ليبيا، إقصاء الجيش وهيمنة عناصر القاعدة /مقال لحسام المصراتى يستحق القرأه
صفحة 1 من اصل 1
ليبيا، إقصاء الجيش وهيمنة عناصر القاعدة /مقال لحسام المصراتى يستحق القرأه
بعد "عبد الحكيم بالحاج" الذي صَدَقَ أوهام البطولة والزعامة
والمجد الاعلامي في سوق "الجزيرة"، يقفز إلى السطح رفيقه في التنظيم
القتالي الذي تأسس في ثمانينات القرن الماضي " الصديق المبروك الغيثي"
(وكيل وزارة الدفاع لشؤون أمن الحدود والمنشأت والأهداف الحيوية). الذي
يطالب بأن تستقل إدارته لأمن الحدود والمنشآت والأهداف الحيوية عن سلطات
الدولة مالياً وإداريا وأن يبسط نفوده المسلح على الحدود والمنشآت دون قيد
أو شرط. وعمله على إقصاء كل عناصر الجيش الليبي.
تبارك أمريكا هذا الحراك "القاعدي" تماماً مثلما فعلت في
أفغانستان. صنعت ما يسمى بالقاعدة للقضاء على الروس ومن تم مهدت لهم
للسيطرة على أفغانستان وفبركت الحملة الاعلامية من بعد بأنهم إرهابيون
وظلاميون ويهددون أمن العالم بأسره لتبرر حملتها المسعورة ضد البلد المسلم
"أفغانستان". ولتصبح القاعدة "أهم مبرر" لإحتلال أفغانستان وتدميرها
وانتهاك حرماتها والتنكيل بشعبها. كما أستغلت القاعدة كغطاء من أجل بقاء
قوات الاحتلال الامريكي في العراق منذ 2003 وحتى الآن.
وهكذا كان تنظيم القاعدة "براقش" التي جنت على أهلها. معتقدة بأن
نباحها سيخيف الغزاة ويردهم على أعقابهم. وانتهت العراق وأفغانستان للأبد
وظلت "براقش" تجوب وديانها المقفرة.
لقد تم حشر "الصديق المبروك" في تشكيلة حكومة (التكنوقراط)
المؤقتة وكيلاً لوزارة الدفاع لشؤون أمن الحدود والمنشآت الحيوية. وهذا
الرجل هو خريج كلية الآداب وعمل مدرساً في التعليم. وهذه احدى أكاذيب
(التكنوقراط)..!
يعلم "الصديق المبروك" جيداً بأنه لا علاقة له بمسائل أمن الحدود
والعسكرة وحماية المنشآت ولا كيف يدير مؤسسة كبرت أو صغرت ولكنه، بعد أن
أدرك نشوة السلطة وإغواءها فإنه ليس مستعداً بأن يضحي بمنصبه لمن هو أقدر
منه أو من أفنى عمره في دراسة هذا الاختصاص وأدرك مجاهيله. سيقول ما قاله
"ناكر": (وباش خير مني السياسيين كلنا نفهموا في السياسة واهم حاجة انا
مناضل ودفعت الثمن في 36 معركة..!)
رغم أننا نحترم عبد الله ناكر ونحترم الصديق المبروك على الصعيد
الشخصي ونقدر سيرتهم النضالية.. ولكن.. رحم الله إمرء عرف قدر نفسه وعمل
ضمن اختصاصه. وأن يتحلى بالشجاعة ليقول إنني لا أفقه في هذا المجال وأتركه
للمختصين.
مدرس الفلسفة "الصديق المبروك" لازال يرفض بأن يعترف بأن العسكرة
والادارات الأمنية اصبحت تخصص أكاديمي وأن في ليبيا عشرات الاف من
الاكاديميين العسكريين والأمنيين من ضباط وضباط صف وجنود بمختلف التخصصات
العلمية بهذا المجال. ولكنه فقط يتشبث بالتزكية القطرية والمحاصصة المشبوهة
في توزيع الحقائب. وهي حق اريد به باطل.
لا يعني امريكا وقطر معاييركم النضالية بل يعنيها ابعاد مؤسسات
الدولة عن جادة الصواب وكل ما من شأنه ان يعيد الحياة لمؤسسات الدولة
الليبية واستعادتها للسيطرة على مقدرات البلاد وفرضها لسلطتها وسيادتها.
حتى تستمر هذه الفوضى الممنهجة في ظل حكومة الفوضى، بتشكيلة نكاد نقول بأنه
لا أحد فيها لديه علاقة بوزارته ليس على المستوى الأكاديمي فحسب بل وحتى
على مستوى الخبرة العملية. عدا "معايير النضال" وهي حق أريد به باطل.
وبأن يكون المسؤول قد ناضل مع عبد الحكيم بالحاج أو ممن
تحرك ليلة السابع عشر من فبراير..!! ولا يهم إن كان متخصصاً او خبيراً
المهم كم عاماً سجن أو كم عاماً قضى في أمريكا.
أيها "الصديق المبروك" لا تفرح بما أتاك.. فما أريد من استخدامك
إلا أن تكون مسماراً آخر يُدَق في نعش الجيش الليبي وإقصاء كل كفاءاته
وخبراته بمختلف مراتبهم ومختلف اختصاصاتهم. ولا تأخذك العزة بالإثم فلن
تستوي مع الذين يعلمون ومع من أوتوا العلم بما استحوذت عليه لا لشيء إلا
محاباة ومحاصصة ظالمة ورضاً قطري-امريكي. وليتكرر على أيديكم ذات السيناريو
فبحجة "إجتثات البعث" تم التخلص من كل الخبرات والرموز والأكاديميين
العراقيين بعثياً كان أو غير بعثي.. المهم أن لا تستعيد العراق عافيتها
وقوتها.. وكذلك ليبيا، انه حرفياً السيناريو نفسه وفي كل مؤسسات الدولة بحق
وبغير حق يتم تصفية وإقصاء كل المختصين والخبرات بحجة الـ 42 عام من
الخدمة في ظل "العهد المباد". هل يعقل أن يدير مؤسسات الجيش والأمن مدنيون؟
ويتساءل المواطن لماذا هذا التباطؤ ولماذا هذه الفوضى "الممنهجة"؟
ألم تتساءلوا مثلاً لما يماطل "المنقوش" حتى الآن في تعيين رئيس
أركان للقوات البرية؟ لماذا نسمع البيانات والتصريحات من الثوار بأنهم على
استعداد لتسليم السلاح والعتاد العسكري ولكن الحكومة لم تحرك ساكناً ولم
تتخذ أي اجراء رسمي بالخصوص؟ وكل ما يفعلونه هو الجعجعة الاعلامية وتحول
السلاح والثوار الى شماعة لا ستمرار الفوضى وعدم الاستقرار!
عموماً اطمئنوا.. سَتُيسِر لكم أمريكا عن طريق واجهتها (القطرية
طبعا) أمر سيطرتكم على الحدود والمنشآت الحيوية وسيكون لكم سلطتكم المُطلقة
التي تريدون ولكن، ماذا بعد؟
ببساطة ستكونون الضوء الأخضر للغزو الأمريكي الجديد حماية
لمصالحها وأمنها القومي وبحجة أن القاعدة - المتمثلة في شخصكم شئتم أم
أبيتم- تُسيطِر على ليبيا وتمول الارهاب العالمي عبر الحدود التي تسيطرون
عليها ولن يعدموا تلفيق التُّهم وإن لم تفعلوا..! وربما قد سمعتم تصريح
المرشح الرئاسي الامريكي الجديد بأن "ليبيا الجديدة تحكمها طالبان"..!
وبداية الحرب كلمة..!
والله إنها لموجعة تلك الحرقة التي يعانيها ضباط الجيش الليبي
وخبرائه وأكاديمييه وهم يتم إقصاءهم ظلماً وعدواناً ويرون البلاد تساق إلى
ما لا يُحمَد عُقبَاه.. وأنتم تقودونها بأيديكم إلى أفغانستان أخرى وأنتم
لا تعلمون.. وتجهلون ما تقترفه ايديكم.. رفقاً بهذا البلد المسلم.. واتقوا
الله في ليبيا.. ألا يكفينا العراق وأفغانستان والسودان وفلسطين...
اتقوا الله في ليبيا.. ولاتقذفوا بهذا البلد إلى التهلكة والدمار..
بقلم حسام المصراتى
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15501
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» ليبيا في سوق النخاسة /مقال يستحق الداسة
» لهذا يرفض المنقوش تعيين رئيساً لأركان القوات البرية/ مقال لحسام المصراتى يستحق القرأه
» عام على اعتاب نفق /مقال رصين يستحق القرأه
» مقال عن مخططات الاخوان والامريكان لحكم ليبيا / مقال يستحق الدراسة
» التسامح .. خيار ليبيا الوحيد / القذافي مازال حياً يجوب مدن ليبيا وأزقتها ويشارك محبيه ومبغضيه أنفاسهم وأحلامهم ويحتكرهم / مقال يستق القرأه من صحيفة القدس العربى
» لهذا يرفض المنقوش تعيين رئيساً لأركان القوات البرية/ مقال لحسام المصراتى يستحق القرأه
» عام على اعتاب نفق /مقال رصين يستحق القرأه
» مقال عن مخططات الاخوان والامريكان لحكم ليبيا / مقال يستحق الدراسة
» التسامح .. خيار ليبيا الوحيد / القذافي مازال حياً يجوب مدن ليبيا وأزقتها ويشارك محبيه ومبغضيه أنفاسهم وأحلامهم ويحتكرهم / مقال يستق القرأه من صحيفة القدس العربى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي