الناتو يشكل تهديدا للأمن

من طرف صارم الخميس 11 أغسطس - 14:10

الناتو لايمثل تهديدا للأمن الدولي فقط ولكن أيضا يشكل خطرا مباشرا على الأمن الداخلي لدول أعضائه لأنه عندما ينفذ سياسته يقوم بخرق القانون الدولي ويرتكب جرائم حرب وينقاد لنزوات مجموعات الضغط الذين يستفيدون من عملياته والتي تترك في أعقابها مشاعر من الكراهية والرغبة في الانتقام.

شهدت البشرية منذ آلاف السنين الكثيرمن الحروب والمعارك والمشاحنات والمستوطنات والقرارات والمعاهدات والاتفاقات والخلافات وتفجر بؤر التوتر ومحادثات السلام ووقف إطلاق النار في محاولة للوصول إلى نقطه حيث يحكم المجتمع الدولي بالأمر الواقع ويطبق ويسود شيء يسمى القانون الدولي حيث توجد مجموعة واحدة من الأوزان والمقاييس اللازمة لإدارة الأزمات وتنفيذ السياسات.

معاهدة وستفاليا (1648) كان ينبغي أن تكون نقطة انطلاق نحو مبدأ صيانة الحدود وهي العملية التي أعيد التأكيد عليها مرارا وكسرت مرة بعد أخرى حتى وثيقة هلسنكي الختامية في عام 1975 والتي كانت تأكيدا عاما للمبادئ التي يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة الموقع في 1945 والذي اعلن نهاية أبشع حرب عانتها البشرية والتي انطوت على أكثر الممارسات الوحشية المروعة التي تتراوح بين العنصرية والإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وبلغت ذروتها في فعل مزدوج من الأسلحة النووية والإرهاب.

وستفاليا كانت البداية وميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية (لاحظ كلمة الختامية) الزمت المجتمع الدولي بالمبادئ الأساسية التوجيهية لمجتمع دولي من الإخوة و الأخوات يمكن ان يتعايش بسلام هذه المبادئ كانت :

تنشيط الدعم لمنظمة الأمم المتحدة ومبادئها ومقاصدها وتعزيز دور وفعالية منظمة الأمم المتحدة كمنتدى لصياغة القانون الدولي وتنفيذه واحترام مبدأ الحوار الدولي والسلام قبل العمل العسكري وتعزيز الحل السلمي لإدارة الأزمات واحترام سيادة الدول وصيانة الحدود وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإدانة العدوان والانفصالية العدوانية والعنف بشكل عام.

وباتخاذ احد المراحل الى الامام والمستندة على هذه القواعد كانت صحة هذه الدبلوماسية هو إنشاء صندوق للتنمية بنسبة أقل من واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في البلدان المتقدمة - الرسالة كانت التنمية أولا قبل العمل العسكري .

والسؤال هو هل تمت الاستفادة من هذه الفرصة؟ لا لماذا ؟ لان حلف الناتو كما هو واضح اتخذ موقفا مبدئيا في قصف الدول ودعم المنظمات الارهابية وارتكب مجازر في أفغانستان وقام بالغزو غير الشرعي للعراق وقام بانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان بلغت ذروتها الآن في حملة للقصف لمدة خمسة أشهر في ليبيا لذلك فإن الناتو ليس منظمة سلمية دفاعية.

في الواقع هو هيئة عسكرية هجومية تبحث عن الحروب في حال عدم وجودها ضد أهداف لاتشكل تهديدا لأمن دول أعضائه وهو منظمة تنتهك حقوق الإنسان وتنتهك ميثاق الامم المتحدة وتنتهك القانون الدولي وتنتهك اتفاقيات جنيف مع عدد لا يحصى من الأعمال الدنيئة والجبانة ، على سبيل المثال نشر اليورانيوم المستنفد في أفغانستان ، في العراق والآن في ليبيا (تحت التحقيق) ، قصف المنشات المدنية بالأجهزة العسكرية ، والآن قبل أسابيع فقط تدمير خط أنابيب المياه الليبية (لقصم ظهر المدنيين ) ولا يمكن ان يكون هناك أكثر شر من ذلك

في اي حكم للقانون الدولي هناك عقاب لذلك؟ لايوجد واذا كانت هذه جرائم الحرب لماذا لايجلس قادة حلف الناتو في قفص الاتهام في لاهاي؟ لأن القانون الدولي لا وجود له.

وإذا كان القانون الدولي لايتواجد فان حلف الناتو يتسبب في حدوث سوابق خطيرة ويشكل ليس تهديدا واضحا للأمن الدولي ولكن أيضا خطرا مباشرا على الأمن الداخلي لدول أعضائه لأنه يوجد مفهوم أنه إذا كان الناتو يستطيع قتل الأطفال في ليبيا فانه بالتالي يستطيع تنفيد اي ضربة جوية في أي مكان من بلدان أخرى بهذا النوع من الاعتداء .

ستكون هناك تعويضات مالية للأضرار وسيكون هناك تعويضات قانونية لملاك المنشات وضحايا الخسائر البشرية لأنه لا يمكن الدخول الى دولة ذات سيادة وقصف منشاتها وفتل سكانها والإفلات من العقاب وهذه المرة سوف يقرر ممولي ودافعي الضرائب لحلف الناتو لمن يتم الدفع عن جرائمه وسيقف المسؤولين عنها (قادة الناتو والسياسيين المسؤولين عن تلك السياسة) امام المحكمة كالمجرمين والقتلة وقد يسمح لهم بالإقامة في بلدانهم بعد أن يقضوا حكما بالسجن لمدة مناسبة - مثل هذا القرار متروك لشعوبهم.

وربما بعد إحقاق العدالة يمكننا أن نعود إلى مناقشتنا حول وستفاليا وهلسنكي وميثاق الامم المتحدة وإذا لم يتم ذلك هناك خيار اخرهو نبذ الأمم المتحدة كهيئة قانونية واعتبارها مجرد منظمة إنسانية لتوزيع الطعام ونقل المساعدات وضمان حقوق الإنسان وتسمى مواقع التراث العالمي .

جوهريا تشكيل نظام عالمي جديد يستند الى مبادئ عالمية تؤيد في محكمة قانوية لجميع الأعضاء حيث تطبق الأوزان والمقاييس على الجميع بالتساوي وتكون هناك مساءلة عن الجرائم و يتم تطبيق وسائل حقيقية لإدارة الأزمات دون اللجوء إلى العنف.

وإذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهذه الزمرة التي تسمى الناتو غير قادرين على الالتزام بهذه المبادئ ينبغي أن يتم عزلهم عن هذا النظام العالمي الجديد ويجبرون على تحمل عواقب ونتائج اعمالهم بينما يمضي المجتمع الدولي على أساس من العلاقات الأخوية والصداقة وخال من الكراهية والقتل والمجازر.