نص المقابلة التي أجراها الإعلامي محمد جربوعة مع المفكر والسياسي الليبي الوزير الأسبق أحمد إبراهيم منصور بتاريخ 31 مايو 2011م
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نص المقابلة التي أجراها الإعلامي محمد جربوعة مع المفكر والسياسي الليبي الوزير الأسبق أحمد إبراهيم منصور بتاريخ 31 مايو 2011م
أحمد إبراهيم منصور ، شخصية سياسية وفكرية هامة في الجماهيرية الليبية، وقد تقلد أحمد إبراهيم مناصب هامة طوال السنوات الماضية ، فهو وزير التعليم والبحث العلمي/سابقا، رئيس البرلمان (مؤتمر الشعب العام) في الجماهيرية/ سابقا/ وغير ذلك.
التقيناه على هامش مهامه ومسؤولياته في المعركة التي يخوضها أبناء الشعب الليبي في مواجهة الآلة العسكرية للنيتو ..
أحمد إبراهيم بدا منسجما أكثر مع أفكاره ومع رأيه القديم في نوايا الصليبين وأطماعهم ومشروعاتهم في المنطقة والعالم، مؤكدا على أن الثورات الحقيقية لا تصيب وجهها التجاعيد .. كما بدا مرتاحا ومطمئنا إلى أنّ الحلف الصليبي قد دخل عش الدبابير وهو يعاني اليوم أمام حجم المواجهة التي يشعلها في وجهه الشعب الليبي العربي المسلم..
كما بدا أحمد إبراهيم مؤمنا بالانتصار القريب على أحلاف الصليبين ومن معهم من الأعراب والعملاء..معتبرا أنّ الجماهيرية هي بلاء آخر يقع فيه الغرب بعد أفغانستان والعراق، وأن الشعب الليبي يعرف جيدا كيف يهزم أعداءه.
وكان الحوار..
س – أستاذ أحمد، سنبدأ من التدخل العسكري الغربي في ليبيا ..هل كنتم تتوقعون مثل هذا التدخل؟
ج – التدخل العسكري الغربي في البلاد العربية والإسلامية أمر متوقع دائما، والذي لا يتوقع ذلك معناه أنه لا يعرف الغرب ولا تاريخه ولا نواياه القائمة دائما على الحقد التاريخي والجشع الاقتصادي وعقلية الهيمنة والاستعمار.
س – لكن، الغرب يقول أنه جاء لحماية المواطنين وتحريرهم..
ج – حماية الليبيين بالقصف؟بالقنابل؟ هذا هو السيناريو الذي حدث في العراق وفي دول أخرى.
ثم، هل يمكن للرئيس الفرنسي وهو من ألد أعداء العرب والمسلمين أن يرق قلبه لهم ليحميهم ويحررهم في بلدانهم؟لماذا لا يعطيهم حرية التدين في فرنسا نفسها؟ في فرنسا يستعبد ساركوزي المسلمين ويمنع عنهم حتى الحرية الدينية ، فكيف يحررهم في بلدانهم وهو يقمعهم ويرهبهم في بلده؟
بعد ثماني سنوات من التدخل الغربي في العراق ،هل تحرر الشعب العراقي فعلا؟ هل قامت فيه الديمقراطية المزعومة؟ هل قاموا بتعميره؟
هم يريدون تحويل ليبيا إلى خراب مثل العراق وأفغانستان، يزرعون الفوضى والقتال ثم يأخذون ملايير الدولارات ثمن التدخل وينصرفون؟
س – وفي ليبيا، هل دخلوا فعلا لينتفعوا ماديا؟
ج – دافع الضرائب الغربي لا يهمه سوى مصلحته، وهو لا يدفع من جيبه لأجل شراء صاروخ يضرب به ليبي أو عربي، هذه أكذوبة .دافع الضرائب يدفع دولارا للعرب ليعود إلى خزينته مائة دولار .
الذي سيدفع ضريبة هذا العدوان هو الشعب الليبي، والشعب الليبي من حقه أن يقول لقوات النيتو أنه ليس ملزما بإمضاء اتفاق وقعه وتعهد به مجلس عمالة لا يمثل الشعب .. كيف يمكن لأمّ في طرابلس أو في الخمس أو في زليتن أو في سرت ،قتلوا أبناءها وهم نائمون، أن تدفع لهم ثمن الصاروخ الذي قتل أبناءها؟
أكثر من هذا، يفترض بالقوى الحية والواعية في قطر والإمارات أن تمانع في دفع فاتورة ضرب إخوانهم الليبيين من خزينتها..على الشعوب في هذه البلدان أن ترفض قتل الشعب الليبي بثمن تدفعه هي... أين العروبة؟ أين الإسلام؟
س – لكن الكل يدعي أنه على حق، و أن الله في صفه، وأن ما يقوم به جهاد في سبيل الله ..
ج – أمر الله المسلمين بطرد الكفار وأوجب عليهم ذلك وتوعّد الذي قعد عن الجهاد أو ولاهم دبره، وقال الله في القرآن: (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
الذي لا يقاتلهم يبوء بغضب الله، فكيف بالذي يدخلهم إلى بلاد المسلمين؟!
نحن موجودون في بلدنا، ومظلومون ، والذي ظلمنا ليس مسلما،بل هو كافر، نحن نقاتل هذا الكافر.
هل سنضع أيدينا في جيوبنا ونفتح الباب للاحتلال؟
واجبنا طرد المحتل.
هناك ليبيون أبرياء، مسلمون ماتوا تحت القصف .وهناك ممتلكات أتلفت.وهناك مساجد دمرت.ما حكم هذا؟هل الحق مع الجندي الصليبي الذي يأتي من باريس ولندن وواشنطن ليقاتلنا هنا ونحن في بلدنا؟أم الحق معنا نحن حين ندافع عن أنفسنا ؟
هل هناك شريعة تعطي الحق للعدو الصليبي الظالم ولا تعطي الحق للضحية؟
س – تتحدث قنواتكم عن شخصيات وهيئات صهيونية زارت المنطقة الشرقية بدعوة من المجلس الانتقالي؟
ج – المجلس الانتقالي؟ (يضحك)..هذا المجلس أقل من أن يوجه دعوة، هم يدخلون كما شاؤوا وبدون دعوة ..هناك حركة كثيفة لهم هناك ..والجيش الأمريكي نفسه فيه صهاينة ومعلوماتنا تؤكد أن الطيارين الذين يأتون بهم لقصف شعبنا هم في غالبيتهم أصحاب حقد صهيوني ولبعضهم أصول معادية جدا .
نحن لا يمكن أن ننسى أن الجبل الأخضر كان من الأماكن التي وقع بينها الاختيار لإقامة دولة إسرائيل المزعومة، وذلك قبل أن ترسو المناقصة الحاقدة على فلسطين . معلوماتنا تقول أن الكثير من اليهود الذين خرجوا من ليبيا أثناء نكبات فلسطين، بدأوا اليوم يعودون للاستقرار والتواجد في المنطقة الشرقية، وهم يشاركون في الحرب وفي مد العلاقات مع جهات خارجية معروفة.
الأمر خطير وهو أكبر مما يظن البعض .
أين الذين كانوا يفتون ضد الشعب في الجماهيرية ؟لماذا صمتوا؟لماذا لا يفتون في حرمة دخول الصهاينة إلى الشرق الليبي؟
وهل مجلس العمالة أصلا متدين ويحتاج إلى فتوى؟
س – المعارضون الليبيون، يمثلون من؟
ج – هؤلاء يمثّلون الجهات التي ربّتهم لسنوات ودعمتهم ووجهتهم ودسّتهم، هؤلاء الموجه الحقيقي لدفة الفوضى ، أما مجلس العمالة في الداخل فهو مجرد أداة .
هناك مسعى غربي يقوم على تسليط مجموعات من الموالين للمخابرات الغربية، تسليطهم على المنطقة، هؤلاء الموالون معروفون ببعدهم عن الوفاء لبلدهم وعن ثقافة ودين وأخلاق شعبهم، هؤلاء غربيون ..كانوا عربا لكنهم حولوهم إلى غربيين يحيون نموذج الحياة الغربية بكل ما فيه من التسيب الديني والانحلال الأخلاقي والخروج على الأعراف العربية والإسلامية، نحن نرفض أن تتحول بلادنا ومنطقتنا إلى نموذج غربي بعيد عن الأصالة وعن الدين.
س – قيل أن دولة عربية خليجية استضافت منذ أيام أعضاء من المجلس الانتقالي بالإضافة إلى مثقفين ومنظّرين سياسيين غربيين منهم خمسة إسرائيليين، وحضر بعض أفراد أجهزة الاستخبارات الغربية بصفة مراقبين، وتم توجيه أعضاء المجلس الانتقالي إلى اتباع صيغة سياسية مستقبلية وصفها أحد الفرنسيين بالكارثية.. هل لكم علم بهذا الأمر؟
ج – هناك مساع كثيرة وترتيبات عديدة قريبة من هذا، لكن التاريخ يؤكد أن شعبنا وأمتنا يرفضون كل هذا.. هناك الكثير ممن كان مغترا بهذا المشروع المدمر الذي يستهدف الشعب العربي المسلم في الجماهيرية، لكن الناس بدأوا يكتشفون الحقيقة ، لأن الحقيقة بسيطة وهي : هل نكون مع الصهيونية والصليبية الحاقدة أم مع أمتنا وثوابتنا.
الليبي الأصيل لا يخاف من موته بقصف الطائرات الصليبية، لكنه يخاف أن يموت وهو يقاتل في صف الصليبيين .
رجال الدين يجب أن ينقذوا الناس من هذا المصير الأسود، من الموت تحت راية الصليبين. لماذا يحرم الموت تحت راية الصليبيين في أفغانستان والعراق ويجوز في الجماهيرية؟ لماذا يحرم قتل المسلم في أفغانستان والعراق وفلسطين ويجوز في الجماهيرية؟
قديما قامت الثورات في الجزائر ومصر وسوريا وليبيا وغيرها على الاستعمار، لماذا كانت تلك الثورات شرعية؟ ولماذا لا تكون الثورة اليوم شرعية ضد الاحتلال إذا دخل أرضنا؟ لأن الفايسبوك قال أنّ الثورة الحقيقية هي ما تعلنه الصليبية على المسلمين وليس العكس؟ نحن مع ديننا مع القرآن ولسنا مع الفايسبوك؟
لو كان محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة الآن لكان الفايسبوك ضده ولكان النيتو ضده، لتدخّلوا ليمنعوه من تطبيق الإسلام وشعائره .
أي إنسان له عقل، سيكتشف الأمر بسهولة، القضية قضية نار وجنة أو كفر وإيمان..
س – هذه عقيدة الجيش أم الشعب في الجماهيرية؟
ج – الجيش في ليبيا هو الشعب، الشعب المسلح، والجنود الذين قتلوا هم أبناء الشعب ، لماذا يريد البعض أن يُقنع العالم كله بأن الذين الخوارج الذين حملوا السلاح في بعض مناطق الجماهيرية هم الشعب كله؟بمعنى الشعب في طرابلس ليس شعبا؟وفي زليتن والخمس وسرت والزاوية وفزان وغيرها في طول وعرض الجماهيرية..هؤلاء ليسوا من الشعب؟ هم يتكلون عن الديمقراطية والأغلبية، لماذا لا ينظرون إلى نسبة المتمردين بالنسبة لمجموع الشعب؟
ثم، هؤلاء المتمردين، ما معنى أن يمتنع الشعب الليبي عن مساندتهم ويساندهم الخارج؟ هذا دليل كبير على أنّ الشعب ليس معهم.الحياة في أغلب مناطق ليبيا مستقرة، وهم لا يريدون تحرير الشعب ولا غير ذلك، هذه مجرد أكذوبة، هم يريدون تقسيم الجماهيرية إلى بلدين، وقد عرضوا ذلك بطريقة ما، يجب على العرب والمسلمين والعالم الحر أن يفهم أنهم عرضوا تقسيم الجماهيرية، نحن رفضنا، والآخرون قبلوا، فهل مشروعهم تحريري فعلا، أم أنهم يريدون تحقيق نزواتهم السلطوية ومصلحة الذين يدعمونهم، دون الاهتمام بوحدة البلد ووحدة الشعب.
من الأكثر وطنية ؟ نحن أم عملاء الاستعمار الصليبي؟
ثم، ماذا يقول الوالد الذي قتلوا ابنه الجندي بدم بارد؟اجتمعوا عليه هم والصليبيون وحاصروه وقتلوه وهو يذود عن بلاده، وهو في صحرائه، تحت نخله، قرب بيته، في أرض أجداده، ماذا يقول أبوه؟ أن هذه الثورة الصليبية مباركة؟ أن ابنه مات ظالما وأن الحق مع الذين قتلوه؟ من استحل دماء أبناء هذا الشعب ؟ وبحق أم بباطل؟
س – برأيكم، لماذا حدث ما حدث في الجماهيرية؟ولماذا الجماهيرية بالضبط؟
ج- لا يتعلق الأمر بالجماهيرية، بل بكل بلد حقدوا عليه وتمالأوا على تدميره، العراق أفضل نموذج ومثال ، ثم سوريا واليمن، وأفغانستان وغيرها.
ولماذا يقود هذا التمرد اليوم أقطاب كانوا لعقود طويلة مسؤولين؟ ثم، أي الفسادين أعظم، الفساد الذي يتهموننا به في الجماهيرية ، أم الفساد الذي في قطر والإمارات وغيرها، حيث القواعد العسكرية الصليبية التي تم منها العدوان على العراق لتخريبه وتدمير شعبه، والعلاقات مع العدو الإسرائيلي، وقمع المواطن سياسيا، وإذلال العمالة واستئثار عائلات بالسلطة لقرون..
هذا ليس فسادا؟ بأي ميزان ديني وأخلاقي وسياسي وحضاري هو فساد ،هو أكبر الفساد.
أحدهم يفتي في أوضاع الجماهيرية وبيته بجوار قاعدة السيلية، وقناة فضائية تتحدث عن تحرير الليبيين ، ومقرها موجود جنب القاعدة وجنب مكتب العلاقات الإسرائيلي الذي تم إغلاقه في الظاهر وهو في الحقيقة موجود.
على من يضحكون؟
جميع الأحرار والعقلاء يعرفون أن الجماهيرية تدفع ثمن مواقفها، ثمن وقفتها مع العراق ومع فلسطين ومع الأحرار في العالم .الجماهيرية تدفع ثمن صراحتها وكلمة الحق التي كانت شعارها دائما وخاصة خطاب الأخ القائد في الجمعية العامة للأمم المتحدة 2009..
س- إلى أين تسير الأمور؟
ج- الأمور تسير نحو هزيمتهم، حتى النيتو يعلن أن الخيار العسكري العدواني لن يكون حلا ، هم يريدون حلا سياسيا، اقتسام البلاد، ونحن نرفض وندعو جميع أحرار العالم إلى الوقوف معنا في رفضنا للتقسيم.
عصابة متمردة وخارجة على القانون لا وعي لها ولا ثوابت ولا ضوابط ، مجرد ألعوبة في يد الصليبين، تريد أن تفرض إرادته على شعب، على أمة ؟
هل الدين يجيز تقسيم البلدان؟هل الوطنية تجيز؟هل القبائل العربية تسمح؟هل المثقفون العرب يسمحون؟ هل أئمة الدين والفنانون والطلبة في كافة بقاع المعمورة يسمحون؟
نحن كشفنا الآن مخططهم، ونطالب الأمة بالتحرك في كل مكان، نطالبها بتنظيم احتجاجات للضغط على فرنسا وبريطانيا وأمريكا، نطالب الجاليات العربية في الغرب للتحرك، نطالب الجالية العربية والإسلامية في فرنسا للتحرك لإسقاط عدو العرب والمسلمين الرئيس الفرنسي ولحماية الجماهيرية من التقسيم.
نحن نطالب النشطين الأحرار في المنطقة والعالم بالتحرك في احتجاجات، في مظاهرات في مسيرات،في اعتصامات لحماية أرض الشهداء من أن تقسمها الأيدي الأثيمة..
ونقترح تنظيم جمعة عربية وإسلامية لرفض مشروع توطين اليهود في الشرق الليبي، مع العلم أن هناك جمعيات وهيئات صهيونية عالمية تقوم بذلك.
إننا نعلن أننا نقاتل من أجل كل الذين تستهدفهم الصليبية، لذلك نطالب هؤلاء بالوقوف معنا.
س- هناك دوائر عربية وعالمية تؤكد أن هذه الثورات شاملة ولا تستثني؟
ج – سنسلّم أنها كذلك فعلا لو أنها سمحت للفلسطينيين المقموعين والمظلومين بالثورة على الكيان الإسرائيلي لاسترداد حريتهم وحقوقهم، الرئيس الأمريكي قال إنه مع الثورة في بلداننا العربية، لكنه مع أمن إسرائيل.
هل هناك شعب عربي في المنطقة والعالم كله يعيش مأساة مستمرة ومتواصلة مثل الشعب الفلسطيني؟لماذا لا يسمح له بتقرير مصيره؟لماذا لا يتدخل النيتو لمساعدة الشعب الفلسطيني على تقرير مصيره؟لماذا لا يساعدونه على التحرر مثلما يساعدون شعوبا أخرى زعما على التحرر؟
هذه الثورة مدروسة ومحددة ومضبوطة الأماكن والأهداف، لذلك فهي لا تتحرك إلا في المناطق التي يريدون لها أن تتحرك فيها.
س - تقول باريس إنها ستحقق الاستقرار في ليبيا بعد التمكين لحلفائها.
ج- لا باريس ولا غيرها تستطيع أن تواجه التاريخ والجغرافيا ونواميس الكون، لماذا لم يستطيعوا نشر الاستقرار في العراق وأفغانستان؟ولماذا لم يستطيعوا أثناء الثورة التحريرية الجزائرية نشر الاستقرار بما جاؤوا به من حشود الأطلسي؟
كيف سيحققون الاستقرار وملايين من الليبيين سيتحولون إلى مقاومين في طول الصحراء وعرضها وفي المدن والجبال؟ والله لن يستطيعوا ذلك، فشعب ليبيا سيمنعهم من الاستقرار، وسيمنع عنهم لذة الانتصار ولذة امتصاص نفط ليبيا.لن تتحول ليبيا إلى منتجع لراحتهم ولا إلى مصدر آمن للنفط ، هم واهمون ، لن يستريحوا ولن يستقروا ولن يهنأوا بإمدادات النفط.
هذه بلادنا وسنقاتل لتحريرها مليون سنة .. سيغلبون يوما وينصرفون ..أما نحن فصبرنا طويل.
س - يتحدث البعض عن انشقاقات في صفوف المتمردين.
ج – لا بد أن تكون هناك انشقاقات لأنهم اجتمعوا على الباطل، وكانوا يظنون أن الشعب سيسقط في يومين، وذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأدركوا أن الأمم لا تسقط وأن الشعوب لا تسقط وأن التاريخ لا يسقط وأن الحق لا يسقط، وبدأوا يختصمون..
اختلفوا في الاستعانة بالصليبين جويا..وحين لم ينفع القصف الجوي ولم يحقق مرادهم، بدأوا يتحدثون عن استقدام قوات برية صليبية، واختلفوا، الذين لهم خلفيات إسلامية اختلفوا مع الليبرالين، قالوا : لا يجوز، ومصيرهم أن يتقاتلوا فيما بينهم، فالإسلاميون أدركوا أنّ مجلس العمالة استعملهم لصالح قوى مشبوهة، وهم اليوم يتراجعون، وأبناء الشعب، البسطاء بدأوا يدركون أن هؤلاء المتمردين بلا أخلاق وبلا وعي ولا يؤتمنون ، لقد حدثت تصفيات بينهم، حدثت مشاكل من فرط استعمال السلاح ضد بعضهم، هناك معلومات أنّ مجموعة منهم اختلفت مع مجموعة فطلبوا من النيتو تصفيتهم، وشَوْا بهم، وقالت الأخبار أنها عملية حدثت بالخطإ.
المطلعون على الأمر من الأهالي يعرفون أن الأمر مدبر ضد أبنائهم بعد اختلافهم مع أعضاء من مجلس العار.
نحن خائفون على مستقبل أبناء شعبنا بين هؤلاء الذين سيتقاتلون عاجلا أم آجلا، وقد بدأوا في ذلك.
هناك وثائق وقعت في أيدينا تتحدث عن وشاية لمجلس العار إلى الصليبين ببعض الأسماء التي يتهمونها بأنها ذات مطامح إسلامية، وقام المجلس بالمطالبة بتصفية هؤلاء لأنهم يشكلون خطرا على مستقبل الدولة العلمانية.
هنا حيث الفتنة خامدة يعيش شعبنا في أمان، أما هم هناك فنادمون على أنهم فقدوا الأمان والاستقرار واستباحوا الدماء ودخلوا الفتنة من بابها العريض.
اليوم اكتشف الشعب الليبي واقعهم وحقيقتهم، وهو لا يتمنى أن يقع في ما وقعوا فيه من الفتن.
س – في أي اتجاه يسير المنحنى البياني للحرب ؟
ج – نحن لا نشك أن النصر لنا ..ليبيا ستنتصر على الصليبين، هم هدفهم هو الفوضى، مثلما فعلوا في العراق.. أنت ترى اليوم في العراق نتائجهم..وفي الجماهيرية استطاعوا نشر الشقاق والفوضى ويتمنون أن يستمر هذا لعقود طويلة، لكن الله لا ينصر المفسدين، هم يريدون الفوضى ونحن نريد الاستقرار، هم يريدون التقسيم، نحن نريد وحدة أرض أجدادنا، هم غرباء ظالمون، ونحن أبناء هذا البلد وهذه الأمة.
نحن الذين سننتصر، أما هم فلم يستطيعوا تحقيق أية نتيجة لأن الشعب الليبي ضدهم، ماذا حققوا منذ دخولهم وعدوانهم؟ما هو الجديد؟ لا شيء، لا شيء، رغم ما تقوم به الفضائيات الداخلة في مشروعهم من الكذب والترويج لانتصارات وهمية.
ليأت الناس إلى طرابلس ليدركوا حقيقة الأمر، الناس فهموا اللعبة والشعب الليبي شعب مرتبط بعقيدته وأخلاقه وأرض أجداده، لا يمكن أن يكون في صف جزاريه وقاتليه ، في صف الصليبية..الشعب الليبي له رجولة تمنعه من أن يكتب عنه في التاريخ أنه اصطف في صف النيتو الصليبي.انظر إلى الذين اصطفوا مع النيتو في العراق وأفغانستان، ماذا يقال عنهم وماذا سيكتب عنهم التاريخ، فمن الذي سيرضى بأن يكون عميلا وخائنا؟!
التقيناه على هامش مهامه ومسؤولياته في المعركة التي يخوضها أبناء الشعب الليبي في مواجهة الآلة العسكرية للنيتو ..
أحمد إبراهيم بدا منسجما أكثر مع أفكاره ومع رأيه القديم في نوايا الصليبين وأطماعهم ومشروعاتهم في المنطقة والعالم، مؤكدا على أن الثورات الحقيقية لا تصيب وجهها التجاعيد .. كما بدا مرتاحا ومطمئنا إلى أنّ الحلف الصليبي قد دخل عش الدبابير وهو يعاني اليوم أمام حجم المواجهة التي يشعلها في وجهه الشعب الليبي العربي المسلم..
كما بدا أحمد إبراهيم مؤمنا بالانتصار القريب على أحلاف الصليبين ومن معهم من الأعراب والعملاء..معتبرا أنّ الجماهيرية هي بلاء آخر يقع فيه الغرب بعد أفغانستان والعراق، وأن الشعب الليبي يعرف جيدا كيف يهزم أعداءه.
وكان الحوار..
س – أستاذ أحمد، سنبدأ من التدخل العسكري الغربي في ليبيا ..هل كنتم تتوقعون مثل هذا التدخل؟
ج – التدخل العسكري الغربي في البلاد العربية والإسلامية أمر متوقع دائما، والذي لا يتوقع ذلك معناه أنه لا يعرف الغرب ولا تاريخه ولا نواياه القائمة دائما على الحقد التاريخي والجشع الاقتصادي وعقلية الهيمنة والاستعمار.
س – لكن، الغرب يقول أنه جاء لحماية المواطنين وتحريرهم..
ج – حماية الليبيين بالقصف؟بالقنابل؟ هذا هو السيناريو الذي حدث في العراق وفي دول أخرى.
ثم، هل يمكن للرئيس الفرنسي وهو من ألد أعداء العرب والمسلمين أن يرق قلبه لهم ليحميهم ويحررهم في بلدانهم؟لماذا لا يعطيهم حرية التدين في فرنسا نفسها؟ في فرنسا يستعبد ساركوزي المسلمين ويمنع عنهم حتى الحرية الدينية ، فكيف يحررهم في بلدانهم وهو يقمعهم ويرهبهم في بلده؟
بعد ثماني سنوات من التدخل الغربي في العراق ،هل تحرر الشعب العراقي فعلا؟ هل قامت فيه الديمقراطية المزعومة؟ هل قاموا بتعميره؟
هم يريدون تحويل ليبيا إلى خراب مثل العراق وأفغانستان، يزرعون الفوضى والقتال ثم يأخذون ملايير الدولارات ثمن التدخل وينصرفون؟
س – وفي ليبيا، هل دخلوا فعلا لينتفعوا ماديا؟
ج – دافع الضرائب الغربي لا يهمه سوى مصلحته، وهو لا يدفع من جيبه لأجل شراء صاروخ يضرب به ليبي أو عربي، هذه أكذوبة .دافع الضرائب يدفع دولارا للعرب ليعود إلى خزينته مائة دولار .
الذي سيدفع ضريبة هذا العدوان هو الشعب الليبي، والشعب الليبي من حقه أن يقول لقوات النيتو أنه ليس ملزما بإمضاء اتفاق وقعه وتعهد به مجلس عمالة لا يمثل الشعب .. كيف يمكن لأمّ في طرابلس أو في الخمس أو في زليتن أو في سرت ،قتلوا أبناءها وهم نائمون، أن تدفع لهم ثمن الصاروخ الذي قتل أبناءها؟
أكثر من هذا، يفترض بالقوى الحية والواعية في قطر والإمارات أن تمانع في دفع فاتورة ضرب إخوانهم الليبيين من خزينتها..على الشعوب في هذه البلدان أن ترفض قتل الشعب الليبي بثمن تدفعه هي... أين العروبة؟ أين الإسلام؟
س – لكن الكل يدعي أنه على حق، و أن الله في صفه، وأن ما يقوم به جهاد في سبيل الله ..
ج – أمر الله المسلمين بطرد الكفار وأوجب عليهم ذلك وتوعّد الذي قعد عن الجهاد أو ولاهم دبره، وقال الله في القرآن: (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
الذي لا يقاتلهم يبوء بغضب الله، فكيف بالذي يدخلهم إلى بلاد المسلمين؟!
نحن موجودون في بلدنا، ومظلومون ، والذي ظلمنا ليس مسلما،بل هو كافر، نحن نقاتل هذا الكافر.
هل سنضع أيدينا في جيوبنا ونفتح الباب للاحتلال؟
واجبنا طرد المحتل.
هناك ليبيون أبرياء، مسلمون ماتوا تحت القصف .وهناك ممتلكات أتلفت.وهناك مساجد دمرت.ما حكم هذا؟هل الحق مع الجندي الصليبي الذي يأتي من باريس ولندن وواشنطن ليقاتلنا هنا ونحن في بلدنا؟أم الحق معنا نحن حين ندافع عن أنفسنا ؟
هل هناك شريعة تعطي الحق للعدو الصليبي الظالم ولا تعطي الحق للضحية؟
س – تتحدث قنواتكم عن شخصيات وهيئات صهيونية زارت المنطقة الشرقية بدعوة من المجلس الانتقالي؟
ج – المجلس الانتقالي؟ (يضحك)..هذا المجلس أقل من أن يوجه دعوة، هم يدخلون كما شاؤوا وبدون دعوة ..هناك حركة كثيفة لهم هناك ..والجيش الأمريكي نفسه فيه صهاينة ومعلوماتنا تؤكد أن الطيارين الذين يأتون بهم لقصف شعبنا هم في غالبيتهم أصحاب حقد صهيوني ولبعضهم أصول معادية جدا .
نحن لا يمكن أن ننسى أن الجبل الأخضر كان من الأماكن التي وقع بينها الاختيار لإقامة دولة إسرائيل المزعومة، وذلك قبل أن ترسو المناقصة الحاقدة على فلسطين . معلوماتنا تقول أن الكثير من اليهود الذين خرجوا من ليبيا أثناء نكبات فلسطين، بدأوا اليوم يعودون للاستقرار والتواجد في المنطقة الشرقية، وهم يشاركون في الحرب وفي مد العلاقات مع جهات خارجية معروفة.
الأمر خطير وهو أكبر مما يظن البعض .
أين الذين كانوا يفتون ضد الشعب في الجماهيرية ؟لماذا صمتوا؟لماذا لا يفتون في حرمة دخول الصهاينة إلى الشرق الليبي؟
وهل مجلس العمالة أصلا متدين ويحتاج إلى فتوى؟
س – المعارضون الليبيون، يمثلون من؟
ج – هؤلاء يمثّلون الجهات التي ربّتهم لسنوات ودعمتهم ووجهتهم ودسّتهم، هؤلاء الموجه الحقيقي لدفة الفوضى ، أما مجلس العمالة في الداخل فهو مجرد أداة .
هناك مسعى غربي يقوم على تسليط مجموعات من الموالين للمخابرات الغربية، تسليطهم على المنطقة، هؤلاء الموالون معروفون ببعدهم عن الوفاء لبلدهم وعن ثقافة ودين وأخلاق شعبهم، هؤلاء غربيون ..كانوا عربا لكنهم حولوهم إلى غربيين يحيون نموذج الحياة الغربية بكل ما فيه من التسيب الديني والانحلال الأخلاقي والخروج على الأعراف العربية والإسلامية، نحن نرفض أن تتحول بلادنا ومنطقتنا إلى نموذج غربي بعيد عن الأصالة وعن الدين.
س – قيل أن دولة عربية خليجية استضافت منذ أيام أعضاء من المجلس الانتقالي بالإضافة إلى مثقفين ومنظّرين سياسيين غربيين منهم خمسة إسرائيليين، وحضر بعض أفراد أجهزة الاستخبارات الغربية بصفة مراقبين، وتم توجيه أعضاء المجلس الانتقالي إلى اتباع صيغة سياسية مستقبلية وصفها أحد الفرنسيين بالكارثية.. هل لكم علم بهذا الأمر؟
ج – هناك مساع كثيرة وترتيبات عديدة قريبة من هذا، لكن التاريخ يؤكد أن شعبنا وأمتنا يرفضون كل هذا.. هناك الكثير ممن كان مغترا بهذا المشروع المدمر الذي يستهدف الشعب العربي المسلم في الجماهيرية، لكن الناس بدأوا يكتشفون الحقيقة ، لأن الحقيقة بسيطة وهي : هل نكون مع الصهيونية والصليبية الحاقدة أم مع أمتنا وثوابتنا.
الليبي الأصيل لا يخاف من موته بقصف الطائرات الصليبية، لكنه يخاف أن يموت وهو يقاتل في صف الصليبيين .
رجال الدين يجب أن ينقذوا الناس من هذا المصير الأسود، من الموت تحت راية الصليبين. لماذا يحرم الموت تحت راية الصليبيين في أفغانستان والعراق ويجوز في الجماهيرية؟ لماذا يحرم قتل المسلم في أفغانستان والعراق وفلسطين ويجوز في الجماهيرية؟
قديما قامت الثورات في الجزائر ومصر وسوريا وليبيا وغيرها على الاستعمار، لماذا كانت تلك الثورات شرعية؟ ولماذا لا تكون الثورة اليوم شرعية ضد الاحتلال إذا دخل أرضنا؟ لأن الفايسبوك قال أنّ الثورة الحقيقية هي ما تعلنه الصليبية على المسلمين وليس العكس؟ نحن مع ديننا مع القرآن ولسنا مع الفايسبوك؟
لو كان محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة الآن لكان الفايسبوك ضده ولكان النيتو ضده، لتدخّلوا ليمنعوه من تطبيق الإسلام وشعائره .
أي إنسان له عقل، سيكتشف الأمر بسهولة، القضية قضية نار وجنة أو كفر وإيمان..
س – هذه عقيدة الجيش أم الشعب في الجماهيرية؟
ج – الجيش في ليبيا هو الشعب، الشعب المسلح، والجنود الذين قتلوا هم أبناء الشعب ، لماذا يريد البعض أن يُقنع العالم كله بأن الذين الخوارج الذين حملوا السلاح في بعض مناطق الجماهيرية هم الشعب كله؟بمعنى الشعب في طرابلس ليس شعبا؟وفي زليتن والخمس وسرت والزاوية وفزان وغيرها في طول وعرض الجماهيرية..هؤلاء ليسوا من الشعب؟ هم يتكلون عن الديمقراطية والأغلبية، لماذا لا ينظرون إلى نسبة المتمردين بالنسبة لمجموع الشعب؟
ثم، هؤلاء المتمردين، ما معنى أن يمتنع الشعب الليبي عن مساندتهم ويساندهم الخارج؟ هذا دليل كبير على أنّ الشعب ليس معهم.الحياة في أغلب مناطق ليبيا مستقرة، وهم لا يريدون تحرير الشعب ولا غير ذلك، هذه مجرد أكذوبة، هم يريدون تقسيم الجماهيرية إلى بلدين، وقد عرضوا ذلك بطريقة ما، يجب على العرب والمسلمين والعالم الحر أن يفهم أنهم عرضوا تقسيم الجماهيرية، نحن رفضنا، والآخرون قبلوا، فهل مشروعهم تحريري فعلا، أم أنهم يريدون تحقيق نزواتهم السلطوية ومصلحة الذين يدعمونهم، دون الاهتمام بوحدة البلد ووحدة الشعب.
من الأكثر وطنية ؟ نحن أم عملاء الاستعمار الصليبي؟
ثم، ماذا يقول الوالد الذي قتلوا ابنه الجندي بدم بارد؟اجتمعوا عليه هم والصليبيون وحاصروه وقتلوه وهو يذود عن بلاده، وهو في صحرائه، تحت نخله، قرب بيته، في أرض أجداده، ماذا يقول أبوه؟ أن هذه الثورة الصليبية مباركة؟ أن ابنه مات ظالما وأن الحق مع الذين قتلوه؟ من استحل دماء أبناء هذا الشعب ؟ وبحق أم بباطل؟
س – برأيكم، لماذا حدث ما حدث في الجماهيرية؟ولماذا الجماهيرية بالضبط؟
ج- لا يتعلق الأمر بالجماهيرية، بل بكل بلد حقدوا عليه وتمالأوا على تدميره، العراق أفضل نموذج ومثال ، ثم سوريا واليمن، وأفغانستان وغيرها.
ولماذا يقود هذا التمرد اليوم أقطاب كانوا لعقود طويلة مسؤولين؟ ثم، أي الفسادين أعظم، الفساد الذي يتهموننا به في الجماهيرية ، أم الفساد الذي في قطر والإمارات وغيرها، حيث القواعد العسكرية الصليبية التي تم منها العدوان على العراق لتخريبه وتدمير شعبه، والعلاقات مع العدو الإسرائيلي، وقمع المواطن سياسيا، وإذلال العمالة واستئثار عائلات بالسلطة لقرون..
هذا ليس فسادا؟ بأي ميزان ديني وأخلاقي وسياسي وحضاري هو فساد ،هو أكبر الفساد.
أحدهم يفتي في أوضاع الجماهيرية وبيته بجوار قاعدة السيلية، وقناة فضائية تتحدث عن تحرير الليبيين ، ومقرها موجود جنب القاعدة وجنب مكتب العلاقات الإسرائيلي الذي تم إغلاقه في الظاهر وهو في الحقيقة موجود.
على من يضحكون؟
جميع الأحرار والعقلاء يعرفون أن الجماهيرية تدفع ثمن مواقفها، ثمن وقفتها مع العراق ومع فلسطين ومع الأحرار في العالم .الجماهيرية تدفع ثمن صراحتها وكلمة الحق التي كانت شعارها دائما وخاصة خطاب الأخ القائد في الجمعية العامة للأمم المتحدة 2009..
س- إلى أين تسير الأمور؟
ج- الأمور تسير نحو هزيمتهم، حتى النيتو يعلن أن الخيار العسكري العدواني لن يكون حلا ، هم يريدون حلا سياسيا، اقتسام البلاد، ونحن نرفض وندعو جميع أحرار العالم إلى الوقوف معنا في رفضنا للتقسيم.
عصابة متمردة وخارجة على القانون لا وعي لها ولا ثوابت ولا ضوابط ، مجرد ألعوبة في يد الصليبين، تريد أن تفرض إرادته على شعب، على أمة ؟
هل الدين يجيز تقسيم البلدان؟هل الوطنية تجيز؟هل القبائل العربية تسمح؟هل المثقفون العرب يسمحون؟ هل أئمة الدين والفنانون والطلبة في كافة بقاع المعمورة يسمحون؟
نحن كشفنا الآن مخططهم، ونطالب الأمة بالتحرك في كل مكان، نطالبها بتنظيم احتجاجات للضغط على فرنسا وبريطانيا وأمريكا، نطالب الجاليات العربية في الغرب للتحرك، نطالب الجالية العربية والإسلامية في فرنسا للتحرك لإسقاط عدو العرب والمسلمين الرئيس الفرنسي ولحماية الجماهيرية من التقسيم.
نحن نطالب النشطين الأحرار في المنطقة والعالم بالتحرك في احتجاجات، في مظاهرات في مسيرات،في اعتصامات لحماية أرض الشهداء من أن تقسمها الأيدي الأثيمة..
ونقترح تنظيم جمعة عربية وإسلامية لرفض مشروع توطين اليهود في الشرق الليبي، مع العلم أن هناك جمعيات وهيئات صهيونية عالمية تقوم بذلك.
إننا نعلن أننا نقاتل من أجل كل الذين تستهدفهم الصليبية، لذلك نطالب هؤلاء بالوقوف معنا.
س- هناك دوائر عربية وعالمية تؤكد أن هذه الثورات شاملة ولا تستثني؟
ج – سنسلّم أنها كذلك فعلا لو أنها سمحت للفلسطينيين المقموعين والمظلومين بالثورة على الكيان الإسرائيلي لاسترداد حريتهم وحقوقهم، الرئيس الأمريكي قال إنه مع الثورة في بلداننا العربية، لكنه مع أمن إسرائيل.
هل هناك شعب عربي في المنطقة والعالم كله يعيش مأساة مستمرة ومتواصلة مثل الشعب الفلسطيني؟لماذا لا يسمح له بتقرير مصيره؟لماذا لا يتدخل النيتو لمساعدة الشعب الفلسطيني على تقرير مصيره؟لماذا لا يساعدونه على التحرر مثلما يساعدون شعوبا أخرى زعما على التحرر؟
هذه الثورة مدروسة ومحددة ومضبوطة الأماكن والأهداف، لذلك فهي لا تتحرك إلا في المناطق التي يريدون لها أن تتحرك فيها.
س - تقول باريس إنها ستحقق الاستقرار في ليبيا بعد التمكين لحلفائها.
ج- لا باريس ولا غيرها تستطيع أن تواجه التاريخ والجغرافيا ونواميس الكون، لماذا لم يستطيعوا نشر الاستقرار في العراق وأفغانستان؟ولماذا لم يستطيعوا أثناء الثورة التحريرية الجزائرية نشر الاستقرار بما جاؤوا به من حشود الأطلسي؟
كيف سيحققون الاستقرار وملايين من الليبيين سيتحولون إلى مقاومين في طول الصحراء وعرضها وفي المدن والجبال؟ والله لن يستطيعوا ذلك، فشعب ليبيا سيمنعهم من الاستقرار، وسيمنع عنهم لذة الانتصار ولذة امتصاص نفط ليبيا.لن تتحول ليبيا إلى منتجع لراحتهم ولا إلى مصدر آمن للنفط ، هم واهمون ، لن يستريحوا ولن يستقروا ولن يهنأوا بإمدادات النفط.
هذه بلادنا وسنقاتل لتحريرها مليون سنة .. سيغلبون يوما وينصرفون ..أما نحن فصبرنا طويل.
س - يتحدث البعض عن انشقاقات في صفوف المتمردين.
ج – لا بد أن تكون هناك انشقاقات لأنهم اجتمعوا على الباطل، وكانوا يظنون أن الشعب سيسقط في يومين، وذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأدركوا أن الأمم لا تسقط وأن الشعوب لا تسقط وأن التاريخ لا يسقط وأن الحق لا يسقط، وبدأوا يختصمون..
اختلفوا في الاستعانة بالصليبين جويا..وحين لم ينفع القصف الجوي ولم يحقق مرادهم، بدأوا يتحدثون عن استقدام قوات برية صليبية، واختلفوا، الذين لهم خلفيات إسلامية اختلفوا مع الليبرالين، قالوا : لا يجوز، ومصيرهم أن يتقاتلوا فيما بينهم، فالإسلاميون أدركوا أنّ مجلس العمالة استعملهم لصالح قوى مشبوهة، وهم اليوم يتراجعون، وأبناء الشعب، البسطاء بدأوا يدركون أن هؤلاء المتمردين بلا أخلاق وبلا وعي ولا يؤتمنون ، لقد حدثت تصفيات بينهم، حدثت مشاكل من فرط استعمال السلاح ضد بعضهم، هناك معلومات أنّ مجموعة منهم اختلفت مع مجموعة فطلبوا من النيتو تصفيتهم، وشَوْا بهم، وقالت الأخبار أنها عملية حدثت بالخطإ.
المطلعون على الأمر من الأهالي يعرفون أن الأمر مدبر ضد أبنائهم بعد اختلافهم مع أعضاء من مجلس العار.
نحن خائفون على مستقبل أبناء شعبنا بين هؤلاء الذين سيتقاتلون عاجلا أم آجلا، وقد بدأوا في ذلك.
هناك وثائق وقعت في أيدينا تتحدث عن وشاية لمجلس العار إلى الصليبين ببعض الأسماء التي يتهمونها بأنها ذات مطامح إسلامية، وقام المجلس بالمطالبة بتصفية هؤلاء لأنهم يشكلون خطرا على مستقبل الدولة العلمانية.
هنا حيث الفتنة خامدة يعيش شعبنا في أمان، أما هم هناك فنادمون على أنهم فقدوا الأمان والاستقرار واستباحوا الدماء ودخلوا الفتنة من بابها العريض.
اليوم اكتشف الشعب الليبي واقعهم وحقيقتهم، وهو لا يتمنى أن يقع في ما وقعوا فيه من الفتن.
س – في أي اتجاه يسير المنحنى البياني للحرب ؟
ج – نحن لا نشك أن النصر لنا ..ليبيا ستنتصر على الصليبين، هم هدفهم هو الفوضى، مثلما فعلوا في العراق.. أنت ترى اليوم في العراق نتائجهم..وفي الجماهيرية استطاعوا نشر الشقاق والفوضى ويتمنون أن يستمر هذا لعقود طويلة، لكن الله لا ينصر المفسدين، هم يريدون الفوضى ونحن نريد الاستقرار، هم يريدون التقسيم، نحن نريد وحدة أرض أجدادنا، هم غرباء ظالمون، ونحن أبناء هذا البلد وهذه الأمة.
نحن الذين سننتصر، أما هم فلم يستطيعوا تحقيق أية نتيجة لأن الشعب الليبي ضدهم، ماذا حققوا منذ دخولهم وعدوانهم؟ما هو الجديد؟ لا شيء، لا شيء، رغم ما تقوم به الفضائيات الداخلة في مشروعهم من الكذب والترويج لانتصارات وهمية.
ليأت الناس إلى طرابلس ليدركوا حقيقة الأمر، الناس فهموا اللعبة والشعب الليبي شعب مرتبط بعقيدته وأخلاقه وأرض أجداده، لا يمكن أن يكون في صف جزاريه وقاتليه ، في صف الصليبية..الشعب الليبي له رجولة تمنعه من أن يكتب عنه في التاريخ أنه اصطف في صف النيتو الصليبي.انظر إلى الذين اصطفوا مع النيتو في العراق وأفغانستان، ماذا يقال عنهم وماذا سيكتب عنهم التاريخ، فمن الذي سيرضى بأن يكون عميلا وخائنا؟!
????- زائر
رد: نص المقابلة التي أجراها الإعلامي محمد جربوعة مع المفكر والسياسي الليبي الوزير الأسبق أحمد إبراهيم منصور بتاريخ 31 مايو 2011م
مع اختلافي معك في إلغاء تدريس اللغة الانجليزية في السابق
ومع المثل الذي يقول الرجل للرجل يقرع عندما يرأ فيه الصواب
اقول لك سلم فاك
والله هذا الكلام لا يزيد عليه العارف إلا كلمة رحم الله والديك وانار الله دربك وزادك بسطة في العلم والتحليل
يعني بصراحة اللي يقرأ الكلام هذا ومزال ينظل يصبح للاسف ماهوش بني ادم بكل ولا طمع فيه ، بأن ينصلح حاله يوما
ومع المثل الذي يقول الرجل للرجل يقرع عندما يرأ فيه الصواب
اقول لك سلم فاك
والله هذا الكلام لا يزيد عليه العارف إلا كلمة رحم الله والديك وانار الله دربك وزادك بسطة في العلم والتحليل
يعني بصراحة اللي يقرأ الكلام هذا ومزال ينظل يصبح للاسف ماهوش بني ادم بكل ولا طمع فيه ، بأن ينصلح حاله يوما
عدل سابقا من قبل محمد ابوبكر علي في الأربعاء 1 يونيو - 16:20 عدل 1 مرات
محمد ابوبكر علي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2208
نقاط : 12342
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
. :
. :
"نضرية التطور":
نعم اخى..وقترح انه نطبق "نضرية التطور":
- مصطلح "تائه/تايهين" لكل "مغرر به" لم يرجع الى رشده فتقدمت به المرحله فاصبح "تايه"
-وهى مرحله/حاله قد تتطور بصاحبها فيصبح "حيوان شرس دموي; او مايعرف" بمجرم/ارهابى"....وعادة ما يتحركون كقطيع وهى تسمى "عصابات مسلحه"
- وقد يتنتهى به المطاف فيصبح كائن "ضلامى, بؤرة وباء وموت وهو مايعرف ب.. "جرد"
ونسال لله السلامه
- مصطلح "تائه/تايهين" لكل "مغرر به" لم يرجع الى رشده فتقدمت به المرحله فاصبح "تايه"
-وهى مرحله/حاله قد تتطور بصاحبها فيصبح "حيوان شرس دموي; او مايعرف" بمجرم/ارهابى"....وعادة ما يتحركون كقطيع وهى تسمى "عصابات مسلحه"
- وقد يتنتهى به المطاف فيصبح كائن "ضلامى, بؤرة وباء وموت وهو مايعرف ب.. "جرد"
ونسال لله السلامه
Patriot-
- الجنس :
عدد المساهمات : 130
نقاط : 10020
تاريخ التسجيل : 22/05/2011
رد: نص المقابلة التي أجراها الإعلامي محمد جربوعة مع المفكر والسياسي الليبي الوزير الأسبق أحمد إبراهيم منصور بتاريخ 31 مايو 2011م
هذا الكلام ينسجم مع دين المسلم وعروبته ووطنيته ورجولته
????- زائر
رد: نص المقابلة التي أجراها الإعلامي محمد جربوعة مع المفكر والسياسي الليبي الوزير الأسبق أحمد إبراهيم منصور بتاريخ 31 مايو 2011م
هدا الرجل في احدي محاضراته اكد انه من اكبر الاخطاء عوده من هم بالخارج الي ليبيا لان ولائهم ليس لليبيا وانما للغرب والاستتخبارات الاجنبيه وقد قوبل هدا التصريح بادانه شديده . وهانحن نقف علي كلامك يادكتور
كريموو-
- الجنس :
عدد المساهمات : 21
نقاط : 9866
تاريخ التسجيل : 27/05/2011
رد: نص المقابلة التي أجراها الإعلامي محمد جربوعة مع المفكر والسياسي الليبي الوزير الأسبق أحمد إبراهيم منصور بتاريخ 31 مايو 2011م
كلام جميل ورائع و.. بارك الله فيك وجزاك خيرا اخي الكريم
Libyan Patriot-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2570
نقاط : 12632
تاريخ التسجيل : 20/04/2011
مواضيع مماثلة
» حان وعد قيامتنا.. بقلم الاديب المفكر الاسير/ أحمد محمد إبراهيم
» حياة المفكر العربي الليبي الأستاذ أحمد إبراهيم في خطر
» رسالة المفكر الإسلامي محمد جربوعة إلى أبناء ورفلة
» المفكر الإسلامي محمد جربوعة يوجه رسالة إلى بلحاج والصلابي وإسلاميي ليبيا
» رسالة المفكر الإسلامي محمد جربوعة الثانية إلى عبد الحكيم بلحاج والصلابي وإسلاميي ليبيا
» حياة المفكر العربي الليبي الأستاذ أحمد إبراهيم في خطر
» رسالة المفكر الإسلامي محمد جربوعة إلى أبناء ورفلة
» المفكر الإسلامي محمد جربوعة يوجه رسالة إلى بلحاج والصلابي وإسلاميي ليبيا
» رسالة المفكر الإسلامي محمد جربوعة الثانية إلى عبد الحكيم بلحاج والصلابي وإسلاميي ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي