الى الرجل الشريف والمرأة العاقلة
صفحة 1 من اصل 1
الى الرجل الشريف والمرأة العاقلة
إلى الرّجل الشريف والمرأة العاقلة
عبد الله ضراب الجزائري
إلى الرّجل الشريف والمرأة العاقلة
إلى الذَّكر الذي غُرَّ بالمظاهر والأوهام ، ونسي انّه هو المسئول والقوَّام ، فألقي بأنثاه إلى مستنقعات الكسب الحرام ، التي تعجُّ بالفخاخ واللِّئام والآثام
إلى المرأة الهاملة التي استخفّها التّكاثر والتّفاخر والنّهم ، فضُرَّ بها الوطنُ والدينُ والنشءُ والعرضُ والقيمُ ، وليتها عادت بشيء
، فقد تردَّت في مهاوي العنوسة واليبوسة والتّعاسة والتُّهم .
***
يا قارئا كلِمي قد كظَّني الكلِمُ ... اصبر على قلمٍ أزرى به الألمُ
اصبر عليَّ إذا طاش اليراعُ بما ... قد حلَّ في وطني فالقلبُ ينحطمُ
هل كلُّ ما ألِفَ الأوغاد أو حمدوا ... حقٌّ إليه رزين العقل يحتكمُ
فهل إذا جَحد العميانُ خالقَنا ... نُلغي العقول ونَعمى كالذين عَمَوْا ؟
وهل إذا عُبِد الثالوثُ في بلدٍ ... ننقادُ، أو عُبد الجاموس والصَّنمُ ؟ُ
وهل إذا خَبطَ الغاوون في ظُلَمٍ ... نغوى وتأسرنا في دهرنا الظُّلَمُ
وهل إذا عبث الفسَّاقُ من عمَهٍ ... ننساق للعبثِ المخزي ونرتطمُ
وهل إذا رضي الديُّوث في أمم ... بالعهر نتبعه والنَّهج مرتسمُ
واحسرتاه على أرضي على وطني ... عاث الفساد به ، حلَّت به النِّقمُ
وا حسرتاه رجال النِّيفِ قد ذهبوا ... أو غُرِّروا ببريق المال فانخطمُوا
داسوا الرُّجولة في سوق الحياة فذِي ... آثامُهم قممٌ أعراضهم رِمَمُ
واحسرتاه على جيل ننشِّئُه ... الشُّرْهُ ديدنهُ والفسقُ والصَّممُ
*******
أصلُ المفاسد من أنثى مسيَّبةِ ... أودى بها خُلُقُ الكفار والوَهَمُ
ويح الضَّعيفة في غاب الذِّئاب فكم ... بالمغريات وحبِّ المال تنهزمُ
بنتُ الشَّوارع ضرٌّ لا علاج له ... في رأسها القشُّ والأوهام والسَّقمُ
الجهلُ آيتُها والغدرُ رايتُها ... والفخرُ غايتها والشُّرْهُ والنَّهَمُ
الغربُ قدوتها والجسم عدَّتُها ... في كلِّ شرٍّ مع الشيطان تنسجمُ
لمَّا تعالت على حكم الإله غدتْ ... رخيصة القدر بالأثمان تُستلَمُ
في الليل في الظّهر في الأحراش سائبة ٌ ... قلب المحسَّة من بلواه ينقسمُ
تندسُّ في زحمة الطرقان لاهثة ً ... بالعاهر الملتاث بالنّذل تصطدمُ
لكنَّها عجبا بالبؤس فارحة ٌ ... من أجل فِلْسٍ تهدُّ العرض تنهدمُ
هي الغريقة في بلوى تحرُّرها ... ما ذاق مأساتها الوُصفانُ والخدمُ
إنّ المدير وربَّ الشغل مالكُها ... لابدَّ إن طُلبت تدنو وتبتسمُ
لابدَّ من طاعة المسؤول مُذعنة ً ... والبابُ موصدة ٌوالسِّرُ يُكتتمُ
لابدَّ .. انَّ بديل العرض ترقية ٌ ... في الوحلِ في حمْأة الأطماع ترتطمُ
إن غاظها الزوج في وكر المبيت سعتْ ... للربِّ من زوجها المخدوع تنتقمُ
فرَّت من البيت للأطماع فانهدمت ... بها المنازل والأجيال والقيَمُ
البيتُ إن فلتتْ منه النِّساء غدا ... كالضِّرس منتفخا أودى به ورَمُ
فكلَّما اتَّسعتْ في الفكِّ رُقعتُه ... شقَّ الغذاء وزاد القيح والألمُ
ويلٌ لمجتمعٍ طاش الإناث به ... العهرُ ينخره والضرُّ والجرمُ
ويلُ الطفولة من امٍّ موظَّفة ... يوم الولادة رغم الوحي تنفطمُ
تُرمى من الحضن في إهمال حاضنة ٍ... تنحلُّ من ضرر الحرمان تنفصمُ
أيُعذلُ النَّشءُ إن لجَّ الضَّياع بهمْ ... فعاملوا الامَّ بالهجران أو حرَموا
من تزرعِ السُّوء تشقى في مرارته ... كم عذَّب الله بالمظلوم من ظلموا
عقَّقتِ ابنك بالإهمال فارتقبي ... شرَّ العقوق وشعرُ الرَّاس منثغمُ
لقد تحرَّرت لكن من فضائلنا ... فعافك الفحلُ والأبناءُ والشِّيمُ
ضيَّقتِ خارطة الأرزاق فانخفضتْ ... هامُ الرِّجالِ فكم ذلُّوا وكم سئِموا
زاحمتِ فحلك في درب الرِّجال فذا ... إلى العزوبة والإجرام يحتكمُ
تزوَّجي المال إن افلستِ من رجلً ...فالحالمون ببنت الشارع انعدموا
أو فاشتري ذكرا مُسترذلا نَهِماً ... إذ لا يريدك إلا التَّافه النَّهمُ
مصيرُك الخزي يا رعناء فانتبهي ... مصيرُك العار والإفلاس والنَّدمُ
الدَّاء من طمع الذكران قد رُكبوا ... يُشفَى الإناث من الأوهام لو حَسَمُوا
يا ايُّها الذَّكرُ المُزجى بزوجته ... على أرُومَتِه الأطفال والحُزَمُ
ينقاد مغتبطا يزهو بقامته ... كأنَّه جملٌ يلهو به قزَمُ
تلهيه عن شرف الأجداد مِعلَفة ٌ ... بالشُّرْه للعلَف المسموم يلتهمُ
ما قال أسألها يوما فكيف؟ ومن؟ ... ما قَضَّ مضجَعه من بُعدها العُتَمُ
ما ضاق خاطره ممن يلامسها ... أو من يُعافِسُها ، كأنّه صنمُ
النِّيفُ أفضل من حِرِّيفِ هاملة ٍ... اسمع لما ذكرت في عُرفنا الحِكَمُ
يا راهن العرض بالدّنيا التي كسبتْ ... ما غُرَّ بالوهم إلا تافهٌ فَدِمُ
أتذبحُ الدِّين في أحضان فانية ٍ... فالعيش باللَّحْدِ والأكفان يُختتمُ
ماذا كسبت ولو حزت الدُّنا فَرَضاً ... قد ضاع عرضُك والأولاد والذِّمَمُ
*******
نعمَ النِّساء التي قرَّت بمسكنها ... لله تخبتُ بالإسلام تعتصمُ
كالكنزِ تُحفظ من ريبٍ ومن دنسٍ ... في سبحة الفطرة المطهار تنتظمُ
مليكة الدَّار تاج العزِّ زينتها ... تُحمى ، تُحبُّ ، تنال الأجر ، تُحترمُ
نبعُ الحنان وحضن الطفل صائنة ٌ ... للعرض والجيل بالأخلاق تلتزم ُ
وتشكر الله ثمَّ الزوجَ قانعة ٌ... بالصّبر والرِّفق والإحسان تتَّسم ُ
خيرُ الديار التي قرَّ النساء بها ... فالعرض ممتنع ٌ والشَّمل ملتئمُ
بمثلهنَّ فقط أرض الفدا انتصرتْ ... بمثلهن جنود الكفر قد صُدِموا
سل الحقائق في أرض الجزائر كم ... صدَّت مُحجَّبة بالطُّهر من هَجمُوا
ربَّت بطيبتها الأجيال فاعتصمتْ ... بالدِّين صادقة ًما غالها وَهَمُ
كم كوَّنت وبنت ، كم ألهمت وهدت ... فالأمُّ مدرسة تعلو بها الأممُ
بنتُ الجزائر كانت كالملاك تقى ... الصَّونُ ديدنها والصِّدق والكرمُ
لكنَّها رضعت بعد التَّحرُّر من ... سمِّ الذين غووا من طهرها انتقموا
سمِّ الذين غدوا للحاقدين يدا ... انَّ الذين غووا هم الذئاب هُمُو
نادوا بعصرنة العري مظهرها ... والعهر مرتعها والغاية العدم
قد أضمروا لبلاد الذّكر هاوية ً... ها قد أتت علنا بالفعل ما كتموا
قد خطَّطوا لاجتثاث الطّهر من وطني ... ها قد قفا أسفا في الدَّهر ما رسموا
هل التَّقدم يا أهل العقول خنا ؟ ... هل الحضارة أن تُسترذل الأممُ ؟
هل التَّحرُّر أن يزجى النساء الى ... سوق النَّخاسة والأعراض تنثلمُ ؟
هل الوظيفة رهنُ العرض في حُلُمٍ ... قوامُه القشُّ والأصباغ والزَّهَمُ ؟
كم سخَّروا جسد الأنثى كمصيدة ٍ... للمال في حَمْأة الإشهار تُرتغَمُ
قد أرخصوها وأعلوا ما يباع بها ... كم نذَّلوها فما عزَّتْ وما رحِموا
هل التَّعلُّمُ للأنثى مخادنة ٌ؟ ... ويح الفتاة فقد أغروا وما عصموا
هل الثقافة إغراء بفتنتها ؟ ... كم في الرَّذائل ما أوحى به النَّغمُ
من للأجنَّة من قد بالحرام أتوا ... من عاش مضطربا منهم ومن رُدِموا ؟
كم في الجزائر من طفل بلا نسبٍ ... ويل الجزائر إن ضاعوا وان نقموا
هل الحداثة ُ غَمْطُ الحقِّ وا أسفا ؟ ... هل التَّطوُّرُ أنَّ الدِّين ينعدمُ ؟
لا .. ليس كلُّ جديدٍ صالحا أبدا ... لا يَلزَم الحقَّ إلا عاقلٌ فَهِمُ
إنَّ الحقيقة روح الدَّهر خالدة ٌ... إنّ الفضيلة لا يزري بها القِدَمُ
يا قوم إنَّ سبيل الغرب جائحة ٌ... بها تُدكُّ صروحُ العزِّ والقِمَمُ
صونوا الضّعيفات من ذئبِ البغاة فهل ... الذِّئب مُؤتمن تُرعى به الغنمُ ؟
يا أيها النّاس إنَّ العيش عارية ٌ... فالمال والجاه والأعمار تنصرمُ
لا تهلكوا الدين والأعراض في شُبهٍ ... تبًّا لمالٍ إذا حلَّت به التُّهمُ
إن تتَّقوا الله يرزقْكم ولو مكثتْ ... في كلِّ ضائقة يزجي الرَّجا لكمو
توبوا إلى المالك الرَّزَّاق تنتفعوا ... بالعيش والرِّزق والأولاد فاغتنموا
*******
وَا رُبَّ مُعترضٍ : إذن سنسجنُها ... نصفُ الخليقة في ظلِّ الورى يَرِمُ ؟
من يجهل الدِّين كم يشقى الوجود به ... واشؤمَ من جهلوا الآيات ما فهموا
نساؤُنا سندٌ فالدَّربُ واحدة ٌ... الله غايتنا والدَّورُ يُقتسمُ
الأمُّ راعية ٌ ترعى البيوت كما ... يرعى الرجّالِ بحدِّ الكدح ما حكموا
نساؤُنا شرفٌ يسعى ومكرمة ٌ... لا يهمل الشَّرف الأنثى سوى بَشِمُ
نَهدي الفتاة لما من أجله خُلقتْ ... تُصانُ من شَرَكٍ حبَّاتهِ الزَّخَمُ
بالعلم بالخلق الدِّيني ِّنعصمُها ... بالصَّون يبطل في الأيَّام ما رسموا
ولتترك البيتَ في علم ينوِّرها ... إن جانب العلمُ ما جارت به النُّظُمُ
ولتسعَ في الأرض إن صانت أنوثتها ... وصانت النّسل لم تعبث به القدَمُ
تُغنى النِّساء عن التَّهويم في قذَرٍ ... أين الوليُّ وأين الزَّوج والرَّحمُ ؟
أين الحكومة من حفظ الرّعية في ... عيشٍ تفاقم في البؤس والرَّغمُ ؟
ليس اكتفاءُ أمات الله نافلة ً... بل حقَّهنَّ به للشَّرع يُحتكمُ
يا أيها النَّاس شاع العهرُ فانتبهوا ... فرُّوا إلى الله شدُّوا الحبل واعتصموا
لكم كتاب هدى الله أنزله ... يهدي إلى شرف الدَّارين فالتزموا
إن غاظكم كلِمي أو ضرَّكم قلَمي ... خونوا الشَّريعة يوم الدِّين نختصمُ
عبد الله ضراب الجزائري
إلى الرّجل الشريف والمرأة العاقلة
إلى الذَّكر الذي غُرَّ بالمظاهر والأوهام ، ونسي انّه هو المسئول والقوَّام ، فألقي بأنثاه إلى مستنقعات الكسب الحرام ، التي تعجُّ بالفخاخ واللِّئام والآثام
إلى المرأة الهاملة التي استخفّها التّكاثر والتّفاخر والنّهم ، فضُرَّ بها الوطنُ والدينُ والنشءُ والعرضُ والقيمُ ، وليتها عادت بشيء
، فقد تردَّت في مهاوي العنوسة واليبوسة والتّعاسة والتُّهم .
***
يا قارئا كلِمي قد كظَّني الكلِمُ ... اصبر على قلمٍ أزرى به الألمُ
اصبر عليَّ إذا طاش اليراعُ بما ... قد حلَّ في وطني فالقلبُ ينحطمُ
هل كلُّ ما ألِفَ الأوغاد أو حمدوا ... حقٌّ إليه رزين العقل يحتكمُ
فهل إذا جَحد العميانُ خالقَنا ... نُلغي العقول ونَعمى كالذين عَمَوْا ؟
وهل إذا عُبِد الثالوثُ في بلدٍ ... ننقادُ، أو عُبد الجاموس والصَّنمُ ؟ُ
وهل إذا خَبطَ الغاوون في ظُلَمٍ ... نغوى وتأسرنا في دهرنا الظُّلَمُ
وهل إذا عبث الفسَّاقُ من عمَهٍ ... ننساق للعبثِ المخزي ونرتطمُ
وهل إذا رضي الديُّوث في أمم ... بالعهر نتبعه والنَّهج مرتسمُ
واحسرتاه على أرضي على وطني ... عاث الفساد به ، حلَّت به النِّقمُ
وا حسرتاه رجال النِّيفِ قد ذهبوا ... أو غُرِّروا ببريق المال فانخطمُوا
داسوا الرُّجولة في سوق الحياة فذِي ... آثامُهم قممٌ أعراضهم رِمَمُ
واحسرتاه على جيل ننشِّئُه ... الشُّرْهُ ديدنهُ والفسقُ والصَّممُ
*******
أصلُ المفاسد من أنثى مسيَّبةِ ... أودى بها خُلُقُ الكفار والوَهَمُ
ويح الضَّعيفة في غاب الذِّئاب فكم ... بالمغريات وحبِّ المال تنهزمُ
بنتُ الشَّوارع ضرٌّ لا علاج له ... في رأسها القشُّ والأوهام والسَّقمُ
الجهلُ آيتُها والغدرُ رايتُها ... والفخرُ غايتها والشُّرْهُ والنَّهَمُ
الغربُ قدوتها والجسم عدَّتُها ... في كلِّ شرٍّ مع الشيطان تنسجمُ
لمَّا تعالت على حكم الإله غدتْ ... رخيصة القدر بالأثمان تُستلَمُ
في الليل في الظّهر في الأحراش سائبة ٌ ... قلب المحسَّة من بلواه ينقسمُ
تندسُّ في زحمة الطرقان لاهثة ً ... بالعاهر الملتاث بالنّذل تصطدمُ
لكنَّها عجبا بالبؤس فارحة ٌ ... من أجل فِلْسٍ تهدُّ العرض تنهدمُ
هي الغريقة في بلوى تحرُّرها ... ما ذاق مأساتها الوُصفانُ والخدمُ
إنّ المدير وربَّ الشغل مالكُها ... لابدَّ إن طُلبت تدنو وتبتسمُ
لابدَّ من طاعة المسؤول مُذعنة ً ... والبابُ موصدة ٌوالسِّرُ يُكتتمُ
لابدَّ .. انَّ بديل العرض ترقية ٌ ... في الوحلِ في حمْأة الأطماع ترتطمُ
إن غاظها الزوج في وكر المبيت سعتْ ... للربِّ من زوجها المخدوع تنتقمُ
فرَّت من البيت للأطماع فانهدمت ... بها المنازل والأجيال والقيَمُ
البيتُ إن فلتتْ منه النِّساء غدا ... كالضِّرس منتفخا أودى به ورَمُ
فكلَّما اتَّسعتْ في الفكِّ رُقعتُه ... شقَّ الغذاء وزاد القيح والألمُ
ويلٌ لمجتمعٍ طاش الإناث به ... العهرُ ينخره والضرُّ والجرمُ
ويلُ الطفولة من امٍّ موظَّفة ... يوم الولادة رغم الوحي تنفطمُ
تُرمى من الحضن في إهمال حاضنة ٍ... تنحلُّ من ضرر الحرمان تنفصمُ
أيُعذلُ النَّشءُ إن لجَّ الضَّياع بهمْ ... فعاملوا الامَّ بالهجران أو حرَموا
من تزرعِ السُّوء تشقى في مرارته ... كم عذَّب الله بالمظلوم من ظلموا
عقَّقتِ ابنك بالإهمال فارتقبي ... شرَّ العقوق وشعرُ الرَّاس منثغمُ
لقد تحرَّرت لكن من فضائلنا ... فعافك الفحلُ والأبناءُ والشِّيمُ
ضيَّقتِ خارطة الأرزاق فانخفضتْ ... هامُ الرِّجالِ فكم ذلُّوا وكم سئِموا
زاحمتِ فحلك في درب الرِّجال فذا ... إلى العزوبة والإجرام يحتكمُ
تزوَّجي المال إن افلستِ من رجلً ...فالحالمون ببنت الشارع انعدموا
أو فاشتري ذكرا مُسترذلا نَهِماً ... إذ لا يريدك إلا التَّافه النَّهمُ
مصيرُك الخزي يا رعناء فانتبهي ... مصيرُك العار والإفلاس والنَّدمُ
الدَّاء من طمع الذكران قد رُكبوا ... يُشفَى الإناث من الأوهام لو حَسَمُوا
يا ايُّها الذَّكرُ المُزجى بزوجته ... على أرُومَتِه الأطفال والحُزَمُ
ينقاد مغتبطا يزهو بقامته ... كأنَّه جملٌ يلهو به قزَمُ
تلهيه عن شرف الأجداد مِعلَفة ٌ ... بالشُّرْه للعلَف المسموم يلتهمُ
ما قال أسألها يوما فكيف؟ ومن؟ ... ما قَضَّ مضجَعه من بُعدها العُتَمُ
ما ضاق خاطره ممن يلامسها ... أو من يُعافِسُها ، كأنّه صنمُ
النِّيفُ أفضل من حِرِّيفِ هاملة ٍ... اسمع لما ذكرت في عُرفنا الحِكَمُ
يا راهن العرض بالدّنيا التي كسبتْ ... ما غُرَّ بالوهم إلا تافهٌ فَدِمُ
أتذبحُ الدِّين في أحضان فانية ٍ... فالعيش باللَّحْدِ والأكفان يُختتمُ
ماذا كسبت ولو حزت الدُّنا فَرَضاً ... قد ضاع عرضُك والأولاد والذِّمَمُ
*******
نعمَ النِّساء التي قرَّت بمسكنها ... لله تخبتُ بالإسلام تعتصمُ
كالكنزِ تُحفظ من ريبٍ ومن دنسٍ ... في سبحة الفطرة المطهار تنتظمُ
مليكة الدَّار تاج العزِّ زينتها ... تُحمى ، تُحبُّ ، تنال الأجر ، تُحترمُ
نبعُ الحنان وحضن الطفل صائنة ٌ ... للعرض والجيل بالأخلاق تلتزم ُ
وتشكر الله ثمَّ الزوجَ قانعة ٌ... بالصّبر والرِّفق والإحسان تتَّسم ُ
خيرُ الديار التي قرَّ النساء بها ... فالعرض ممتنع ٌ والشَّمل ملتئمُ
بمثلهنَّ فقط أرض الفدا انتصرتْ ... بمثلهن جنود الكفر قد صُدِموا
سل الحقائق في أرض الجزائر كم ... صدَّت مُحجَّبة بالطُّهر من هَجمُوا
ربَّت بطيبتها الأجيال فاعتصمتْ ... بالدِّين صادقة ًما غالها وَهَمُ
كم كوَّنت وبنت ، كم ألهمت وهدت ... فالأمُّ مدرسة تعلو بها الأممُ
بنتُ الجزائر كانت كالملاك تقى ... الصَّونُ ديدنها والصِّدق والكرمُ
لكنَّها رضعت بعد التَّحرُّر من ... سمِّ الذين غووا من طهرها انتقموا
سمِّ الذين غدوا للحاقدين يدا ... انَّ الذين غووا هم الذئاب هُمُو
نادوا بعصرنة العري مظهرها ... والعهر مرتعها والغاية العدم
قد أضمروا لبلاد الذّكر هاوية ً... ها قد أتت علنا بالفعل ما كتموا
قد خطَّطوا لاجتثاث الطّهر من وطني ... ها قد قفا أسفا في الدَّهر ما رسموا
هل التَّقدم يا أهل العقول خنا ؟ ... هل الحضارة أن تُسترذل الأممُ ؟
هل التَّحرُّر أن يزجى النساء الى ... سوق النَّخاسة والأعراض تنثلمُ ؟
هل الوظيفة رهنُ العرض في حُلُمٍ ... قوامُه القشُّ والأصباغ والزَّهَمُ ؟
كم سخَّروا جسد الأنثى كمصيدة ٍ... للمال في حَمْأة الإشهار تُرتغَمُ
قد أرخصوها وأعلوا ما يباع بها ... كم نذَّلوها فما عزَّتْ وما رحِموا
هل التَّعلُّمُ للأنثى مخادنة ٌ؟ ... ويح الفتاة فقد أغروا وما عصموا
هل الثقافة إغراء بفتنتها ؟ ... كم في الرَّذائل ما أوحى به النَّغمُ
من للأجنَّة من قد بالحرام أتوا ... من عاش مضطربا منهم ومن رُدِموا ؟
كم في الجزائر من طفل بلا نسبٍ ... ويل الجزائر إن ضاعوا وان نقموا
هل الحداثة ُ غَمْطُ الحقِّ وا أسفا ؟ ... هل التَّطوُّرُ أنَّ الدِّين ينعدمُ ؟
لا .. ليس كلُّ جديدٍ صالحا أبدا ... لا يَلزَم الحقَّ إلا عاقلٌ فَهِمُ
إنَّ الحقيقة روح الدَّهر خالدة ٌ... إنّ الفضيلة لا يزري بها القِدَمُ
يا قوم إنَّ سبيل الغرب جائحة ٌ... بها تُدكُّ صروحُ العزِّ والقِمَمُ
صونوا الضّعيفات من ذئبِ البغاة فهل ... الذِّئب مُؤتمن تُرعى به الغنمُ ؟
يا أيها النّاس إنَّ العيش عارية ٌ... فالمال والجاه والأعمار تنصرمُ
لا تهلكوا الدين والأعراض في شُبهٍ ... تبًّا لمالٍ إذا حلَّت به التُّهمُ
إن تتَّقوا الله يرزقْكم ولو مكثتْ ... في كلِّ ضائقة يزجي الرَّجا لكمو
توبوا إلى المالك الرَّزَّاق تنتفعوا ... بالعيش والرِّزق والأولاد فاغتنموا
*******
وَا رُبَّ مُعترضٍ : إذن سنسجنُها ... نصفُ الخليقة في ظلِّ الورى يَرِمُ ؟
من يجهل الدِّين كم يشقى الوجود به ... واشؤمَ من جهلوا الآيات ما فهموا
نساؤُنا سندٌ فالدَّربُ واحدة ٌ... الله غايتنا والدَّورُ يُقتسمُ
الأمُّ راعية ٌ ترعى البيوت كما ... يرعى الرجّالِ بحدِّ الكدح ما حكموا
نساؤُنا شرفٌ يسعى ومكرمة ٌ... لا يهمل الشَّرف الأنثى سوى بَشِمُ
نَهدي الفتاة لما من أجله خُلقتْ ... تُصانُ من شَرَكٍ حبَّاتهِ الزَّخَمُ
بالعلم بالخلق الدِّيني ِّنعصمُها ... بالصَّون يبطل في الأيَّام ما رسموا
ولتترك البيتَ في علم ينوِّرها ... إن جانب العلمُ ما جارت به النُّظُمُ
ولتسعَ في الأرض إن صانت أنوثتها ... وصانت النّسل لم تعبث به القدَمُ
تُغنى النِّساء عن التَّهويم في قذَرٍ ... أين الوليُّ وأين الزَّوج والرَّحمُ ؟
أين الحكومة من حفظ الرّعية في ... عيشٍ تفاقم في البؤس والرَّغمُ ؟
ليس اكتفاءُ أمات الله نافلة ً... بل حقَّهنَّ به للشَّرع يُحتكمُ
يا أيها النَّاس شاع العهرُ فانتبهوا ... فرُّوا إلى الله شدُّوا الحبل واعتصموا
لكم كتاب هدى الله أنزله ... يهدي إلى شرف الدَّارين فالتزموا
إن غاظكم كلِمي أو ضرَّكم قلَمي ... خونوا الشَّريعة يوم الدِّين نختصمُ
علي عبد الله البسامي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3977
نقاط : 18037
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
. :
مواضيع مماثلة
» الخائن شلقم : الحداثيون هم من تقدم في انتخابات ليبيا .. والمرأة ستأخذ موقعها البارز بالحكومة القادمة
» الاسلام يساوي بين الرجل والمرأة. وليس كما يدعي الظلاميون التكفيريون
» احد الجرذان الذين اعتدو على منزل الشريف الشريف الهمالى فى مدينة سبها
» في مقال كان قد تم تكديب صاحبه الرجل الحر عن مكافئات سخية لاحاول اليوم التاكيد على صدق الرجل الحر في نقله للاخبار
» الازمة الليبية ..ودورالشباب والمرأة ..
» الاسلام يساوي بين الرجل والمرأة. وليس كما يدعي الظلاميون التكفيريون
» احد الجرذان الذين اعتدو على منزل الشريف الشريف الهمالى فى مدينة سبها
» في مقال كان قد تم تكديب صاحبه الرجل الحر عن مكافئات سخية لاحاول اليوم التاكيد على صدق الرجل الحر في نقله للاخبار
» الازمة الليبية ..ودورالشباب والمرأة ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي