ليبيا وأحلام الثورة

ليبيا وأحلام الثورة

مضى على رحيل العقيد معمر القذافي سنتين , ولا تزال ليبيا وأهلها , يتخضبون بالبارود والدم , فقد أصبح القتل أمراً طبيعياً في ليبيا , بل تنالنا الغرابة إذا مضى يوم ولم نسمع فيه طلقة ولو كانت طائشة , أو إذا لم نشاهد جثة مرمية تزين دمائها أحد أرصفة شوارع ليبيا .

وعد ( الثيران ) أو الثوار , ولا فرق بين اللفظين تقنياً حين نطلقهما على أتباع الناتو , وعد أولئك الأغبياء الشعب الليبي بأن ليبيا ستنعم بالخيرات , وبالحرية والنعيم والتطور , بعد نجاح ثورتهم , فانجر خلفهم الرعاع من الناس , ظناً منهم بأنهم سيملكون خزائن قارون , مع العلم أن الشعب الليبي لم يكن بحاجة لتلك الثورة الفاسدة لسببين :

الأول أن الشعب الليبي كان يعيش في عهد العقيد حياة منعمة , والدليل أننا لم نشاهد ليبياً خرج من ليبيا يبحث عن عمل , كباقي الشعوب العربية .

والثاني أن مشروع ليبيا الغد , والذي كان قد طرحه سيف الإسلام , على قادة الثوار قبل ثورتهم وتناقش معهم فيه , كان يحوي العديد من الإمتيازات والإصلاحات , التي تصب في مصحلة ليبيا وشعبها , ولكن ماذا نقول لمن أرخص أرضه , وباع عرضه من أجل وعود ومناصب واهية ..!

انتهت الثورة , واستلم الثوار حكم ليبيا , ولم يعد القذافي عدو التطور والحرية موجود , فماذا فعل الثوار بليبيا من بعده ...؟ , سؤال يحتاج لكثير من التأمل قبل أن تتم الإجابة عليه .

والجواب على هذا السؤال يكون من خلال الواقع الذي تعيشه ليبيا اليوم , فواقع ليبيا اليوم بات أسوأ حالاً من الصومال , فالمجاعة تجتاح ليبيا كلها , وتردي الوضع الصحي في ليبيا بات واضحاً لأهلها , حتى أنهم يكادون لا يجدون الدواء للعلاج , ناهيك عن السرقة والقتل , وعن المليشيات والجماعات المسلحة , التي تعيث في الأرض الفساد .

باتت ليبيا اليوم مرتعاً خصباً لكل مرتكبي الجرائم في العالم , بل باتت تعد اليوم الدولة الأولى في تصدير الإرهاب .

هذه ليبيا الثوار , وهذا ما وعد به الثوار الشعب الليبي , بل أصبح الليبيون اليوم من أكثر الشعوب تسولاً في العالم , بعد أن كان الليبي من أكثر الشعوب احتراماً وهيبة .

هذه ليبيا الثورة , وهذه ليبيا النعيم , التي كان يغني على لحن بنائها أبو شنه وأعوانه .

أصبحت ليبيا اليوم في نظر العالم باباً من أبواب الجحيم , والذي لا بد من إغلاقه .

ومن هذا الواقع المرير لليبيا , نعرف أن الخلل لم يكن في العهد السابق , لأن ليبيا والمواطن الليبي كانا محل احترام وتقدير , في شتى بقاع العالم .

بل الخلل وكل الخلل يكمن في النفوس المريضة , التي باعت دينها وأرضها وعرضها , من أجل فتات الدنيا , غير مبالين بوصمة العار التي ستلاحقهم طوال أعمارهم .

من طرف gandopa الأحد 6 أكتوبر - 9:57

هؤلاء لم ولن يكن هذفهم الوطن،
انها كانت اكبر حملة حقد تُشن على الوطن في سابقه لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
عندما يتحول الحقد على الوطن، فثق ان الحاقد اصله ومفصله ليس من هذا الوطن.
هؤلاء الثيران اهلكوا الحرث والنسل وهم اليوم ضاقت بهم الارض، صدقني لاينامون الليل ويعتريهم فزع كبيرا ليوم ات لامحاله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بارك الله فيك اخي العنزي، ومزيد من التحليل وتعرية هؤلاء.

ليبيا وأحلام الثورة

ليبيا وأحلام الثورة

رد: ليبيا وأحلام الثورة