سحر ساركوزي ينقلب عليه في ليبيا .....عبد الباري عطوان
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سحر ساركوزي ينقلب عليه في ليبيا .....عبد الباري عطوان
لم نكن، ولن نكون من المعجبين، او المناصرين، للسيدة ماري لوبان مرشحة
الجبهة الوطنية العنصرية لانتخابات الرئاسة الفرنسية، ولكننا نعترف انها،
ولأسباب متناقضة مع اهدافنا، اصابت كبد الحقيقة عندما اعتبرت في تصريح ادلت
به يوم امس الاول، ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمفكر اليساري
اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي اثارا بتدخلهما في ليبيا موجة اسلامية في
كامل افريقيا الساحل، قد لا تكون مالي المرحلة الوحيدة فيها.
الفوضى
العارمة والمسلحة التي تعمّ حاليا الصحراء الافريقية الكبرى، والاضطرابات
المتصاعدة التي تواجهها مالي، حليف فرنسا القوي، ووجود حزام اسلامي مدجج
بالاسلحة يمتد من موريتانيا في الغرب، الى الصومال في الشرق، يشكل تنظيم
'القاعدة' وجماعات اسلامية متشددة اخرى نواته، هو دليل اكيد على انقلاب
السحر على الساحر.
فالثنائي ساركوزي ـ ليفي، ارادا نظاما ووضعا مواليا
للغرب ،وفرنسا بالتحديد، في ليبيا ليخسرا مالي وربما تشاد والنيجر قريبا
دون ان يحققا حلمهما في كسب ليبيا، فأصدقاؤهما الليبراليون من امثال السيد
محمود جبريل اختفوا عن الخريطة السياسية تماما، وباتوا يندبون حظهم العاثر،
ويوجهون اتهامات للغرب بالتخلي عنهم وترك ليبيا تقع في قبضة الاسلاميين
المتشددين، على حد قولهم.
ساركوزي الذي كان متحمسا للتدخل العسكري في
ليبيا لا يعرف ماذا يفعل لمواجهة هذه التطورات في مالي ودول الساحل، حيث
يتحول شمال هذه الدولة الديمقراطية الى امارة اسلامية يحكمها تحالف من
الطوارق المحاربين الاشداء الذين قاتلوا في صفوف كتائب نظام القذافي
الديكتاتوري، وتنظيم 'القاعدة' في منطقة الساحل بزعامة مختار بلمختار
ورجاله الاكثر بأسا وجبروتا.
نسبة كبيرة من الاسلحة المتقدمة التي كانت
تطفح بها مخازن النظام الليبي السابق وقعت في ايدي هذا التحالف، وكذلك
السيارات رباعية الدفع والعربات المدرعة، ومن المؤكد ان امارة شمال مالي
الاسلامية اذا ما استقرت ستكون نقطة انطلاق للاطاحة بأنظمة اخرى موالية
للغرب في المنطقة، ومجلس اللا وطني الليبي ليس استثناء، فعندما يرفع بعض
انصار العقيد القذافي اعلام القاعدة في كل من سرت وبني الوليد، وعندما
يتعطش الطوارق والقبائل الليبية الافريقية اللون للثأر من الذين تعاطوا
معهم بطريقة عنصرية بغيضة بحجة ولائهم للنظام السابق فإن علينا ان نتوقع
الاسوأ.
الغرب استطاع ان يحقق بعض اهدافه بوصول انتاج النفط الليبي الى
معدلات انتاجه السابقة (1.4 مليون برميل يوميا) واستمرار تدفقه الى مصافيه
الاوروبية، ولذلك لم نعد نسمع او نقرأ عن اجتماعات ومؤتمرات اصدقاء ليبيا،
ولكن لن يستمر هذا التدفق النفطي مجانا ودون اعراض جانبية للتدخل العسكري
الذي حققه، ونحن نتحدث هنا عن موجات الهجرة غير الشرعية التي قد تتدفق ايضا
بموازاة خطوط ناقلات النفط، وانابيب الغاز المتجهة شمالا، وهجمات وتفجيرات
على غرار تلك التي نفذها محمد مراح في تولوز.
' ' '
ليبيا
الجديدة، مثل العراق الجديد، تواجه التفكك والفوضى، فالثورة التي حظيت بدعم
الناتو وطائراته اعادت اشعال فتيل الصراعات القبلية والعرقية والمناطقية،
الواحدة تلو الاخرى، في ظل تنافس دموي بين العديد من الميليشيات المسلحة
على مناطق النفوذ في المدن الرئيسية والعاصمة طرابلس على وجه الخصوص.
حكومة مجلس اللا وطني الانتقالي تبدو عاجزة تماما عن نزع اسلحة الميليشيات،
سواء بالقوة او بالرشوة، ففي الشهر الماضي اقام مجلس اللا وطني مركز تجنيد
وتوظيف في اكاديمية للشرطة لهذا الغرض، ودفع مكافآت مالية عالية لمن يتخلى
عن السلاح وينضم للجيش الوطني وحفظ الامن في العاصمة بالتالي، ولكن الخطة
انهارت بالكامل حيث هاجمت ميليشيات مسلحة المركز، واطلقت النار لتخويف
الموجودين فيه وتفريقهم، واستولت على الاموال لدفعها كمرتبات لعناصرها.
الليبيون، او معظمهم على وجه الدقة، يشعرون بالصدمة لضعف مجلس اللا وطني
الانتقالي، وعجزه الكامل عن السيطرة على الاوضاع في بلادهم، ويخشون ان تكون
ثورتهم قد تعرضت للخطف، وان حلم اقامة ليبيا الجديدة وبناها التحتية يتبخر
ويتحول الى كابوس، بسبب فوضى السلاح وتراجع الامن واتساع دائرة الفساد
بشكل مرعب.
فكيف يقوم المجلس بهذه المهمة التي تحتاج الى عقول وخبرات جديدة ومعظم اعضائه من رجالات النظام السابق؟
الميليشيات المسلحة سيطرت على السجون في المناطق التي تسيطر عليها وملأتها
بخصومها، ومارست وتمارس ابشع انواع القتل والتعذيب، وربما بطريقة اشرس من
النظام السابق، حسب ما جاء في تقارير منظمات حقوقية غربية مثل اطباء بلا
حدود، ومنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، ولم يكن مفاجئا ان يؤكد
بيان لمحكمة الجرائم الدولية تعرض المهندس سيف الاسلام القذافي المعتقل لدى
كتائب الزنتان لاعتداءات جسدية خطيرة في سجنه.
في اذار(مارس) الماضي
اجتمع 3000 شخص يمثلون قبائل وجماعات سياسية في مدينة بنغازي واعلنوا قيام
'دولة' برقة الفيدرالية، واختاروا رئيسا ومجلس حكم خاصا، واعلن متحدث باسم
الدولة او الولاية الجديدة حق ابنائها في التمتع بخيراتها النفطية التي
تشكل اكثر من ثمانين في المئة من صادرات البلاد، ومساحة هذه الولاية تشكل
نصف مساحة ليبيا تقريبا، وتمتد من البحر المتوسط الى تشاد والسودان جنوبا
ومصر شرقا.
الصراع الاثني والعرقي لا يقل خطورة، فقد شهدت منطقة زوارة
في اقصى الغرب اشتباكات دامية بين العرب والامازيغ اوقعت عشرات القتلى
والجرحى، وادت الى نزوح عشرين الف ليبي الى تونس للنجاة بأرواحهم، بينما ما
زالت الصدامات الدموية مستمرة حتى كتابة هذه السطور بين القبائل العربية
ونظيرتها من اثنية التبو في مدينة سبها، وهناك من يقدر عدد القتلى من
الجانبين بأكثر من مئتي شخص.
واعلن قادة قبائل التبو احياء مطالبهم بالانفصال من خلال تنشيط جبهة التبو لانقاذ ليبيا.
نظريا من المقرر اجراء انتخابات برلمانية في شهر حزيران(يونيو) المقبل
لانتخاب 200 عضو، ولكن انهيار الاوضاع الامنية، وانعدام الخبرة
الديمقراطية، ولا مبالاة الغرب، وتفجر الصراعات العرقية والنزعات
الانفصالية كلها عوامل تجعل اجراء هذه الانتخابات في موعدها امرا مستحيلا.
' ' '
وبعد ستة اشهر من اعلان 'تحرير' ليبيا ما زالت العملية السياسية هشة، حيث
لا توجد احزاب سياسية، وما زالت الخلافات في ذروتها حول كيفية توزيع
المقاعد البرلمانية على مناطق البلاد، واعلان مجلس الانتقامي تخصيص 102
مقعد من مقاعد البرلمان لمنطقة طرابلس سيفجر المزيد من الخلافات، ويعزز
مطالب الانفصاليين في برقة، والنتيجة المتوقعة ان يسيطر قادة الميليشيات
المسلحة على البرلمان والحياة السياسية في نهاية المطاف، تماما مثلما حدث
في العراق.
تأسيس الجيش الوطني الليبي ربما يكون احدى الظواهر
الايجابية القليلة في البلاد والعلاج المنطقي لامتصاص الميليشيات وعناصرها،
ولكن المشكلة ان كل زعيم ميليشيا يعتقد أنه الاحق من غيره في قيادة هذا
الجيش ، الامر الذي ادى الى اضعاف هذا الجيش وهو مجرد نطفة.
عارضنا
تدخل حلف الناتو في ليبيا لأننا كنا نعرف جيدا النتائج الكارثية التي يمكن
ان تترتب عليه، بحكم دراستنا واستفادتنا من تجربة التدخل المماثل في العراق
وافغانستان.
صحيح ان الناتو منع حدوث مجزرة في بنغازي، وصحيح ايضا انه
بدونه لا يمكن اطاحة نظام ديكتاتوري فاسد، وهذا امر مهم، ولكن الثمن الذي
يدفعه وسيدفعه الليبيون دمارا وتقسيما وفوضى وانعدام الامن والاستقرار قد
يكون اكبر بكثير. الدول الغربية ايضا ستدفع ثمنا غاليا،لأن نواياها
الحقيقية من التدخل العسكري لم تكن الحرص على الشعب الليبي، واقامة نظام
ديمقراطي حديث، وانما الاستيلاء على ثرواته النفطية حتى لو جاء ذلك على
حساب تمزيق البلاد ووحدتها الجغرافية والديموغرافية، على غرار ما حدث في
العراق.
الديمقراطية التي تُفرض بالصواريخ والتدخل الخارجي لا يمكن ان
تؤدي الى الاستقرار وقيام الدولة الحديثة، واسألوا العراقيين والافغان
حاليا، والليبيين في المستقبل القريب.
Twier:@abdelbariatwan
الجبهة الوطنية العنصرية لانتخابات الرئاسة الفرنسية، ولكننا نعترف انها،
ولأسباب متناقضة مع اهدافنا، اصابت كبد الحقيقة عندما اعتبرت في تصريح ادلت
به يوم امس الاول، ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمفكر اليساري
اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي اثارا بتدخلهما في ليبيا موجة اسلامية في
كامل افريقيا الساحل، قد لا تكون مالي المرحلة الوحيدة فيها.
الفوضى
العارمة والمسلحة التي تعمّ حاليا الصحراء الافريقية الكبرى، والاضطرابات
المتصاعدة التي تواجهها مالي، حليف فرنسا القوي، ووجود حزام اسلامي مدجج
بالاسلحة يمتد من موريتانيا في الغرب، الى الصومال في الشرق، يشكل تنظيم
'القاعدة' وجماعات اسلامية متشددة اخرى نواته، هو دليل اكيد على انقلاب
السحر على الساحر.
فالثنائي ساركوزي ـ ليفي، ارادا نظاما ووضعا مواليا
للغرب ،وفرنسا بالتحديد، في ليبيا ليخسرا مالي وربما تشاد والنيجر قريبا
دون ان يحققا حلمهما في كسب ليبيا، فأصدقاؤهما الليبراليون من امثال السيد
محمود جبريل اختفوا عن الخريطة السياسية تماما، وباتوا يندبون حظهم العاثر،
ويوجهون اتهامات للغرب بالتخلي عنهم وترك ليبيا تقع في قبضة الاسلاميين
المتشددين، على حد قولهم.
ساركوزي الذي كان متحمسا للتدخل العسكري في
ليبيا لا يعرف ماذا يفعل لمواجهة هذه التطورات في مالي ودول الساحل، حيث
يتحول شمال هذه الدولة الديمقراطية الى امارة اسلامية يحكمها تحالف من
الطوارق المحاربين الاشداء الذين قاتلوا في صفوف كتائب نظام القذافي
الديكتاتوري، وتنظيم 'القاعدة' في منطقة الساحل بزعامة مختار بلمختار
ورجاله الاكثر بأسا وجبروتا.
نسبة كبيرة من الاسلحة المتقدمة التي كانت
تطفح بها مخازن النظام الليبي السابق وقعت في ايدي هذا التحالف، وكذلك
السيارات رباعية الدفع والعربات المدرعة، ومن المؤكد ان امارة شمال مالي
الاسلامية اذا ما استقرت ستكون نقطة انطلاق للاطاحة بأنظمة اخرى موالية
للغرب في المنطقة، ومجلس اللا وطني الليبي ليس استثناء، فعندما يرفع بعض
انصار العقيد القذافي اعلام القاعدة في كل من سرت وبني الوليد، وعندما
يتعطش الطوارق والقبائل الليبية الافريقية اللون للثأر من الذين تعاطوا
معهم بطريقة عنصرية بغيضة بحجة ولائهم للنظام السابق فإن علينا ان نتوقع
الاسوأ.
الغرب استطاع ان يحقق بعض اهدافه بوصول انتاج النفط الليبي الى
معدلات انتاجه السابقة (1.4 مليون برميل يوميا) واستمرار تدفقه الى مصافيه
الاوروبية، ولذلك لم نعد نسمع او نقرأ عن اجتماعات ومؤتمرات اصدقاء ليبيا،
ولكن لن يستمر هذا التدفق النفطي مجانا ودون اعراض جانبية للتدخل العسكري
الذي حققه، ونحن نتحدث هنا عن موجات الهجرة غير الشرعية التي قد تتدفق ايضا
بموازاة خطوط ناقلات النفط، وانابيب الغاز المتجهة شمالا، وهجمات وتفجيرات
على غرار تلك التي نفذها محمد مراح في تولوز.
' ' '
ليبيا
الجديدة، مثل العراق الجديد، تواجه التفكك والفوضى، فالثورة التي حظيت بدعم
الناتو وطائراته اعادت اشعال فتيل الصراعات القبلية والعرقية والمناطقية،
الواحدة تلو الاخرى، في ظل تنافس دموي بين العديد من الميليشيات المسلحة
على مناطق النفوذ في المدن الرئيسية والعاصمة طرابلس على وجه الخصوص.
حكومة مجلس اللا وطني الانتقالي تبدو عاجزة تماما عن نزع اسلحة الميليشيات،
سواء بالقوة او بالرشوة، ففي الشهر الماضي اقام مجلس اللا وطني مركز تجنيد
وتوظيف في اكاديمية للشرطة لهذا الغرض، ودفع مكافآت مالية عالية لمن يتخلى
عن السلاح وينضم للجيش الوطني وحفظ الامن في العاصمة بالتالي، ولكن الخطة
انهارت بالكامل حيث هاجمت ميليشيات مسلحة المركز، واطلقت النار لتخويف
الموجودين فيه وتفريقهم، واستولت على الاموال لدفعها كمرتبات لعناصرها.
الليبيون، او معظمهم على وجه الدقة، يشعرون بالصدمة لضعف مجلس اللا وطني
الانتقالي، وعجزه الكامل عن السيطرة على الاوضاع في بلادهم، ويخشون ان تكون
ثورتهم قد تعرضت للخطف، وان حلم اقامة ليبيا الجديدة وبناها التحتية يتبخر
ويتحول الى كابوس، بسبب فوضى السلاح وتراجع الامن واتساع دائرة الفساد
بشكل مرعب.
فكيف يقوم المجلس بهذه المهمة التي تحتاج الى عقول وخبرات جديدة ومعظم اعضائه من رجالات النظام السابق؟
الميليشيات المسلحة سيطرت على السجون في المناطق التي تسيطر عليها وملأتها
بخصومها، ومارست وتمارس ابشع انواع القتل والتعذيب، وربما بطريقة اشرس من
النظام السابق، حسب ما جاء في تقارير منظمات حقوقية غربية مثل اطباء بلا
حدود، ومنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، ولم يكن مفاجئا ان يؤكد
بيان لمحكمة الجرائم الدولية تعرض المهندس سيف الاسلام القذافي المعتقل لدى
كتائب الزنتان لاعتداءات جسدية خطيرة في سجنه.
في اذار(مارس) الماضي
اجتمع 3000 شخص يمثلون قبائل وجماعات سياسية في مدينة بنغازي واعلنوا قيام
'دولة' برقة الفيدرالية، واختاروا رئيسا ومجلس حكم خاصا، واعلن متحدث باسم
الدولة او الولاية الجديدة حق ابنائها في التمتع بخيراتها النفطية التي
تشكل اكثر من ثمانين في المئة من صادرات البلاد، ومساحة هذه الولاية تشكل
نصف مساحة ليبيا تقريبا، وتمتد من البحر المتوسط الى تشاد والسودان جنوبا
ومصر شرقا.
الصراع الاثني والعرقي لا يقل خطورة، فقد شهدت منطقة زوارة
في اقصى الغرب اشتباكات دامية بين العرب والامازيغ اوقعت عشرات القتلى
والجرحى، وادت الى نزوح عشرين الف ليبي الى تونس للنجاة بأرواحهم، بينما ما
زالت الصدامات الدموية مستمرة حتى كتابة هذه السطور بين القبائل العربية
ونظيرتها من اثنية التبو في مدينة سبها، وهناك من يقدر عدد القتلى من
الجانبين بأكثر من مئتي شخص.
واعلن قادة قبائل التبو احياء مطالبهم بالانفصال من خلال تنشيط جبهة التبو لانقاذ ليبيا.
نظريا من المقرر اجراء انتخابات برلمانية في شهر حزيران(يونيو) المقبل
لانتخاب 200 عضو، ولكن انهيار الاوضاع الامنية، وانعدام الخبرة
الديمقراطية، ولا مبالاة الغرب، وتفجر الصراعات العرقية والنزعات
الانفصالية كلها عوامل تجعل اجراء هذه الانتخابات في موعدها امرا مستحيلا.
' ' '
وبعد ستة اشهر من اعلان 'تحرير' ليبيا ما زالت العملية السياسية هشة، حيث
لا توجد احزاب سياسية، وما زالت الخلافات في ذروتها حول كيفية توزيع
المقاعد البرلمانية على مناطق البلاد، واعلان مجلس الانتقامي تخصيص 102
مقعد من مقاعد البرلمان لمنطقة طرابلس سيفجر المزيد من الخلافات، ويعزز
مطالب الانفصاليين في برقة، والنتيجة المتوقعة ان يسيطر قادة الميليشيات
المسلحة على البرلمان والحياة السياسية في نهاية المطاف، تماما مثلما حدث
في العراق.
تأسيس الجيش الوطني الليبي ربما يكون احدى الظواهر
الايجابية القليلة في البلاد والعلاج المنطقي لامتصاص الميليشيات وعناصرها،
ولكن المشكلة ان كل زعيم ميليشيا يعتقد أنه الاحق من غيره في قيادة هذا
الجيش ، الامر الذي ادى الى اضعاف هذا الجيش وهو مجرد نطفة.
عارضنا
تدخل حلف الناتو في ليبيا لأننا كنا نعرف جيدا النتائج الكارثية التي يمكن
ان تترتب عليه، بحكم دراستنا واستفادتنا من تجربة التدخل المماثل في العراق
وافغانستان.
صحيح ان الناتو منع حدوث مجزرة في بنغازي، وصحيح ايضا انه
بدونه لا يمكن اطاحة نظام ديكتاتوري فاسد، وهذا امر مهم، ولكن الثمن الذي
يدفعه وسيدفعه الليبيون دمارا وتقسيما وفوضى وانعدام الامن والاستقرار قد
يكون اكبر بكثير. الدول الغربية ايضا ستدفع ثمنا غاليا،لأن نواياها
الحقيقية من التدخل العسكري لم تكن الحرص على الشعب الليبي، واقامة نظام
ديمقراطي حديث، وانما الاستيلاء على ثرواته النفطية حتى لو جاء ذلك على
حساب تمزيق البلاد ووحدتها الجغرافية والديموغرافية، على غرار ما حدث في
العراق.
الديمقراطية التي تُفرض بالصواريخ والتدخل الخارجي لا يمكن ان
تؤدي الى الاستقرار وقيام الدولة الحديثة، واسألوا العراقيين والافغان
حاليا، والليبيين في المستقبل القريب.
Twier:@abdelbariatwan
larbi-
- الجنس :
عدد المساهمات : 14307
نقاط : 33491
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
. :
. :
رد: سحر ساركوزي ينقلب عليه في ليبيا .....عبد الباري عطوان
هذه الأمور واضحة سلفا للذي له بصيرة وبعد نظر ويحسب حسابات صحيحة للمستقبل لكن رهان هؤلاء الأوباش كان رهان خاسر وأن ظهر لهم في باى في باديء الأمر ناجح المؤسف أن إطاحة ليبيا وتركيعها هو مخاض تجارب إنتخابية يستغلها كل طرف لصالحه فأن كانت خير كانت لطرف ساركوزي وإن كانت شر على فرنسا فهي للطرف الثاني لا تعاطف منهم لا بل هي ورقة يلعب بها كل على الأخر وفرنسا فعليا بدأت في الصعود للهاوية ونجمه بداء في الأفول وكذلك مثيلاتها من الدول التي ساهمت في هذه الحرب القدرة على بلادنا وعلى بعض بلاد المسلمين والأدهى والأمر بأيدي بني جلتنا ولكن موعدهم الصبح أليس صبح بقريب
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
إني تذكــــرت والذكـــــرى مؤرقــة ******* مجداً تليداً بأيدينا أضعنـــــــــــــاه
ويح العروبة كان الكون مسرحهــا ******* فأصبحت تتوارى في زوايـــــــــــاه
أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد ******* تجده كالطير مقصوصاً جناحـــــاه
كم صرّفتنا يدٌ كنا نُصرّفهــــــــــا ******* وبات يحكمنا شعب ملكنــــــــــاه
يا من رأى عمر تكســــــوه بردته ******* والزيت أدم له والكوخ مـــــــــــأواه
يهتز كسرى على كرسيــــه فرقاً ******* من بأسه وملوك الروم تخشــــاه
سل المعاني عنا إننا عــــــــــرب ******* شعارنا المجد يهوانا ونهــــــــــواه
استرشد الغرب بالماضي فأرشـده ******* ونحن كان لنا ماض نسينـــــــــاه
إنّا مشينا وراء الغرب نقتبس مـــن ******* ضيائه فأصابتنا شظــايــــــــــــــاه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب ******* بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
Zico-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10514
نقاط : 20911
تاريخ التسجيل : 28/05/2011
. :
. :
رد: سحر ساركوزي ينقلب عليه في ليبيا .....عبد الباري عطوان
هذا ما شد انتباهي : "صحيح ان الناتو منع حدوث مجزرة في بنغازي، وصحيح ايضا انه
بدونه لا يمكن اطاحة نظام ديكتاتوري فاسد، وهذا امر مهم..."
جملة واحدة من المقالة تفضح صاحبها عبد الباري عطوان الكذاب.
هل هو أحمق الى هذا الحد حتى يكرر علينا أكاذيب برنار ليفي بعد ان ظهر بطلانها ؟
بنغازي لم تتعرض للقصف اطلاقا، كما وضحت ذلك الأقمار الصناعية الروسية و أكدته كل المنظمات الحقوقية حتى المنحازة منها للغرب.
أما عن تدخل الناتو في ليبيا و منع المجزرة، فاسألوا أهلنا في سرت و في كل الربوع الليبية. حسبنا الله و نعم الوكيل.
رجاء يا أخي العربي، ابتعد عن مقالات عبد الباري عطوان، فهو عميل المخابرات البريطانية.
بدونه لا يمكن اطاحة نظام ديكتاتوري فاسد، وهذا امر مهم..."
جملة واحدة من المقالة تفضح صاحبها عبد الباري عطوان الكذاب.
هل هو أحمق الى هذا الحد حتى يكرر علينا أكاذيب برنار ليفي بعد ان ظهر بطلانها ؟
بنغازي لم تتعرض للقصف اطلاقا، كما وضحت ذلك الأقمار الصناعية الروسية و أكدته كل المنظمات الحقوقية حتى المنحازة منها للغرب.
أما عن تدخل الناتو في ليبيا و منع المجزرة، فاسألوا أهلنا في سرت و في كل الربوع الليبية. حسبنا الله و نعم الوكيل.
رجاء يا أخي العربي، ابتعد عن مقالات عبد الباري عطوان، فهو عميل المخابرات البريطانية.
mektub-
- الجنس :
عدد المساهمات : 684
نقاط : 10910
تاريخ التسجيل : 25/07/2011
مواضيع مماثلة
» سحر ساركوزي ينقلب عليه في ليبيا / هذا عشم الشهيد الصائم
» عبد الباري عطوان:“لعنة” ليبيا والقذافي تطارد ساركوزي مثلما طاردت هيلاري كلينتون وكاميرون.
» عبد الباري عطوان يحذر من سيناريوهات مرعبة في ليبيا
» عبد الباري عطوانانقلاب في ليبيا.. ومحاولة اجهاض لثورتها؟ فهل هناك حكومة لكي ينقلب عليها احد؟ وهل بقيت ثورة حتى يتم اجهاضها؟!
» عبد الباري عطوان : اهلا بكم في ليبيا المحررة: لا نفط.. لا امن.. والاغتيالات في ذروتها!
» عبد الباري عطوان:“لعنة” ليبيا والقذافي تطارد ساركوزي مثلما طاردت هيلاري كلينتون وكاميرون.
» عبد الباري عطوان يحذر من سيناريوهات مرعبة في ليبيا
» عبد الباري عطوانانقلاب في ليبيا.. ومحاولة اجهاض لثورتها؟ فهل هناك حكومة لكي ينقلب عليها احد؟ وهل بقيت ثورة حتى يتم اجهاضها؟!
» عبد الباري عطوان : اهلا بكم في ليبيا المحررة: لا نفط.. لا امن.. والاغتيالات في ذروتها!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي