عابر سبيل

في أوائل العام الماضي (2011) عشنا أياما قاسية عشناها بكل مرارتها ظاهرها وباطنها، لكننا - سبحان الله- تأقلمنا مع وضع الحروب، تعلمنا كيف نعيشها، كيف نضحك والصواريخ تسقط من هنا وهناك بلا سابق إنذار، تعلمنا كيف نجعل من طائرات حلف الأطلسي مجرد نكت ترسم البسمة على شفاهنا في ليال الصيف الطويلة، وربما بعضنا جعل منها منبها يوقظه كل صباح وبعضنا الآخر كان يعتبرها موسيقى رومانسية تأخذه إلى عالم بعيد، وكثير منا عان من القصف العنيف وفقد عزيزا أو عزيزين وربما أكثر من ذلك، ولكننا تعلمنا الصبر والرضا فالحمد لله على كل حال كانت تخرج من أفواهنا صادقة.. بين صفحات هذه السنة وهناك في تلك القرية حيث تعيش فاطمة مع أمها المريضة، كانت فاطمة تراعي أمها وترفض أن يأخذ غيرها هذه المهمة أمها التي تعيش طريحة الفراش منذ عام 2000، فاطمة لها أربع إخوة متزوجون ومستقلون بحياتهم احدهم يسكن بالقرب من أمه وأخته ويراعيهما، كان يتقدم لخطبتها الكثيرون لنبل أخلاقها وبساطتها هي كما يقول عنها الجميع (بنت أصول) لكنها كانت ترفض أي شيء يحول دونها ودون رعاية والدتها، رغم إصرار إخوتها بأنهم وزوجاتهم من سيهتم بأمهم ورغم إصرار الأم أيضا إلا أنها كانت كلما فتحوا لها الموضوع تجيب باختصار
لا تتعبوا أنفسكم فأنا لن أترك أمي.
وطبعا كان إخوتها يرفضون تماما أن تنتقل أمهم لتعيش في بيت ابنتها، كما كان يعترض الخاطبون أحيانا، فأي موضوع كان يفتح بالخصوص لا يأخذ أكثر من أسبوع لينتهي.

هنا فقط ألقينا ضوءا بسيطا عن طبيعة حياتها قبل تلك الليلة التي يسميها الكثيرون بالليلة المشئومة ليلة 15 فبراير، حيث قامت الدنيا ولم تقعد بسبب الأحداث في شرق البلاد، والقنوات الفضائية التي كانت تصب الزيت على النار ليزداد التوتر في الشارع الليبي، كانت فاطمة ببساطتها كفتاة قروية وبإيمانها الشديد تقول لإخوتها كلما لاحظت الخوف يملأهم والقلق يسيطر عليهم:
لا تقلقوا لن نرى أكثر مما كتب الله لنا ان نراه، ثم إننا نحن الليبيون طيبون ولا أحن منا على بعضنا سترون كيف سينقضي الأمر ولن يأخذ أكثر من أسبوعين وإن طال فلن يتجاوز الشهر.
رد أخوها الأكبر (محمد)
يا رب، كم نتمنى ذلك يا فاطمة ولكنني أشم رائحة إعصار قادم يمسح كل شيء وأول شيء الطيبة والمحبة اللتان كنت تتكلمين عنهما.
أذكر الله يا محمد أنت أخونا الكبير ويفترض أنك من يشجعنا أم لقرب المسافة تخشى أن تصل الأمور إلى هنا صدقني إن امتدت فلن تتجاوز اجدابيا اطمئن وأشكو همك إلى الله فلا شيء يغير القدر أكثر من الدعاء..
هنا جاء أخوها الأصغر سالم
فاطمة محمد أأنتما هنا ألم تسمعا الخبر عرض على كافة القنوات اسألوا الله الفرج فالأمور لا تبشر بخير.
على رسلك يا سالم دائما وأنت عجول اشرب بعض الماء ثم خذ نفسا عميقا وأخبرنا ما هذا الخبر.
وهل ستنتظري كل هذا لنسمع الخبر يا فاطمة أخبرنا يا سالم هيا.

يتبع ............

من طرف green girl الإثنين 23 يناير - 17:57

بداية رائعه كما عودتينا دائما اختنا ريم التشويق والاننظار وعنصر المفاجأه عموما نحن بالانتظار متمنيه لا تتركينا لفترة طويله نعيش الانتظار ====================================== Flag

سرت التي تتوسط ليبيا الحبيبه وخير الامور اوسطها Flag

متشـــــــــــــــوقه لبااقى القصه ،
ماشاء الله عليك عيشتينا فى الابدااع
ودكرتينا با اياام لن ننساها،
شكرا عزيزتى فى انتظار باقى القصه ومزيد من العطاااء ,,

ماشاء الله عليك

من طرف teto الإثنين 23 يناير - 21:19

من طرف ???? الإثنين 23 يناير - 21:20

ما شاءالله وتبارك الله

ربي يحفظك

لو كنت املك نجمة زنقتنا لتنازلت لك عنها عن طيب خاطر لانك مبدعة

وفقك الله يا اختي

بنت طرابلس 1 كتب: متشـــــــــــــــوقه لبااقى القصه ،
ماشاء الله عليك عيشتينا فى الابدااع
ودكرتينا با اياام لن ننساها،
شكرا عزيزتى فى انتظار باقى القصه ومزيد من العطاااء ,,

تبارك الرحمان عليك ياريم طريقة الالقاء رائعة ومشوقة احس انك تريدين ان تعليمينا كيف نصر ونتظر وكل شئ في وقته حلو بس احنى متشوقين للنهاية واعلم ان مش كل شي يجي بالساهل تعرفي لينا هلبه على هذه القصص الحقيقية الواقعية التي تنبع من وجدان الناس عموما نحنوا في انتظار سالم والخبر اتمنى ان يكون خير

من طرف Zico الإثنين 23 يناير - 21:41

الله ينور يا مؤلفتنا مشكورة

من طرف سفانة الإثنين 23 يناير - 22:01

بداية موفقة ولكن اختلف معك بان صوت طائرات الاطلسي كانها موسيقا رومانسية.اي رومانسة تاتي من وراء القتل والدمار واختراق حاجز الهدوء الذي كنتم تنعمون به

سفانة كتب:بداية موفقة ولكن اختلف معك بان صوت طائرات الاطلسي كانها موسيقا رومانسية.اي رومانسة تاتي من وراء القتل والدمار واختراق حاجز الهدوء الذي كنتم تنعمون به

شكرا لمروركم جميعا فهو ما يثري كتاباتي المتواضعة بارك الله فيكم جميعا وشكرا لك أخي السهم الناري على كلماتك الطيبة.
أختي سفانة عندما أصبحت أصوات الطائرات أمرا لا فرار منه، عندما أصبحت قدرنا تعودنا عليها وتعايشنا ممعها ولكي نحافظ على الابتسامه بات كل منا يتخيلها بهيئة ما تتلاءم مع حياته التي يحب ان يعيش..

بنت طرابلس 1 كتب: متشـــــــــــــــوقه لبااقى القصه ،
ماشاء الله عليك عيشتينا فى الابدااع
ودكرتينا با اياام لن ننساها،
شكرا عزيزتى فى انتظار باقى القصه ومزيد من العطاااء ,,

green girl كتب:بداية رائعه كما عودتينا دائما اختنا ريم التشويق والاننظار وعنصر المفاجأه عموما نحن بالانتظار متمنيه لا تتركينا لفترة طويله نعيش الانتظار ====================================== سرت التي تتوسط ليبيا الحبيبه وخير الامور اوسطها

ماشاء الله كالعاده لا اجد ما يوصف كلامك الجميل والمعبر
ابدعتي اختي واشتقنا لقصصك الجميله
نسأل الله ان يرعاك ويحفظك

كـعادتك عـزيزتي ريـم , مميزة , مرهـفة الإحـساس , حملتـينا بقـلمك إلى عـالم آخر وبأحداث كل واحد قـد عـاشهـا بطريقة مخـتلفه ,,
بإنتظـار باقي القـصة بكـل شـوق ..

بنت طرابلس 1 كتب: متشـــــــــــــــوقه لبااقى القصه ،
ماشاء الله عليك عيشتينا فى الابدااع
ودكرتينا با اياام لن ننساها،
شكرا عزيزتى فى انتظار باقى القصه ومزيد من العطاااء ,,