حكاية بطل أراد الشهادة..
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكاية بطل أراد الشهادة..
السلام عليكم إخوتي أخواتي..
"لقد أخذت على عاتقي أن تكون قضيتي الأولى في الظرف الراهن هي أسرى الحروب، الأسرى الذين تعج بهم سجون البلاد ومدارسها هنا وهناك من شرق البلاد إلى غربها، ولا أحد يدري ما المصير، ولا قانون ولا قضاء ولا أي تدبير واضح لمأساتهم، سيحاكموا سيخلى سبيلهم سيعفى عنهم لا أحد يدري.
واليوم أكتب لكم قصة بطل حمل روحه على كتفه، ولم يعتبرها غالية، بل رخيصة فهو يقدمها ليسلم الوطن، وكل شيء يرخص ليسلم الوطن، قد لا ندرك قيمة أن يدفع أحدنا روحه فداءا للوطن، مهما حاولنا أن نشعر ونقدر فليس الفعل كالقول، الفارق كبير جدا، هي قصة بطل نسِج من خيال الكاتبة لكن قصته هذه ما هي إلا محاكاة للواقع الذي عاشه كثير من امثال مصطفى بطل هذه القصة التي أتمنى أن أكون قد اقتربت بها وبتفاصيلها من الواقع المرير الذي عشناه منذ عام مضى"
حكاية بطل أراد الشهادة
في تلك الليلة التي كانت ومرت مؤلمة على معظم سكان البلاد، تلك الليلة التي لم يفهم أحد ما الذي حدث فيها بالتحديد، وكيف سقطت طرابلس وهي بالأمس فقط كانت تمسك بزمام الأمور، وتسقط مستسلمة بدون أي مقاومة تذكر، كان في أحد شوارعها مصطفى المنتسب للجيش الليبي، كان يتجول في مساء ذلك اليوم مستغربا من خلو المكان، مستغربا من هدوء وكأنه يجر خلفه عاصفة قوية،فعدد أفراد الجيش قد قل بنسبة 80%، سأل أحد رفاقه فأجابه لا تقلق يا مصطفى فالنصر لنا والأمور تحت السيطرة.
وما إن حل الظلام حتى هبت تلك العاصفة وأصبح يرى أشياء غريبة عجيبة فقوات أجنبية على الأرض، وأفراد من كتائب ثوار الناتو، يتحركون بحرية ودون مقاومة ولا يوجد في المكان إلا هو وعدد بسيط من أفراد الجيش الذين صرعتهم الصدمة قبل أي شيء أخر، والذين كانوا موزعين بدون قيادة وبدون توجيهات، كان ينظر ولا يصدق ما تبصر عيناه، دقات قلبه تتسارع ليس من شدة الخوف ولكن من غرابة ما يحدث، فألف سؤال يدور في رأسه كيف ومتى وأين و.....، وكلها يحتاج إلى إجابة ولا وقت متاح لانتظار تلك الإجابة، ما كان منه إلا أن اختار مكانا آمنا مكث فيه وبدأ يصطاد بعضا من أفراد قوة أجنبية كانت قد استقرت بالقرب من مكانه، قتل منهم 3 وكشِف أمره فبدؤوا يلاحقونه، وقد نفدت ذخيرته، يركض هنا وهناك ولا أحد من رفاقه في المكان ولولا خبرته بالمنطقة وشوارعها وأزقتها لسقط بين أيديهم أو كانوا أصابوه، تمكن من الهرب منهم، كما أنهم تركوه لأنه لم يكن هدفهم وخاصة بعد ان أدركوا أن ذخيرته قد نفدت ولن يشكل خطرا عليهم وعلى هدفهم الاساسي، استمر في الركض والدموع قد غسلت وجهه كما غسِلت ثيابه بالعرق، لم يستوعب ما حدث وما رأت عيناه وما لمست يداه، ركض حتى وصل إلى الساحة الخضراء فإذا بها قد تخطط لونها والاحتفالات قائمة هناك، استمر مصطفى في البكاء ومع كل دمعة ألف آه وآه، لم يعد يعي ماذا سيفعل وما هو مصير رفاقه وأين هم الآن أحياء أم أموات والقائد الأعلى وأبنائه، كانت الأسئلة تدور في رأسه والدموع تجري كسيول على خديه المرهقين تعبا وألما، جاء في زاوية أحد الازقة وانهار على الارض يبكي وطنا بدأ يغرق في بحر من الظلام الذي قد لا يأتي نور بعده، وفي تلك الاثناء إذا بباب أحد البيوت خلفه يفتح وبخطوات تقترب منه، فالتفت إليه مصطفى مصدوما فإذا بأحدهم والسلاح في يده والعلم ذو الألوان الثلاثة يلف رقبته، إنها النهاية قد أتت، فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله....
"لقد أخذت على عاتقي أن تكون قضيتي الأولى في الظرف الراهن هي أسرى الحروب، الأسرى الذين تعج بهم سجون البلاد ومدارسها هنا وهناك من شرق البلاد إلى غربها، ولا أحد يدري ما المصير، ولا قانون ولا قضاء ولا أي تدبير واضح لمأساتهم، سيحاكموا سيخلى سبيلهم سيعفى عنهم لا أحد يدري.
واليوم أكتب لكم قصة بطل حمل روحه على كتفه، ولم يعتبرها غالية، بل رخيصة فهو يقدمها ليسلم الوطن، وكل شيء يرخص ليسلم الوطن، قد لا ندرك قيمة أن يدفع أحدنا روحه فداءا للوطن، مهما حاولنا أن نشعر ونقدر فليس الفعل كالقول، الفارق كبير جدا، هي قصة بطل نسِج من خيال الكاتبة لكن قصته هذه ما هي إلا محاكاة للواقع الذي عاشه كثير من امثال مصطفى بطل هذه القصة التي أتمنى أن أكون قد اقتربت بها وبتفاصيلها من الواقع المرير الذي عشناه منذ عام مضى"
حكاية بطل أراد الشهادة
في تلك الليلة التي كانت ومرت مؤلمة على معظم سكان البلاد، تلك الليلة التي لم يفهم أحد ما الذي حدث فيها بالتحديد، وكيف سقطت طرابلس وهي بالأمس فقط كانت تمسك بزمام الأمور، وتسقط مستسلمة بدون أي مقاومة تذكر، كان في أحد شوارعها مصطفى المنتسب للجيش الليبي، كان يتجول في مساء ذلك اليوم مستغربا من خلو المكان، مستغربا من هدوء وكأنه يجر خلفه عاصفة قوية،فعدد أفراد الجيش قد قل بنسبة 80%، سأل أحد رفاقه فأجابه لا تقلق يا مصطفى فالنصر لنا والأمور تحت السيطرة.
وما إن حل الظلام حتى هبت تلك العاصفة وأصبح يرى أشياء غريبة عجيبة فقوات أجنبية على الأرض، وأفراد من كتائب ثوار الناتو، يتحركون بحرية ودون مقاومة ولا يوجد في المكان إلا هو وعدد بسيط من أفراد الجيش الذين صرعتهم الصدمة قبل أي شيء أخر، والذين كانوا موزعين بدون قيادة وبدون توجيهات، كان ينظر ولا يصدق ما تبصر عيناه، دقات قلبه تتسارع ليس من شدة الخوف ولكن من غرابة ما يحدث، فألف سؤال يدور في رأسه كيف ومتى وأين و.....، وكلها يحتاج إلى إجابة ولا وقت متاح لانتظار تلك الإجابة، ما كان منه إلا أن اختار مكانا آمنا مكث فيه وبدأ يصطاد بعضا من أفراد قوة أجنبية كانت قد استقرت بالقرب من مكانه، قتل منهم 3 وكشِف أمره فبدؤوا يلاحقونه، وقد نفدت ذخيرته، يركض هنا وهناك ولا أحد من رفاقه في المكان ولولا خبرته بالمنطقة وشوارعها وأزقتها لسقط بين أيديهم أو كانوا أصابوه، تمكن من الهرب منهم، كما أنهم تركوه لأنه لم يكن هدفهم وخاصة بعد ان أدركوا أن ذخيرته قد نفدت ولن يشكل خطرا عليهم وعلى هدفهم الاساسي، استمر في الركض والدموع قد غسلت وجهه كما غسِلت ثيابه بالعرق، لم يستوعب ما حدث وما رأت عيناه وما لمست يداه، ركض حتى وصل إلى الساحة الخضراء فإذا بها قد تخطط لونها والاحتفالات قائمة هناك، استمر مصطفى في البكاء ومع كل دمعة ألف آه وآه، لم يعد يعي ماذا سيفعل وما هو مصير رفاقه وأين هم الآن أحياء أم أموات والقائد الأعلى وأبنائه، كانت الأسئلة تدور في رأسه والدموع تجري كسيول على خديه المرهقين تعبا وألما، جاء في زاوية أحد الازقة وانهار على الارض يبكي وطنا بدأ يغرق في بحر من الظلام الذي قد لا يأتي نور بعده، وفي تلك الاثناء إذا بباب أحد البيوت خلفه يفتح وبخطوات تقترب منه، فالتفت إليه مصطفى مصدوما فإذا بأحدهم والسلاح في يده والعلم ذو الألوان الثلاثة يلف رقبته، إنها النهاية قد أتت، فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله....
يتبع..
عدل سابقا من قبل ريم سالم في الأربعاء 2 مايو - 19:26 عدل 1 مرات
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
لي رب واحد أدعوه أن يرعاك..
لي روح واحده وهي فداك ..
لي قلب واحد ينبض بهواك..
لي قلم واحد لا يكتب لسواك..
وطني الغالي اشتقت إليك واتمنى قريبا أن ألقاك...
ريم سالم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2053
نقاط : 12294
تاريخ التسجيل : 07/06/2011
رد: حكاية بطل أراد الشهادة..
المزيد المزيد أختي الغالية ريم. الرجاء أن تعجلي بالباقي
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا خضراء غصباً عن الكل
brokenpen82-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5045
نقاط : 17014
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
. :
. :
رد: حكاية بطل أراد الشهادة..
أشكر مرورك الطيب
وباذن الله لن يتأخر
وباذن الله لن يتأخر
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
لي رب واحد أدعوه أن يرعاك..
لي روح واحده وهي فداك ..
لي قلب واحد ينبض بهواك..
لي قلم واحد لا يكتب لسواك..
وطني الغالي اشتقت إليك واتمنى قريبا أن ألقاك...
ريم سالم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2053
نقاط : 12294
تاريخ التسجيل : 07/06/2011
رد: حكاية بطل أراد الشهادة..
اللهم انا نسئلك اللطف
سرد رائع
وسأ انتقل الى بقيه القصه فورا
عدل سابقا من قبل بنت طرابلس 1 في الجمعة 4 مايو - 11:40 عدل 1 مرات
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
وحق دم اجدادى ما تهون عليا يا تراب بلادى
بنت طرابلس 1-
- الجنس :
عدد المساهمات : 4627
نقاط : 14955
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
. :
. :
رد: حكاية بطل أراد الشهادة..
بارك الله فيك مبدعتنا
انتقل لباقي القصه
انتقل لباقي القصه
روح السلام-
- الجنس :
عدد المساهمات : 136
نقاط : 9527
تاريخ التسجيل : 30/01/2012
رد: حكاية بطل أراد الشهادة..
لديك اسلوب مشوق اختى فى السرد فعلا غريب وبدون مجاملة يحاكى افضل الكتاب لك شبه من الكاتبة الرائعة اجائة كرستى فى الاسلوب والسرد والتشويق. سلمتى اختى وسلم قلمك وفكرك
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
teto-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5052
نقاط : 14809
تاريخ التسجيل : 06/09/2011
رد: حكاية بطل أراد الشهادة..
teto كتب:لديك اسلوب مشوق اختى فى السرد فعلا غريب وبدون مجاملة يحاكى افضل الكتاب لك شبه من الكاتبة الرائعة اجائة كرستى فى الاسلوب والسرد والتشويق. سلمتى اختى وسلم قلمك وفكرك
تحياتي وتقديري لكلماتك أخي ولكن لا تعطيني أضعاف أضعاف ما أستحق بتشبيهك لي بملكة الروايات البوليسية
أشكر مروركم جميعا أخي السهم وعزيزتي روح السلام تحياتي لكم
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
لي رب واحد أدعوه أن يرعاك..
لي روح واحده وهي فداك ..
لي قلب واحد ينبض بهواك..
لي قلم واحد لا يكتب لسواك..
وطني الغالي اشتقت إليك واتمنى قريبا أن ألقاك...
ريم سالم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2053
نقاط : 12294
تاريخ التسجيل : 07/06/2011
مواضيع مماثلة
» ما بعد صدمة السقوط (حكاية بطل أراد الشهادة 2)
» صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
» اذا الكلبُ يوماً أراد النـــُباح
» حكاية قلم وألم ..!!
» 10 أشياء عن القذافى أراد الغرب اخفاءها
» صامد حتى النهاية (حكاية بطل أراد الشهادة3)
» اذا الكلبُ يوماً أراد النـــُباح
» حكاية قلم وألم ..!!
» 10 أشياء عن القذافى أراد الغرب اخفاءها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي