إعلامي فرنسي من طرابلس: الفوضى تعم ليبيا وأحلام الناس تتبخر

سيفن دايز نيوز/ قال الإعلامي الفرنسي دانييل إيتن المتواجد في طرابلس إنّ ليبيا تبدو حزينة وفي انتظار أيام لا شمس فيها، وهو تعبير يدل على المجهول المخيف.
وقال إيتن الذي يقوم بتغطيات لمرحلة ما بعد النيتو إنّ الناس هنا يبدون مذهولين بعد صحوهم من حلم لذيذ، لقد أدركوا الآن أنهم لم يحصلوا فيما يبدو على شيء.
وأضاف: الناس هنا بسطاء وقد كانوا يظنون أن هذا الانقلاب في أوضاعهم سيحقق لهم الكثير من الأحلام منذ اليوم الأول لسقوط القذافي، لكنهم الآن وبعد أسابيع من سقوط طرابلس في أيدي المسلحين لم يتغير شيء سوى أن مدينتهم الآمنة الجميلة قد تحولت من مدينة مدنية إلى مدينة عسكرية يبدو أنها ستصر على بقاء السلاح في يدها مدة طويلة أمام الإصرار على عدم تسليمه.
وقال:
حتى أبناء الذين لم يشاركوا في حمل السلاح يتعرضون في مدارسهم للأذى من طرف أبناء المسلحين، بينما تعيش المدينة انقلابا في تركيبتها السكانية بعد زحف أمراء الحرب وأتباعهم عليها من كل مكان خاصة من مصراتة التي يجد أهلها في طرابلس مكانا مناسبا لتنمية تجارتهم بعد استيلاء الكثير منهم على محلات ومساكن وعقارات وممتلكات لمواطنين آخرين متهمين بأنهم لا يقفوا مع الثورة.
وأضاف إيتن: في بعض الجلسات وبالاشتراك مع أجانب تزدهر تجارة غنائم الحرب، ويحاول المسلحون بيع ما حصلوا عليه وما نهبوه من البيوت والمؤسسات لجهات أجنبية تعدهم بصفقات ثراء، بينما تتراوح هذه المقتنيات من الذهب إلى أجهزة طبية تم الاستيلاء عليها من المستشفيات والعيادات، دون أن يخلو الأمر من القطع الأثرية.
وقاتل:الإسلاميون في مجالسهم يتحدثون عن كون المعركة لم تنته، وهو الأمر ذاته الذي يقوله أتباع عبد الله ناكر وتقوله جماعات أخرى، بينما يشيع في أوساط الموظفين أنه لا شيء سيتغير في مرتباتهم لأن الحكام الجدد يتحدثون عن شح مالي وعن مشروع إعمار سيدوم لسنوات لذلك لا بد على الموظفين أن يصبروا على ما هم عليه إلى أجل غير محدود.

نبرة الانتقام والتخويف والتهديد وإطلاق الاتهامات ومجاملات النفاق تبدو عامة هنا بين النساء والرجال وحتى الصبايا، يؤكد دانييل إيتن، بينما لا شيء في مكانه أبدا أمام كمّ السلاح الموجود وكمّ الأمن المفقود،وكمّ الأحقاد التي تملأ القلوب، إذ لا يوجد بيت من البيوت لم يفقد قريبا في هذه الحرب
أو لم يتعرض أهله للاستفزاز اليومي سواء بالمداهمات أو بالكلمات التي يطلقها شباب مسلحون مراهقون تجاه النساء والفتيات في الشارع من معاكسات تتجاوز الأخلاق والأعراف التقليدية لهذا البلد.
المشكلة الأكبر هنا هي إدراك الناس أنه لا توجد جهة يمكن اللجوء إليها لحمايتهم أو الدفاع عنهم ، فمجلس الانتقامي يبدو ضعيفا أمام عصابات المسلحين،خاصة عصابات مصراتة، والمجموعات المسلحة متنافسة مختلفة، والقانون غائب، والمحاكم مضطربة والقضاء والمحامون أنفسهم متهمون بأنهم كانوا مع القذافي.
هذا بينما السؤال الذي يتكرر في أذهان الجميع وعلى ألسنتهم في همس وخوف وإحباط: هل كانت كل الوعود مجرد كذبة؟وهل المستفيد الوحيد من هذه الحرب هم أمراء الفوضى الذين يمتلكون السلاح وأدوات القمع والقهر؟
.

سيندم الجميع على أيام العقيد