والتنازل عنها لإرضاء جهة من الجهات سياسةً يقبلها ذو عقلٍ وقلب، فهو خيارٌ لم نرضَ به حتى عندما كنّا ضعفاءَ بين ثلّة من الأقوياء، وقلّة بين خلق عظيم، آمنا بحقنا وحرّرنا القدس وأعدناه إلى حظيرة المسلمين والتاريخ شاهدٌ بذلك. فكيف لا يحزُّ في نفوسهم اليوم أن تتحول القدسُ مسرى النبي الكريم وأولى القبلتين عاصمةً للكيان الصهيوني الغاصب، قتلة الأنبياء والأطفال؟! وكيف يرتدُّ لهم طرفٌ وهم يرون مآذن القدس تُمنع من رفع الأذان بعد أن ظلت "الله أكبر" تملأُ جنبات المقدس وتُعطّر سماءَه. و يا للصدفة في نفس اليوم الذي سقطت فيه القدس جريحةً بطعنة غادرةٍ في الظهر، كما يحصل معنا في كل مرة، نشتري لوحة بـ450 مليون دولار تُعتبر هي شعار الماسونية عبر العالم، ونحن عاجزون حتى عن صُنع رصاصة واحدةٍ نُدافع بها عن أنفسنا وحدودنا يوم تتكالب علينا نوائبُ الدهر وتدور علينا الدوائر والضباع، ولن ينفعنا "المخلّص" أبداً.. كي نلعبَ لعبةَ السياسة كما يلعبها الكبار، علينا أن ننطلقَ من موقع قوة ونفوذ وأرضية صلبة، وإلا سنخسرُ الرهان كما تعوّدنا مراراً وتكراراً، كُنّا نظن أن السياسةَ هي من تُحدّد موازين القوة، والعكسُ هو الحاصل، القوة هي من تَرسمُ سياسةَ العالمِ وتحدد مفترقاته.... هكذا للأسف تُشكّل القوةُ معياراً أساسياً وعاملاً جوهرياً لتوازن الرعب بين أقطاب العالم، في حين أن سياسات العرب الخارجية من فرط غرابتها باتت تدهش حتى الأطفال الصغار......
fawzi zertit- مشرف
- الجنس :
عدد المساهمات : 9139
نقاط : 20681
تاريخ التسجيل : 02/06/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» عبدالله بن زايد عندما يضرط في السياسة
» عندما يتوحد العرب
» يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي: "أتمني أن يصل الدين إلي أهل السياسة.. ولا يصل أهل الدين إلي السياسة"
» الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عندما كان في العرب رجال
» عندما لم يكن الرئيس السوري يتذوق الموز .. ماذا كان يأكل العرب؟
» عندما يتوحد العرب
» يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي: "أتمني أن يصل الدين إلي أهل السياسة.. ولا يصل أهل الدين إلي السياسة"
» الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عندما كان في العرب رجال
» عندما لم يكن الرئيس السوري يتذوق الموز .. ماذا كان يأكل العرب؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي