هدية الى زميلتنا الشاعرة المشاغبة بنت الرصيفه / بني وليد ,, امل ليبيا مقال لعادل صالح فى صفحة الحوار السياسى الليبى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هدية الى زميلتنا الشاعرة المشاغبة بنت الرصيفه / بني وليد ,, امل ليبيا مقال لعادل صالح فى صفحة الحوار السياسى الليبى
لا يبدو العقيد سالم الواعر مبالغا حينما وصف في حديث تلفزيوني بني وليد
بالاكثر امنا وامانا في ليبيا ,بل و دعي مؤسسات الدولة والسفارات الاجنبية
للانتقال الى بني وليد والاقامة فيها , و العقيد الواعر معارض قديم للقدافي
وهو حاليا احد القيادات العسكرية الوطنية التي تدير دفة الامن في المدينة
حقا تبدو بني وليد التي يحبذ ابناءها وصفها بالرصيفة كناية عن طبيعتها
الجبلية الوعرة وصخورها الصلبة العصية علي العزو الاجنبي في الماضي مما حدا
بالجنرال الايطالي الشهير غرسياني الى وصفها بدردنيل طرابلس الغرب , تبدو
من اكثر مدن ليبيا تمتعا بالامان و الاستقرار لعدة اسباب اهمها
اولا عدم وجود مليشيات ثوار مسلحة متضاربة في الفكر والاجندة و المصالح
ثانيا وجود مجلس اجتماعي لقبائل المنطقة يكتسب شرعيته الانتقالية من دوره
في تمتين اواصر اللحمة الوطنية في وقت غابت فيه سلطة الدولة المركزية
وتطوعه لادارة المدينة الى حين الدخول في مرحلة بناء الدولة
ثالثا
انسجام شبه عام بين السكان في الرؤية لما حصل في ليبيا من احداث خاصه
الموقف من حملة النهب التي تعرضت لها مدينتهم بعد دخول جماعات الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .
المسلحة لها بعد غارات حلف شمال الاطلسي التي نتج عنها في احد المرات ابادة
عائلة كاملة تقريبا
اذا ماجلنا النظر الي ماحول بني وليد , سنجد
مدن تعاني من عبث المليشيات المسلحة واخرى تم تهجير سكانها من قبل
المليشيات المسلحة و اخرى منظورا لها بشكل عدائي بسبب انتهاكات حقوق انسان
شنيعة ارتكبها ثوار محسوبين عليها
فطرابلس تعج بالمجموعات المسلحة و
اخطرها المتطرفين الاسلاميين الذين كونوا لهم مليشيات خاصة, واذا مازادت
وتيرة اعمال القتل و الخطف المقلقة فيها , فأن و ضعها قد ينفجر في اي وقت
اما الزنتان اكثر مدن الغرب الليبي تسلحا فقد تورطت في قتال قبلي مع الخصم
القديم المشاشية وصل حد القصف الصاروخي و اتهامات باستخدام غاز الخردل
نفتها وزيرة الصحة في الحكومة المؤقتة , وتورطت كذلك في تهجير سكان
العوينية وهم مشاشية ايضا و كل هذه التصرفات الرعناء زرعت لها قنابل موقوته
في طريق الامن الاجتماعي و سيظل تاثيرها ماثلا في الادهان الى امد غير
قريب
اما مصراتة الساحلية فقد مارس ابناءها انتهاكات جسيمة لحقوق
الانسان ضد مواطنين في بقاع مختلفة من ليبيا غير ان اخطر ما تورطت فيه هو
تهجيرها لخمسة وثلاتين الف تاورغي في اكبر جريمة للتطهير السكاني في تاريخ
ليبيا كما قام ابناءها بمطاردة ابناء تاورغاء وقتلهم على الهوية كما حصل في
مجزرة جنزور العام الماضي , وحتما سيترك هذا الامر ندوب غائرة في نفوس اهل
تاورغاء و سيشكل محفزات للغضب في عقل الجيل الجديد اذا لم يتم الاسراع في
حل المشكل
اما باقي مناطق الغرب الليبي فهي تعاني من حساسيات
متبادلة وصلت في بعض منها الى القصف الصاروخي والامثلة على ذلك : الزاوية و
ورشفانة , غريان و الاصابعة , رقدالين و الجميل و زوارة , اهالي غدامس و
قبائل الطوارق , و بالامس القريب فقط اقدم شباب غاضبون من منطقة الصابرية
علي حرق مقر اللجنة الامنية في صرمان ردا على تعذيب و قتل احد ابناءهم هناك
اما الجنوب الليبي فهو يعيش فوق صفيح ساخن في ظل توترات عرقيه نتج عنها
مقتل المئات من شباب التبو من جهة و شباب اولاد سليمان والمتحالفين معهم من
جهة اخرى , وفي الجنوب الشرقي وتحديد الكفرة فأن عرقياتها المتصارعة تعيش
هذه الايام هدنة لا يعرف مصيرها بعد حرب دامية حصدت المئات من التبو و عرب
الكفرة
اما الشرق الليبي فيبدو في حال اقضل اذا لم تعكرصفوه
التنظيمات الجهادية خاصة في مدينه درنة حصنه القديم و حديث عن انتشار
الافكار التكفيرية في عاصمته بنغازي, ان ما يساهم الان في تهدئة اوضاعه الى
حين هو حلم الفيدرالية الذي تم الترويج له بذكاء لخلق شعور عام من الولاء
قصد منه تسكين مشاعر الاحباط بين الشباب الذي لم يقطف بعد ثمار انتفاضته
ضد النظلم السابق
وبالعودة الى بني وليد مرة ثانية فان مايميزها
حصريا عن باقي مناطق ليبيا هو وجود تيار وطني معتدل راغب في عمومه للتحول
الديمفراطي و شارك بفاعليه , على عكس التوقعات , في انتخابات المؤتمر
الوطني بل ان بني وليد هي المدينة الوحيدة التي انتخبت امراة مستقلة و هذا
مؤشر ايجابي على تطور الفكر الحداثي بين سكانها رغم طبيعتهم البدوية , ان
مايميزها ايضا هو غياب اي مليشيات مسلحة او حتى مجالس عسكرية ترتبط
بولاءات للخارج كما هو الحال مع مدن و مليشيات لها علاقات مشبوهة بقطر علي
سبيل المثال , ولهذا يبدو لافتا ان بني وليد هي المدينة الليبية الوحيدة
التي خرجت منها مظاهرة منددة بالتدخل القطري في ليبيا غداة زيارة ولي العهد
القطري لطرابلس قيل ساعات من اعلان نتيجة الانتخابات و اجتماعه بطريقة
مهينة مع رؤساء الاحزاب و رئيس الحكومة المؤقته في فندق ريكسوس بطرابلس
ما يميز بني وليد ايضا هو انتفاء مظاهر الفكر التكفيري فيها فلا وجود
لمتطرفين اسلاميين فيها لطبيعة سكانها البدوية الوسطية المعتدلة ولهذا
تحاول الجماعات المتطرفة اختراقها باعتبارها موقعا استراتيجيا مهما , وقد
اتخدت هذه المجموعات من منطقة السدادة غير البعيدة من بني وليد وكرا
لنشاطاتها برعاية المليشيا المطرودة من بني وليد في انتظار اي فرصة سانحة
لاقتحام المدينة العصية حتى الان
تتميز بني وليد كذلك بعلاقات
طيبة مع جيرانها , فبالرغم من حساسيات تاريخية قديمة مع مصراتة فان الامر
لم يصل الى التصادم المسلح بعد سقوط النظام حيث لم يقدم مسلحي مصراتة علي
الدخول الي بني وليد مع زملائهم بعد سقوط نظام القدافي مراعاة لتلك
الحساسيات القديمة او بسبب انشغالهم في الهجوم علي مدينة سرت. كما حظت بني
وليد باحترام من القبائل التي لم تنتقض ضد النظام السابق بل و استطاعت في
سابقة مثيرة للاهتمام تنظيم مؤتمر وطني للقبائل الليبية و استضافته لمرتين
متتاليتين مما يجعل المدينة عنصرا مها لابديل عنه في اي مشروع للتحول نحو
بناء الدولة المدنية المزدهرة
ان هذا الموقع الاخلاقي المتقدم لبني
وليد بالاضافة الي قوتها وكفاءة و شجاعة ابناءها و موقعها الاستراتيجي,
اقلق الكثيرون ممن يسعون للسيطرة على مقدرات ليبيا بالسلاح وادعاء شرعية
الثورة .
ان بني وليد بهذه الامكانيات المادية و المعنوية ساهمت من
حيث لا يشعر الكثيرين في تخفيف حدة اندفاع كثير من المليشيات المتهورة حيث
برزت لهم كرقم لايمكن تجاهله واضحت للمهمشين ممن وصفهم محمود شمام بالمدن
المهزومة مثالا يحتدي على الصمود و عدم التفريط بالحقوق
ولهذه
الاسباب مجتمعة يقوم قادة المليشيات الجهوية و التكفيرية بشن حملات التشويه
ضدها بوصفها بحاضنة انصار القدافي لتبرير الهجوم عليها و اقتحامها كخطوة
اساسية لضمان انفرادهم بالساحة و تشكيل عجينة الدولة الجديدة علي اهوائهم و
وفق مصالحهم و اجندتهم الخاصة
جماهيري ضد الرشوقراطيه-
- الجنس :
عدد المساهمات : 3458
نقاط : 15501
تاريخ التسجيل : 28/11/2011
. :
. :
. :
رد: هدية الى زميلتنا الشاعرة المشاغبة بنت الرصيفه / بني وليد ,, امل ليبيا مقال لعادل صالح فى صفحة الحوار السياسى الليبى
مقال ممتع ورائع أخي جماهيري
فعلا بني وليد مدينة جمعت بين البداوة في أسمى صورها والحضارة أيضا
لأنها مدينة يديرها الخضر فإنها لا زالت آمنة
اما مدن الجرذان فيعلم الله بحالها
فعلا بني وليد مدينة جمعت بين البداوة في أسمى صورها والحضارة أيضا
لأنها مدينة يديرها الخضر فإنها لا زالت آمنة
اما مدن الجرذان فيعلم الله بحالها
بلد الطيوب-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10027
نقاط : 19820
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
. :
. :
مواضيع مماثلة
» ابوفاطمة : غزوة اتباع المذهب الليفي الساروكوزي الثوري /مقال رصين فى الحوار السياسى الليبى
» سنة على بدء الانتفاضة الليبية /مقال ممتاز ورصين يستحق الدراسه/ للكاتب حامد شاكر بموقع الحوار السياسى الليبى :
» مالا تحتجه ليبيا وما تحتاجه /مقابلة جيدة من موقع الحوار السياسى الليبى
» مقال رصين لحامد شاكر بالحوار السياسى الليبى: ليبيا و شبح التقسيم
» ليبيا وسوريا الاشباه و الفروق / مقال رصين لحامد شاكر / بالحوار السياسى الليبى
» سنة على بدء الانتفاضة الليبية /مقال ممتاز ورصين يستحق الدراسه/ للكاتب حامد شاكر بموقع الحوار السياسى الليبى :
» مالا تحتجه ليبيا وما تحتاجه /مقابلة جيدة من موقع الحوار السياسى الليبى
» مقال رصين لحامد شاكر بالحوار السياسى الليبى: ليبيا و شبح التقسيم
» ليبيا وسوريا الاشباه و الفروق / مقال رصين لحامد شاكر / بالحوار السياسى الليبى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي