عام على اعتاب نفق /مقال رصين يستحق القرأه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عام على اعتاب نفق /مقال رصين يستحق القرأه
05 فبراير, 2012
عام على أعتاب نفق
تسربت في مثل هذا الوقت من العام الماضي
أنباء تفيد عن استعدادات تجريها قناة الجزيرة القطرية لتغطية أحداث ستحصل
في ليبيا، غير أن القناة سارعت إلى نفي الخبر عن طريق موقعها الالكتروني،
مشيرة إلى أن القناة ليست لديها أية نوايا تجاه الدولة الجماهيرية.
وحيث أن الجميع كان منشغلاً بما حدث في
تونس حينها، وما يحدث في المحروسة مصر، فإن الدور الذي ستلعبه القناة في
ليبيا سوف لن يتعدى ما قد يحدث فعلاً على الأرض، وبالتالي فإن التعاطي مع
الأحداث لن يقلق أحداً، هكذا فكر النظام يومها.
وما أن جاءت الذكرى التي لا يعرفها الناس،
وتعالى النواح على شباب مضى على قتلهم أكثر من أربعة عشر عاماً، ولم يجد
رفاتهم أحد، حتى تحولت القناة الإخبارية الأكثر شهرة في الوطن العربي إلى
غرفة عمليات تقود أمكر حملة تضليل وتزوير عرفها تاريخ التلفزيون، وانطلقت
من على شاشاتها عمليات القتل والتنكيل المؤلفة داخل استوديوهات الدوحة،
وحتى لا ينظر إلى هذا المقال باعتباره مجرد دفاع فات أوانه، فإنني أتحدى
الحكومة الليبية أن تعهد لجهة مستقلة بالتحري عن أعداد القتلى الذين سقطوا
في بنغازي خاصة، ومطابقتها مع ما كانت تبثه قناة الجزيرة، فضلاً عن قصف
المدنيين بالطائرات الحربية، ونشر المرتزقة الذين لم يعد لهم أثر.
وعلى كل حال، فالليبيون جميعهم يعرفون أن
الدعوى إلى الانتفاض على النظام يوم السابع عشر من فبراير لم يُستجب لها،
باستثناء بعض الأهالي في مدينتي بنغازي والبيضاء، وأنا أتحدى مرة أخرى من
يثبت أن أي مدينة أخرى حدث فيها شيء يمكن تسميته انتفاضة خلال التاريخ الذي
حددته أول مرة مصادر مجهولة، إلا أن القلاقل بدأت في الظهور تباعاً، كردة
فعل على مايبدو أن النظام يقوم به في مدينة بنغازي وفقاً لما أوردته قناة
الجزيرة، وليس لنية الانتفاض على نظام خبروه وخبرهم، وإلا فإنهم كانوا قد
استجابوا لدعوة الخروج في السابع عشر من فبراير، وهكذا بفعل التضليل تعالت
الأصوات من هنا وهناك احتجاجاً على مايجري، ولا يلام أحد على ذلك،
فالسيناريوهات المفبركة التي شاهدناها كفيلة بإثارة المشاعر.
وهكذا دخلنا إلى النفق دون أن نشعر،
قادتنا إليه ثلاث فئات ليست متجانسة، الانقلابيون الذين سرقوا المال
وأوهمونا بأنهم معنا، لكنهم لم يدخلوا المعمعة ولا أحد من أبنائهم، وفضلوا
الفنادق ذات النجوم الخمسة، وهم الذين يتحكمون في الموارد والعلاقات
الخارجية حتى هذه اللحظة، ثم المعارضون القابعون في الغرب منذ عشرات السنين
ولا أمل لهم في العودة والقذافي على قيد الحياة، فكانوا يسوقون الأكاذيب
ويؤججون المشاعر ويرهفون بما لا يعلمون، وهم كذلك حافظوا على حياتهم وحياة
ابنائهم ولم يدخلوا أتون المعارك، وهم في تحالف مع الانقلابيين سرعان
ماسينقلب إلى نزاع، فالحديث عن منع مزدوجي الجنسية من الترشح للانتخابات
يأتي في هذا السياق، الفئة الثالثة وهي قوى الشر العالمية ( من خلال
الجزيرة ثم الناتو لاحقاً) التي لم تستطع طيلة أربعين عاماً أن تدجن رجلاً
مثل القذافي الذي وصفه عبدالرحمن شلقم في كتابه الصادر مؤخراً، بأنه رجل
استثنائي، وهكذا سُقنا نحن عموم الشعب كما تساق القطعان، إلى نفق قضينا على
أعتابه عاماً كاملاً.
قال لنا عزمي بشارة أن نظام القذافي هش
ولن يصمد أكثر من أيام، فإذا به يقاتل بشراسة طيلة ثمانية أشهر، بدون أموال
ولا وقود ولا كهرباء ولا غطاء جوي، فلحقت الهشاشة بعقولنا.
ظهر علينا عبدالرحمن شلقم مدعياً من باب
العليم ببواطن الامور أن القذافي وحده وليس معه سوى خمسمائة من المرتزقة،
فإذا بجحافل المتطوعين تغطي الجبهات، والمؤيدون يملأون الساحات، وشيوخ
القبائل يلقون بيانات التأييد والمؤازرة، فاحتجنا إلى من يؤازرنا ونحن أمام
نفق عظيم.
توقفت الدراسة عاماً كاملاً لم تتوقف مثله طيلة اثنين وأربعين عاماً، ولا نعلم إن كان في النفق مدارس.
دمرت كل معدات الدفاع الجوي، ومعظم وحدات الجيش، وحلّت الوحدات المسلحة، الأمر الذي لايشبهه أمر منذ تأسيس أن كان لليبيا جيش.
تقطعت السبل بالليبيين في دول الجوار في
حادثة نادرة لم تعرفها ليبيا منذ الكساد الكبير مطلع القرن الماضي، لازالوا
مهجرين في الداخل والخارج إلى هذه اللحظة.
قتل الليبيون ولي أمرهم الذي قاد البلاد
اثنتين وأربعين عاماً، دون أن يجمع أهل الذكر على أمره، فاختلفوا فيه، ووقع
بنو جلدتي في شر نسأل الله منه السلامة.
تقاتل الناس بحد اللسان وحد السيف، فقطعت
الأرحام، وزهقت الأنفس البريئة، فقاتل ليبيون أصيلون مع القذافي، وقاتل
ليبيون أصيلون ضده، فكانت أشبه بالحرب الأهلية، لولا كثرة قوات الشعب المسلح.
تدنى إنتاج البلاد من النفط إلى أن توقف، وفقد الناس مقدرات عيشهم، وعندما عاد، عادت معه أيادٍ جديدة، كان همها وضع اليد عليه.
فقدت البلاد السيطرة على حدودها، فتدفقت المخدرات، وشاعت المسكرات، فلا ناكر ولا مستنكر، وسط ظلام نفق طويل.
وحين انقشع غبار المعارك، احتفظ الناس
بأسلحتهم، وشكلوا كتائب وجحافل، وقسموا البلاد عملياً إلى ألف دويلة، فلا
يستطيع أحد من أبناء قبائل المشاشية مثلاً أن يتجول في أسواق الزنتان
الشعبية، وليس بمقدور أحد من مدينة مصراتة أن يتعلم في مدارس بني وليد،
وأبناء الإصابعة محرومون من الالتحاق بأعمالهم في مدينة غريان، وأبناء
غريان لايستطيعون دخول الأصابعة، وهكذا هي الدويلات التي نشأت على أنقاض
الوطن الواحد، خلال عام واحد.
هذا حالنا أمام النفق، فكيف إذا تعمقت بنا سبله
الكاتب الليبي سالم الباف /الحوار السياسى الليبيى
عدل سابقا من قبل جماهيري ضد الرشوقراطيه في الإثنين 6 فبراير - 23:15 عدل 1 مرات (السبب : تنسيق)
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15473
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: عام على اعتاب نفق /مقال رصين يستحق القرأه
الله المستعان
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ماينتسى مالبال خوي جيفارا... اجعنا جنانن عاليات اديارا.... يوم ملاحم سرت..... سجل فخر ليبيا بكل جدارا
رحمك الله يا اخونا المعتصم بالله يا جيفارا العرب
ليبيا هي امي وغلاها يجري في دمي
محارب الصحراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 9353
نقاط : 21426
تاريخ التسجيل : 28/07/2011
. :
. :
مواضيع مماثلة
» ليبيا، إقصاء الجيش وهيمنة عناصر القاعدة /مقال لحسام المصراتى يستحق القرأه
» لهذا يرفض المنقوش تعيين رئيساً لأركان القوات البرية/ مقال لحسام المصراتى يستحق القرأه
» رسالة الى خوارج العصر /مقال رصين للاخ علي الرداد
» مقال عن مخططات الاخوان والامريكان لحكم ليبيا / مقال يستحق الدراسة
» د. مصطفي علي الزاوي : مصراته هي مصراته
» لهذا يرفض المنقوش تعيين رئيساً لأركان القوات البرية/ مقال لحسام المصراتى يستحق القرأه
» رسالة الى خوارج العصر /مقال رصين للاخ علي الرداد
» مقال عن مخططات الاخوان والامريكان لحكم ليبيا / مقال يستحق الدراسة
» د. مصطفي علي الزاوي : مصراته هي مصراته
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي